الجزيرة:
2024-11-21@11:56:32 GMT

كيف يمكن لتحليل الحمض النووي أن يدين أشخاصا أبرياء؟

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

كيف يمكن لتحليل الحمض النووي أن يدين أشخاصا أبرياء؟

تُستخدم أدلة الحمض النووي بشكل روتيني تقريبًا في العديد من المحاكم حول العالم لربط المشتبه بهم بمسرح الجريمة، وتبرئة أولئك الذين اتُهموا أو أُدينوا ظلمًا، وتحقيق العدالة للضحايا وأسرهم.

ومقارنةً بالأدوات الأخرى المستخدمة من قبل الأجهزة الأمنية في مسرح الجريمة، تعتبر بيانات الحمض النووي أكثر موثوقية في التحقيقات الجنائية والقضايا المدنية وتحديد هوية المجرمين بدقة وموضوعية.

ومع ذلك، قد تكون أدلة الحمض النووي الشائعة في الطب الشرعي أقل دقة للأفراد لمجموعات معينة من الأشخاص، وفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أوريغون.

الدراسة المنشورة مؤخرًا في مجلة "آي ساينس" وجدت أن اختبار الحمض النووي الجنائي من المرجح أن يعطي نتائج أقل دقة للأفراد الذين لديهم تنوع جيني أقل، أي الأفراد من الذين ينتمون إلى مجموعة سكانية تشترك في الحمض النووي بشكل كبير.

يوجد الحمض النووي في كل خلية من خلايا أجسامنا تقريبًا، ونترك وراءنا خلايا في كل مكان نذهب إليه دون أن ندرك ذلك. وتحتوي قشور الجلد وقطرات الدم والشعر واللعاب على الحمض النووي الذي يمكن استخدامه لتحديد هويتنا في بعض الأحيان.

يوجد الحمض النووي في كل خلية من خلايا أجسامنا تقريبًا (شترستوك) نتائج أقل دقة

تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، الباحثة في جامعة أوريغون روري رولفس، لـ"الجزيرة نت": "تختلف دقة تحليل خليط الحمض النووي الجنائي حسب الأصول الوراثية للأفراد في الخليط، وبدرجة أقل حسب الأصول الوراثية للأفراد في المجموعة المرجعية المستخدمة للتحليل".

وفي حين يمكن لعلماء الطب الشرعي تحليل الاختلافات في العلامات الجينية داخل خليط الحمض النووي لمقارنته بالحمض النووي للمشتبه به، كشفت الدراسة التي بحثت في قيود أداة الطب الشرعي المستخدمة في مسارح الجريمة، أن هذا النهج أقل دقة عند تطبيقه على مجموعات ذات تنوع جيني أقل، أي الأفراد من مجموعة سكانية تشترك في الحمض النووي المتشابه بشكل كبير.

لم يحدد مؤلفو الدراسة مجموعات إثنية محددة من المرجح أن تتأثر، فقد كانوا ببساطة يوضحون مبدأ عامًا، ومع ذلك، تشمل المجموعات التي قد يكون لديها تنوع جيني منخفض نسبيًا مجموعات السكان الأصليين أو اللاتينيين وسكان جزر المحيط الهادي على سبيل المثال.

وبناءً على الدراسة، فإن الأشخاص في هذه المجموعات سيكونون أكثر عرضة لربطهم بشكل خاطئ بمسرح الجريمة إذا لم يأخذ المحققون في الاعتبار التباين في الدقة، ومن ثم إدانتهم والزج بهم في السجن بتهم لم يرتكبوها، بسبب نتائج إيجابية كاذبة من اختبارات الحمض النووي المختلطة.

يصبح تحليل الحمض النووي أقل دقة وأكثر تحديًا بالنسبة للباحثين عندما يزداد عدد الأشخاص في عينة الحمض النووي (شترستوك) تحديات ومحاذير

ولإثبات ذلك، استند الباحثون في دراستهم إلى برامج تحليل جنائي لمحاكاة تحليل الحمض النووي وتقييم دقته، واستخدموا قواعد بيانات جينية منشورة سابقًا، لتوليد ملفات تعريف جينية لأشخاص من أصول مختلفة.

جاءت البيانات في المقام الأول من دراسة أجريت عام 2016 جمعت بيانات من 250 دراسة شملت مجتمعة 500 ألف شخص، يمثلون 466 مجموعة سكانية من جميع أنحاء العالم.

وأشارت نتائجهم إلى زيادة احتمالية الحصول على نتائج "إيجابية كاذبة" لمجموعات معينة، حيث قد يتم ربط شخص بريء بمسرح الجريمة بشكل خاطئ، عندما يتضمن خليط الحمض النووي أفرادًا من مجموعات ذات تنوع جيني أقل.

النتائج الإيجابية الكاذبة تشير إلى حالة يتم فيها التعرف على نتيجة إيجابية بشكل خاطئ عند إجراء اختبار أو فحص ما، في حين يكون الواقع خلاف ذلك (أي النتيجة الحقيقية سلبية). هذا النوع من النتائج قد يحدث في مختلف المجالات، مثل الفحوص الطبية، الاختبارات العلمية، واختبارات السلامة والأمان.

يحدث هذا الانخفاض في الدقة كذلك بسبب التحديات الكبرى في تحليل مخاليط الحمض النووي، والتي تحدث غالبًا في مسارح الجريمة حيث قد يكون العديد من الأفراد قد تركوا آثارًا من حمضهم النووي.

ويصبح تحليل الحمض النووي أقل دقة وأكثر تحديًا بالنسبة للباحثين عندما يزداد عدد الأشخاص في عينة الحمض النووي، ففي نحو 40% من المخاليط التي تضم 3 أشخاص، كان معدل النتائج الإيجابية الكاذبة نحو 1 لكل 100 ألف عينة.

ووفقًا للمعهد الوطني للمعايير والتقنية، وهو مختبر معايير القياس في الولايات المتحدة، فإن مخاليط الحمض النووي أكثر صعوبة في التفسير من عينات الحمض النووي التي يتركها شخص واحد فقط، وتصبح أيضًا أكثر صعوبة في التفسير مع زيادة عدد الأشخاص، وتناقص كمية الحمض النووي من كل شخص.

إدانة خاطئة

وبالنسبة لرولفس التي قادت الباحثين في الدراسة، فإن النتائج ليست مفاجئة، فهي متسقة مع تحليلات مماثلة لتقنيات جينية جنائية أخرى. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تحدد حجم هذه المشكلة في تحليل خليط الحمض النووي الجنائي.

وعلى الرغم من أن الدراسة اعتمدت على بيانات محاكاة بالحاسوب، ولم تحدد صراحة مجموعات الأنساب المحددة، فإنها تثير مخاوف مهمة بشأن احتمال التحيز والإدانات الخاطئة الناتجة عن هذه التقنيات، "لذلك من المهم للغاية استخدام التقنيات الموثوقة بدرجة كبيرة في نظام العدالة" كما تقول رولفس.

وتلفت رولفس في تصريحها للجزيرة نت الانتباه إلى ضرورة توخي الحذر في تفسير نتائج مثل هذه الاختبارات الجنائية لخليط معين من الحمض النووي، وخاصة عند التعامل مع مخاليط الحمض النووي التي تنطوي على أفراد من مجموعات ذات تنوع جيني أقل.

وتؤكد الباحثة على الحاجة إلى تقييم قوة الأدلة من خلال موثوقيتها، فمن الممكن أن تكون الإدانة الخاطئة قد صدرت بناءً على تحليل خاطئ لخليط الحمض النووي أو سوء الفهم أو سوء تفسير الأدلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تحلیل الحمض النووی الحمض النووی ا

إقرأ أيضاً:

تكريم الباحثة إيديث هيرد لبحوثها في التغييرات فوق الجينية.. أو كيف تؤثر التغذية والتوتر التفسي على الجينات

في 12 دجنبر المقبل، سيمنح المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي (CNRS) ميداليته الذهبية للباحثة إيديث هيرد، إحدى أبرز المتخصصات في L’épigénétique أو علم التغيرات فوق الجينية.

يأتي ذلك في وقت يشهد مجال L’épigénétique أو علم التغيرات فوق الجينية، تطورًا هائلًا في فهم تأثير البيئة والعوامل الخارجية على التعبير الجيني دون إحداث تغييرات في تسلسل الحمض النووي. ويتصدر هذا المجال اليوم نقاشات علمية واسعة، حيث يُنظر إليه كخطوة جديدة في تفسير كيفية تفاعل الجينات مع البيئة.

ويأتي هذا التكريم تقديرًا لإسهاماتها الرائدة في هذا المجال، الذي أثبت أن الجينات ليست مصيرًا محتمًا، بل يمكن للبيئة أن تلعب دورًا رئيسيًا في تعديل نشاطها.

ما هو علم التغيرات فوق الجينية؟

على عكس المفهوم التقليدي الذي ينظر إلى الجينات كمحدد وحيد للخصائص البيولوجية، يوضح علم الأبيجينتيك أن عوامل أخرى، مثل التغذية والتعرض للسموم أو الضغط النفسي، تترك « علامات » كيميائية على الجينات. تعمل هذه العلامات كـ »صفات لاصقة » تضيف أو تمنع تفعيل أجزاء معينة من الحمض النووي، مما يؤثر على التعبير الجيني.

أمثلة على تأثير البيئة

تُعتبر الأمثلة من عالم الطبيعة دليلًا على قوة الأبيجينتيك. على سبيل المثال، يختلف مصير اليرقات في خلايا النحل بناءً على نظامها الغذائي: إذا تم تغذيتها بالهلام الملكي، تصبح ملكات، وإذا تلقت غذاءً عاديًا، تتحول إلى عاملات، على الرغم من أن الحمض النووي الخاص بها متماثل.

أما في الإنسان، فالتأثيرات البيئية تبدو أكثر تعقيدًا. فقد أظهرت دراسة شهيرة أجريت على مواليد فترة المجاعة الهولندية (1944-1945) أن الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للجوع أثناء الحمل يحملون تغيرات فوق جينية مرتبطة بمشاكل صحية طويلة الأمد، مثل أمراض القلب والسكري وحتى اضطرابات نفسية.

هل يمكن أن تورث العلامات فوق الجينية؟

تشير بعض الدراسات إلى إمكانية توريث التغيرات فوق الجينية إلى الأجيال التالية، مما يثير تساؤلات حول أثر السلوكيات والعوامل البيئية للأجيال السابقة على الصحة الحالية. ومع ذلك، لا يزال هذا الموضوع موضع نقاش علمي، حيث يُعتقد أن معظم هذه العلامات يتم « إعادة ضبطها » أثناء تكوين البويضات والحيوانات المنوية. ولكن تم تسجيل استثناءات تشير إلى إمكانية بقاء بعض العلامات في بعض الحالات.
وفتح علم الأبيجينتيك آفاقًا جديدة في فهم الأمراض المزمنة والتفاعل بين الجينات والبيئة، مما يعزز الأمل في تحسين الصحة العامة من خلال تغيير أنماط الحياة والبيئة. ولكن في الوقت نفسه، يثير هذا العلم تساؤلات أخلاقية حول المسؤولية الفردية والجماعية في نقل التأثيرات البيئية عبر الأجيال.(عن موقع ميديا بارت)

 

كلمات دلالية L'épigénétique إيديث هيرد الجينات

مقالات مشابهة

  • صدمة الهوية تهز البرازيل.. الكشف عن أصول فينيسيوس جونيور
  • ضبط المتهم بقتل “رشاد عامر” في عمران بعد ساعة من الجريمة
  • اختبار الحمض النووي يكشف عن أصول فينيسيوس جونيور!
  • ترتيب مجموعات تصفيات أمم أفريقيا 2025
  • منتخب ألمانيا يتعادل إيجابيًا أمام المجر في ختام مجموعات دوري الأمم الأوروبية
  • ناسا ومايكروسوفت تطلقان أداة مساعد الأرض لتحليل البيانات بذكاء وسهولة
  • سلطان دار مساليت يطالب أمريكا بعدم فرض مجموعات سياسية غير مؤهلة على السودان
  • شرطة أبوظبي تكرّم آسيوياً لجهوده في الوقاية من الجريمة
  • المتهمون بقتل شاب فى بولاق الدكررو يكشفون تفاصيل الجريمة
  • تكريم الباحثة إيديث هيرد لبحوثها في التغييرات فوق الجينية.. أو كيف تؤثر التغذية والتوتر التفسي على الجينات