رغم أهمية وكثرة التراث الأثري في السودان فإنه لم يُسلط الضوء الكافي على مصيره وسط القصف في المعارك الدائرة في البلاد منذ 15 أبريل الماضي، ومن ذلك آثار المتحف القومي النادرة في الخرطوم التي تعيش وسط دوي الرصاص.
يتحدث خبير عسكري سوداني وخبير سياحي لموقع “سكاي نيوز عربية”، بشأن المخاطر المحيطة بآثار السودان وسط القتال القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وما يجري في ظله من أعمال نهب وسرقة وتدمير، وكيف يمكن تأمينها.


تمتلك السودان تنوعا أثريا كبيرا يمتد لآلاف السنين، حيث إنها تعد من أقدم البلاد التي سكنها البشر حسب الحفريات التي وجدت فيها مؤخرا، وهي نقطة اتصال بين شعوب جنوب الصحراء الكبرى وشعوب شمال القارة ومحيط البحر المتوسط، وكذلك تواصلت منذ القدم مع شعوب شرق البحر الأحمر.

نقطة ضعف
بوصف الخبير العسكري السوداني، عميد متقاعد ساتي محمد سوركتي، فإن حماية الآثار التاريخية السودانية “كانت وما زالت من أكبر نقاط ضعف الأمن القومي السوداني على مر العهود واختلاف الحكومات”.
يُضاف لذلك، أن تاريخ السودان “مستهدف من جهات أجنبية معادية”، ولذلك، فإن تأمين هذه الآثار خلال الحرب الجارية “هو في أضعف أحواله بالنظر لأداء أجهزة الدولة ولمجريات هذه الحرب التي تستهدف وجود الإنسان السوداني نفسه تاريخا وحاضرا ومستقبلا”، حسب سوركتي.
في تقدير الباحث المتخصص في السياحة، بسام الشماع، فإن الآثار السودانية مهمة جدا بالنسبة إلى عدة حضارات، وفي السودان نحو 200 هرم بخلاف المعابد، يجب حمايتها في ظل الصراعات.
توجد عشرات المواقع الأثرية في السودان، من أشهرها جبل البركل والكرمة، متوزعة على 6 مناطق إدارية، ومساجد وكنائس ومراقد وأسواق أثرية، بجانب متاحف متوزعة على عدة مدن، تؤرخ لحياة البشر والبيئة الحيوانية والنباتية وغيرها، منها متحف السودان القومي ومتحف التاريخ الوطني في الخرطوم، ومتحف شيكان في مدينة الأبيض، ومتحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر.

سكاي نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قراءة نقدية لرواية “عورة في الجوار” للكاتب السوداني أمير تاج السر

قراءة نقدية معاصرة لرواية "عورة في الجوار" للكاتب السوداني أمير تاج السر، التي صدرت مؤخرا , و يمكني التركيز على الأبعاد السردية والرمزية التي تتقاطع مع التحولات الاجتماعية والسياسية في السودان، مستندا إلى أدوات النقد السردي المعاصر
مثل تحليل البنية السردية، الخطاب الثقافي، والرمزية. من خلال بعض المحاور التي يمكن تناولها هكذا
تحليل البنية السردية وتداخل الأزمنة
الرواية تنقل القارئ بين الماضي والحاضر عبر أسلوب سردي متعدد المستويات. يتمركز السرد حول شخصية السائق الذي يمثل "الحرية المقيدة"، حيث يظهر الانتقال بين الريف والمدن كرمز للتغير الاجتماعي والثقافي.
السؤال السردي الرئيسي: كيف يُظهر السرد تعقيدات التنقل بين الهويات الاجتماعية في الريف والمدينة؟
التداخل الزمني و يعود السرد إلى وقائع تاريخية مثل الثورة المهدية والمجاعات ليضع الحاضر في سياق ممتد عبر الزمان.
رمزية الكلب والعنوان
رغم أن غلاف الرواية يظهر صورة كلب، إلا أن هذه الصورة تتخذ بعداً رمزياً مرتبطاً بالحرية والتنقل. يُطلق على البطل "كلب الحر"، في إشارة ضمنية إلى انتماءه المتنقل وغير المستقر.
الرمزية المزدوجة الكلب قد يكون رمزاً للحرية وأيضاً للتيه، مما يعكس حالة الشخصيات في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية.
عنوان الرواية: "عورة في الجوار" يوحي بإشكاليات مكشوفة في المجتمع، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع بأكمله، وهو ما يعكسه السرد من خلال الصراعات القبلية والسياسية.
التحولات الاجتماعية والسياسية كفضاء سردي
الرواية تقدم صورة غنية للتحولات التي طرأت على المجتمع السوداني، خاصة في فترة الثمانينات.
التغير الثقافي و يُرصد الغزو الثقافي القادم من المدن، كظهور فرق الموسيقى الغربية، وتحولات المرأة الريفية، مما يعكس صداماً بين التقليدي والحديث.
التحولات السياسية و الرواية تتناول تأثير الانقلابات العسكرية، وصراعات الأرض، في إطار سياسي يعكس تداخلات السلطة مع الحياة اليومية.
الفكاهة السوداء وفانتازيا الريف
الفكاهة السوداء و تكشف الرواية عن المعاناة بأسلوب ساخر، حيث تُوظَّف الفكاهة لتسليط الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية، وهو ما يُضفي عمقاً على النص.
فانتازيا الريف أن الريف هنا ليس مجرد خلفية مكانية، بل هو شخصية سردية تنبض بالأساطير والصراعات، مما يمنح النص بُعداً أسطورياً.
اللغة السردية وعلاقتها بالهويات
لغة الرواية وهنا خلط رائع يجمع بين الفصاحة والتعبيرات المحلية، مما يعكس جدلية الريف والمدينة.
تأثير الهوية السودانية و الكاتب هنا يتجلى في استخدام الحكايات الشعبية، الأساطير، وحتى استعادات الأحداث التاريخية كالمهدية، مما يجعل الرواية مرآةً للمجتمع السوداني.
قراءة مقارنة ما بين الواقعية السحرية والحداثة
يمكن مقارنة الرواية بتيارات الواقعية السحرية اللاتينية، حيث يتم الجمع بين الواقعي والفانتازي لإنتاج سرد يعكس تعقيد الواقع. كما أن الرواية تستفيد من تقنيات سردية حداثية، مثل تعدد الأصوات والتناص مع التاريخ.
رواية "عورة في الجوار" تسير في درب النقد الاجتماعي والسياسي بطريقة فنية ساخرة، تجمع بين خصوصية التجربة السودانية وعمومية القضايا الإنسانية. من خلال التحولات السردية والرمزية، تقدم الرواية تحليلاً
دقيقاً للصراع بين التقليد والحداثة، وتجسد التحديات التي تواجه المجتمعات الريفية في ظل التغيرات الكبرى.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • “فاتنة سبأ” المفقودة.. تمثال أثري يمني يباع في مزاد عالمي
  • “فاتنة سبأ”..يُعرض للبيع في مزاد عالمي
  • بحّار استورد أكثر من قنطار “كوكايين” عبر سفينة “سريتا” .. القصة الكاملة
  • شاهد بالفيديو .. قصة الأغنية التي حققت 375 مليون مشاهدة على اليوتيوب “ارفع يديك فوق”
  • القلق الإطاري..السوداني يدعو الاتحاد الأوروبي للتدخل في سوريا لـ” بناء نظامهم”
  • "آثار الفيوم" تختتم البرنامج التدريبي لتعلم مبادئ اللغة المصرية القديمة.. صور
  • “المؤتمر السوداني” يدين استهداف المدنيين في الفاشر والكومة
  • “تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
  • قراءة نقدية لرواية “عورة في الجوار” للكاتب السوداني أمير تاج السر
  • الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني