شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً خطيراً بين حزب الله وإسرائيل بعد إطلاق صواريخ من الجانب اللبناني باتجاه الجليل الأعلى والغربي في شمال إسرائيل. 

وبدوره، أعلن حزب الله في بيان رسمي، عن تنفيذ هجوم جوي باستخدام سرب من المسيرات الهجومية على قاعدة عسكرية إسرائيلية، كما تبادل الطرفان القصف وسط استمرار المساعي الدولية للتهدئة.

تفاصيل الهجمات الجوية والصاروخية

أفاد حزب الله أنه عند الساعة 02:45 من بعد ظهر اليوم، شنّ هجوماً جوياً باستخدام مجموعة من الطائرات الانقضاضية على قاعدة "عاموس" شمال إسرائيل، وهي قاعدة استراتيجية تقع على بعد 55 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، وتضم تشكيل النقل في المنطقة الشمالية الإسرائيلية، كما استهدف الحزب قاعدة "غليلوت" للاستخبارات في ضواحي تل أبيب. 

وأكد البيان أن الهجوم على القاعدتين أصاب أهدافه بدقة، مشيراً إلى أن تلك الضربات تأتي كرد على ما وصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على الأراضي اللبنانية.

وجاء هذا الهجوم بعد أن أطلق حزب الله صواريخ على مستوطنات قريبة من نهاريا وعكا، ما أسفر عن أضرار مادية، حيث سقط أحد الصواريخ بين منزلين في بلدة ترشيحا شمال إسرائيل. 

وفي المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيرتين أطلقهما حزب الله باتجاه خليج حيفا، إضافة إلى الإعلان عن رصد إطلاق 20 صاروخاً على منطقة الجليل.

غارات إسرائيلية مكثفة على الضاحية الجنوبية

كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية على مناطق محسوبة على حزب الله، إذ شنت 12 غارة خلال الـ24 ساعة الماضية على مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث طال القصف مجمعات سكنية، وأحياء، ومراكز طبية، وخاصة في منطقة حارة حريك، وتعد هذه الضاحية من المعاقل الرئيسية لحزب الله، والتي كانت محصنة بشكل كبير. 

ويرجح أن التصعيد في القصف الإسرائيلي جاء بعد هجمات الحزب الأخيرة، وقد تكون جزءاً من ضغوط لفرض شروط أكثر صرامة في المفاوضات.

استمرار التصعيد مع محاولات التهدئة الدولية

تشير المصادر إلى أن تصاعد وتيرة الهجمات يعقد مسار المحادثات الدولية لوقف إطلاق النار، على الرغم من تفاؤل بعض الأطراف بشأن قرب التوصل إلى هدنة. 

وتعمل الولايات المتحدة وعدة جهات دولية على الضغط لوقف العمليات العسكرية من الطرفين والعودة إلى طاولة الحوار. 

لكن التصعيد الأخير قد يكون محاولة من الطرفين لتحسين شروطهما قبل الوصول إلى أي اتفاق محتمل، في إطار ما يسمى بـ"مفاوضات النار"، إذ يسعى كل طرف لتأمين أفضل مكاسب على الأرض.

الأزمة الإنسانية في لبنان: ارتفاع أعداد القتلى والنزوح

منذ بدء التصعيد في سبتمبر الماضي، تعرضت العديد من المناطق اللبنانية، خاصة في الجنوب والبقاع وضواحي بيروت، لهجمات مكثفة من قبل الطيران والمدفعية الإسرائيلية. 

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 3200 لبناني حتى الآن، كما أجبر حوالي مليون و200 ألف مواطن على النزوح من منازلهم. 

وتشير التقارير إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، مع شح في المساعدات الطبية والخدمات الأساسية، وتزايد الضغط على المستشفيات وفرق الإنقاذ التي تعمل في ظروف بالغة الصعوبة.

توغل إسرائيلي وعمليات برية محدودة

وفي مطلع أكتوبر، شنت إسرائيل عمليات برية محدودة جنوب لبنان، حيث توغلت بعض القوات الإسرائيلية في البلدات الحدودية. 

وأعلنت إسرائيل عن استمرار هذه العمليات بصفة محدودة، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مناطق مختلفة في الجنوب اللبناني لتعزيز سيطرته وضبط الموقف.

ختام المشهد: تصعيد خطير وأفق غامض

في ظل استمرار الهجمات المتبادلة وتصاعد حدة التصعيد، تبدو الجهود الدبلوماسية صعبة ومعقدة، خاصة مع إصرار كل من حزب الله وإسرائيل على المضي في عملياتهما العسكرية. 

ولا تزال تطورات المشهد محط أنظار المجتمع الدولي، وسط دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار والحد من استهداف المدنيين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل الشمال صواريخ تل أبيب حزب الله

إقرأ أيضاً:

تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في غزة: المجاعة تطرق الأبواب و”إسرائيل” تمعن في العقاب الجماعي

يمانيون../
أطلقت منظمات دولية تحذيرات شديدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مع تصاعد العدوان الصهيوني واستمرار الحصار الخانق الذي يهدد حياة الملايين.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم الأحد، أن الأوضاع المعيشية في القطاع تشهد انهياراً تاماً، مشيرة إلى أن مجاعة واسعة النطاق ستضرب غزة خلال الأيام المقبلة بفعل الانعدام الكامل للمساعدات الغذائية. وأوضحت الوكالة أنه لم تدخل أي مساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس الماضي، مما أدى إلى نفاد المخازن بشكل كامل، محذرة من مخاطر فظيعة تهدد السكان جراء استمرار الحصار.

وأشارت “أونروا” إلى ارتفاع مأساوي في أعداد الضحايا المدنيين، مؤكدة أن ألف طفل فلسطيني قتلوا خلال أسبوع واحد من استئناف الهجمات الصهيونية على القطاع، في وقت تشهد فيه غزة انتشاراً واسعاً للأمراض المعدية، من بينها الفيروس الكبدي، إضافة إلى مضاعفات صحية خطيرة لمرضى السرطان والأمراض المزمنة.

في السياق ذاته، كشفت منسقة الشؤون الإنسانية في منظمة أوكسفام، كليمونس لاجواردات، أن كيان العدو الصهيوني يمارس أسوأ أشكال العقاب الجماعي بحق سكان غزة عبر منع دخول المساعدات الإنسانية. وأوضحت أن كميات ضخمة من الغذاء والوقود لا تزال عالقة على الحدود بسبب القيود الصهيونية، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار لتفادي كارثة أكبر.

وانتقدت لاجواردات استمرار بعض الدول، وعلى رأسها بريطانيا، في تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني رغم علمها الكامل باستخدامها في استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

وتعكس هذه التحذيرات حجم الخطر الداهم الذي يواجه غزة، وسط تجاهل دولي وتواطؤ بعض الأنظمة الغربية في دعم العدوان الصهيوني، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

مقالات مشابهة

  • أبرز خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • أخبار التوك شو| موسى: الرئيس السيسي رفض منذ 2017 إقامة قواعد عسكرية أجنبية بمصر.. البث الإسرائيلية: تل أبيب أقرب إلى توسيع العملية في غزة
  • تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في غزة: المجاعة تطرق الأبواب و”إسرائيل” تمعن في العقاب الجماعي
  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • لبنان على صفيح ساخن.. قتلى بانتهاكات إسرائيلية والحكومة تدين
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • سلاح الجو الأمريكي يستهدف سفينة إسرائيلية
  • ترامب: استمرار بوتين في إطلاق الصواريخ يجعلني أفكر أنه لا يريد وقف الحرب
  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ 39 على التوالي
  • البنتاجون يقرّ بتحسن قدرة "أنصار الله" على إسقاط المسيرات الأمريكية