الطائرات المُسيّرة ضربة موجعة لموسكو
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
في 9 أغسطس (آب)، ارتفع عمود من الدخان فوق مصنع زاغورسك، شمال موسكو، الذي يزود القوات المسلحة الروسية بالمعدات، وأدى انفجار هناك إلى مقتل شخص وإصابة 60 شخصاً وترك 8 في عداد المفقودين، وفقاً للمسؤولين، الذين قللوا من أهمية الوضع، فإن التفسير الواضح: كان ذلك نتيجة ضربة أوكرانية بطائرة بدون طيار.
ومنذ مايو (أيار)، ضربت عشرات من طائرات "كاميكازي" بدون طيار، التي أطلقت على ما يبدو من أوكرانيا، العاصمة الروسية أو مواقع قريبة.
موسكو والدفاع عن النفس
وترى صحيفة "إيكونومست" أن هذا الأمر يشير إلى أن بعض هذه الطائرات بدون طيار تضرب أهدافها، بدلاً من مجرد التسبب في ضرر عند تحطمها، متسائلة: "موسكو هي واحدة من أفضل المدن المحمية في العالم.. لماذا تكافح للدفاع عن نفسها؟".
وبحسب الصحيفة، تأسست مديرية الدفاع الجوي في موسكو في عام 1918، مع 36 مدفع مضاد للطائرات. ومنذ ذلك الحين تم ترقيته عدة مرات ويشمل النظام الآن مجمعات صواريخ أرض-جو ورادار ومقاتلات نفاثة. الطبقة الخارجية للدفاع والمعروفة باسم "أ-135"، والتي تغطي المدينة بأكملها هي واحدة من عدد قليل جداً من أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الثابتة في العالم.
تم تفعيل هذه الأنظمة في عام 1995، ولديها حوالي 100 صاروخ تهدف إلى اعتراض الرؤوس الحربية النووية. ويوجد داخل هذا المجمع مجمع "إس-50 إم" الذي يضم رادارات ومراكز تحكم وقاذفات صواريخ أرض-جو طويلة وقصيرة المدى. مع استثناء ملحوظ من كييف، فإن بقية أوروبا ليس لديها شيء مثل ذلك.
لكن الطائرات بدون طيار ليست على رادار موسكو، مجازياً وحرفياً، إذ تقول الصحيفة إنه تم تصميم دفاعاتها الجوية للتعامل مع القاذفات عالية السرعة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، بينما تقوم أنظمة الرادار القديمة تلقائياً بتصفية الأجسام المنخفضة والبطيئة الحركة (مثل الطيور) والتي قد تسبب إنذارات خاطئة. لكن لسوء حظ الكرملين، هذا يعني أيضاً أنهم كثيراً ما يفوتون الطائرات بدون طيار.
خطة دفاع دون تكنولوجيا
وهنا تكمل المشكلة بحسب التقرير، وهي أن خطة الدفاع الجوي الروسية الحالية، والتي تغطي الفترة حتى عام 2030، لا تذكر التكنولوجيا على الإطلاق، وهو ما يبدو قراراً غريباً.
على الرغم من أن الدفاع ضد الطائرات بدون طيار أمر صعب، فقد كافحت أمريكا، على سبيل المثال، لحماية قواتها من مثل هذه الهجمات في سوريا، ونجحت العديد من الدول في تغيير وتعزيز أنظمتها الدفاعية للتعامل مع المخاطر المتزايدة من الطائرات بدون طيار. وقامت إسرائيل، التي كانت في السنوات الأخيرة هدفاً متكرراً لهجمات صاروخية بتحديث "القبة الحديدية" للتصدي للطائرات بدون طيار أيضاً.
They are known as First Person View drones because the operator dons goggles that show a video feed from them as they fly https://t.co/nHZYb70FYP
— The Economist (@TheEconomist) August 10, 2023وعلى الرغم من أن الأمر استغرق منهم عدة أشهر، إلا أن الأوكرانيين يمكنهم الآن إسقاط طائرات بدون طيار تهاجم كييف بشكل موثوق. ورغم أن هجمات الطائرات بدون طيار على موسكو نفسها جديدة، إلا أن روسيا كانت على دراية بالمشكلة منذ فترة طويلة: فقد تعرضت قاعدتها الجوية في حميميم في سوريا لهجوم بطائرات بدون طيار صغيرة عدة مرات منذ عام 2018.
حلول مخصصةولكن بدلاً من محاولة وضع استراتيجية متماسكة، منذ بدء الهجمات على موسكو، اعتمدت السلطات الروسية في الغالب على حلول مخصصة، وهي كما تسرد الصحيفة "وضع أنظمة دفاع جوي تكتيكية في وسط المدينة، بما في ذلك مركبة "بانتسير-إس 1" (تستخدم عادة في ساحات القتال) على سطح مبنى وزارة الدفاع على نهر موسكفا.
وينسب المسؤولون الفضل إلى "بانتسير" التي تحمل ما يصل إلى 12 صاروخاً أرض-جو بالإضافة إلى مدفعين آليين عيار 30 ملم بإسقاط عدة طائرات بدون طيار. لكن فعاليتها مشكوك فيها، إذ يبدو أن أداءها كان ضعيفا ضد الطائرات بدون طيار في سوريا وليبيا وأرمينيا، حيث تم تدمير العديد منها على ما يبدو بواسطة الطائرات بدون طيار التي كانوا يحاولون الدفاع عنها. في عام 2018، ادعى صحفي عسكري روسي أن البانتسير غير قادرة عملياً على اكتشاف أهداف صغيرة وبطيئة.
ليس الأمر أن روسيا تفتقر إلى مجموعة الأدوات، ولكنها قد تنتشر بشكل أفضل. أوكرانيا لديها الكثير من أسلحة الدفاع الجوي الروسية الصنع؛ وفقاً للجنرال مارك كيلي، رئيس قيادة القتال الجوي للقوات الجوية الأمريكية، فهي "قادرة جداً" عندما يديرها الأوكرانيون.
Despite Ukraine's summer heat, we do not recommend leaving the hatches open. After all, Ukrainian drone operators can easily raise +35 °C to a scorching +2500 °C! pic.twitter.com/q2gDirqXDV
— Defense of Ukraine (@DefenceU) August 8, 2023في مارس (آذار) 2022، أشار إلى أن الروس، في غضون ذلك، كانوا يكافحون من أجل استخدام أسلحتهم أرض-جو بشكل فعال.
وحتى الآن كانت الهجمات على موسكو رمزية إلى حد كبير، حيث لم تشمل سوى حفنة من الطائرات بدون طيار ذات الرؤوس الحربية الصغيرة. لكن في الأشهر القليلة المقبلة، تخطط أوكرانيا لإنتاج مئات الطائرات بدون طيار بعيدة المدى بحمولات متفجرة أكبر. قد يجبر ذلك الروس على التنظيم، ربما عن طريق إعادة أنظمة أرض-جو من أوكرانيا للدفاع عن العاصمة. إن عدم القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى أضرار متزايدة لموسكو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا الطائرات بدون طیار
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية»: أنباء عن استعداد موسكو لتوجيه ضربة نووية لأوكرانيا
قال حسين مشيك، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من موسكو، إن هناك أنباء من وسائل إعلام روسية غير رسمية، تتحدث عن أن موسكو ربما تطلق اليوم صاروخ باليستي عابر للقارات -من الممكن أن يكون حاملًا رؤوس نووية- باتجاه أوكرانيا خلال الساعات المقبلة.
فيما لم تتبنى السلطات الروسية هذه المعلومات، ولم يصدر أي شيء من الجانب الروسي بشأن هذه الأنباء.
روسيا تتجنب التعليق على أخبار الضربة النوويةوأضاف «مشيك» خلال رسالة على الهواء، أن المتحدث باسم الرئاسية اليوم علق على إغلاق السفارة الأمريكية في كييف، قائلًا إن مثل هذه الأمور متعلقة بجبهة العملية العسكرية، فيما لم تتطرق وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي إلى هذه الأنباء، وأعلنت فقط عن عدد خسائر الجيش الأوكراني، والمناطق الجديدة التي سيطرت عليها في إطار عملياتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية.
3 قاذفات استراتيجية تقلع من قاعدة عسكرية روسيةوأوضح مراسل قناة القاهرة الإخبارية، أن المعلومات تتحدث عن أن 3 قاذفات استراتيجية روسية أقلعت منذ قليل من إحدى القواعد العسكرية التابعة لقوات الجو، ولكنها معلومات غير رسمية.