كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تقديم الرئيس الأمريكي جو بايدن «آخر طلب» من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خلال لقائهما الذي استمر لمدة ساعتين، وذلك قبيل مغادرته البيت الأبيض في الـ20 من يناير المقبل.

ووفق صحف أمريكية، فقد تضمن طلب بايدن، العمل معًا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل المحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

طلب بايدن من ترامب

وكشفت صحيفة أكسيوس الأمريكية، أن جو بايدن يريد استغلال الشهرين المتبقيين له في منصبه لكسر الجمود المطول في المفاوضات بشأن اتفاق غزة .

من ناحية أخرى، من المرجح أن يكون ترامب سعيدًا بالوصول إلى يوم التنصيب وقد انتهت أزمات الشرق الأوسط، وفق الصحيفة.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان اليوم : «نحن مستعدون للعمل مع الفريق القادم في قضية مشتركة على أساس الحزبين للقيام بكل ما في وسعنا الجماعي الأمريكي لتأمين إطلاق سراح المحتجزين، الأحياء والأموات».

وقال سوليفان إن البيت الأبيض أرسل إشارة إلى فريق ترامب بأنه مستعد للعمل معهم بشأن قضية المحتجزين.

بايدن يلتقي عائلات المحتجزين

والتقى بايدن، في المكتب البيضاوي لمدة ساعة ونصف مع عائلات المحتجزين حاملي الجنسية الأمريكية في قطاع غزة، بحسب ما قاله مصدران مطلعان على الاجتماع لوكالة أكسيوس.

وقال أحد المصادر إن العائلات أكدت أن الوقت ينفد أمام المحتجزين وأعربوا عن قلقهم على حياتهم.

وقال المصدر الآخر إن بايدن أبلغ العائلات أنه وترامب اتفقا على أن قضية المحتجزين ملحة وأنهم يريدون محاولة حلها قبل 20 يناير.

وقال المصدران إن الرئيس المنتهية ولايته أبلغ العائلات بأن لديهم كل الحق في الغضب عليه لأنه لم يحضر أحباءهم إلى المنزل حتى الآن.

وطلبت عائلات المحتجزين الأمريكيين عقد اجتماعات مع العديد من الأعضاء الجدد المعينين في فريق ترامب بهدف إقناعهم بالانخراط في القضية على الفور، بحسب المصدرين.

وفي الوقت نفسه، وصل الوضع الإنساني في غزة إلى أدنى مستوياته منذ بدء الحرب، وفقاً لمنظمات الإغاثة. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 44 ألف فلسطيني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بايدن ترامب الانتخابات الامريكية غزة وقف اطلاق النار في غزة مفاوضات اطلاق سراح المحتجزين

إقرأ أيضاً:

الرئيس ترامب.. لا تخسر أصدقاءك وحلفاءك!

على مدار التاريخ السياسي للمملكة العربية السعودية لم تحاول القيادة السعودية يوماً الإدلاء بأية تصريحات استفزازية تمس الانتخابات الأمريكية، أو تتعلق بمن سيحل ضيفاً على البيت الأبيض خلال السنوات الأربع التالية؛ فهذا شأن أمريكي داخلي بحت لا تتدخل فيه من قريب أو من بعيد، غير أنه من المؤكد أن هناك تفضيلاً سياسياً لرئيس دون غيره، مردّه القدرة المتوقعة لرئيس أمريكي - دون آخر- على إدارة ملفات الشرق الأوسط بشفافية ودون إضرار بمصالح الدول العربية، وعلى مدار التاريخ ربطت أواصر الصداقة بين الكثير من الرؤساء الأمريكيين وبين القيادة السعودية، وهو ما انعكس على الواقع السياسي بالمنطقة ولاسيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
في بداية الثمانينات من القرن الماضي توغل الجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ من لبنان مقراً لها، وكان القضاء على هذه الرموز بمثابة إضعاف شديد للقضية الفلسطينية قد يؤدي لتفككها بالكامل، غير أن الدبلوماسية السعودية بقيادة الملك فهد، رحمه الله، مارست الكثير من الضغوط على الحكومة الأمريكية آنذاك لتمارس بدورها ضغوطاً مماثلة على إسرائيل، لتترك القيادات الفلسطينية ترحل بسلام من لبنان إلى مقر بديل لها وهو تونس.
وقد تمخض عن تلك الضغوط رحيل القيادات الفلسطينية وقواتها إلى خارج لبنان، ومن الملاحظ أن الحكومات الأمريكية -على اختلاف رؤسائها- تعي جيداً أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب ككل، لذلك ضغط العديد من الرؤساء الأمريكيين على الحكومات الإسرائيلية المتتالية ليتفاوضوا مع الفلسطينيين بهدف إقرار السلام في المنطقة، ومن أشهر الرؤساء الأمريكيين الذين دعموا السلام كارتر، وجورج بوش الأب، وكلينتون، حتى أن الرئيس بوش الأب هدد إسرائيل بوقف الدعم عنها إن لم تستجب للاجتماع الذي تم عقده في إسبانيا بقيادة الاتحاد السوفيتي وقتذاك والولايات المتحدة بهدف إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط.
غير أن السياسة الباهتة لحكومة الرئيس السابق بايدن تجاه القضية الفلسطينية جعلت الآمال معلقة على الرئيس الجديد -المنتخب وقتها- ترامب، ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية تعتبر الرئيس الأمريكي ترامب صديقاً معنياً بمصالح حلفائه، كما تعتبره الرجل القوي القادر على ممارسة الضغوط على إسرائيل، كما أنه القادر على تخليص المنطقة من الإرهاب والقضاء على محور الشر، وهو ما حدث بالفعل إبان فترة رئاسته الأولى، عندما قام بتجفيف منابع الإرهاب -ولو على نحو جزئي- من خلال قضائه على عدد من قيادات الشر.
لقد تفاءل البعض بقدوم الرئيس ترامب ليكمل مسيرة السلام في المنطقة، ولكن ليس على حساب دول المنطقة، وقد يعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أن مشروعه السياسي الذي قام بطرحه مؤخراً مطالباً بتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم التاريخية، ليتم توطينهم في بعض الدول العربية، كفيل بحل القضية الفلسطينية، غير أن ما لا يدركه الرئيس ترامب أن القضية الفلسطينية حقٌ تاريخيٌ ملكٌ للشعوب العربية كلها وأولهم الشعب الفلسطيني، ولا يمكن بحال من الأحوال محو تاريخ شعب عريق، فهذه الأرض الخالدة تحمل بصمات تاريخ يمتد لقرون عاش فيها الشعب فوق تراب أجداده، لا يمكن لرئيس أو زعيم أن يكون له القرار فيمن سيعيش في هذا المكان، فلا يمكن محو التاريخ من خلال بضع قرارات ارتجالية تخضع لأهواء رؤساء بعض الدول العظمى.
لا يمكن لدولة معينة مهما تمتعت بنفوذ عسكري وسياسي أن تقوم بتغيير التاريخ وتوزع إرث الشعوب على من يحلو لها هنا وهناك، فالضفة الغربية وقطاع غزة هما ما تبقى من حلم الشعب الفلسطيني، ومن الغرابة أن يطلب الرئيس ترامب من مصر والأردن موافقتهما على تهجير سكان غزة متجاهلاً أصحاب القضية والأرض، فأي دولة عربية ليس بإمكانها أن تتنازل عن ملكية ما لا تملكه، فالرئيس ترامب يريد أن تكون كندا (الدولة التي تنضوي تحت العرش البريطاني) ولاية أمريكية، كما يريد الحصول على جرينلاند من الدانمارك، وهذه التصريحات قد تؤدي في نهاية المطاف لأن يخسر الرئيس حلفاءه وأصدقاءه من الدول العربية والغربية معاً.
من المؤكد أن أحد أهم مؤشرات النجاح لأي رئيس هو قدرته على بناء تحالفات تصب في مصلحة بلده، أما خسارة الحلفاء والأصدقاء فلا تعني إلا أن الأصدقاء والحلفاء القدامى سيتخذون مواقف دفاعية للدفاع عن مصالح شعوبهم، وخسارة الحلفاء قد تضر بمصالح الشعب الأمريكي على المدى الطويل، فقد تحقق تلك السياسات الرعناء نجاحات على المدى القصير، غير أنه في نهاية المطاف لا يمكن أن تُلغي الحقوق التاريخية من خلال بضع قرارات ارتجالية من دول تستخدم نفوذها السياسي والعسكري لمساندة دولة مغتصبة تجد من شد أزرها، في عالم يبدو فيه أن قانون الغاب قد بدأ يلوح في الأفق.

مقالات مشابهة

  • رفض تسليمها بايدن...وصول شحنة من القنابل الأميركية الثقيلة إلى إسرائيل خلال الليل
  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • ماذا قال زيلينسكي لترامب عن الرئيس الروسي؟
  • ترامب يرد بسخرية حول علاقته مع إيلون ماسك.. ماذا قال؟
  • ردا على تحركات ترامب .. فرنسا تبحث عقد قمة بشأن أوكرانيا
  • نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟
  • الرئيس ترامب.. لا تخسر أصدقاءك وحلفاءك!
  • رئيس وزراء الهند: بحثت مع الرئيس الأمريكي التعاون في مجال المفاعلات النووية الصغيرة
  • «القاهرة الإخبارية»: عائلات المحتجزين يريدون تسريع المباحثات لإتمام المرحلة الثانية من الصفقة
  • الباب الأخير.. ما فعله ترامب بـUSAID يهدد النازحين في العراق