الأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
تُعد الأمراض النفسية من أهم التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث، إذ تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وتؤدي إلى تدهور جودة الحياة والصحة العامة.
تشمل الأمراض النفسية مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على التفكير، والمشاعر، والسلوك، وتتنوع في شدتها من اضطرابات مؤقتة إلى حالات مزمنة تتطلب متابعة وعلاجًا طويل الأمد.
ومن بين هذه الأمراض الاكتئاب، واضطراب القلق، واضطراب ثنائي القطب، والفصام، واضطرابات الأكل، واضطرابات الشخصية.
أدوية الإكتئاب السر وراء انتحار طالب ثانوي داخل مدرسة في الفيوم تحذيرات عاجلة من "الصحة العالمية": المراهقون في خطر وارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق أنواع الأمراض النفسية الشائعة1. **الاكتئاب**: هو اضطراب نفسي يتميز بمشاعر الحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، ويمكن أن يؤدي إلى التعب الشديد وتدني الطاقة، وحتى الأفكار الانتحارية في الحالات الشديدة.
2. **اضطراب القلق**: يتضمن شعورًا مستمرًا بالخوف والقلق، مما يؤثر على الحياة اليومية. قد يكون مصحوبًا بأعراض جسدية مثل خفقان القلب والتعرق المفرط.
3. **الفصام**: هو اضطراب عقلي يؤثر على التفكير والإدراك، حيث يعاني المصابون من الهلوسة والأوهام، ما يجعل من الصعب عليهم التواصل مع الواقع.
4. **اضطراب ثنائي القطب**: يتميز بتقلبات شديدة في المزاج تتراوح بين نوبات من الهوس ونوبات من الاكتئاب، مما يؤثر على توازن الحالة النفسية.
5. **اضطرابات الأكل**: مثل فقدان الشهية العصبي والشراهة المرضية، وهي حالات تؤثر على السلوك الغذائي للفرد وتؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
6. **اضطرابات الشخصية**: تشمل مجموعة من الأنماط السلوكية المستمرة التي تؤثر على العلاقات الشخصية وتؤدي إلى صعوبات في التكيف مع المجتمع.
تأثير الأمراض النفسية على الصحة العامة1. **زيادة العبء الصحي**: الأمراض النفسية تُعد عبئًا على أنظمة الصحة العامة نظرًا لحاجتها إلى رعاية طويلة الأمد وعلاج مستمر. وغالبًا ما تتطلب برامج علاجية متنوعة تشمل الأدوية والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي، مما يثقل كاهل النظام الصحي.
2. **التأثير على الاقتصاد**: تُسبب الأمراض النفسية خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة للتغيب عن العمل وتدني الإنتاجية. كما تزيد من التكاليف الصحية على الدولة والشركات، إذ يحتاج المصابون إلى رعاية صحية مستمرة ومتابعة طبية.
3. **التأثير على الأسرة والمجتمع**: تؤثر الأمراض النفسية بشكل كبير على أفراد أسرة المريض، إذ تضعهم في حالة من الضغط النفسي وتزيد من الأعباء العائلية، ما يؤدي إلى تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية.
4. **الارتباط بالأمراض المزمنة**: الأمراض النفسية ترتبط بشكل مباشر بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض جسدية مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. وذلك لأن الضغط النفسي المستمر يؤدي إلى زيادة التوتر الذي يؤثر سلبًا على وظائف الجسم.
5. **زيادة معدلات الانتحار**: تشير الدراسات إلى أن العديد من حالات الانتحار مرتبطة بالأمراض النفسية، خصوصًا الاكتئاب واضطرابات القلق. وهو ما يشكل تهديدًا على الصحة العامة ويستلزم الاهتمام بالعلاج النفسي لمنع مثل هذه الحوادث.
6. **التأثير على الأطفال والشباب**: يعاني الأطفال والشباب بشكل متزايد من الأمراض النفسية، نتيجة للضغوط النفسية المتزايدة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الإدمان والاضطرابات السلوكية، مما يؤثر سلبًا على صحة المجتمع العامة في المستقبل.
الأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامةالتحديات في معالجة الأمراض النفسية1. **وصمة العار الاجتماعية**: ما زالت الأمراض النفسية تواجه وصمة عار في العديد من المجتمعات، مما يجعل المصابين يترددون في طلب المساعدة والعلاج، وبالتالي يفاقم مشكلاتهم ويزيد من تأثيرها على الصحة العامة.
2. **قلة الموارد المتاحة للعلاج**: في بعض الدول، لا تتوفر خدمات الصحة النفسية بشكل كافٍ، مما يجعل من الصعب توفير العلاج والدعم النفسي للمصابين.
3. **نقص التوعية**: الوعي بأهمية الصحة النفسية ما زال محدودًا في بعض المجتمعات، مما يؤدي إلى تجاهل علامات الأمراض النفسية وعدم السعي للعلاج المناسب.
4. **الحاجة إلى دعم متكامل**: الكثير من المصابين بالأمراض النفسية يحتاجون إلى رعاية متكاملة تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، والعلاج الطبي، والتدريب على كيفية إدارة الأعراض، مما يمثل تحديًا كبيرًا للأنظمة الصحية.
دور الوقاية والتدخل المبكرتُعتبر الوقاية والتدخل المبكر من أهم العوامل التي تساعد في الحد من انتشار الأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساهم في الوقاية:
1. **تعزيز الوعي بالصحة النفسية**: نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة عند الحاجة يُعدّ أساسيًا في الوقاية والتخفيف من حدة الأمراض النفسية.
2. **توفير خدمات الصحة النفسية في المدارس**: التعليم المبكر حول كيفية التعامل مع الضغوط النفسية والضغوط الاجتماعية يمكن أن يساعد الأطفال والشباب على التكيف بشكل أفضل ويقلل من احتمالية إصابتهم بالأمراض النفسية.
3. **الدعم الاجتماعي والمجتمعي**: إنشاء شبكات دعم اجتماعي وتشجيع العمل المجتمعي يمكن أن يساعد الأفراد في التعامل مع الضغوط اليومية ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض النفسية.
4. **الاهتمام بالصحة الجسدية**: بما أن الصحة النفسية والجسدية مترابطتان، فإن ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد في تحسين الحالة النفسية ويقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية.
5. **التشجيع على التدخل المبكر**: الاكتشاف المبكر للأمراض النفسية وتقديم العلاج السريع يساعد في تحسين فرص الشفاء ويقلل من التأثيرات السلبية طويلة الأمد على الصحة العامة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمراض النفسية موقع الفجر بوابة الفجر بوابة الفجر الإلكترونية ا على الصحة العامة بالأمراض النفسیة الأمراض النفسیة الصحة النفسیة تؤثر على یؤدی إلى ویقلل من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الصحة تنظم لقاء تعريفيا للحملة الوطنية التوعوية للفحص قبل الزواج
- د. سعيد اللمكي: للمشروع أبعاد اجتماعية واقتصادية، وسيتم تنفيذه على 3 مراحل
- د. رية الكميانية: 10% نسبة انتشار أمراض الدم الوراثية في سلطنة عمان
نظمت وزارة الصحة اليوم اللقاء التعريفي حول الحملة الوطنية التوعوية للفحص الطبي قبل الزواج، بهدف التعريف بالحملة الوطنية التوعوية لبرنامج الفحص الطبي قبل الزواج والتي ستستمر لمدة عام كامل خلال 2025.
ويهدف برنامج الفحص الطبي قبل الزواج إلى الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي وبيتا ثلاسيميا، ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل، وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، كما أن الحد من هذه الأمراض يخفف الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم ويساعد على التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع، إلى جانب زيادة إقبال المجتمع على الفحص قبل الزواج والتشجيع عليه من خلال التعريف بالبرنامج لدى القطاعات ذات العلاقة وترسيخ المفهوم ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية الفحص قبل الزواج والتعريف بآلية الفحص والجوانب الصحية والاجتماعية والدينية المترتبة عليه.
وأكد سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي، وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية أن للمشروع أبعاد اجتماعية واقتصادية، وسيتم تنفيذه على 3 مراحل، مشيرا إلى أن هناك ثباتا خلال السنوات الماضية لوفيات الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون الخمس سنوات، وجل هذه الوفيات تأتي نتيجة أمراض الدم الوراثية، ومهما عملنا كقطاع صحي في تحسين الخدمات الصحية فلا يمكن أن نحسن من هذه المؤشرات ونقلل من وفيات حديثي الولادة ووفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات إلا بهذا البرنامج الحيوي وبرنامج فحص حديثي الولادة.
وتضمن اللقاء عددًا من أوراق العمل، حيث استعرضت الدكتورة بدرية بنت محسن الراشدية، مديرة عامة المديرية العامة للخدمات الصحية والبرامج خلال ورقة عملها جهود الوزارة في هذا المجال كتقديم المشورة الطبية حول احتمالية انتقال الأمراض ومساعدة المقبلين على الزواج في التخطيط لأسرة سليمة صحية، موضحة أن الفحص يشمل أمراض الدم الوراثية مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وبعض الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسب، واعتمدت وزارة الصحة البرنامج كوسيلة وقائية فعالة للحد من انتشار الأمراض المعدية والتشوهات الخلقية ولخفض حدوث وفيات الأطفال عن هذه الأمراض، وتمر الحملة بمراحل عديدة، وسيبدأ تدشينها نهاية الشهر الجاري ويستمر لمدة سنة ويستهدف المقبلون على الزواج، إلى جانب إطلاق حملات توعية مباشرة ونشر مواد توعوية.
من جانبها، قالت الدكتورة رية بنت سعيد الكميانية، رئيسة قسم الفحص الطبي قبل الزواج: خدمة الفحص الطبي قبل الزواج يقصد بها تقديم المشورة الطبية للمقبلين على الزواج بناءً على نتائج الفحص الطبي يكشف من خلاله إذا ما كان أحد الطرفين أو كلاهما حاملا أو مصابا بأحد الأمراض التي قد تنتقل إلى الأبناء وذلك بهدف إيضاح مفهوم الزواج الآمن طبيا لبناء أسرة سليمة صحية، مشيرة إلى أن نسبة انتشار أمراض الدم الوراثية في سلطنة عمان بلغت 10%، وتقدر نسبة حدوث حالات الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية بحوالي 7% مقارنة ب 4.4% في الدول الأوروبية، وتصل نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة أقل من 7 أيام الناتجة عن التشوهات الخلقية إلى 33.2% في عام 2023.
وأضافت: يعد فقر الدم المنجلي للذكور من عمر 20 سنة إلى 49 من الأسباب الرئيسية للتنويم في مستشفيات وزارة الصحة حسب الأمراض في فئات العمر المختلفة خلال عام 2023، وأوضحت أن الخدمة اختيارية لجميع المقبلين على الزواج، ويتم تقديم المشورة الوراثية من قبل أخصائي مشورة وراثية، كما أن السرية هي أولوية على جميع المستويات التي تقدم فيها الخدمة.
وقالت الدكتورة أروى بنت سليمان الشعيلية، أخصائية أمراض الدم بالمديرية العامة لمستشفى خولة: في سلطنة عمان، ينتشر فقر الدم المنجلي بمعدل 6% بين السكان بما في ذلك 0.2 % مصابين بهذا المرض، وتبلغ نسبة حاملي بيتا ثلاسيميا (ب) حوالي 2-3% من أجمالي المواطنين، بينما تبلغ نسبة المرضى 0.07%، ويُقدر أن 10% من السكان حاملين لأحد الجينات الخطيرة المسببة لأمراض الدم الوراثية، و48% من السكان يحملون جينا للثالاسيما (أ)، و28 % من الذكور و12% من الإناث بنقص الخميرة، و60% من سكان السلطنة يحملون جينا من جينات أمراض الدم الوراثية.
وأفادت الدكتورة زيانة بنت خلفان الحبسية، رئيسة برنامج العوز المناعي المكتسب والأمراض المنقولة جنسيا والالتهابات الكبدية أن من الأمراض المشمولة في الحملة هي الأمراض المعدية المدرجة كفيروس نقص المناعة البشري، والزهري، والالتهابات الكبدية ب، ج، وتكمن أهميتها في التقليل من الأعباء المالية وخفض التكلفة، وخفض المراضة والوفيات، والوقاية والحد من انتشار العدوى في المجتمع.
وناقش فهد بن يوسف الأغبري، محاضر في القانون بجامعة الشرقية في ورقة عمله أن الفحص الطبي قبل الزواج يبرز عند النظر إليه من منظور حقوق الطفل، كإجراء وقائي يهدف إلى ضمان حماية حقوق الأطفال المستقبلية، سواء كانت تتعلق بالصحة أو الحياة الكريمة، وتتناول الحملة تعزيز الوعي بحقوق الطفل، والأثر الاجتماعي على استقرار الأسر، والتباين في تشريعات الدول، ومراعاة الحق في الخصوصية.
ووضح الدكتور ماجد بن مبارك السعيدي، مدير دائرة الكاتب بالعدل في المجلس الأعلى للقضاء أن هذا الفحص يأتي ضمن إطار تشريعي وتنظيمي متكامل يشمل التعاون بين وزارة الصحة والمجلس الأعلى للقضاء والجهات المعنية الأخرى، مع الالتزام بأعلى معايير السرية والخصوصية، في ظل التحديات الصحية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات الحديثة، وأصبح الفحص الطبي قبل الزواج ضرورة ملحة لتقليل معدلات الأمراض الوراثية والمعدية وضمان استقرار العلاقات الزوجية. هذا الإجراء يحقق "رؤية عمان 2040" لبناء مجتمع صحي ومستدام، وبناء نظام صحي رائد بمعايير عالمية، ويعزز من مكانتها كدولة رائدة في تحقيق التوازن بين الصحة العامة ورفاهية المواطنين.
كما شارك يعقوب بن علي البطاشي مشرف إدارة مدرسية بوزارة التربية والتعليم بورقة عمل حول الواقع الصعب الذي تعيشه الأسر التي يعاني أفراد عائلتها من أحد أمراض الدم الوراثية ليعطي نموذجًا حيًّا يمثل أهمية الفحص الطبي قبل الزواج لتجنب تناقل أمراض الدم الوراثية والمعدية، وبناء أسرة سليمة ومجتمع متعاف، وذكر بعض المقترحات للحد من معاناة الأمراض الوراثية كضرورة الفحص الطبي ما قبل الزواج، والتوعية المجتمعية، والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، وتعزيز البحث العلمي لتطوير العلاجات، وتخصيص مستشفيات وأقسام طوارئ خاصة بالتعامل مع أمراض الدم الوراثية، وتعديل التشريعات الخاصة بفئات مرضى الدم الوراثية.