يمانيون – متابعات
في خضم احتفالات الولايات المتحدة بذكرى تأسيس قواتها البحرية، أطلقت القيادة المركزية الأمريكية مقطع فيديو يعرض “هيبة” الأسطول الأمريكي، محاولاً إبراز قوة تعتبرها الولايات المتحدة محوراً أساسياً لأمنها ونفوذها الدولي. لكن بعد أيام قليلة من هذا العرض، جاء الرد من اليمن على نحو فاجأ العالم وكسر رمزاً يعتبره الأمريكيون مفخرة عسكرية لا تضاهى، حيث طالت العملية اليمنية الأخيرة إحدى أهم قطع الأسطول الأمريكي، ما أثار تساؤلات حول قدرة هذه القوة على مواجهة التهديدات في عصر التقنيات غير التقليدية.

خلفية “أسطورة القوة الضاربة” الأمريكية

تحتفل الولايات المتحدة بيوم البحرية في 27 أكتوبر من كل عام، والذي تم تخصيصه تكريماً للرئيس ثيودور روزفلت منذ عام 1922، الذي دعم تطوير الأسطول البحري ليصبح قوة جبارة، تُعتمد عليها في فرض هيمنة عالمية. وتملك البحرية الأمريكية بالفعل ما يعتبر أقوى الأساطيل البحرية في العالم، مزودة بأحدث حاملات الطائرات، الغواصات، المدمرات، والبارجات التي يُفترض أنها عصية على الهزيمة. عبر عقود، ارتبط اسم الأسطول الأمريكي بتحقيق الانتصارات في البحار وفرض النفوذ في مختلف أرجاء المعمورة، وأصبح رمزاً للقوة الأمريكية التي لا يُعتقد بأنها تُضاهى.

رسالة يمنية تطيح بالرمزية الأمريكية

اختارت اليمن هذا التوقيت لإرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة: الأسطول الضخم الذي تفتخرون به يمكن أن يكون عرضة للتدمير، حتى بأبسط الأدوات العسكرية غير التقليدية. العملية التي طالت حاملة الطائرات “يو إس إس لينكولن”، بالتوازي مع هجوم آخر استهدف بارجتين أمريكيتين في البحر الأحمر، لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل رسالة واضحة أن حاملات الطائرات العملاقة ليست منيعة وأن الأساطيل الضخمة يمكن زعزعتها أو إغراقها بوسائل متعددة.

العملية اليمنية، التي جاءت بعد إجبار أمريكا على سحب حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” من مناطق قريبة، كان لها أثر مضاعف، إذ عززت في أذهان المراقبين والنقاد ضعف الاستراتيجية الأمريكية البحرية التي كانت تعتمد على فرض السيطرة من مسافات بعيدة.

ردود الفعل والإحراج الدولي

الأحداث الأخيرة وضعت واشنطن في موقف محرج على الساحة الدولية؛ إذ جاء رد الفعل على مقطع الفيديو الاستعراضي احتفالا بذكرى تأسيس البحرية كتحول ساخر، حيث أظهرت العمليات اليمنية ضعفًا غير متوقع في الاستراتيجية البحرية الأمريكية، ما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق. وأشارت التحليلات إلى أن الهجمات اليمنية نسفت المعتقدات التي لطالما روّجت لها الولايات المتحدة حول مناعة قواتها البحرية، وعززت إمكانية ضرب الأساطيل الكبرى في مناطق بعيدة وبأدوات غير متكافئة.

تداعيات استراتيجية على البحرية الأمريكية

أضحت البحرية الأمريكية أمام تحدٍ جديد وغير تقليدي، فحاملات الطائرات والمدمرات المتنقلة التي تمثل شريان الهيمنة الأمريكية حول العالم، أصبحت بنظر المراقبين هدفاً يمكن الوصول إليه، بل وتحويله إلى نقطة ضعف يمكن استغلالها من قبل خصوم واشنطن بفعالية. ولعل اليمن من خلال عمليته الأخيرة، قدّم درساً للعالم بأن الأساطيل العسكرية الضخمة ليست عصية على الاستهداف، وبات يثبت يومًا بعد يوم أن الكفاءة القتالية قد تتفوق على القوة العددية في البحر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كتاب “بشرط” الصادر عن دار الدحنون .. كيف يمكن ربط الأطفال بتراثنا العربي القديم؟

#سواليف

تعيش صناعة #كتب_الأطفال والفتيان في عالمنا العربي تحديًّا كبيرًا؛ نظرًا لأن كثيرًا من الأطفال يمتلكون لغات أخرى إلى جانب لغتهم الأم، مما يمكنهم من الاطلاع على ثقافات وكتب مختلفة، الأمر الذي يضع مؤلفي وصانعي الكتب في الوطن_العربي أمام تحدٍ كبير.

على سبيل المثال، فإن الميزة التي يجدها الطفل في #الكتب_الغربية تتلخص في أنها تناقش مشاكله التي يمر بها، مما يجعلها أقرب إليه.

في ظل ما سبق فإن ربط الطفل بتراثه العربي يصبح معضلة كبيرة، فإلى جانب التباين الثقافي بين الأهل أصلًا وإرثنا العربي القديم ثمة مغريات أخرى تجذب الأطفال في كتب اللغات الأخرى.

مقالات ذات صلة مسابقة “تمكين” لأفضل تقرير صحفيّ حول عمل الأطفال في الأردنّ 2025/01/21

لذا فإن رسالة دار الدحنون التي تسعى إلى ترجمها من خلال كتبها، تقوم على تحقيق الهدف السابق، عبر مناقشة مشاكل الأطفال التي لا بد من التطرق إليها، إذا أردنا ككتاب وناشرين احترام عقل الطفل.

في #كتاب_بشرط الواقع في 48 صفحة، يخوض حاتم رحلة البحث عن شخصية حاتم الطائي بصحبة والده، مقابل شرط.

في الواقع فإن والدي حاتم منفصلين منذ عام، وهو كما الأولاد ممن هم في مثل سنه 7-11 عام يحلم بأن يعود والديه إلى بعضهما.. في هذا الكتاب لا نعرف إن كان سينجح في مهمته، لكنه على الأقل سيتمكن من معرفة الكثير عن شخصية حاتم الطائي وسيفوز بجلسة على العشاء مع والديه اللذين لم يجتمعا منذ عام.

يتضمن الكتاب في نهايته بابًا سنحرص عليه في كل عدد من هذه المجموعة، وهو عبارة عن وقفة نفسية مع الأهل، إنها رسالة موجهة للأهل من مختص في علم النفس الإكلينيكي، وفي هذا الكتاب سيقدم للأهل بخطوات عملية، ومن خلال بعض المفاصل الإنسانية التي تضمنتها القصة، كيفية تقريب المسافات مع الأبناء، وكيف للعلاقة الصحية بين الأهل والأبناء أن تحمي أطفالهم من أخطار السوشال ميديا التي باتت حقيقة واقعة في زمننا.

ولأننا نعلم أن الكتاب قد يتضمن مفردات صعبة على البعض، وقد يسأل الأبناء أهلهم عنها، أفردنا في الصفحات الأخيرة شرحًا للصور الفنية والمفردات الصعبة في الكتاب.

إن الكتاب لا يقدم قصة واقعية عن حاتم الطائي، لكنه قد يقدم للأهل فرصة للتعرف على شخصيات من تراثنا العربي بصحبة أبنائهم، ليكون تراثنا العربي بجمالياته وحكمته فرصة تلاقي بين الأهل والأطفال .

للتواصل

دار الدحنون

عمّان – الأردن

00960797229781

Dar.al.da7non@gmail.com

فيس بوك: دار الدحنون

انستغرام: dar.alda7non

مقالات مشابهة

  • حاملة الطائرات “ترومان” تبتعد عن السواحل اليمنية خوفًا من الاستهداف
  • بعد توقف مؤقت.. عودة تيك توك للعمل في بعض الولايات الأمريكية
  • بتفسير علمي.. عالم أكسفورد يفنّد أسطورة وحش بحيرة “لوخ نيس”
  • كتاب “بشرط” الصادر عن دار الدحنون .. كيف يمكن ربط الأطفال بتراثنا العربي القديم؟
  • فريق بايدن ينفذ آخر عملية تبادل مع “طالبان”
  • “ترومان” تبتعد 1021كم شمالا
  • عودة تطبيق “تيك توك” إلى الولايات المتحدة
  • دول عربية ضمن قائمة «مالكة أكبر الأساطيل البحرية»
  • توقُّف “تيك توك” عن العمل في الولايات المتحدة
  • تطبيق “تيك توك” يعلن وقف خدماته في الولايات المتحدة