منصة نداء الوسط قالت إنه بالرغم من المطالبات المستمرة برفع الحصار لم تتحرك أي جهة أو منظمة من أجل إنقاذ حياة المواطنين المحاصرين.

مدني: التغيير

أعلنت منصة نداء الوسط بولاية الجزيرة- وسط السودان، رفضها للحصار المجحف وغير المبرر الذي تفرضه عصابات قوات الدعم السريع وقياداتها على مدينة “الهلالية” والقرى الأخرى، وطالبت بتحرك فوري من أجل رفع الظلم وإنقاذ المواطنين الأبرياء من براثنها وبطشها.

أوضاع سيئة

وأعربت المنصة في بيان، الأربعاء، عن قلقها لأوضاع المواطنين المحاصرين بعد 20 يوماً من الحصار، فقد فيها قرابة الـ500 شهيداً وشهيدة، مع استمرار النعي على رأس كل ساعة بينهم عائلات بأكملها.

وقالت إن الأوضاع المعيشية للمحاصرين سيئة للغاية والجوع والعطش يفتكان بأجسادهم، كما أن الأوضاع البيئية والصحية المزرية أدت لانتشار بعض الأمراض التي باتت تفتك بالأهالي كباراً وصغاراً مع عدم توفر الرعاية الطبية والأدوية.

وأضافت المنصة أن الأوضاع الأمنية داخل المدينة لا تخفى على أحد “فالعصابات لم توفر جهداً في إرتكاب المزيد من الإنتهاكات بحق المواطنين الضعفاء من ضرب وتنكيل، كما تستمر في احتجاز وتعذيب البعض منهم وتساوم عائلاتهم على دفع أموال طائلة مقابل اطلاق سراحهم”.

وتابع البيان: “وبالرغم من المطالبات المستمرة برفع الحصار، لم تتحرك أي جهة أو منظمة من أجل إنقاذ حياة المواطنين المحاصرين في تجاهل متعمد وسلوك منافي لجميع القيم الإنسانية”.

واعتبرت المنصة أنه من المخزي ما يقوم به البعض من محاولات لتبرير انتهاكات العصابات وجعله أمراً واقعاً في دعوة منهم للتعايش مع القتلة.

استمرار الهجمات والتهجير

وفي السياق، قالت المنصة إن العصابات الإرهابية واصلت عمليات التهجير الممنهج بمحليتي أم القرى والحصاحيصا، وتتوعد بالقيام بمزيد من الهجمات على قرى أخرى.

وأضافت أنها قامت يوم الثلاثاء باستباحة قرية “مبروكة” شمالي أم القرى وعملت على تهجير المواطنين بمن فيهم من نازحين عقب نهب جل ما لديهم من ممتلكات خاصة وأموال، كما قامت بنهب المواشي بأنواعها والمحاصيل الزراعية.

وضمن ذات السياق قامت أيضاً بمهاجمة قرية “الميعة ود باكر” بوحدة وسط أم القرى وتعدت على من فيها وقامت بنهب الممتلكات والأموال، إضافة لمنظومة الطاقة الشمسية الخاصة بآبار المياه لتجفيف المنطقة من مياه الشرب.

وأشارت إلى أنها قامت كذلك بشن هجوم شرس على قرية “ود البصير” بمحلية الحصاحيصا وكعادتها مارست عمليات نهب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، وعمدت إلى تهجير المواطنين من القرية، متوعدةً  أهالي قرى (أم كوراك- الحداحيد) باجتياح قراهم.

الوسومأم القرى الجزيرة الدعم السريع السودان الهلالية مبروكة نداء الوسط

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم القرى الجزيرة الدعم السريع السودان الهلالية مبروكة نداء الوسط نداء الوسط أم القرى

إقرأ أيضاً:

الهلالية.. الحقيقة الغائبة وسط صراع الروايات

في قرية الهلالية شرق ولاية الجزيرة، بات الموت حاضرًا في كل زاوية، مع تجاوز الوفيات 450 شخصًا، تتباين الروايات بين تسميم المياه والغذاء، وتفشي الكوليرا وسط حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع.

التغيير: كمبالا: تقرير

بدأت الكارثة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع عندما اجتاحت قوات الدعم السريع منطقة الهلالية، وفقًا لما أفاد به الناطق الرسمي لمؤتمر الجزيرة، هيثم الشريف (التغيير) موضحًا أن القوات استهدفت المدنيين على أساس الهوية العرقية، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا رمياً بالرصاص في المرحلة الأولى من الهجوم.

وأشار الشريف إلى أن الدعم السريع فرضت حصارًا خانقًا على المنطقة، مما أجبر السكان على اللجوء إلى دور العبادة طلبًا للحماية. وبدلاً من تقديم الدعم، وزعت القوات قمحًا معالجًا كيميائيًا يُعتقد أنه تسبب في حالات تسمم واسعة، مما زاد من أعداد الوفيات بشكل كبير.

الناطق الرسمي باسم منصة الجزيرة : قمح معالج كيميائيًا يُعتقد أنه تسبب في حالات تسمم واسعة

كما كشف أن قوات الدعم السريع دمرت مستشفى الهلالية، الذي كان يخدم أكثر من 31 قرية، ونهبت 10 صيدليات و18 طاحونة، وأبادت 10 آبار مياه للشرب، مما عمّق الأزمة الإنسانية.

شهادات: “الموت أصبح جزءًا من يومياتنا”

هزار أحمد، التي نزحت مع عائلتها إلى شندي بولاية نهر النيل في 24 أكتوبر، هربًا من هجوم قوات الدعم السريع على منطقتها، لم تسلم من المأساة. ففي 6 نوفمبر، تلقت نبأ وفاة شقيقيها جراء التسمم الغذائي في الهلالية.

قالت هزار لـ”التغيير”: “توالت علينا الأخبار المحزنة كقطار لا يتوقف. لم تكن وفاة شقيقيّ نهاية الحزن، بل استمرت الأخبار المؤلمة بموت الأقارب والجيران، حتى بات الموت جزءًا من يومياتنا”.

مواطنون محاصرون في إحدى مساجد مدينة الهلالية

سيدة فقدت شقيقيها في الهلالية: “الموت بات جزءًا من يومياتنا”

وأضافت: الوضع في الهلالية لا يزال خطيرًا، حيث تستمر قوات الدعم السريع في حصار المنطقة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية أو أدوية. وأوضحت أن عدد الوفيات بلغ نصف الألف، وتنوعت أسبابه بين القتل المباشر، والتعذيب، وحالات التسمم الغذائي مجهولة المصدر.
ووصفت هزار ما يحدث في الهلالية بـ”المجزرة”، متسائلة: “هل تسممت المياه عمدًا؟ أم أن السبب هو تناول القمح والدقيق المعدّل وراثيًا؟”.

الجدل حول أسباب الوفيات

مع ارتفاع أعداد الضحايا، تصاعد الجدل حول مسببات هذه الكارثة. وزارة الخارجية وجهت اتهامات مباشرة لقوات الدعم السريع، متهمة إياها بتسميم المياه والغذاء وقتل المدنيين.

لكن مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار، نفى هذه الاتهامات في حديثه لـ”التغيير”، مؤكدًا أن الأزمة ناجمة عن تفشي الكوليرا نتيجة تدهور الأوضاع الصحية. كما أكد إصابة عدد من أفراد قوات الدعم السريع بالإسهالات المائية، مشيرًا إلى براءة قواته من التسبب في حالات التسمم التي شهدتها المنطقة.

وأعتبر أن “الحركة الإسلامية التي تقود الحرب تعمل على تضليل الرأي العام من خلال اتهامنا بوضع مواد سامة في مياه الشرب، وعندما اكتُشف أن حالات التسمم مرتبطة بأوضاع غذائية، تم اتهامنا مجددًا دون أدلة”.

مستشار الدعم السريع: عناصرنا أصيبوا بالكوليرا والاتهامات بالتسمم تهدف “لتشويه صورتنا”

وأشار نهار  إلى أن الأمم المتحدة أكدت أن تفشي الكوليرا يعود إلى انهيار البنية الصحية، والاعتماد على مياه ملوثة من آبار تقليدية، داعيًا إلى الضغط على حكومة بورتسودان للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وأضاف: “حكومة بورتسودان أعلنت صراحة عبر مفوضية العون الإنساني أنها لن تسمح بدخول المساعدات إلى ولايتي الجزيرة وسنار، مطالبة المواطنين بالتوجه إلى مناطق تحت سيطرة الجيش للحصول على الخدمات”.

الكوليرا تحت المجهر

وكالة “رويترز” سلطت الضوء على الجانب الصحي للأزمة، حيث أكدت تقاريرها إصابة عشرات السكان الفارين من الهلالية بالكوليرا. وأفاد مصدر طبي بأن مستشفى أم ضوا بان استقبل أكثر من 200 حالة إصابة قادمة من ولاية الجزيرة.

وأشار التقرير إلى أن سكان الهلالية، المحاصرين منذ أواخر أكتوبر، أجبروا على الاعتماد على مياه ملوثة من آبار تقليدية، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية. ووفقًا لنشطاء محليين، قُتل أكثر من 300 شخص، بينما قدّم سكان الهلالية، قائمة تضم أكثر من 400 حالة وفاة، وسط تحذيرات من ارتفاع العدد إذا استمر الوضع الحالي.

مدنيون محاصرون في مدينة الهلالية تأثير الحصار: “لا علاج ولا مفر”

كشف مسعفون لـ”رويترز” أن الحصار أجبر السكان على اللجوء إلى ساحات المساجد بعد فقدان منازلهم وممتلكاتهم. كما أكدوا أن النهب طال المستشفيات والعيادات، مما جعل حصول المرضى على العلاج أمرًا مستحيلًا. وأشار شهود عيان إلى أن بعض السكان دفعوا أموالًا طائلة لقوات الدعم السريع لمغادرة البلدة.

دعوات للتدخل العاجل

وزير الإعلام الأسبق، فيصل محمد صالح، وصف ما يحدث في الهلالية بأنه “جريمة مكتملة الأركان”. وقال عبر صفحته على فيسبوك: الروايات اختلفت حول أسباب الوفيات، لكنها تتفق جميعًا على نتيجة واحدة وهي الموت، سواء كانت الوفيات ناجمة عن تسمم المياه، تناول مخزون القمح، أو انتشار الأمراض المعدية، فإن النتيجة واحدة: كارثة إنسانية”.

وزير الإعلام الأسبق: الدعم السريع بصفتها الجهة المسيطرة تتحمل مسؤولية هذه الأزمة

ومضى صالح قائلا: القانون الدولي الإنساني يلزم الجهة المسيطرة على المنطقة بتحمل المسؤولية عن حياة المدنيين، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع، بصفتها الجهة المسيطرة، تتحمل مسؤولية هذه الأزمة.

وطالب بالسماح العاجل لجمعيات الهلال والصليب الأحمر بالتدخل لتوفير العلاج والكوادر الطبية اللازمة، محذرًا من أن استمرار الوضع سيؤدي إلى كارثة أكبر تهدد حياة الأبرياء المحاصرين.

الوسومآثار الحرب في السودان الهلالية شرق الجزيرة مأساة الهلالية نازحو شرق الجزيرة

مقالات مشابهة

  • “منصة إحسان”.. تواصل جولاتها التدريبية لتمكين المنظمات غير الربحية
  • بالصور | شركة البريقة تدشن منصة تعبئة فورية للغاز بتقنيات حديثة في مصراتة
  • نداءات استغاثة لإنقاذ حياة المرضى والجرحى المحاصرين في شمال غزة
  • جامعة زايد تطلق منصة “زاي” لتطوير تعليم اللغة العربية
  • مستشفى كمال عدوان في جباليا يطلق نداء استغاثة لإنقاذ حياة عشرات المرضى والجرحى جراء الحرب على قطاع غزة
  • نداء استغاثة من مستشفى كمال عدوان بجباليا لإنقاذ المرضى والجرحى بقطاع غزة
  • جامعة زايد تطلق منصة "زاي" لتطوير تعليم اللغة العربية
  • إطلاق منصة “زاي” في جامعة زايد لتعزيز بحوث تعليم اللغة العربية وتعلّمها في الدولة والمنطقة
  • منصة ألعاب شهيرة تقدّم ميزات جديدة تحمي الأطفال
  • الهلالية.. الحقيقة الغائبة وسط صراع الروايات