موقف موحد وقوي : الجامعة العربية تدعو المؤسسات المعنية لتحمل مسؤولياتها إزاء حرب الاحتلال ضد العملية التعليمية في فلسطين
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
القاهرة - دعت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء، المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية كافة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المسيرة التعليمية في فلسطين.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة سعيد أبو علي في ختام اجتماع لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها الـ 108 التي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية ولمدة أربعة أيام.
وأكد أبو علي أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.
ولفت الى ان عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 أسفرا عن تدمير واسع النطاق لجميع مقومات الحياة وأديا إلى سقوط أكثر من 180 ألف مواطن بين شهيد وجريح ومفقود واعتقال أكثر من 5200 مواطن ونزوح مليونين داخليا مع تدمير ما يقارب 80 بالمئة من المباني السكنية.
وأوضح أبو علي أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساتها العدوانية في مدينة القدس وجميع المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية ما أسفر عن ارتقاء حوالي 780 شهيدا واعتقال ما يقارب عن 12 ألف مواطن مع تدمير ممنهج للبنية التحتية.
وأضاف أبو علي "أن 70 في المئة من مدارس وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) تعرضت للقصف والتدمير كما تم قصف اربعة مبان من كل خمسة مبان مدرسية وكذلك تدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية وحرمان أكثر من 750 ألف طالب وطالبة من حقهم في مواصلة تعليمهم في مدارسهم وجامعاتهم."
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: أبو علی
إقرأ أيضاً:
ماذا نسمي مواقف الحكام والنخب الثقافية العربية إزاء معركة طوفان الأقصى المبارك؟
منذ صبيحة يوم الـ 7 من أكتوبر / 2023م، والذي أسماه المقاومون الفلسطينيون الأحرار ببدء معركة طوفان الأقصى العظيم، والرأي العام العربي والإسلامي والأجنبي في حيرة وتخبط من أمرهم، يقول قائل منهم ماذا يفعلون أمام ذلك الزلزال الجارف للجوانب الأخلاقية والإنسانية والدينية والعروبية أمام ذلك الطوفان الهادر والبركان المجلجل؟، لأن طوفان الأقصى حدث مثل زلزالاً مدوياً عصف بجميع تلك المسلمات التي تم الترويج لها إعلامياً وشعبياً وسلوكياً لعدد من العقود التي خلت، وبمصطلحات ومفردات تم تكرارها على مسامع العوام والنخب من شعوبنا على حدٍ سواء، مضافاً عليها شعوب العالم الأجنبي من حول العالم، فعلى سبيل المثال يتم ترديد مقولات ومفردات عبر عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الواقع الذي نشأ منذ مطلع السبعينيات وتحديدا بعد حرب أكتوبر العربية والإسرائيلية ومجيء مرحلة التطبيع التي بشر بها/ محمد أنور السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد سيئة الصيت والسمعة، بعدها تسلسلت المفرد الإعلامية على النحو الآتي :
الكيان الإسرائيلي اليهودي هو واحة للرخاء والأمان والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان ووريث وحيد للقيم والمبادئ الخيرة للإنسانية المعاصرة جمعاء في الشرق الأوسط .
وان تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان الإسرائيلي الصهيوني اليهودي وبين المحيط العربي بأنظمتها القائمة أصبح ضرورة حقيقية بل موضوعية مُلحة، وأن ترك السلاح المقاوم جانبا أضحى ضرورة إنسانية أخلاقية للفلسطينيين بالذات لكي يعيش الفلسطيني واليهودي تحت راية السلام والتآخي والرخاء، وخاصة بعد أن تم تعميم بنود اتفاقية (أوسلو للسلام) سيئة الصيت الموقعة بين حركة التحرير الفلسطينية [ فتح ] باعتبارها أول وأكبر حركة تحررية فلسطينية، والتي سقطت سقوطاً مدوياً في شراك التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو حد الخيانة لأرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا منذ قرابة أزيد من 100 عام، والتضحية بملايين اللاجئين الفلسطينيين، وبيع بالمجان كل نضالات الشعوب العربية المقاومة للمشروع الصهيوني اليهودي الغربي في أرض فلسطين.
لو نتذكر فقط كم هم القادة الشرفاء الشهداء من العرب والمسلمين الذين استشهدوا من أجل أن تبقى مدينة القدس طاهرة غير مدنسة، ومن أجل أن تبقى أرض فلسطين كل فلسطين حرة وطاهرة وشريفة وغير مدنسة من الاحتلال الأجنبي، وإذا ما توغلنا في ذلك التاريخ المعادي للقدس الشريف، فإن بدء الحملات الصليبية التي انطلقت من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت كلها من أجل تدنيس أرض القدس الشريف، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى، هكذا تعلمنا من سيرة الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الشريفة.
إن المشاهد المتابع لوسائل الإعلام، وما تنقله من جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة، ويشاهد بالمقابل حجم التغافل الشعبي والرسمي وعدم المبالاة إزاء تلك المشاهد المخيفة والمستفزة للمشاعر والروح العربية والإنسانية، مشاهد تفحم وتقطع أجساد أطفال فلسطين الأبرياء ونسائها الطاهرات العفيفات المحتشمات، ومشهد التجويع المؤلم لتدافع الأطفال والشيوخ لأخذ قسط محدود من طبيخ الفاصولياء والعدس وشيء يسير من طبخة البقوليات، ورؤية التدمير المبرمج للأفران الخاصة بطباخة رغيف الخبز والمستوصفات والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، أمام هذا المشهد التدميري الوحشي يراقب المرء منا أن المواطن العربي في الخليج العربي المتخم بمظاهر الاستهلاك الباذخ، ويرى بقية شعوب الوطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الجائر يمارسون حياتهم الطبيعية، وكأن شيئاً لا يحدث في فلسطين، سوى الاحتجاجات وبعض مظاهر الغضب في عدد من البلدان العربية منها اليمن السعيد، والأردن، ولبنان، والعراق، وتونس، والمغرب وموريتانا، ومن الشعب الإيراني المسلم . !!!.
كيف نسمي هذه الظاهرة العربية الإسلامية الغريبة ؟
كيف سيكتب التاريخ تلك المواقف المخزية للشعوب ونخبها المثقفة ؟
بعث لي صديق من الأهل الكرام بمقطع حواري رفيع المستوى والمضمون، لا يتجاوز ثلاث دقائق فحسب، للدكتورة / سوسن كريمي وهي أستاذة في جامعة البحرين، والتي أجرت حواراً في برنامج البودكاتست من المنامة، وقد لخصت البروفيسورة في تلك الدقائق الثمينة ما يفوق ويوازي آلاف آلاف الساعات من الأحاديث التافهة والهابطة التي تسوقها العديد من القنوات التلفزيونية العربية والخليجية على وجه الدقة، وكذلك القنوات الأجنبية والعديد من النوافذ الإعلامية التي للأسف يتابعها الملايين من العرب والمسلمين، والتي تشغلهم عن متابعة ما يحدث من أحداث رهيبة ومفزعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة من دمار وخراب وتجويع وإهانة للروح والنفس البشرية والإنسانية، وما نشاهده من تصفيات جسدية وعرقية وصلت لاستشهاد أكثر من 42500 وجرح أكثر 110000، جلهم من الأطفال والنساء، كل تلك المشاهد المرعبة والمفزعة لا يشاهدها العرب الخليجيون في الخليج العربي للأسف، وبدلاً من متابعة تلك الأخبار المستفزة الجارحة للضمير الإنساني، ولأخلاق العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء، لقد خصص حكام مشائخ وملوك وأمراء الخليج العربي ومثيلاتها من العربان في وطننا العربي، خصصوا برامج غنائية وراقصة وصاخبة بالطرب واللهو والمجون بالإضافة إلى البرامج الرياضية المسلية التي تلهي الشعوب والعوام، هؤلاء الحكام هم المجرمون الحقيقيون الذين تسببوا في تغييب وتزييف وعي تلك الأمم والأقوام من شعوبنا العربية التائهة.
منذ 7 أكتوبر 2023م وآلة الدمار الصهيوني اليهودي والأمريكي والأوروبي الوحشي تدمر وتحصد أرواح الفلسطينيين العُزل، ونتاج تلك الوحشية خرجت معظم الشعوب في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، خرجوا جميعاً يتظاهرون طلابا وطالبات وشيوخاً ومسنين وشباباً وشابات مع أطفالهم وحتى مع حيواناتهم الأليفة أي مع كلابهم وقططهم، خرجوا محتجين غاضبين على جرايم الكيان الصهيوني الإسرائيلي، و مع ذلك لم تخرج مسيرة واحدة في المملكة السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة الكويت وإمارة قطر ولا في بقية الأقطار العربية، ألا توجد حمية وضمير وأخلاق وكرامة وعزة وشرف ونخوة لدى هؤلاء القطعان من العرب؟، ألا يوجد قدر بسيط من التضامن الأخوي الإسلامي العروبي لدى هؤلاء العربان المهمشين أخلاقياً مع أشقائهم في فلسطين ؟
ألم يشاهد الأشقاء العرب أشقاءهم من أبناء الشعب اليمني والذين يخرجون بالملايين في كل يوم جمعة متضامنين وطيلة عام وثلاثة أشهر بالوفاء والتمام، ألم يخجلوا ويطأطئوا الرؤوس؟ لمشاهد الكتل البشرية الملتهبة الصاخبة لأحرار اليمن العظيم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالملايين للتضامن والمؤازرة لأشقائهم الفلسطينيين واللبنانيين.
لذلك أنصح بمتابعة الحوار الضافي والمفيد جداً للبروفيسورة / سوسن كريمي التي قالت في مقتضب حديثها الجميل ما يلي : (وإذا أنت إنسان مؤمن إن فيه رب عادل، ضريبتك قوية راح تكون، لأن انته ملزم عقائدياً هنا بالدفاع عن المظلوم، أقل شيء باللسان، راح تدفع ضريبة قوية جدا، قوية جدا، أهل غزة أحنا مسؤولين، صدق مسؤولين، اللي قاعد يصير أحنا مسؤولين، الله يكون في عوننا أحنا، لأنهم في ساحة الشرف، في ساحة العزة، أحنا في ساحة الذل، يعني أنا أتمنى أكون هناك، واجد ارحم حسابي عند الله، هنا هنا أحنا المحاسبين، أحنا هنا في ساحة الشهوات، احنا هنا نساعد أهلنا في غزة بالامتناع عن شهواتنا، تخيل لأي درجة ساحتنا رذيلة «صراحة»، تحارب انك أنت تمسك أمام شهواتك، تقاطع بس تقاطع، يعني أحنا هذا ذي يخب علينا ترا، ذيلك أهل عزة أهل شرف ساحه بالدماء والرؤوس بالأطفال بشباب في عمر الزهور يدفعون، أحنا بكروشنا، والله أنا أتفشل اقول هذا الشيء، لازم نبوس أقدام المقاومة في غزة ،والله أنا أقولها من حشاشة قلبي، لازم نبوس أقدامهم انه رجعوا لنا شوي منظومة القيم، خلونا نفكر شنو المهم في الحياة، ترى هالشباب مو قاعدين بس يضحون بدمائهم، قاعدين يخلقون يسترجعون لنا الوعي المحمدي، شنو المهم في الوجود، صدق هالدماء الزكية اللي قاعدة تسفك في أرض فلسطين «قاعدة تحرر الإنسانية» بالذات أحنا الخليجيين، صدق).
إن من يستمع لمثل ذلك الحديث المسؤول، وهو بكامل قواه الذهنية والعقلية سيفوق من سباته العميق ومن غيبوبته الكبرى ومن عبثه بكل شيء، لعلها توقظ وعي وعقول وضمائر هؤلاء المجاميع التائهة من الشباب الخليجي والعربي والإسلامي على وجه الخصوص، وإعادتهم إلى رشدهم ووعيهم، وإلى طريق الحق الصائب الذي به يصنعون مستقبلهم الحقيقي بعيداً عن كل تلك المؤامرات الصهيونية الغربية التي تحاك ضدهم وضد مستقبلهم، وهم لا يدركون .
إنني أنصح بشكل مخلص الحكام العرب وحاشياتهم وحواشيهم ومخبريهم أن يستمعوا إلى كلمات وأحاديث ومحاضرات قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي يلقيها على الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم في كل يوم خميس من كل أسبوع، ويتعلموا منها المعاني والدروس والقيم والفقه السياسي العصري، لعلهم يفقهون ويستفيدون.
وفوق كل ذي علم عليم
*عضو المجلس السياسي الأعلى