للأسبوع الثاني تواصل تفكيك شبكات التهريب في الخط الساحلي لحج
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
لحج (عدن الغد) خاص
للأسبوع الثاني على التوالي تتواصل الحملة العسكرية والأمنية في مديرية المضاربة ورأس العارة غربي محافظة لحج ،بقيادة الشيخ العميد حمدي شكري قائد اللواء الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، لملاحقة وتعقب شبكات وعصابات مافيا التهريب والاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والممنوعات .
طيلة السنوات الماضية استغلت عصابات التهريب الفراغ الأمني بسبب الحرب الدائرة في البلاد ، وعدم وجود خطة حكومية لإيقاف تهريب البشر من القرن الافريقي إلى البلاد ومنها إلى دول الجوار، عبر سواحل المضاربة ورأس العارة وتأمينها بحجة عدم توفر الإمكانيات ، مقابل حجم ظاهرة التهريب الضخمة .
يمتد ساحل مديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج بطول يقترب من 200 كيلو متر، من عمران ومنطقة مشهور مرورا بمناطق قعوة ووخور عميرا ومركز مدينة العارة مرورا براس عيسى ومنطقة السقيا وصولاً إلى باب المندب .
ومنذ مطلع الأسبوع الماضي أطلقت القوات المشتركة حملة عسكرية هي الأولى من نوعها بقيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثانية عمالقة واللواء السابع مشاة، وذلك بتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي .
في خطوة لاقت دعم وإسناد ومؤازرة شعبية ومجتمعية غير مسبوقة كونها الاولى من نوعها ، وانطلقت بقوة كبيرة وبمشاركة قوات عسكرية وأمنية من مختلف التشكيلات ،بعدما باتت المنطقة وشريطها الساحلي مسرحاً وبيئة خصبة لعصابات التهريب المختلفة على مدى سنوات طويلة ومصدر تهديد للمديرية والمحافظات المجاورة ، واغرقتها بالمهاجرين الأفارقة .
واطلقت الحملة المشتركة مطلع الأسبوع الفائت خطة عسكرية وأمنية لتأمين جميع المناطق على طول سواحل المضاربة والعارة التي تنزل وتمر عبرها المهربات والمهاجرين من القرن الافريقي .
ونشرت المئات من نقاط التمركز في الساحل ومئات الدوريات المتحركة على طول الخط الممتد من منطقة عمران إلى قرب باب المندب ، وبمشاركة عديد من القوات العسكرية أبرزها قوات درع الوطن والفرقة الثاني عمالقة،واللواء السابع مشاة واللواء الثالث حزم و17 مشاة وقوات لواء زايد وغيرها من القوات المشاركة .
وأكد مراقبون أمنيون أن نتائج الحملة بدأت تأتي اوكلها مسببة تصدع كبير لشبكات التهريب واوقفت نشاطها بشكل كبير خلال الأسبوع الاول من انطلاقها بسبب مئات الحواجز والنقاط العسكرية المنتشرة على طول الساحل والطرق الرئيسية وبين الأودية .
وبحسب الكثيرين فان النصيب الأكبر من القوات المشاركة والمنتشرة في مسرح العملية العسكرية كان "لقوات درع الوطن" مشيرين إلى أن دورياتها وانتشارها وتمركز الويتها العسكرية في العديد من المواقع، حد بدرجة كبيرة من مسالك التهريب على طول الساحل ومركز انزال المهربات على ساحل البحر إلى جانب قوات الفرقة الثاني عمالقة .
وقد أشاد قائد الحملة العسكرية المشتركة العميد حمدي شكري بالدور الذي تقوم وتضطلع به قوات درع الوطن إلى جانب باقي القوات الأمنية والعسكرية المشاركة والتي تم نشرها من قبل قيادة الحملة بكافة المهام المنوطة بها .
وخلال الأسبوع الفارط ألقت الحملة العسكرية المشتركة القبض على عشرات المهربين، وصادرت اطنان من الأسلحة المضبوطة وأحرقت اطنان من المهربات الممنوعة والخطيرة ، في احدث واكبر عملية تنفذها حملة عسكرية ضخمة من هذا النوع وللمرة الأولى ، كما داهمت أوكار ومواقع شبكات التهريب .
واكدت قيادة الحملة استمرارها في أداء كافة المهام الموكلة إليها على طول الشريط الساحلي حتى تحقيق كامل أهدافها، وأنها تعمل بكل قوة وحزم والضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار .
كما توعدت الحملة المشتركة بملاحقة وضبط كافة شبكات تهريب الأسلحة والممنوعات التي تعمل لصالح مليشيات الحوثي على طول الساحل والأودية .
ولقيت تلك الخطوة ترحيب واشادة وكافة اشكال الدعم والمؤازرة الشعبية والقبلية لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتأمين الشريط الساحلي لمديرية المضاربة ورأس العارة .
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المضاربة ورأس العارة على طول
إقرأ أيضاً:
شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
في عمق منطقة صناعية مهجورة على الضفة الشرقية لنهر النيل، تقبع ثلاثة مبانٍ غير مكتملة، يحيط بها حقل ألغام. لعدة أشهر ظلّ مقاتلو مليشيا الدعم السريع العسكرية يحذّرون السكان المحليين من الاقتراب من هذا المجمع المسوّر.
ولم يكن ذلك عبثاً؛ إذ كشف تفتيش ميداني للمكان عن مصنع سرّي لإنتاج حبوب الكبتاغون، قادر على تصنيع نحو ألف قرص في الساعة، بحسب ما أفادت به السلطات السودانية.
يعد الكبتاغون، الذي بات شائعاً بين المقاتلين ورواد السهرات في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي، هو نوع رخيص من الأمفيتامين، يزيد التركيز، ويمنح شعوراً بالنشوة، ويعزز القدرة البدنية. هذا المخدر المحظور أضحى صداعاً مزمناً للحكومات العربية، من الخليج إلى شمال أفريقيا.
ووفقاً لمصادر أمنية تحدثت لموقع "ميدل إيست آي"، فإن قوات الدعم السريع توزّع الكبتاغون على مقاتليها لتحسين اليقظة وكبح الشعور بالجوع، كما تقوم ببيعه للمدنيين كوسيلة للتمويل الذاتي.
من سوريا إلى السودان
حتى كانون الأول/ديسمبر الماضي، كانت سوريا تمثل مركز الإنتاج والتصدير الأبرز للكبتاغون في المنطقة، بغطاء وحماية من نظام المخلوع بشار الأسد.
لكن مع انهيار النظام، جرى تفكيك عشرات المختبرات ومسارات التهريب التي لطالما ازدهرت تحت مظلته. ومع تراجع الإنتاج في سوريا، بدا أن أنظار شبكات تصنيع الكبتاغون تتجه إلى جنوب شرقها، حيث يشتعل صراع دموي آخر.
في شباط/فبراير الماضي، وبينما كانت القوات المسلحة السودانية تواصل هجومها ضد قوات الدعم السريع، سيطرت على منطقة مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم بحري، لتكتشف داخلها مصنعاً متكاملاً لإنتاج الكبتاغون.
يضم المصنع خمس آلات، بينها ضاغطة أقراص وخلاط صناعي كانا قيد التشغيل عند فرار القائمين على الموقع. يقول اللواء جلال الدين حمزة، من شرطة مكافحة المخدرات، لموقع "ميدل إيست آي" إن "بقايا بيضاء دقيقة كانت تغطي أجزاء من الآلات، وقد عُثر على أقراص داخل الماكينة، تحمل علامة الهلالين، المعروفة بأنها شعار غير رسمي لإنتاج الكبتاغون غير المشروع".
خيوط تربط بالإمارات وسوريا
بجانب إحدى الآلات، وُجدت صناديق خشبية لم تُستخدم بعد، وعليها ملصقات شحن تشير إلى شركة "Amass Middle East Shipping Services"، وهي شركة شحن مقرها دبي. لكن عند محاولة تتبّع الشحنة باستخدام الرقم المُرفق، لم تُظهر نتائج. الشركة لم ترد على استفسارات "ميدل إيست آي"، كما تجاهلت قوات الدعم السريع بدورها طلبات التعليق.
يُذكر أن الإمارات، رغم نفيها الرسمي، تواجه اتهامات متزايدة بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والتمويل. كما أن دبي تُعدّ نقطة محورية في مسارات الشحن عبر البحر الأحمر.
وبعد عرض صور المعدات على الباحثة كارولين روز، الخبيرة في ملف الكبتاغون لدى معهد "نيو لاينز" بواشنطن، أكدت أن "الآلات تشبه كثيراً تلك التي صُودرت من مختبرات سورية خلال العام الماضي".
مسحوق غامض وآثار مثيرة للريبة
داخل غرفة مظلمة في المجمع، تناثرت مئات الأكياس من مسحوق أبيض، بعضها موسوم بأنه مكملات غذائية بيطرية، وأخرى كمحلول إلكتروليتي للحيوانات. اللافت أن جميع الأكياس كُتب عليها أنها "صُنعت في سوريا" و"غير مخصصة للاستهلاك البشري".
أسماء الشركات المُصنّعة، مثل "Hi Pharm" و"PropioTech"، لم تُعثر لها على أثر في السجلات التجارية السورية، وبعضها يستخدم بريدًا إلكترونيًا على منصة "Yahoo"، وقد عادت الرسائل المُرسلة إليه. ويقع عنوان إحداها في ضاحية برزة قرب مركز البحوث العلمية في دمشق.
التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت مكونات هذه الأكياس تُستخدم في صناعة الكبتاغون، رغم أن تحاليل "ميدل إيست آي" لم تعثر على مواد معروفة تدخل في تصنيع المادة، مثل الأمفيتامين أو الثيوفيلين.
لكن روز تعتقد أن تلك الأكياس قد تكون وسيلة لتهريب المواد الأولية (Precursor materials) اللازمة للتصنيع، مموهة في شكل مكملات بيطرية. وتضيف: "من المحتمل أنهم أفرغوا المواد في الأكياس وقالوا: ما دامت تُضغط على شكل أقراص، فلا مشكلة".
وتُصنّع أقراص الكبتاغون غالباً بمزيج غير دقيق من مواد مثل الكافيين والزنك والنحاس، ما يعكس طابعها غير المُراقب. وتوضح روز: "هؤلاء لا يهتمون بسلامة الخليط الكيميائي، هم يريدون فقط سحق أي مادة وتحويلها إلى أقراص".
وفي واقعة لافتة، ذكر مصدر عسكري أن أحد أفراد الأمن خلط ملعقتين من المسحوق في كوب ماء، ثم شربه، وبقي مستيقظاً ليومين كاملين وهو في حالة من النشاط الحاد. وقال المصدر: "كان يقفز طوال الوقت، لم يغفُ لحظة واحدة".
سوق الخليج في مرمى التهريب
تشير التحقيقات إلى أن تعاطي الكبتاغون لم يكن منتشراً في السودان قبل الحرب، لكن الوضع تغيّر مع اشتداد القتال. فبحسب اللواء حمزة، سُجل أول مصنع في 2015 بمنطقة جبل أولياء، بقدرة إنتاجية وصلت إلى 5000 قرص في الساعة. ثم اكتُشف مصنع ضخم آخر في ولاية النيل الأزرق مطلع 2023، قبل اندلاع الحرب بثلاثة أشهر.
ويُعد مصنع الجيلي المكتشف مؤخراً الأكبر منذ بدء الصراع في نيسان/ أبريل 2023، وجاء بعد العثور على منشأة أخرى شمال الخرطوم قبل ذلك بستة أشهر.
وبين أركان المصنع، حفرت قوات الدعم السريع فجوة ضخمة بعمق عدة أمتار، لم تكن موجودة بحسب صور الأقمار الصناعية المؤرخة بيوم 14 نيسان/أبريل 2023. يشتبه المحققون بأن الحفرة كانت معدّة لتخزين كميات هائلة من الأقراص.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت تلك الحبوب مُعدة للتصدير، رفض اللواء حمزة التعليق، قائلاً إن "المعلومات حساسة" والتحقيق لا يزال جارياً. لكن الخبراء يرجحون أن السوق الخليجي، الذي يُعد أحد أكثر الأسواق ربحية لهذه الحبوب، هو الوجهة المحتملة، خاصة مع توقف شبكات الأسد عن العمل.
تقديرات الأمم المتحدة والجهات الأمنية أشارت إلى تدمير أكثر من 200 مليون قرص كبتاغون في سوريا منذ سقوط النظام. لكن تقريراً حديثاً لمعهد "نيو لاينز" حذّر من أن "الخبرات التقنية لصناعة الكبتاغون ما تزال موجودة، ويمكن نقلها إلى أماكن جديدة".
وتقول روز إن معامل جديدة تُكتشف في السودان سنوياً منذ 2022، وهو ما لا يُلاحظ في دول الجوار. وتتابع: "كان يُعتقد أن هذه مختبرات فردية أو نتيجة انتقال محدود من سوريا، لكن وجود مواد تغليف سورية يُرجّح وجود صلة مباشرة مع شبكات النظام السوري السابق وحتى شبكات الجريمة العابرة للحدود".