وزير الثقافة: مهرجان القاهرة السينمائى أصبح رمزًا للفن السابع ومنارة لروح الابتكار والتجديد
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان الكبير، حسين فهمي، والتي تقام خلال الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر الجاري، وأقيمت فعاليات الاحتفال بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور نخبة من نجوم وصناع السينما بمصر و العالم.
وخلال كلمته، قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: "في قلب القاهرة، عاصمة الفن وقبلة المبدعين، حيث تتلاقى الحضارات وتنسج الفنون أجمل الحكايات، نلتقي مجددًا لنبحر في محيط الإبداع في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يحتفل بدورته الخامسة والأربعين، فمنذ ما يقرب من نصف قرن، أضاء هذا المهرجان سماء السينما العالمية، وأصبح رمزًا للفن السابع، ومنارة تُشع منها روح الابتكار والتجديد، مسجلًا اسمه بحروف من نور بين أهم المهرجانات السينمائية العالمية، ويكون لمصر كالعادة الريادة عربيا وإقليميا، فإن هذا المهرجان ليس مجرد حدث سينمائي، بل هو جسر بين الثقافات، وحاضنة للمواهب، ونافذة تطل على آمال الإنسان وتطلعاته، فهنا نجد حكاياتنا وقصصنا تتجسد، ونستمع لصوت الإنسان ونتلمس آماله، عبر إنتاجات فنية تأتي من جميع أنحاء العالم، حيث تتعانق سينما الشرق مع السينما العالمية".
وتابع وزير الثقافة: "مع كل دورة، نتذكر الأوائل الذين شقوا الطريق، وأحلامهم التي أصبحت واقعًا يعيشه الفنانون وصناع السينما، فنوجه تحية وفاء لكل من ترك بصمة لا تُنسى في هذا المهرجان العريق، بدايةً من المؤسس كمال الملاخ، إلى العملاق سعد الدين وهبة، والرائد شريف الشوباشي، والنجم عزت أبو عوف، ونخبة المبدعين سمير فريد، وماجدة واصف، ومحمد حفظي، وصولًا إلى الفنان الكبير حسين فهمي، الذي يظل رمزًا للفن الرفيع، وقامة شامخة أثرت المهرجان وزادته نجاحًا وتألقًا
وأضاف: في هذه المناسبة، نقف لحظات وفاء لنجومنا الذين رحلوا، تاركين وراءهم إرثًا خالدًا من الإبداع، فقد كانت أعمالهم نورًا ساطعًا في مسيرة السينما، وستبقى خالدة في ذاكرة الفن، ولهم من قلوبنا كل الإجلال والتقدير، وفي هذه الدورة، يظل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي شامخًا برسالته السامية، يجمع الشعوب بلغة الفن، يحتفي بالإبداع ويشجع التجديد، ويبقى نبراسًا للثقافة، ومشعلًا ينير درب المبدعين.
وأختتم وزير الثقافة قائلًا:"فلنحتفل جميعًا بسحر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ولنجعل من هذه الدورة فصلًا جديدًا من التألق والتجدد للمهرجان الأعرق والأهم".
كما حرص وزير الثقافة، على تكريم ثلاث شخصيات لها إسهاماتها السينمائية البارزة، حيث كرم المخرج المصري، يسري نصر الله، الذي يُمنح جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة، وتكريم النجم، أحمد عز، بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، كما كرم المخرج البوسني، دانيس تانوفيتش، والذي يترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان.
وقال الفنان حسين فهمي: " أن هذه الدورة المؤجلة، تضامنًا مع أشقائنا في غزة وفلسطين المحتلة، فقد كانت، وما زالت، وستظل القضية الفلسطينية هي قضية مصر، وقضية كل إنسان يناضل من أجل العدالة والإنصاف والحرية والكرامة، وعندما نتحدث عن غزة وفلسطين، لا يمكننا أن ننسى إخوتنا في لبنان الذين عانوا سنوات مديدة، وما زالوا يواجهون اختبارات صعبة، ونحن نعبر عن تضامننا الكامل معهم أيضًا".
وتابع فهمي: "إنه في الأوقات الصعبة التي تشهد محنًا وأزمات، يكون الفن دائمًا حاضرًا، وتستطيع السينما أن تختصر بصدق القصص الإنسانية والمشاعر المتنوعة، ولذلك، سنظل نواصل صنع الفن، وسنستمر في إنتاج السينما، لأنها قادرة على سرد قصص عن بشر عاشوا، وحلموا، وقاوموا، ومهما مر الوقت، فإنهم بالتأكيد سيحققون النصر في النهاية، وفي رحلة الفن، هناك أشخاص نفقدهم، ولكن رغم الفراق، فإن وجودهم سيظل حيًا في ذاكرتنا وقلوبنا من خلال أعمالهم التي تركت بلا شك أثرًا كبيرًا، وأرواحهم الطاهرة التي ما زالت حاضرة معنا اليوم رغم الغياب، وفي كثير من الأحيان، تجبرنا المسؤولية على الاستمرار في العمل رغم مشاعر الحزن، لأننا تعلمنا وتربينا على أن الحياة يجب أن تستمر، وأن الفن لا يتوقف أبدًا"
وأضاف فهمي: "السينما المصرية هي سينما عريقة، عمرها يزيد عن 120 عامًا، ومن هنا تكمن أهمية الاهتمام بتاريخنا السينمائي، وكل ما تم إنتاجه على مدار هذه الفترة الطويلة، ومن هذا المنطلق، جاءت مبادرة ترميم الأفلام المصرية التي بدأها المهرجان من خلال عرض فيلمين: "يوميات نائب في الأرياف" و"أغنية على الممر"، وفي هذا العام، شاركنا في مبادرة الترميم مع الشركة القابضة لدور العرض والأفلام والاستوديوهات، برئاسة أيمن إسماعيل، رئيس مجلس الإدارة، والمهندس، محمد أبو سعدة، كما أود أن أتوجه بالشكر الخاص لمدير التصوير، محمود عبد السميع، ولـ"مركز ترميم الأفلام" في مدينة الإنتاج الإعلامي، الذي سهل لنا عملية هذه الأفلام عبر معامل أنيس عبيد، حيث اشتملت القائمة على ترميم 10 أفلام مهمة جدًا، وهي: القاهرة 30- الزوجة الثانية- الحرام- شيء من الخوف- بين القصرين- قصر الشوق- المستحيل- السراب- الشحات- السمان والخريف"،مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تضم ترميم أكثر من 1400 فيلم مصري، تُعد كنوزًا حقيقيةو هناك 12 فيلمًا آخر في مرحلة الترميم حاليًا، ونحن مستمرون في هذه المبادرة من أجل الحفاظ على تراثنا السينمائي الذي لا مثيل له".
ووجه فهمي، الشكر، إلى وزير الثقافة على تقديم مختلف أشكال الدعم لإقامة المهرجان بما يليق بمكانة مصر وريادتها الإقليمية والدولية، كما وجه الشكر، إلى الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة السابقة.
وأعرب رئيس المهرجان عن اعتزازه بأن جميع رعاة المهرجان من المصريين بنسبة 100%، يمثلون مختلف الصناعات المصرية القادرة على إثبات جدارتها.
كما أوضح فهمي، أن مهرجان القاهرة السينمائي يشارك فيه هذا العام 194 فيلمًا من 72 دولة، من بينها 10 أفلام تُعرض لأول مرة، و52 فيلمًا عرضًا عالميًا أولًا.
واستهلت فعاليات الافتتاح –والذي قدمته الإعلامية جاسمين طه زكي- بالسلام الوطني، أعقبه تقديم فرقة وطن للفنون، من مدينة غزة الفلسطينية، لباقة من أروع استعراضاتها المستوحاة من التراث الفلسطيني.
كما تضمن الحفل تقديم لجان التحكيم لمسابقات المهرجان المتعددة، واختتم حفل الافتتاح بعرض فيلم "أحلام عابرة"، للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، في عرضه العالمي الأول، بحضور صُناعه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة السینمائی السینمائی الدولی وزیر الثقافة
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للفن أن يحارب التمييز: صراع الإبداع ضد الظلم
في عالم مليء بالتحديات الاجتماعية، أصبح الفن وسيلة قوية للتعبير عن الآلام والأمل. من خلال لوحات فنية، وموسيقى، وأفلام، يمكن للفنانين أن يسردوا قصصًا تعكس معاناة المجتمعات المهمشة ويستنهضوا الوعي بأهمية العدالة والمساواة.
الفن كوسيلة للتعبير عن الهوية
الفن يمكّن الأفراد من التعبير عن هويتهم الثقافية والعرقية. من خلال الرسم والنحت والموسيقى، يمكن للفنانين أن يبرزوا تجاربهم الفريدة وأن يسلطوا الضوء على التحديات التي يواجهها أفراد مجتمعاتهم.
التوعية والتثقيف: دور الفن في نشر الوعي
الفن لا يقتصر فقط على الجماليات؛ بل يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتثقيف حول قضايا التمييز. من خلال المعارض الفنية والأفلام الوثائقية، يتمكن الفنانون من توصيل رسائل قوية حول الظلم الاجتماعي، مما يجذب الانتباه ويساهم في تغيير المفاهيم السائدة.
الفن كوسيلة للمقاومة
في كثير من الأحيان، يقوم الفنانون بتوظيف أعمالهم كوسيلة للمقاومة ضد التمييز. سواء من خلال الأغاني التي تحكي قصة النضال أو اللوحات التي تعكس الواقع المظلم، فإن الفن يمكن أن يكون صوتًا لمن لا صوت لهم، ويحفز الناس على التحرك من أجل العدالة.
التعاون والشراكات: الفن في خدمة المجتمع
تتعاون العديد من المنظمات غير الحكومية مع الفنانين لإطلاق مشاريع فنية تهدف إلى محاربة التمييز. من خلال ورش العمل والمعارض، يتمكن الفنانون من العمل جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المستهدفة، مما يعزز الفهم المتبادل ويساهم في تحقيق التغيير الاجتماعي.
الخاتمة: نحو مستقبل أكثر عدالة
في النهاية، يبقى الفن أداة قوية في محاربة التمييز. من خلال الإبداع والابتكار، يمكن للفنانين أن يلهموا الأجيال القادمة ويحولوا الألم إلى أمل. إن دور الفن في تشكيل الوعي الاجتماعي لا يمكن تجاهله، فهو ليس مجرد تعبير عن الذات، بل هو دعوة للتغيير وتحقيق العدالة.