د. محمد البشاري يكتب: جدلية الفلسفة والأخلاق.. رحلة البحث عن أفق السمو الروحي
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
في سياق معرض الشارقة الدولي للكتاب، تُطرَح هذا العام قضايا فلسفية تمسّ جوهر العلاقة بين الأخلاق والروحانية، وذلك عبر تساؤل مركزي يتناول إشكالية استقلال الأخلاق عن الدين. هل يمكن للأخلاق أن تزدهر بمعزل عن البُعد الروحي؟ وهل تستطيع القيم الإنسانية أن تُشكّل نظاماً أخلاقياً عميقاً ومستقراً دون أن يفقد معناه أو جوهره؟
يتجلى هنا رأيان متضادان: أحدهما، يرى أن الأخلاق كافية بذاتها حين تُبنى على القيم الإنسانية.
على الجانب الآخر، يأتي النقد الذي يعتبر أن الأخلاق التي تنأى بنفسها عن البُعد الروحي تصبح فاقدة للمعنى والسمو، إذ يتحول دورها إلى تنظيم سطحي يخلو من عمق الغاية. من هذا المنطلق، فإن الأخلاق تُفقد جوهرها وتغدو عرضة للتحلل والتفسيرات النفعية إذا غابت عنها الروحانية. فالروحانية تضفي على الأخلاق عمقاً وسياقاً سامياً، يسعى إلى توجيه الإنسان نحو غايات تتجاوز تحقيق النظام الاجتماعي لتبلغ أفق السمو الإنساني والارتقاء الروحي.
في مؤلفاتي “جدلية الفلسفة والأخلاق” و”الحرية المستحيلة”، أتعمق في هذه النقاشات عبر استعراض آراء فلسفية متباينة. من الفلاسفة الذين تناولوا هذا الموضوع، نجد لوك فيري الذي يرى في الأخلاق منظومة مستقلة عن الدين، حيث يُعدّها وسيلةً لتحقيق التعايش والسلام الاجتماعي، متجاهلاً الأبعاد الروحية. في المقابل، يقف طه عبد الرحمن مدافعاً عن الطابع الروحي للأخلاق، مؤكداً أن أي منظومة أخلاقية تخلو من الأساس الديني محكومٌ عليها بفقدان المعنى وتحقيق سعادة سطحية ومؤقتة.
أتناول في هذه الإصدارات أيضاً الفلسفات الوضعية والدهرانية والوجودية، حيث تطرح كلٌّ منها رؤيتها الخاصة حول تأسيس أخلاق بدون مرجعية دينية. تسعى الفلسفة الوضعية إلى إقامة أخلاق علمية وعقلانية، بينما تركز الفلسفة الدهرانية على الماديات وتغفل الأبعاد الروحية. أما الفلسفة الوجودية، فتُشدد على الفردانية وتحرير الإنسان من القيود، معتبرة أن الأخلاق تَنتُج عن حرية الفرد ومسؤوليته الذاتية، بعيدة عن أي قيد ديني أو اجتماعي.
وبين هذه الرؤى، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل تستطيع القيم الإنسانية وحدها أن تمنح الإنسان المعنى والسلام الداخلي؟ أم أن الروحانية تظلّ ضرورة لا غنى عنها لمنح الأخلاق عمقها وصدقها؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أن الأخلاق
إقرأ أيضاً:
جلسة نقاشية مع فريق عمل «رحلة 404» بجمعية هوليوود للفيلم العربي
تستعد جمعية هوليوود للفيلم العربي بالشراكة مع مهرجان آسيا العالمي للأفلام، لعرض فيلم «رحلة 404» وذلك يوم الأحد 24 نوفمبر، ضمن عروض موسم الجوائز الذي تستضيفه الجمعية للعام الثاني على التوالي.
ويعقب عرض الفيلم الذي يقام في لوك سينما جلينديل بكاليفورنيا، جلسة لمناقشة الضيوف الحاضرين من صناعه وهم: النجمة منى زكي والمنتج السينمائي محمد حفظي والمخرج السينمائي هاني خليفة.
فيلم رحلة 404فيلم «رحلة 404» يمثل مصر رسميًا في مسابقة الأوسكار العالمية، وشارك في العديد من المهرجانات وحصل على العديد من الجوائز، منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج هاني خليفة بالدورة الـ 13 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وجائزة أفضل ممثلة لمنى زكي عن دورها، بينما حصل على جائزة أفضل فيلم مصري في الدورة الثامنة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، وكان فيلم افتتاح فعاليات مهرجان هوليوود للفيلم العربي في دورته الثالثة، كما عرض خارج المسابقة في الدورة الـ 24 لمهرجان روتردام للفيلم العربي.
فيلم رحلة 404وتدور أحداث فيلم «رحلة 404» حول شخصية "غادة" التي تواجه حالة طارئة وتحتاج إلى مبلغ كبير من المال، قبل أيام من السفر إلى مكة لأداء فريضة الحج، وفي تلك الرحلة تخوض "غادة" سلسلة من الأحداث تكشف عن ماضيها الملوث.
أبطال فيلم رحلة 404ضم فيلم رحلة 404، عدد من النجوم وضيوف الشرف منهم: منى زكي، محمد فراج، محمد ممدوح، شيرين رضا، خالد الصاوي، محمد علاء، حسن العدل، سما إبراهيم، شادي ألفونس، رنا رئيس، جيهان الشماشرجي، وعارفة عبد الرسول ونورا شعيشع، من تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة.
اقرأ أيضاًفيلم رحله 404 لـ منى زكي يمثل مصر في جوائز الأوسكار 2024
«أمانة البحر» لـ المخرجة هند سهيل يحصد جائزة أفضل فيلم روائي
كندة علوش تعلق على فيلم رحلة 404.. ومنى زكي ترد (صورة)