جوهر الصراع بيننا وبين الصهاينة والأمريكان
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
محمد الفرح
أصل المشكلة أن الأعداء (أمريكا وإسرائيل ومعظم دول الغرب) ينظرون إلى منطقتنا أنها سوق لمنتجاتهم ومواد خام لمصانعهم وثروات نفطية هائلة.
وهي من الناحية الجيوسياسية منطقة إستراتيجية بالإمكان الاستفادة من جزرها وطرق الملاحة فيها ومضائقها البحرية في التحكم بالعالم وفي الصراع مع دول أخرى مناهضة لهم كروسيا وكوريا والصين.
إضافة إلى العداء والكراهية والاحقاد التي يحملونها لنا كمسلمين ونزعة الإستعمار والسيطرة والنزعة المادية الرأسمالية لديهم وكثير من العوامل المختلفة.
وعلى هذا الأساس زرعوا كيان العدو الإسرائيلي ثم أتوا من مغرب الأرض ومن مختلف أصقاعها وتوافدوا من بلدان نختلف معهم في اللغة والشكل والهوية ونختلف حتى في توقيت الليل والنهار.
فجاؤوا بأسلحتهم وجيوشهم وبنوا قواعد عسكرية في بلداننا وحشدوا أساطيلهم للسيطرة على بحارنا وجثموا على صدورنا في هذه المنطقة وأرادوا كتم أنفاسنا وتكميم أفواهنا من أن نرفع أي صوت رافض لممارساتهم أو مناهضاً لاحتلالهم.
ولتثبيت الهيمنة والنفوذ عملوا على اختراق مختلف المجالات في واقعنا فهم يستهدفونا فكرياً وثقافياً وسياسيا واقتصادياً واعلامياً واجتماعياً ويضربونا أمنياً وعسكرياً ويستهدفونا بأساليب ووسائل ناعمة وصلبة بهدف إضعاف هذه الأمه وتفتيتها ليتمكنوا من السيطرة التامة.
في المقابل عملوا على تطويع الأنظمة الخائنة والعميلة واستغلوا مقدراتها وثرواتها واسلحتها وإعلامها فيما يخدم مصالحهم ويوطد هيمنتهم واستغلوا من يتماهى معهم من أحزاب سياسية ومنظمات وأفراد من داخل الأمة ليحولوهم إلى مرتزقة يدافعون عنهم بالوكالة.
كما استفادوا من أي مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وحتى المشاكل الفكرية والفرقة المذهبية كل ذلك وظفوه فيما يخدم مصالحهم وفيما يحقق هيمنتهم وفيما يمكنهم من البقاء ونهب الثروات ومصادرة القرار وفرض سياساتهم وإملاءاتهم وفيما يخدم أمن إسرائيل ويصفي القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق عمدوا إلى تصفية أي قائد حر يظهر في هذه المنطقة ومواجهة أي حركة تحررية تسعى لاستنهاض أبناء الأمه أو تعمل على توعيتهم وتبصيرهم وقيادتهم إلى بر الأمان.
ويقتلون أي عالم أو مخترع أو مبدع ويدمرون اي منشأة صناعية عسكرية تحديدا وكل من يقف ضد مشاريعهم أو يعاديهم يتخلصون منه ويسعون الى إزاحته…الخ، كل ذلك بهدف أن تبقى لهم الهيمنة والسيطرة الكاملة ونهب الثروات وضمان أمن العدو الاسرائيلي والحكاية في هذا تطول.
أمام كل ذلك لا يوجد حل ولا مخرج إلا في أن تعود هذه الأمه إلى هويتها وإلى الحلول التي قدمها الله لها (والله أعلم بأعدائكم) وقد هدى إلى الحلول الحكيمة كاملة ووعد أن يقف مع من يسير عليها وهو أصدق القائلين.
وهي كفيلة بإخراج الأمه من هذا المأزق إلى بر الأمان.
واثبتت التجارب عبر التاريخ أن مخرج الأمة مرتبط بالإسلام الأصيل وتجربتنا في اليمن تشهد بذلك كما ثبت فعاليتها وتأثيرها في لبنان وفي فلسطين والعراق.
فنحن كعرب ربطت عزتنا وكرامتنا وفلاحنا في الدنيا وفي الآخرة وحتى النصر على العدو ربط بديننا وبالإسلام وليس لنا أي خيار آخر. جربنا القومية وجربنا العلمانية وجربنا كل التوجهات لكنها فشلت وأخفقت ولم توصلنا إلى نتيجة مجدية أو إلى حلول مفيدة في مواجهه هذا العدو.
اذً هذه هي حقيقة الصراع وهذا جوهره ولا حل آخر بدون العودة إلى القرآن وإعلام الهدى وبدون الاعتصام بالله وواقع شعبنا يشهد بذلك.
يقول الله جل شأنه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)) صدق الله العظيم
سورة آل عمران
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف جانبًا مما دار بينه وبين بايدن
كشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عما دار بينه وبين الرئيس الحالي المنتهية ولايته جو بايدن، وفق ما قالت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
قالت الصحيفة إن اللقاء عمومًا كان جيدًا ومرحًا وهو الذي كان دائمًا مشحونًا من قبل.
ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله: "ناقشت مع بايدن الحرب المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا".
أضاف: "تحدثت مع بايدن كثيرا عن الشرق الأوسط وأردت معرفة أفكاره وأين وصلنا حاليا".
بعد ما يقرب من أربع سنوات من مغادرته واشنطن العاصمة، عاد الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى نفس المكان تقريبًا الذي غادر منه ونفس المطار على متن طائرة الرئاسة .
وقالت صحيفة اندبندنت إنه في هذه المرة، لم يكن هناك سجادة حمراء لاستقبال ترامب ولم تكن هناك تحية عند وصوله، وكان هناك ضابط واحد فقط من القوات الجوية ينتظر لتحية الرجل الذي سيصبح للمرة الثانية القائد الأعلى لأقوى جيش في العالم في غضون بضعة أشهر قليلة.