لا وجه للدهشة مما حصل فى العاصمة الهولندية أمستردام، التى شهدت مطاردات من جانب شباب عربى، قيل إن غالبيته مغربية، لمشجعى فريق كرة قدم اسرائيلى.
حدث هذا فى ليل الخميس ٧ من هذا الشهر، وهناك رواية عن أن مشجعى فريق كرة القدم الإسرائيلى هم الذين بدأوا فهتفوا ضد العرب والمسلمين على هامش المباراة التى كانت تجرى بين فريقهم وبين فريق هولندى.
وحتى بافتراض أنهم لم يهتفوا ولم يمزقوا العَلَم، فإن مطاردات من نوع ما جرى تظل متوقعة جدًا كلما اجتمع جمهور عربى واسرئيلى فى مكان واحد منذ الآن وإلى مدى يعلمه الله تعالى.
لقد أدت المطاردات إلى وقوع جرحى، وإلى عنف نقلته وكالات الأنباء، وإلى حالة من الاستنفار شهدتها العاصمة الهولندية.. ودخل بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب على الخط، فاستنفر ما لديه من قوة هو الآخر، وأرسل طائرتين إلى هولندا تنقلان جرحاه ومصابيه.
ولو أن عاقلًا إلى جواره أخلص له النصح، فسوف ينصحه بأن يوقف الحرب على غزة ولبنان، بدلًا من أن يستنفر ما عنده من قوة لإنقاذ مشجعى فريق كرة القدم.. فهذا المشهد الذى شهدته العاصمة الهولندية مرشح للوقوع فى أى عاصمة أخرى، ومرشح للتكرار فى أكثر من عاصمة، لا لشيء، إلا لأن ما ارتكبه ويرتكبه نتنياهو وحكومته فى غزة وفى لبنان فوق أى طاقة على الاحتمال، ولا يمكن أن يتابعه الشباب العربى فى أى مكان ثم يقف صامتًا إذا واتته الفرصة للتعبير عن غضبه مما أصاب الأبرياء فى أرض فلسطين وفى لبنان ولا يزال يصيبهم.
وأكاد أقول إن هذا المشهد العنيف فى أمستردام هو مجرد بداية، وبغير أن يكون فيما أقوله دعوة للعنف. فما ارتكبته وترتكبه حكومة التطرف فى تل أبيب لا يمكن أن يمر هكذا بغير ثمن كما قد تتصور حكومة التطرف التى توصف بأنها أشد الحكومات تطرفًا فى تاريخ الدولة العبرية.
الذين درسوا علم المنطق يذكرون أن من مبادئه العلمية الثابتة أن المقدمات تؤدى إلى نتائجها، وأن كل مقدمة مؤدية حتمًا إلى نتيجة تتبعها أو تأتى بعدها بمسافة زمنية، ولكنها لا بد أن تأتى مهما تأخرت، وليس المشهد الهولندى الذى تابعه العالم بقلق سوى نتيجة لمقدمة سبقته فى غزة مرة، وفى لبنان مرةً ثانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر العاصمة الهولندية أمستردام فريق كرة قدم
إقرأ أيضاً: