يعد عيد الجهاد من المناسبات الوطنية البارزة فى تاريخ مصر، حيث يمثل ذكرى رفض المصريين للاستعمار البريطانى والسعى نحو تحقيق استقلال البلاد، ففى 13 نوفمبر 1918م، اجتمع سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى بقلب موحد وذهبوا لمقابلة المعتمد البريطانى السير ريجنالد ونجت، مطالبين بالسفر إلى مؤتمر السلام فى فرساى لعرض قضية استقلال مصر وإنهاء الحماية البريطانية، وقد استندوا فى طلبهم إلى مبدأ حق الشعوب فى تقرير مصيرها، الذى أعلنه الرئيس الأمريكى وودرو ويلسون، مما أطلق شرارة ثورة 1919.

وفى عام 1922، تم إعلان 13 نوفمبر عيدًا قوميًا للمصريين تحت اسم «عيد الجهاد»، ليظل هذا اليوم رمزًا للتطلع نحو الاستقلال، ووصفه مصطفى النحاس باشا بأنه راية للجهاد الذى لا يقبل التراجع، كما أكد على شعراوى أن صداقتنا مع الإنجليز يجب أن تكون صداقة الأحرار.

عيد الجهاد يمثل تجسيدًا لعزيمة الشعب المصرى فى رفض الاستعمار، وقد أرسى قيم الحرية والمقاومة، وأسس لحزب الوفد الذى نشر الوعى وأرسى مفهوم الوحدة الوطنية لقد كان هذا العيد وسيبقى رمزًا للوطنية وشعارًا للوفديين بشكل خاص وللمصريين عامة، إذ كان وراء تأسيس هوية وطنية قوية ودستور 1923 الذى رسخ مفهوم المواطنة، وأسهم فى تحرير المرأة وتأسيس اقتصاد مصرى مستقل.

عيد الجهاد، بشعاره «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة»، يبقى عنوانًا للوعى الوطنى ودوره فى تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعيشه المصريون اليوم فى مواجهة التحديات ومحاولات إثارة الفتن، فوعى المصريين هو الدرع التى تتصدى بها الدولة لكل ما يمس وحدتها أو يشوه جهودها نحو مستقبل أفضل.

وختاماً يمثل عيد الجهاد رمزًا خالدًا لنضال الشعب المصرى وإرادته فى رفض الظلم والتطلع إلى الحرية، وستظل تلك المناسبة حية فى نفوس المصريين، يستلهمون منها قيم الولاء والانتماء، وتؤكد أهمية الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية لمواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار مصر فى منطقة مليئة بالتحديات.

مهندس حمدى قوطة

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عيد الجهاد تاريخ مصر عید الجهاد

إقرأ أيضاً:

الجهاد الإسلامي: تدنيس الصهاينة للمسجد للإبراهيمي واقتحامات الأقصى محاولات لتشويه مقدساتنا

الجهاد الإسلامي: تدنيس الصهاينة للمسجد للإبراهيمي واقتحامات الأقصى محاولات لتشويه مقدساتنا

مقالات مشابهة

  • فيلم «عيد ميلاد سعيد» يمثل مصر في المسابقة الدولية لمهرجان تريبيكا 2025
  • أوكيو توقع ثلاث اتفاقيات لتعزيز الشراكة العُمانية-الهولندية وترسيخ مكانة السلطنة كمركز عالمي للهيدروجين الأخضر
  • الجهاد الإسلامي: تدنيس الصهاينة للمسجد للإبراهيمي واقتحامات الأقصى محاولات لتشويه مقدساتنا
  • افحيمة: قرار تعيين عون يمثل اعتداءً سافرًا على صلاحيات المؤسسة التشريعية
  • "المواطنة وترسيخ قيم الولاء والانتماء".. لقاء حواري لـ"النيل" للإعلام بالفيوم
  • التمويل مقابل الولاء.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية
  • في عامها الثالث وقف الحرب وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي
  • أوحيدة: لا بد من الاتفاق على أن الولاء للأجنبي خيانة
  • ماذا يعني هذا في اليمن ؟
  • الفاشر.. او على السودان السلام