التاريخ لا يكتبه إلاّ المنتصرون
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
فى أعقاب اجتماع القمة العربية الإسلامية بالرياض بدا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أكثر تفاؤلا بتحقيق الحلم العربى الكبير «الغائب» بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها «القدس الشرقية»، حلم طال انتظاره رغم الضبابية التى تحيط به وتجعل منه صعب المنال.
اعتبر أبوالغيط «حل الدولتين» مجرد وقت ولم يحدد هل هو وقت طويل أم قصير، مدته 5 سنوات أم 10 أم 76 عاما عمر إقامة هذا السرطان فى هذه البقعة من الأرض المقدسة.
لا أعرف سر تفاؤل أبوالغيط، هل بسبب فرض إسرائيل واقعا جديدا فى غزة ولبنان!، أم لقدوم دونالد ترامب والذى يصادف عودته للبيت الأبيض فى يناير المقبل تفاؤلا غير مسبوق من الكثيرين على غير المتوقع وكأنه يحمل معه بطاقة تسليم الفلسطينيين أراضيهم المسلوبة؟
وعد ترامب والسعى للوصول لاتفاقيات سلام بين إسرائيل ومحيطها كلها محاولات لاستمالة العرب سواء قبل الانتخابات أو بعدها حتى يحقق صفقة مالية كبرى، فسلام ومنطق ترامب عن السلام مختلف مثل تباين مفهومه لنزاهة الانتخابات الأمريكية عند نجاحه أو سقوطه.!
الأوراق التى كانت ضاغطة نسبيا -رغم تواضعها- على إسرائيل قبل السابع من أكتوبر 2023 للجلوس على مائدة المفاوضات تناثرت وضعف التلويح بها فى يد المفاوض العربى، فحماس لم تعُد، وسوريا تاهت وسط الزحام، وحزب الله انهار رغم محاولات التماسك، وضربات إسرائيل له «الميدانية ولقواده» كانت مفاجأة للجميع بمن فيهم إسرائيل، وتم حرق قرى بأكملها فى الجنوب غير الصالحة للحياة، بسبب كمية الفوسفور وآلاف الأطنان من الذخيرة المُحرمة ولو عاد أهل الجنوب اللبنانى فكم عاما ينقضى لبناء ما تهدم، ومحور الممانعة لم يعد مثلما كان يتغنى بما يملكه.
وإيران تراجعت خلال عام، وتأثرها بضربات إسرائيلية محدودة الزمان والمكان ومُركّزة على قواعد صواريخ ومسيرات فى حاجة لسنوات لاستعادة التوازن.
وترامب لو صدقت نواياه فلا يملك عصا سحرية وإذا ضغط على إسرائيل قيراطا سيضغط على العرب والمفاوض الفلسطينى فدانا، وسيكون بين صراع عنيف بين دعم إسرائيل من ناحية وتقديم خطوات متوازنة لضمان توافق الأوضاع وتحقيق العدالة وهو ما سوف يلقى صداما ومقاومة شرسة من نتنياهو، حتى إيران كلاعب مهم تجعل من أى تسوية مشروطة بتفاهمات إقليمية.
إسرائيل خلال عام تعيش نشوة انتصار لم تتوقعه، يجعل المنتصر يفرض شروطه هذا دستور وقانون الحروب الذى لم يتغير منذ الأزل، ولا يوجد منتصر على مدار التاريخ يقدم تنازلات، ورئيس الوزراء البريطانى ونستون تشرتشل، كان مؤمنًا بمقولة أن «التاريخ يكتبه المنتصرون ويقرأه المهزمون» ورددها الزعيم النازى أدولف هتلر.. أى أن المنتصر فى أى معركة أو مناورة أو نقاش، هو من يتحكم بسير الأمور، ويُشكل تفاصيلها فى المستقبل.. ولأن نتنياهو نفس السلالة مؤمن بها ومن معه من المتشددين ويرون أنه لا يوجد وقت آخر أفضل من تحقيق حلم إسرائيل الكبرى بدليل ما يردده سموتريتش بضم الضفة وغزة وجعلهما «كنتونات» يسهل السيطرة عليهما والتحكم بمفاصلهما.. بينما أبو الغيط يرى الحلم يقترب..!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل القمة العربية الإسلامية بالرياض الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط
إقرأ أيضاً:
مسؤول بارز: إسرائيل أُبلغت بالضربات على اليمن قبل وقوعها
كشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل مسبقا بضرباتها على الحوثيين في اليمن.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي بارز، قوله إنه "تم إخطار إسرائيل قبل الضربات".
وقتل وأصيب العشرات بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية كبيرة النطاق على اليمن، السبت، قالت إنها ردا على هجمات جماعة الحوثي على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحوثيين من أنه "إن لم تتوقفوا عن شن الهجمات فستشهدون جحيما لم تروا مثله من قبل".
كما حذر ترامب إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من استمرار دعمها للحوثيين، قائلا إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة، "فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن!".
والضربات، التي قال أحد المسؤولين إنها قد تستمر لأيام وربما لأسابيع، تعد أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير، وتأتي في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة الضغوط على طهران بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.
وكشفت مصادر طبية مقربة من جماعة الحوثي، صباح الأحد، أن القصف الأميركي على مناطق متفرقة من اليمن خلف 31 قتيلا مدنيا و101 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.
ووصف المكتب السياسي للحوثيين الهجمات بأنها "جريمة حرب"، وقال إنها امتدت أيضا إلى محافظة صعدة في الشمال.
وأشار سكان من صنعاء إلى أن الغارات استهدفت مبنى في معقل لجماعة الحوثي.
وقال أحد السكان، ويدعى عبد الله يحيى، لـ"رويترز"، إن الانفجارات كانت عنيفة وهزت الحي كما لو كانت زلزالا وروعت النساء والأطفال.
وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثي في وقت مبكر من الأحد، أن هجوما آخر استهدف محطة كهرباء في بلدة ضحيان في صعدة مما أدى إلى انقطاع الكهرباء.
وشن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن منذ نوفمبر 2023، في حملة قالوا إنها تأتي في إطار التضامن مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأميركية 174 مرة، في حين هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ 2023.
ومنذ اندلاع الصراع، تراجعت بشدة قوة حلفاء إيران الآخرين، وأبرزهم حماس وحزب الله اللبناني، فضلا عن إطاحة نظام الأسد، الحليف الوثيق لطهران في سوريا.