الصين تتحرك.. ماذا يعني ظهور الأسلحة النووية و”الشبح” في استراتيجيتها الجديدة؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
في وقت أزاحت الصين الستار عن مقاتلتها “الشبح” الجديدة، وسط تقارير عن قدراتها المتطورة، كشفت صور مفاجئة لأقمار صناعية عن خطوة أخرى غير مسبوقة تسعى بكين من خلالها لتحديث قوتها في البحر.
الحدث الذي طال انتظاره في الصين للكشف عن المقاتلة J-35A ، الذي جاء غداة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، كان مناسبة للتذكير بخطط البلاد الطموحة لتحديث قوتها الجوية.
واللافت أن الإعلان عن طائرة الجيل الخامس التي يقول البعض إنها تضاهي الشبح الأميركية أف-35 تزامن مع تقارير غير مؤكدة عن شروع الصين في دخول ناد لم يدخله سوى الأميركيون والفرنسيون وهو صناعة حاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية.
ما الرابط بين الأمرين؟ وهل باتت الصين على مشارف المنافسة الحقيقية مع الولايات المتحدة صاحبة أقوى جيش في العالم؟
مدير مركز التحليل السياسي والعسكري بمعهد هدسون الأميركي، ريتشارد وايتز، قال لموقع الحرة إن مثل هذه البرامج معروفة منذ سنوات عدة، لكن لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت الصين قد حققت تقدما كبيرا فعليا بها أم لا.
والشبح الجديدة “أصغر حجما وأكثر رشاقة” من الشبح الصينية J-20 الأثقل وزنا التي يستخدمها الجيش الصيني بالفعل، وفق رويترز. وهي من إنتاج شركة نيانغ للطائرات التابعة لشركة صناعة الطيران المملوكة للدولة .
صحيفة “الشعب” اليومية التي تسيطر عليها الدولة قالت إن J-35A ستوكل بمهمة ” التفوق الجوي والحفاظ عليه”.
ويبدو أنها صممت لتبدو ظاهريا مثل أف-35 التي تنتجها لوكهيد مارتن الأميركية، وجسم الطائرة وأجهزة التحكم بها تبدو أصغر حجما حتى تتمكن من تجاوز الرادارات، ويفترض أنها تستطيع مهاجمة أهداف العدو بسرعات تفوق سرعة الصوت، وهو ما جذب آلاف المشاهدين الذين وقفوا لمشاهدة العرض الجوي في جوهاي بالقرب من ماكاو.
كما تابع الملايين عرضا مباشرا لقناة CCTV الحكومية للطائرة وهي ترتفع في الهواء، ويزأر محركها، قبل أن تستدير وتبتعد بسرعة عالية، وتؤدي حركات بهلوانية في سماء رمادية، وسط تصفيق حماسي من المتفرجين.
واحتفلت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بالحدث باعتباره علامة فارقة في خطط الزعيم الصيني، شي جينبينج، لتشكيل قوة قتالية من الطراز العالمي بحلول عام 2050.
ويأتي العرض غداة الكشف عن خطط صينية محتملة لبناء أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، حيث كشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية، ووثائق حكومية صينية، حصلت عليها أسوشيتد برس، أن الصين أنشأت نموذجا أوليا لمفاعل نووي مخصص لسفينة حربية كبيرة، ليكون ربما أساسا لإطلاق أول حاملة طائرات نووية تصنعها الصين، وهو أمر مقصور حاليا على الولايات المتحدة وفرنسا.
والبحرية الصينية تم تحديثها بسرعة خلال السنوات الماضية، وإضافة حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية إلى أسطولها سيكون خطوة كبيرة في تحقيق طموحاتها في قوة “المياه الزرقاء”، أي القدرة على العمل في جميع أنحاء العالم وهو ما يمثل تحديا للولايات المتحدة.
وحاملات الطائرات النووية تحتاج إلى وقت طويل لتطويرها أكثر من حاملات الطائرات التقليدية، ولكن بمجرد تشغيلها، تكون قادرة على البقاء في أعالي البحار لفترة أطول، لأنها لا تحتاج إلى إعادة التزود بالوقود.
وهي تتمتع أيضا بحجم أكبر يتيح حمل كمية أكبر من الوقود والأسلحة التي تستعملها الطائرات، وبالتالي زيادة القدرة العسكرية.
وفي الوقت الحالي، تمتلك الولايات المتحدة وفرنسا فقط حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية. ولدى الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات تتيح لها الانتشار منتشرة في جميع أنحاء العالم في جميع الأوقات، بما في ذلك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتمتلك الصين حاليًا ثلاث حاملات طائرات، من بينها 003 فوجيان، وهي الأولى التي يتم تصميمها وتطويرها في الصين، وقد تم إطلاقها عام 2022، وتتمتع الحاملة هذه بنظام إطلاق من النوع الكهرومغناطيسي يشبه النظام المستخدم في البحرية الأميركية.
وتعمل جميع حاملات الطائرات الثلاث بالطاقة التقليدية.
وتقول بكين إن العمل جار بالفعل على حاملة طائرات رابعة، لكنها لم تعلن ما إذا كانت ستعمل بالطاقة النووية أو التقليدية.
ووفق بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن الصين تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الإنفاق العسكري، وقد زادت إنفاقها العسكري لمدة 27 عاما متتالية. وفي 2021، خصصت نحو 293 مليار دولار لجيشها، بزيادة قدرها 4.7 في المئة مقارنة بعام 2020.
المحلل وايتز قال في تصريحاته لموقع الحرة إن الصين زادت إنفاقها لأن الاقتصاد نما بسرعة كبيرة. ويضيف: “الميزانية الصينية كبيرة جدا، وهناك بعض الإنفاق الدفاعي الإضافي. لقد حافظوا على الإنفاق الدفاعي حتى مع تباطؤ اقتصادهم. بعدما تمكنوا من شراء الأسلحة من روسيا، لكنهم الآن يصنعون معظم أسلحتهم الخاصة”.
والتقدم العسكري الصيني أثار قلق الولايات المتحدة، وهو ما ظهر في تقرير وزارة الدفاع المقدم المقدم للكونغرس العام الماضي بشأن الجيش الصيني.
وتلفت مقدمة التقرير إلى أن استراتيجية الأمن القومي الصيني لعام 2022 تركز على أن “جمهورية الصين الشعبية هي المنافس الوحيد للولايات المتحدة الذي لديه النية والقدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي”.
وبينما تسعى جمهورية الصين الشعبية إلى تحقيق هدف “تجديد شباب الأمة” بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها، عام 2049، يرى قادة الحزب الشيوعي الصيني أن الجيش الحديث و”عالمي المستوى” ضروري للتغلب على ما تراه بكين بيئة دولية مضطربة على نحو متزايد.
ويقول إن الصين زادت من الاعتماد على الجيش لإدارة شؤون الدولة، ومارس الجيش “إكراها عسكريا” في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالتزامن مع تسريع تطوير قدراته لتعزيز قدرة البلاد على “خوض الحروب والفوز بها” ضد “عدو قوي”، ومواجهة تدخل طرف ثالث في الصراع.
ويقول التقرير إن تحديث الجيش يتماشى مع “التركيز المتزايد للصين على المجال البحري والطلبات المتزايدة” على بحريتها “للعمل على مسافات أبعد من البر الرئيسي للصين”.
وكلف الرئيس الصيني مسؤولي الدفاع ببناء قوات بحرية “من الدرجة الأولى”، وتحول البلاد إلى قوة بحرية ضمن مخططه لـ”تجديد شباب البلاد”.
وتسعى الصين إلى “توسيع البنية الأساسية اللوجستية والقواعد العسكرية في الخارج للسماح لجيش التحرير الشعبي الصيني بإظهار القوة العسكرية والحفاظ عليها على مسافات أكبر”.
“وإذا تحقق ذلك، فإن شبكة لوجستية عسكرية عالمية لجيش التحرير الشعبي الصيني قد تعطل العمليات العسكرية الأميركية”.
ويصف الكتاب الأبيض للدفاع، الصادر عن الصين عام 2019 البحرية الصينية بأنها تتكيف مع التغيرات في المتطلبات الاستراتيجية للدفاع عن البحار القريبة وحماية البحار البعيدة، مشيرة إلى أنها “تسرع انتقال مهامها من الدفاع في البحار القريبة إلى مهام الحماية في البحار البعيدة…”
وفي سبيل تحقيق هدف بناء “قوة بحرية قوية وحديثة”، يقول تقرير وزارة الدفاع، استبدلت البحرية الصينية، أو حدّثت، أجيالها السابقة من المنصات محدودة القدرة.
واليوم، تتألف البحرية الصينية إلى حد كبير من منصات حديثة متعددة الأدوار مزودة بأسلحة وأجهزة استشعار متقدمة مضادة للسفن والطائرات والغواصات.
وفي ملخص للتقرير، نشره البنتاغون، قال مسؤول دفاعي كبير إن الصين “تواصل جهودها الرامية إلى قلب النظام الدولي القائم على القواعد وتعمل على بناء جيش فعال بشكل متزايد لتعزيز هذه الأهداف”
وأشار المسؤول إلى عمليات “إكراه عسكري” قامت بها الصين مثل “الاعتراض غير الآمن” للسفن والطائرات الأميركية وطائرات حلفائها وشركائها في الجو والبحر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، موضحا أنه بين خريف عام 2021 وخريف عام 2023، وثقت الولايات المتحدة أكثر 300 حالة اعتراض جوي لطائرات الولايات المتحدة وحلفائها.
وتطرح التطورات الأخيرة تساؤلات عما إذا كانت الصين قادرة فعليا على الاستفادة من هذه التحديثات.
يوان هواتشي، المفوض السياسي لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني، سُئل في مارس الماضي عما إذا كانت حاملة الطائرات الرابعة ستعمل بالطاقة النووية، وقال إن ذلك “سيتم الإعلان عنه قريبًا”، ولكن حتى الآن لم يتم رسميا.
ويقول خبراء إن أحواض بناء السفن الصينية لديها القدرة على العمل على أكثر من حاملة طائرات في وقت واحد، وأنها يمكن أن تنتج سفينة جديدة تعمل بالطاقة النووية في نفس الوقت، وفق “سي أن أن”.
ويراقب الملحقون العسكريون الأجانب، ومحللو الأمن، الطائرة الشبح الجديدة نظراً لأهميتها لبرنامج حاملة الطائرات. وتسعى الصين من خلال الإعلان عن الشبح الجديدة أن تكون جزءا من القوة البحرية وإظهار القوة خارج مياهها الإقليمية.
لكن حاملات الطائرات الثلاث الصينية لا تزال في مرحلة التدريب والتطوير، ولم تقم بعد بعمليات بعيدة المدى خارج شرق آسيا،
ويتساءل وايتز في تصريحاته لموقع الحرة: “هل الطائرة الشبح المعلن عنها جيدة حقا؟ هل تعمل حاملة الطائرات الطاقة النووية بالكامل”؟
ويلفت إلى حوادث سابقة، فقد غرقت غواصة صينية تعمل بالطاقة النووية بسبب خطأ فني.
ويقول وايتز إن بعض الأنظمة العسكرية الصينية تعمل بكفاءة وبعضها لا يعمل، لكن لا يعرف على وجه اليقين مدى التقدم التقني الحاصل وأهميته.
ويوضح أن الصينيين يحرصون على إظهار التقدم في هذا المجال “لأنهم يستعدون لحرب محتملة مع الولايات المتحدة بسبب تايوان أو بحر الصين الجنوبي أو أسباب أخرى”.
ومع ذلك، فالصين لم تخوض حربا منذ 100 عام “ولا يعرف كيف سيكون أداؤها في قتال حقيقي.. هم قادرون على الإعلان عن أسلحة جديدة وإحراز تقدم ، لكننا لم نرهم في قتال منذ وقت طويل”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: تعمل بالطاقة النوویة الولایات المتحدة البحریة الصینیة حاملات الطائرات التحریر الشعبی حاملة طائرات ما إذا کانت الإعلان عن إن الصین
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تناشد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التدخل للحيلولة دون تنفيذ خطة اليمين الإسرائيلي بتقويض “الأونروا”
المناطق_متابعات
ناشدت جامعة الدول العربية الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي التدخل بقوة للحيلولة دون تنفيذ خطة اليمين الإسرائيلي بتقويض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كليًا؛ بهدف إفراغ قضية اللاجئين من مضمونها، مع التأكيد على أن إنقاذ “الأونروا” هو ضرورة أخلاقية وإستراتيجية.
جاء ذلك في رسالتين وجههما الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط لكل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية جوزيب بوريل تناولت القانون الذي أصدره الكنيست مؤخرًا حول حظر نشاط “الأونروا”.
أخبار قد تهمك الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني 2 نوفمبر 2024 - 2:16 مساءً “الجامعة العربية” تشارك في مراقبة الانتخابات البرلمانية بالأردن 2 سبتمبر 2024 - 12:30 مساءًوأوضح أبو الغيط في بيان له أن الرسالة تضمنت تحذيرًا مُفصلًا من مخاطر تقويض عمل الوكالة في الأراضي الفلسطينية، مع الإشارة إلى أن القوانين الجديدة التي تبنتها دولة الاحتلال تُهدد بانهيار كامل لمنظومة الاستجابة الإنسانية في غزة، في وقت يعيش فيه السكان على حافة المجاعة.
وأفاد البيان بأن الرسالة تؤكد أن “الأونروا” دعامة للاستقرار ليس فقط في فلسطين، وإنما في المنطقة بأسرها، وأن تفكيكها -إن حدث- سيمثل ضربة قاصمة لكل من لا يزال لديهم اقتناع بإمكانية إقامة السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن كون القوانين الأخيرة تُعد خرقًا لالتزامات إسرائيل الدولية كعضو في الأمم المتحدة، بما يُمثل سابقة خطيرة على الصعيد الدولي.