وجوب التسامح لنيل السلام.. رسالةٌ لإخوتنا في الداخل وَالخارج
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
علي عبدالرحمن الموشكي
رسالة التسامح لنيل السلام الدائم وذلك من خلال أن نستشعر المرحلة العظيمة والمهمة والحساسة، ونقولها ونكرّرها مرارًا وتكرارًا لا يوجد لدينا ما نختلف عليه سوى سوء الفهم واعتماد قوى الشرك والضلال على زرع الخلافات والتناقضات بمختلف مجالاتها الدينية والسياسية والاجتماعية؛ لأَنَّهم كانوا يخافون مما كانوا متوقعين له وهو الذي يحصل اليوم، العالم بأسره يرى أبناء اليمن وموقف أبناء اليمن محل فخر ونموذجًا للعزة والكرامة لموقفنا المبدئي وَالإنساني والأخلاقي.
وانتصار الحق على الباطل لا يعني أن يستمر الظلم والطغيان يعمي بصائرنا ويحجب عنا أفق الإخاء والتسامح وكظم الغيظ، والسعي الجاد لتطهير الضمائر والقلوب وتوطينها على تقبل الحق من أية جهة ومن أي طرف، وهذا يعتبر أرقى مراتب الإيمَـان التي على ضوئها يرتقي أبناء الأُمَّــة الإسلامية.
والعالم بأسره يرى أن المشروع القرآني النموذج الصحيح والأرقى في مواجهة قوى الشرك والضلال؛ لأَنَّه موقف الحق وقدم نموذجًا راقيًا للعالم ورفع رأس الإسلام وعبر عن يمن الإيمَـان والحكمة وتصحيح الهدف والغاية وإعادة ضبط بوصلة العداء، ليس خزياً أَو ذلة، وكلنا كنا جميعًا ضحية ثقافات مغلوطة تلاشت واضمحلت وذابت أمام قضايا الأُمَّــة، ولو كابرنا وغضضنا بصائرنا وتصنعنا العمى أمام ما يحدث فنحن سنجد أنفسنا نقف مع أمرنا الله بمواجهتهم ومعاداتهم وهذه هي قمة الخسارة.
ولكن الوقوف إلى جانب الحق هو ما سيريح ضمائرنا وسنحظى برعاية الله وتوفيقه وتأييده، عندما نرى الحق حقًا ونؤيده ونكون من أعوانه ونرضي الله وليس كسرًا لكبرياء أنفسنا، بل إنه عزة وشرف ورفعة وكرامة، ونرى الباطل ظلماً وننبذه ونتبرأ ممن يسعى لفرض حالة من الطغيان؛ فنحن أهل الحق، ولنثبت للعالم أننا يمن واحد موحد، أنصار لله ولرسوله ولأوليائه.
ومن يفرق ويشتت ويحتقر ويغتر ولا يتواضع ويذعن، ولا يحب أن يعم الخير ويوحد الصف يعبر عن نقص في نفسه وغيه، وليس من أهل الإسلام ومتجرد من أخلاق الدين الإسلامي العظيمة، وسيجد نفسه في هاوية الشرك والضلال.
لكل إنسان مقامه وقدره ومكانته، والمسيرة القرآنية جميع المنتمين إليها لديهم نفسيات راقية وتعلمنا منهم الكثير في تعزيز مواقفنا وقضايا الأُمَّــة العربية ورسالة التسامح والسلام، وستجدون نماذج يفترشون الأرض كي تطأ عليها كُـلّ قدم تقبل على الانتماء والتحَرّك صفًا واحدًا في مواجهة أعداء، ويتقاسمون رغيف الخبز ويقدمون أنفسهم فداءً لكل إنسان أقبل على دين الله ونبذ قوى الشرك والضلال، وسيحظى باحترام الجميع، وَمن أعماق قلوبنا نوصل رسالة السلام التي تعبر عن أفق واسع للأقبال على دين الله وإمْكَانية تغيير وجهات النظر وتغيير واقتلاع جذر الكبرياء من أعماق النفس، وأقولها وبكل صراحة والله إن المسيرة القرآنية أرحم بكل يمني وعربي من أية قوة في العالم تنفذ أجندتها وسياساتها في الأمة.
كلنا شعب واحد ونؤكّـد على أن اليمن واحد موحد وَاليمن يتسع للجميع في التوجّـه والتحَرّك وتوحيد الصفوف، ونعلم أن هنالك من لديه عادات من الجاهلية ولا يدركها ويعتبر كُـلّ ما حصل ويحصل ثأراً لا بُـدَّ من أن يستمر حتى لو لم يبقَ واحد، وهو لا يعلم أنه يقاتل بدون مبادئ إلهية وقرآنية ولا يحب أن يسمع وأن يتنازل ويتسامح ويصفح ويكظم غيظة ويحسن؛ لأَنَّه تعزز لديه واستفحل مرض الكبرياء والغرور والعظمة، وندعو أبناء اليمن في كُـلّ المحافظات المحتلّة لتوحيد الصفوف والتسليم لله ولرسوله ولعلم الهدى ونبذ الفرقة وتقديم التنازلات، التي تحفظ الكرامة وتعزز من توحيد صفوف الأُمَّــة العربية والإسلامية في مواجهة قوى الشرك والضلال، وبقية التفاصيل التي تصرفنا عن الهدف والغاية العالمية هي منافذ وأبواب الشيطان الرجيم والعياذ بالله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
خاجي: أمريكا تعارض عملية اتفاق السلام في اليمن
الثورة نت/سبأ صرح كبير مستشاري وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، بأن التدخل الأمريكي المُدمر في الشؤون الإقليمية ومعارضة أمريكا لإتمام عملية السلام في اليمن هما مثالان على الإجراءات التدخلية والمزعزعة للاستقرار في المنطقة. وبحسب ما نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء، جاء ذلك لقاء خلال كبير مستشاري وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي في طهران أمس الثلاثاء مع الممثل الخاص للنرويج لشؤون اليمن، هايدي يوهانس، حيث بحث الطرفان آخر التطورات السياسية والميدانية والدولية التي تشهدها اليمن. وأعرب الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء تصاعد الأزمة واتساع نطاق الصراع في المنطقة واستمرار قتل الأبرياء في غزة ولبنان، ودعيا إلى وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى شعوب فلسطين ولبنان واليمن. وأشار خاجي في هذا اللقاء، إلى التدخل الأمريكي المُدمر في الشؤون الإقليمية ومعارضة أمريكا إتمام عملية اتفاق السلام في اليمن.. مُعتبراً نهجها مثالاً على إجراءات التدخل وزعزعة الاستقرار في المنطقة. وذكر أنه منذ بداية الأزمة اليمنية، أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الحل السياسي والحوار بين الأطراف اليمنية من خلال تقديم خطة سياسية.. مشيراً إلى أن الاستقرار والأمن في اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار والحل السياسي. بدوره، قال هيدي يوهانس، ممثل النرويج في شؤون اليمن: إننا نتفق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة حل القضية اليمنية من خلال الحوار السياسي بين اليمنيين.. داعياً إلى بذل جهود المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.