امتحان الصبر على المكارِه..!
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
امتحان الصبر على المكارِه..!
د. مرتضى الغالي
أحد الكتاب الراتبين كتب يقول إنه مع الثورة “حرية سلام وعدالة”.. ثم قدّم في خاتمة مقاله دفاعاً مستميتاً عن الرعاع الذين خرجوا في تظاهرة لندن؛ وقال إنهم لم يشتموا أحداً.. إنما رفعوا صوتهم عالياً ضد النيولبيرالية الإمبريالية..! (نعم والله هكذا قال)..!
الرجل أراد ببساطة أن يشن هجوماً على “تنسيقية تقدّم”.
ما هي الأداة الامبريالية يا شيخنا..؟! قال إنها (شاتام هاوس)..! وهو يقصد مكان اللقاء الذي عقده حمدوك ورفاقه.. وهم قد دخلوا إلى مكان اللقاء وخرجوا منه وهم هم أنفسهم..! لم يتغيّر لونهم ولا طعمهم ولا ملابسهم.. فقد خرجوا من غير (برانيط)..! وظلوا كما هم على موقفهم من نبذ الحرب والبحث عن إغاثة الوطن والمدنيين من ويلات الحرب الفاجرة بين الكيزان ومليشياتهم.. وهي للعلم حرب بذيئة ملعونة يموت فيها المواطنون لا عساكر الطرفين..!
حتى يصل كاتب المقال إلى خلاصته بكيل المديح لمظاهرة الرعاع في لندن، حلّق بنا الرجل في (رحلة بين طيّات السحاب) حول تاريخ الجزيرة البريطانية و(وعد بلفور) ودول الجنوب، والهيمنة الاستعمارية الكلاسيكية، والثقافة الانجلوسكسونية، والمركزية الأوربية، وسيرة اللورد ساليسبوري وروتشيلد، وطباعة اليورو والدولار والإسترليني.. وتجربة فنزويلا وكيف تم القبض على غاندو والإطاحة بمادورو..؟!
وفد تنسيقية تقدّم عقد لقاءه في “شاتام هاوس” وهذا معناه انه خضع للامبريالية العالمية..! اللهم أهدنا إلى الرشد وألهم نفوسنا تقواها..!
هذا الرجل يهاجم مسعى تنسيقية تقدّم لإيقاف الحرب وحماية المدنيين، ولا معنى لذلك غير أن الرجل من أنصار مواصلة الحرب، وقد دأب أنصار الحرب على التغطي بشعارات الثورة في ذات الوقت الذي يغضون فيه أبصارهم عن كوارث انقلاب البرهان وفظائع الكيزان وما صنعوه بالوطن وأهله..!
الذي ينهض من أجل أرواح السودانيين وحماية المدنيين لا يستنكف أن يواصل مسعاه بحثاً عن السلام حتى في مغارات السعالي وكهوف الضواري.. فماذا إذا عقد الوفد لقاءه تحت الضوء في هذه القاعة أو تلك..؟!
هل قادة تنسيقية تقدّم هم من يقتلون الناس الآن في الهلالية والفاشر وزالنجي ونيالا وأم درمان حتى يكون نصيبهم هذا التجنّي.. مع امتداح الرعاع الذين يلاحقونهم بالشتم والبذاءات..؟!
هل كانت كل تلك البذاءات والشتائم والهرج والتهريج والتحرّش والتهديد والوعيد والخروج عن قواعد الأدب تعبيراً عن رفض (النيوليبرالية الامبريالية)..!
ما هذه المصيبة التي وقعنا فيها حتى أصبحت “لا للحرب” مسبّة ومعرّة يتم مقابلتها بكل هذا الهجوم..! هل الصواب هو أن نقول “نعم للحرب”..!
هذه (البذاءة المتحرِّكة) التي تُسمى تظاهرة لندن والتي نظّمها الكيزان وبعض المؤجرين من عساكر الانقلاب وصلت إلى دركها الأسفل عندما أعلن البرهان “تعديلاً وزارياً” حتى يكافئ من ساهم في تنظيمها بتعيينه وزيراً للإعلام..!! أين النيوليبرالية هنا..؟!
ألم تسمع يا رجل ما قالته منابر الإعلام في بريطانيا وحول العالم عن هذه التظاهرة الكيزانية المأجورة التي تدافع عن الحرب الفاجرة وتخرج عن كل القواعد المرعية..!
إليك نذراً يسيراً عما قالته المصادر عن هذه التظاهرة الصبيانية تحت عنوان “همجية الأوباش تدمّر إرثاً سودانياً وبريطانياً عريقاً” لقد وصفت عدة مصادر هذه التظاهرة بأنها فضيحة كبرى تشير إلى تدني ثقافي مريع يجسّد الانحطاط الذي غمر السودان على مدى ثلاثة عقود، وسلوك غير متحضّر لم تشهد لندن مثيلاً له في تاريخها القريب..!
وتقول الصحفية البريطانية المستقلة “هولي ستينغز” إن هذا الحدث الغوغائي يمثل انحرافاً فريداً ومزعجاً عن التقاليد العريقة في مناهضة الحروب والديكتاتوريات؛ حيث ارتدى المتظاهرون زياً عسكرياً وقاموا باستفزازات غير لائقة؛ خاصة وأن معظم المشاركين من طالبي اللجوء السياسي الذين يقولون إنهم هربوا من الاضطهاد في بلادهم..! وطبيب بريطاني من أصل سوداني قال انه أصيب بصدمة من مظهر الهمجية..وإن المتظاهرين كانوا يتصرفون تصرف الرعاع.. إلخ
لو سأل السيد الكاتب متظاهري لندن وقال لهم: هل كانت مظاهرتكم من اجل الاعتراض على النيولبرالية الامبريالية.. (لفطسوا من الضحك)…الله لا كسّب الكيزان..!!
murtadamore@yahoo.com
الوسومالامبريالية السودان الكيزان النيوليبرالية تظاهرة لندن تنسيقية تقدم د. مرتضى الغالي شاتام هاوس عبد الله حمدوكالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الامبريالية السودان الكيزان النيوليبرالية تظاهرة لندن تنسيقية تقدم د مرتضى الغالي عبد الله حمدوك
إقرأ أيضاً:
مظاهرات حاشدة في أوكرانيا تطالب بالإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى روسيا
تشهد العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى مظاهرات حاشدة نهاية كل أسبوع، حيث يطالب المشاركون بالإفراج عن أسرى الحرب الأوكرانيين المحتجزين لدى روسيا.
وقد تصاعدت الاحتجاجات مع تنامي شعور الإحباط لدى عائلات الأسرى مما اعتبروه غموضًا من الحكومة الأوكرانية في توضيح مصير أقاربهم الذين فُقد أثرهم أثناء القتال ضد الغزو الروسي.
ويطالب العديد من المتظاهرين بالإفراج عن المقاتلين الأوكرانيين الذين تم أسرهم أثناء دفاعهم عن مصنع آزوفستال للتعدين والصلب في مدينة ماريوبول، والذين لا يزالون قيد الأسر لدى روسيا منذ ربيع عام 2022.
ومن كييف، نقلت ساشا فاكولينا، مراسلة يورونيوز، عن المتظاهرين شعورهم بأن العالم يبدو وكأنه يراقب ما يجري، لكنه لا يرى الحقيقة بوضوح، في إشارة إلى ما يعتبرونه غيابًا للضغط الدولي الكافي لإطلاق سراح أسرى الحرب الأوكرانيين.
وفي خطوة رمزية خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورًا لأسرى الحرب الأوكرانيين تُظهر حالتهم قبل وبعد الأسر في روسيا، في محاولة لتسليط الضوء على معاناتهم.
Relatedأوكرانيا: تضامن شعبي مع زيلينسكي بعد مشادته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض"أُحفر، أُحفر، اُحفر": هل يمهد ترامب الطريق للاستحواذ على ثروات أوكرانيا المعدنية متجاوزًا الاتحاد الأوروبي؟"فشل سياسي لأوكرانيا".. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكيومنذ بداية الحرب، أجرت روسيا وأوكرانيا عدة عمليات تبادل لأسرى الحرب، كان أحدثها في شباط/فبراير. ورغم ذلك، لا تزال أعداد كبيرة من الجنود الأوكرانيين قيد الاحتجاز. ولم تعلن كييف عن الرقم الدقيق للأسرى الأوكرانيين في روسيا، لكن يُعتقد أن عددهم يتجاوز 8000 أسير.
وفي نيسان/أبريل الماضي، قدّرت الحكومة الأوكرانية إجمالي عدد المفقودين، سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين، بحوالي 37,000 شخص، إلا أن المسؤولين يؤكدون أن تحديد العدد الدقيق يظل تحديًا كبيرًا، وقد يكون العدد الفعلي أكبر بكثير.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية القمة الأوروبية في لندن: تشديد على أهمية إعادة تسليح أوروبا وتوحيد الصف الغربي ودعم أوكرانيا ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب رئيس المفوضية الأوروبية السابق ليورونيوز: لاعضوية كاملة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي دونالد ترامبروسياأوكرانياأخبارسجونكييف