عن قِمَّةِ الرياض، ورسالة الرئيس مهدي المشّاط
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
مصطفى عامر
لا شيء في القاعة من نخوة العرب! لا شيء من روح الإسلام فيها!
أرخصُ من المقاعد فيها.. من قعدوا!
وعلى اتساع القاعة وكثرة الحاضرين، فما أصغرَ القمة عن مقاس فلسطين! وما كان لاجتماع مثل هذا -ولا ينبغي له- أن يحمل قضايانا!
إن رقودَكم في منازلكم -بالتأكيد- خيرٌ من اجتماعات الذلّ هذه! تماماً كما أن خطيئة السّر أخف وطئًا من إشهار الفضيحة!
على الأقل فنستطيع- في حالة ما إذَا تواريتم عن الأنظار- تخويف العالم بكم!
وعلى الأقل فالغياب خيرٌ من بعض الحضور!
وهل اجتمع تحت القبة هذه إلا كُـلّ عدوٍّ ظاهرٍ أَو مستتر، أَو في أحسن الأحوال متخاذل؛
أَو مغلوب على أمره؟!
وليتكم إلى جوار “لقّاط المسابح”،
فكّرتم قليلًا بالحجّ إبراءً للذمة!
هكذا فمن الواضح أننا نحتاج، وبالفعل، إلى جوار تحرير القدس.
وإلى قبل اجتماع القمة تطهير الكراسي!
وهل عقمت نساء ديار الإسلام؛
حتى لا يمثلها في القمة إلا خنازيرها، أَو المغلوبين حكمهم حكم نعجة، وأعقلهم نصف “لُغجة”!
كيف وقد استحالت كُـلّ قمّةٍ إلى فاجعة!
وتذكيرٍ مجّاني بماهيّة القعر الذي وصلنا إليه!
“مُعزية بعد عامٍ ونيّف”، لا تزورنا إلا لتجديد الاحزان!
أُفٍّ لكم وما اجتمعتم -قط- إلا لاستعراض مخازيكم، وأفٍّ وما كان حاصل جَمعِكم عدد، ولا كان في تكثير سوادكم الملعونُ مدد! وما مرّت النخوة فيكم -يا أراذلها- على قلب أحد!
إلا على سبيل الاستثناء المنقوص، يضعف به المرء فلا يقوى! ويهوي إلى قاعٍ، حَيثُ لا قرار!
لهذا فقد غابت صنعاء،
غابت اليمن الأصلية،
وإنّ مجالس العار على صنعاء محرّمة!
وأمّا الوجوه المزوّرة فتساوي في تجريم تداولها العُملات المزوّرة!
ومن حَيثُ القيمة فلا قيمةٍ- قط- لمزيّف!
وما أكثر الوجوه المزيّفة تحت قبّة الرياض؛
ولهذا فقد كان صوتها مزيّفًا، وقيمتها بالتأكيد صفريّة!
وعلى قدر التلميع فما استحال المسترخص بالتلميع ذهبا، وما ينبغي له!
وبالطبع فما أصلح البترول ما أفسده العُهرُ!
وما نفع القبة المزركشة، ما دام الجالسون تحتها أرخص ما فيها؟!
ما فائدة الخطابات.. إذَا لم تكن مثل خطاب الرئيس اليمنيّ مهدي المشاط؟!
وما قيمة البيانات.. إذَا لم تكن مثل بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية:
يحيى سريع؟!
ما نفع البدلات والبشوت،
يا أصحاب الفخامة والجلالة والسمو!
إذا كان لابسوها فئران، وجرابيع؟
إذا كان مجموعهم لا يساوي حتى رقم صحيح!
وإذا تم استجلاب تسعة أعشارهم.. من سوق النخاسة!
والعُشر العاشر ما جنّبناه إلا تنزيهًا لتاريخه،
ومن باب تفهّم أن لكلّ جوادٍ فيها.. كبوة!
لهذا فقد اجتمع في الرياض- اليوم- رخوات الأُمَّــة!
هذا هو التوصيف الصحيح!
ومن صنعاء فقد كان خطاب الرئيس اليمنيّ المشاط معبّرًا بالفعل عمّا تحتاجه القمّة؛
لكي نقول بأن صوتها يعبّر بالفعل عن لسان العرب، وعن وجدان المُسلمين!
وبدون هذا فلا فرق من حَيثُ القيمة بين بيان القمة،
وبين أوراق التواليت!
لهذا فلتفهموا أن حكم اجتماع الرّياض العَدم!
لأنّه محض اجتماع، وفق مظفر النوّاب، لمعزى على غنم!
لأن الأُمَّــة لا تحتاج لإحياء عزّتها إلى قِمم،
بقدر ما تحتاج إلى رجالٍ يعرفون كيف يكتبون التّاريخ؛
بفوّهات البنادق، بغضبة الصواريخ، وبلسان المسيّرات اللواتي..!
بقادةٍ يعرفون كيف يحيلون الكلمات إلى سياطٍ تسلخ كُـلّ ناقص تربية!
ويترجمونها إلى أفعال يسمعها بالفعل من كان في أذنيه من خنازيرها.. صَمم!
فسلامٌ على صنعاء، إذن!
لا عاصمة اليمن فحسب،
ولكنها، ولا أقل، عاصمة ضمير الأُمَّــة!
وسلامٌ على الرئيس اليمنيّ المشّاط، إذ تحدّث عن أُمَّـة، فكان خطابه بحدّ ذاته.. دليلًا على أن قوة الكلمة لا تحتاج إلى قبّةٍ مزخرفة؛
بقدر ما تحتاج إلى رجالٍ صدقوا،
ثمّ إنهم -بتوفيق الله- ما بدّلوا تبديلا!
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
لقاء القمة الكردي: أربيل تعزز دورها بسوريا الجديدة وبغداد تتردد
21 يناير، 2025
بغداد/المسلة
زيارة قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إلى أربيل، حملت أهدافاً بارزة وسط تصاعد التوتر بين “قسد” من جهة ودمشق وتركيا من جهة أخرى. اللقاء جمعه برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، لبحث مستقبل الإدارة الذاتية الكردية في سوريا في ظل التحديات الراهنة.
الاجتماع الذي عُقد للمرة الأولى بين شخصيتين تختلف مواقفهما بشأن تركيا، ركز على ضرورة بناء تفاهمات إقليمية.
البارزاني قدّم نصائح لعبدي شملت الحوار مع الإدارة السورية، والتفاهم مع أنقرة، وفك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني.
من جهته، دعا عبدي البارزاني لاستثمار علاقاته بتركيا لإيجاد حلول تخفف التوتر وتوقف الهجمات على مناطق الإدارة الذاتية.
تطورات الاجتماع لم تقتصر على النقاشات الثنائية، بل تضمنت مقترحات لتوحيد القوى الكردية في سوريا وتشكيل وفد مشترك للحوار مع دمشق.
المستشار الإعلامي للبارزاني، كفاح محمود، أشار إلى أن الاجتماع يعكس فرصة تاريخية لتعزيز الحقوق الكردية ضمن خارطة الطريق للنظام السوري الجديد.
من جهة أخرى، اعتبر المحلل السياسي سردار عزيز أن اللقاء يعكس ضغطاً دولياً بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الكردية والإقليمية. المساعدات اللوجستية الأميركية لتسهيل الاجتماع تؤكد جدية الأطراف الدولية في تحقيق تفاهمات جديدة.
هذه الزيارة تأتي ضمن حراك سياسي إقليمي مكثف، تمهيداً لإعادة صياغة المشهد في شمال سوريا، وسط توقعات بدور للبارزاني في تفعيل الحوار بين “قسد” وتركيا، استناداً إلى تجاربه السابقة في الوساطة.
وفي كل الاحوال، فان اللقاء يكشف عن سرعة اندماج اربيل مع سوريا الجديدة، عكس بغداد التي لازالت مترددة بحكم تحالفات اقليمية وعوامل داخلية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts