ظلت المليشيا المتمردة ترتكب الفظائع غير المسبوقة ضد الشعب السوداني من جرائم ضد الإنسانية وتقتيل ومجازر إثنية وتهجير قسري واغتصابات وغيرها من الجرائم المروعة و الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الانساني ومباديء حقوق الانسان على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي لازال يقلل من الحجم الحقيقي للخطر الذي تمثله مليشيا الدعم السريع المتمردة.

للتنوير بهذه الفظائع وتعرية رعاة المليشيا بدأت وزارة الخارجية متمثلة في رئاستها وبعثاتها في الدول المختلفة والمنظمات الدولية والاقليمية حراكا دبلوماسيا واسعا حيث عقدت بعثات السودان بالخارج مؤتمرات صحافية وتنويرية للبعثات الدبلوماسية فى دول تمثيلها وللمنظمات الدولية والاقليمبة . حيث عقدت سفارة السودان بلندن في الواحد والثلاثين من أكتوبر الماضي مؤتمرا صحفيا تحدث فيه السفير بابكر الصديق محمد الأمين القائم بأعمال السفارة مستعرضا الأوضاع في البلاد في ظل الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة المؤسسة الوطنية العريقة في حماية المدنيين ضد المليشيا الإرهابية التي استجلبت أكثر من ٢٠٠الف مرتزقا من خارج السودان ،نافيا وجود أي أساس اومبرر لميل بعض وسائل الإعلام الغربية لمساواة القوات المسلحة بالمليشيا . وقال ان الحكومة السودانية استجابت لمساعي السلام منذ الأسابيع الأولى لبدء الحرب وتم التوصل لإعلان جدة وبناءا عليه تم التوصل لعدد من الهدن الانسانية لكن المليشيا استغلتها لاحتلال المزيد من مساكن المواطنين والاعيان المدنية ابتداءً من مجزرة الجنينة نهاية يونيو ٢٠٢٣م وما تلاها من ابادات جماعية تعرض لها المواطنون في ولاية غرب دارفور وانتهاكات مروعة في مناطق شمال وشرق الجزيرة. أما السفير عصام كرار سفير السودان بدولة جنوب السودان فتناول في مؤتمره الصحفي الذي عقده في جوبا في السابع من الشهر الحالي مستجدات الأوضاع في السودان مشيرا الى الجرائم التي ارتكبتها المليشيا المتمردة واستجلابها المرتزقة من دول الجوار والابادات الجماعية التي تعرض لها المواطنون في ولاية غرب دارفور والانتهاكات التي تقوم بها في شرق الجزيرة وندد بالعدوان الإماراتي و دعمها اللامحدود للمليشيا والذي كشفته تقارير الخبراء ومنظمات حقوف الإنسان والصحف العالمية ، وأشار إلى الجهود التي تقوم بها الفرق الفنية التابعة لوزارة الطاقة والنفط لإصلاح الأعطال التي لحقت بالخط الناقل جراء التخريب المتعمد والممنهج الذي قامت به المليشيا للبني التحتية لقطاع النفط الخام. ومن جهته تنايءول السفيرحسن حامد حسن مندوب السودان الدائم بجنيف خلفيات تمرد المليشيا وتخطيطها المبكر للاستيلاء على السلطة مؤكدا ان التوصيف الخاطيء لما قامت به المليشيا هو الذي أعطاها الضوء الأخضر لتستمر في الفظائع كما ان الإمداد من دولة الإمارات العربية المتحدة للمليشيا هو الذي أدى الى إطالة أمد الحرب. وفي ذات السياق دعا سفير السودان بتركيا السفير نادر يوسف المجتمع الدولي تصنيف مليشيات الدعم السريع المتمردة جماعة إرهابية وشبهها بالمغول التتار من حيث العنف والوحشية. وحرصت هذه السفارات خلال مؤتمراتها الصحفية على توزيع وثائق حول تورط الإمارات في تقديم الاسلحة والمؤن للمليشيا وقائمة باماكن العبادة من كنائس ومساجد التي استهدفتها المليشيا المتمردة ، كما وزعت خرائط تبين المعابر والمطارات المتاحة لنقل المساعدات الانسانية. وكان السودان قد تقدم بشكوى لمجلس الأمن في مارس الماضي ضد دولة الإمارات و دعمها بخطاب بتاريخ ١١اكتوبر٢٠٢٤ للمجلس حمل تفاصيل جديدة حول العدوان المستمر على السودان وشعبه من قبل المليشيا الارهابية , واكدت وزارة الخارجية استمرار الحراك الدبلوماسي حتى يخرج المجتمع الدولي من صمته . ويبدو أن هذا الحراك الدبلوماسي قد بدأ يؤتي أكله إذ استقبل السودان يوم الأحد الماضي فريق الخبراء التابع للامم المتحدة الخاص بتنفيذ القرار(1591) لسنة2005 بشأن دارفور كما يتوقع زيارات لمبعوثين من دول مختلفة منها زيارة المبعوث الياباني فيما سيزور البلاد في منتصف ديسمبر القادم المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي للقرن الأفريقي والمبعوث البريطاني فيما سيصل المبعوث الأمريكي في السابع عشر من الشهر الحالي. سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أعداء غير متوقعين.. معركة مصر والإمارات الخفية على السودان

نشر موقع "ريسبونسيبل ستيتكرافت" تقريرا يتناول الصراع الخفي بين مصر والإمارات في السودان رغم تاريخهما المشترك، مبيناً أن مصر تدعم الجيش السوداني، بينما تدعم الإمارات قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الأزمة السودانية التي أسفرت عن أزمة إنسانية مدمرة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"،  إن هناك صراع يدور، في ظل الحرب الأهلية المدمرة التي يشهدها السودان، بين قوتين إقليميتين أقل وضوحاً ولكن بنفس القدر من الأهمية: مصر والإمارات.

وأوضح الموقع أن مصر تدعم القوات المسلحة السودانية، بينما تؤيد الإمارات قوات الدعم السريع في النزاع الذي اندلع في 15 نيسان/ أبريل 2023. وقد أدى ما يقرب من سنتين من القتال إلى أزمة إنسانية كارثية، مما دفع السودان نحو الانهيار الكامل.

وأشار الموقع إلى أن إدارة بايدن فرضت عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، حميدتي، لمسؤوليته القيادية عن القوات المتورطة في الإبادة الجماعية، وعلى قائد القوات المسلحة السودانية، الجنرال عبد الفتاح البرهان، بسبب عرقلته جهود السلام، ومنع المساعدات، والاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية.



وعلى الرغم من الأدلة المتزايدة من محققي الأمم المتحدة والولايات المتحدة بشأن تورط الإمارات بشكل كبير في دعم قوات الدعم السريع في حرب السودان، لا تزال أبوظبي تدعي الحياد كفاعل إنساني. ومع ذلك، فقد تم الطعن في هذا الادعاء بشكل مباشر على أعلى المستويات في الحكومة الأمريكية.

وأضاف الموقع أن وزير الخارجية ماركو روبيو اتهم، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي لتأكيد تعيينه في منصبه، الإمارات صراحةً بأنها "تدعم علنًا كيانًا ينفذ إبادة جماعية".

وأفاد الموقع أن دور مصر في دعم القوات المسلحة السودانية والحكومة العسكرية في بورتسودان أصبح أكثر وضوحًا بشكل متزايد. ففي أيلول/ سبتمبر، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مع سلف روبيو، أنتوني بلينكن، على "أهمية عدم وضع الجيش السوداني الوطني في نفس الفئة مع أي طرف آخر"

وتابع الموقع أن عبد العاطي اعترف مؤخرًا بالتزام مصر بـ "دعم قدرات الجيش السوداني"، مشيرًا إلى أنها تفعل ذلك بالتنسيق مع شركائها الأمنيين الناشئين في القرن الإفريقي، إريتريا والصومال.

وعلى الرغم من توافقهما في معظم القضايا الإقليمية، تجد مصر والإمارات نفسيهما في موقف محرج حيث يقفان على جانبي النزاع في حرب السودان.

وذكر الموقع أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد اعتمد على دول الخليج، وخاصة الإمارات، بعد صعوده إلى السلطة في 2013 عندما أطاح الجيش المصري بحكومة الإخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطيًا، للحصول على الدعم الاقتصادي.

وبين الموقع أن الإمارات عمقت علاقاتها مع مصر من خلال استثمار تاريخي بقيمة 35 مليار دولار لتطوير منطقة رأس الحكمة في البحر الأبيض المتوسط للسياحة، مما قدم شريان حياة اقتصاديًا حيويًا لنظام السيسي. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الاستثمار الضخم، لا تزال مصر غير قادرة على التوافق مع نهج أبوظبي تجاه السودان.

بالنسبة لمصر، تمثل القوات المسلحة، وليس قوات الدعم السريع، حصن الاستقرار على حدودها الجنوبية. ويعزز هذا المنظور نمط تحركات اللاجئين السودانيين؛ فقد عاد أعداد كبيرة منهم إلى وطنهم من مصر بعد أن استعاد الجيش أجزاء من ولاية سنار وأجزاء أخرى من وسط السودان خلال الأشهر القليلة الماضية، بينما يحدث العكس من تدفق للاجئين كلما حققت قوات الدعم السريع تقدمًا.

وأفاد الموقع أن لمصر رهانات وجودية بسبب إدارة تدفق أكثر من 1.2 مليون لاجئ سوداني منذ نيسان/ أبريل 2023، والذين أصبحوا أكبر تجمع للاجئين في البلاد. وقد يؤدي فشل الدولة في السودان إلى تدفق ملايين آخرين عبر الحدود.

وأضاف الموقع أن أمن مياه النيل في مصر على المحك. فقد أدى فراغ السلطة في السودان إلى تقويض موقف مصر التفاوضي بشكل كبير في مواجهة إثيوبيا، منافستها القديمة في حوض النيل.

وقال الموقع إن السودان ظل حليفًا رئيسيًا لمصر في مواجهة تهديد سد النهضة الإثيوبي. وقد عزز وزير الخارجية السوداني علي يوسف هذا التحالف مؤخرًا، متعهدًا بدعم مصر، ومحذرًا من أن خيار الحرب قد يكون مطروحًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ولكن، مع انزلاق السودان إلى الحرب الأهلية وما نتج عنه من إضعاف موقف مصر التفاوضي، انتهزت دول منابع النيل الفرصة لتعزيز مصالحها.

وفي تطور هام، دخلت اتفاقية الإطار التعاوني حيز التنفيذ مؤخرًا مع انضمام جنوب السودان غير المتوقع في تموز/ يوليو الماضي.



وأوضح الموقع أن الاتفاقية تتحدى المعاهدات القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية والتي كانت تحابي مصر والسودان من خلال إدخال مبدأ "الاستخدام المنصف" الذي يفيد بشكل كبير دول المنبع مثل إثيوبيا.

ونتيجة لموقفها الضعيف بشأن نهر النيل، اتجهت مصر نحو بناء هيكل أمني إقليمي حول إثيوبيا، حيث شكلت تحالفًا أمنيًا مع الصومال وإريتريا. والأهم من ذلك، فقد صرح وزير الخارجية المصري بأن القاهرة ستستخدم هذا التحالف الأمني لمساعدة جيش السودان في مكافحة "الإرهاب".

وعلى الرغم من الدعم الواسع لقوات الدعم السريع، فإن الأهداف الاستراتيجية للإمارات في السودان قد تأثرت بشكل كبير بفشل الجماعة شبه العسكرية في السيطرة على البلاد.

وذكر الموقع أن خطة الإمارات ركزت على استغلال تجارة الذهب في السودان وتعزيز أمنها الغذائي من خلال استحواذ شركات مرتبطة بالدولة على الأراضي. وكان تطوير ميناء أبو أمامه على البحر الأحمر، بقيمة 6 مليارات دولار، جزءًا أساسيًا من هذه الإستراتيجية، لربط المناطق الزراعية بمحطة تصدير ودعم استراتيجيتها البحرية الإقليمية.

وأشار الموقع إلى أن النزاع المستمر أفشل هذه الخطط، حيث ألغت السودان رسميًا اتفاقية الميناء، وأعلن وزير المالية السوداني أن "بعد ما حدث، لن نمنح الإمارات سنتيمترًا واحدًا على البحر الأحمر".

وشدد الموقع على أن حرب السودان كشف عن تباين كبير في الرؤى بين مصر والإمارات.

وأوضح الموقع أن مصر تعتبر الجيش السوداني ركيزة لاستقلال السودان، وتسعى لضمان استقراره وجعله القوة الرئيسية في الحكومة المستقبلية، مستبعدة قوات الدعم السريع خوفًا من تجدد الصراع على حدودها الجنوبية. بالمقابل، ترى الإمارات السودان من منظور استثماري، حيث تعد قوات الدعم السريع أداة لاستخراج الموارد، ودبي الوجهة الرئيسية للذهب المهرب.

إدراكًا منها بأنها تواجه قوة مدعومة بشكل جيد من قبل راعيها الخارجيو وافقت الحكومة السودانية بقيادة الجيش على إجراء محادثات مباشرة مع الإمارات بشرط أن توقف الإمارات دعمها لقوات الدعم السريع وتدفع "تعويضات للشعب السوداني".

ويمثل العرض مخرجًا محتملًا للصراع المستمر، لكنه سيكون تحديًا من ناحيتي السمعة والناحية المالية حتى للدولة النفطية الثرية.

أضاف الموقع أن الاشتباكات تسببت في تدمير البنية التحتية للسودان وخسائر تجاوزت 200 مليار دولار. وبالتالي، ستكون الإمارات ملزمة بتمويل إعادة الإعمار وقبول حل قوات الدعم السريع، التي كانت حاسمة لمصالحها الاقتصادية والإستراتيجية في السودان وخارجه، مثل اليمن.

وتابع الموقع أن ذلك سيتطلب من الإمارات الاعتراف بدورها في المساهمة في أكبر أزمة إنسانية وتهجير عبر تسليح قوات الدعم السريع، وهو ما يتناقض مع صورتها كمحسن إنساني.



وفي ظل الوضع الراهن؛ تتمتع مصر بموقع جيد للقيام بدور الوساطة الحيوي في سد الفجوة المتزايدة بين مطالب السودان وسردية الإنكار المستمرة من الإمارات.

وأشار الموقع إلى أن الطريق للمستقبل، رغم تحدياته، واضح؛ حيث يتطلب توافقًا بين أبوظبي والقاهرة لتحقيق وقف إطلاق نار قريبًا واستقرار السودان على المدى الطويل.

وأفاد الموقع أن هناك فرصة للولايات المتحدة للاستفادة من نفوذها الدبلوماسي للوساطة بين مصر والإمارات، وتشجيع حلفائها على إيجاد أرضية مشتركة ومنع السودان من الغرق أكثر في الأزمة.

واختتم الموقع موضحًا أن البديل واضح تمامًا، وهو استمرار الدعم للفصائل المتصارعة سيعمق من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية طويلة وقاسية بشكل متزايد.

مقالات مشابهة

  • الخارجية تدين تمادي المليشيا المتمردة في ارتكاب المجازر
  • الاعيسر: ندين بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميليشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين
  • طيران الشرطة ينقل الإعلاميين لولاية الخرطوم لتوثيق آثار الخراب والدمار لحرب المليشيا المتمردة
  • أنشطة وفعاليات مكثفة للتربية والتعليم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة (14) ألف طالب
  • أنشطة مكثفة لوزارة التربية والتعليم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • أعداء غير متوقعين.. معركة مصر والإمارات الخفية على السودان
  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • الخروج من صفوف المليشيا.. البرهان يلتقي وفد تنسيقية قبيلة السلامات
  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن