أحداث أمستردام.. فلسطين أيقونة وعي تسقط أكاذيب الصهاينة
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
وكالات:
لم يعد خافيًا فيما يتعلق بجملة الأحداث التضامنية في الدول الغربية مع فلسطين – حتى الرياضية منها – كيف تهاوت الدعاية الصهيونية التي تتمترس خلف “احتكار المظلومية” مرة، ومعاداة السامية مراتٍ أخرى كثيرة.
وكيف أنّ احداث أمستردام وما ترافق معها من جرائم همجية وغوغائية أقدم عليها جمهور أحد النوادي الإسرائيلية يكشف جزءًا يسيرًا من العقلية الصهيونية التي تسعى لاحتكار المظلومية وإخفاء جرائمها، وتحويل المجرم إلى ضحية، وراء أقنعة معاداة السامية وغيرها من المسميّات التي بدأت تتداعى وتتساقط بعد طوفان الأقصى، لا سيما وأنّ كل إجرامهم وعنصريتهم وتبنيهم للكراهية والسعي لاجتثاث الفلسطينيين عبر الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 400 يومًا، أصبح موثقًا بالصوت والصورة، حتى بكاميرات ومنابر الإعلام الغربي المنحاز لهم في كثيرٍ من الأحيان.
“هولوكوست” أمستردام!!
تحت هذا العنوان يقول الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، في تدوينة له رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: لم يبقَ غير أن يُعلن الصهاينة يوم السابع من نوفمبر يوم ذكرى لمذبحة أمستردام، على شاكلة “الهولوكوست”، و7 أكتوبر.
ويضيف الزعاترة: كان زعرانهم هُم من بدأوا الاستفزاز بشهادة قائد شرطة أمستردام، فكان الردّ الطبيعي الرائع من شبان مغاربة وآخرين.
وتابع بالقول: معلوم أن جمهور النادي صاحب المباراة (مكابي تل أبيب) هو جمهور عنصري في الأصل، وجاء كي يستعرض في أمستردام، على اعتبار أن النادي المنافس (أياكس) مؤيد لـ”الكيان” أيضا.
ونوه إلى أنه منذ ليلة الجمعة، وعشرات من تقارير وسائل الإعلام الصهيونية والمتصهْينة تلطم الخدود على “المذبحة” كما وصفتها، ثم عن دلالاتها، مع حشد عدد من الساسة كي يدخلوا على الخط، وكان في مقدّمتهم عنوان الصهْينة الأكبر في أمريكا (بايدن).
وقال الزعاترة: كل الهرطقة التي ينشرونها والحشد والعويل لا يعدو كونه ضربا من الهروب من حقيقة أن بشاعتهم في حرب غزة قد تركتهم عُراة أمام العالم أجمع، وصارت الصهيونية كلمة ساقطة في وعي أكثر جماهير العالم، وإن قبلها الساسة لاعتبارات تراث الخوف والتخويف.
وأشار إلى أنّ بعضهم يعترف بخسارة معركة الرأي العام، لكن الغالبية ما زالت تهرب نحو حكاية “اللاسامية” التي لم تعد مُقنعة بعد أن أصبحت مرتبطة بالدفاع عن بشاعة مُتلفزة لم يشاهد مثلها العالم من قبل.
واستدرك بالقول: المفارقة الأخرى أن الصهاينة هُم من يتحالفون راهنا مع اليمين العنصري في الغرب رغم إدراكهم لحقيقة “لاساميته”، وكل ذلك لأنه يتسامح مع بشاعة دولتهم فيما يعادي المسلمين.
وقال الزعاترة: إنها مرحلة الأفول لمشروع تأسّس على الدعاية الكاذبة و”احتكار المظلومية”، مقابل جيل أيقظه “الطوفان” مع صمود شعبنا على حقيقة ما يجري، فتحوّلت فلسطين إلى أيقونة في وعْيه.
يمارسون العنف ويزعمون أنهم ضحايا
بدوره تفاعل الإعلامي المصري باسم يوسف مع الأحداث الأخيرة في العاصمة الهولندية أمستردام، والتي شهدت اشتباكات وأعمال عنف من قِبل المشجعين الإسرائيليين بعد مباراة جمعت بين نادي مكابي الإسرائيلي ونادي أياكس الهولندي ضمن منافسات الدوري الأوروبي لكرة القدم.
وفي منشور عبر حسابيه على منصتي إكس وإنستغرام، انتقد باسم يوسف تصرفات المشجعين الإسرائيليين، متهما إياهم بتعمد إشعال العنف ثم الظهور في صورة الضحايا.
وأشار يوسف إلى تجاهلهم لحظات الحداد على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وهتافهم بعبارات مثل “الموت للعرب” و”لا مدارس ولا أطفال في غزة”، ما أثار استنكارا واسعا.
وأوضح يوسف أن بعض هؤلاء المشجعين قد خدموا كجنود احتياط في الجيش الإسرائيلي، ممن شاركوا في عمليات قتلت الأطفال في فلسطين ولبنان.
كما أعرب عن استيائه من تجاهل وسائل الإعلام الغربية لهذه الأعمال العدائية، وتركزها فقط على نقل ردود الأفعال ضد الإسرائيليين. وأضاف: “الإعلام الغربي والولايات المتحدة يواصلان دعم إسرائيل. الصهاينة بارعون في التظاهر بالضحية، ومن دون الأسلحة الأميركية والدعم الإعلامي الغربي لن يحظوا بالدعم والغطاء”.
عن أحداث أمستردام
أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حمامي، فقال في مقال له رصده المركز الفلسطيني للإعلام: من متابعة الأحداث التي شهدتها مدينة أمستردام الهولندية اليومين الماضيين من جميع الأطراف، ومن مشاهدة التوثيقات المرئية والصوتية، وتفنيدا للرواية الإسرائيلية المكذوبة تماما، يمكن توضيح عدد من الحقائق.
ويؤكد حمامي أنّ الأحداث لم تبدأ ليلة أمس، بل الليلة التي سبقتها (الأربعاء) حيث قام الهمج والغوغاء من مشجعي فريق مكابي تل أبيب (عدد كبير منهم جنود وجنود احتياط بحسب المواقع العبرية نفسها)، بالسير في شوارع أمستردام، مرددين الهتافات العنصرية والألفاظ النابية ضد العرب والمسلمين، وإلصاق الملصقات في الشوارع والطرق التي تمجد الاحتلال.
ولفت إلى أنّ من ضمن الهتافات “الموت للعرب”، “لا يوجد مدارس في غزة؛ لأنه لم يبق أطفال في غزة”، “**** فلسطين”.
وتابع بالقول: في المباراة نفسها وبعد طلب المنظمين الصمت دقيقة؛ حدادا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، رفض المشجعون الإسرائيليون ذلك، وقاوموا بالتصفيق والتصفير وإطلاق الألعاب النارية بشكل غوغائي؛ لأن إسبانيا أوقفت شحنتي أسلحة للاحتلال.
وأشار إلى أنّه: بعد خسارة فريق مكابي تل أبيب أمام إياكس أمستردام بنتيجة ثقيلة (5-0)، نزل مشجعو الفريق الإسرائيلي مرة أخرى إلى شوارع أمستردام وإلى ساحة الدام الرئيسية، في تكرار لليلة السابقة، لكن هذه المرة مع تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة على منازل في أمستردام، ومهاجمة سائقي سيارات الأجرة من المسلمين.
وأضاف: للتوضيح، لم تتدخل الشرطة الهولندية في الليلتين، ولم يتم إيقاف أو اعتقال أي همجي أو غوغائي أو مجرم، وعددهم حوالي 3000 همجي.
وقال حمامي: تدخل أصحاب المنازل وسائقو سيارات الأجرة وأقاربهم وأصدقاؤهم لوقف الأعمال، التي تحولت من غوغائية إلى إجرامية بحتة؛ في غياب السلطات الأمنية الهولندية، لحماية أنفسهم والدفاع عن ممتلكاتهم.
وشدد على أنّ الأحداث لم تكن على الإطلاق ذات خلفية دينية أو سامية أو غيرها كما يحاولون الترويج، وهي الرواية التي يلجؤون إليها كل مرة عند انفضاح أكاذيبهم، بالمختصر: مشجعون عربدوا وعاثوا فسادا وهاجموا ممتلكات، وآخرون تصدوا لهم.
وقال حمامي بعد ظهور الفيديوهات والأدلة التي تنسف روايتهم تماما، تحول الأمر برمته وكالعادة لمعاداة للسامية وإرهاب، حيث أصدر مكتب نتنياهو التالي: “تبذل دولة إسرائيل قصارى جهدها لضمان سلامة وأمن مواطنيها، الذين تعرضوا لهجوم وحشي في الحادث المروع المعادي للسامية في أمستردام”.
وختم بالقول: “أخيرا، أعيد التأكيد أن ما سبق موثق تماما؛ صوتا وصورة وتقارير إعلامية وبيانات رسمية”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إلى أن
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد جان راسين أيقونة التراجيديا الكلاسيكية في الأدب الفرنسي.. ماذا تعرف عن مسرحياته؟
جان راسين (1639-1699)يعد من أعظم الكتاب المسرحيين في فرنسا، وأحد أعمدة الحركة الكلاسيكية في الأدب واشتهر بإبداعه في كتابة التراجيديات التي مزجت بين المأساة الإنسانية والتحليل النفسي الدقيق لشخصياته، مما جعل أعماله محط إعجاب النقاد والجماهير على حد سواء
ولد راسين في 22 ديسمبر 1639 في مدينة لا فيرت-ميلون الفرنسية، وتيتم في سن مبكرة. تربى على يد جدَّيه، والتحق بمدرسة “بورت رويال” التابعة للينسينيين، حيث تأثر بالفلسفة الدينية التي زرعت فيه أسس الانضباط والصرامة الفكرية. لاحقًا، انتقل إلى باريس لدراسة الأدب والفلسفة، وهناك التقى بأدباء ومسرحيين بارزين، مما أشعل شغفه بالمسرح.
تعتبر تراجيديات راسين مثالًا على الكمال الفني في الأدب الكلاسيكي. أبرز أعماله:
• “أندروماك” (1667): تحكي عن الحب والانتقام والصراع النفسي لشخصيات تعيش بعد سقوط طروادة.
• “فيدر” (1677): واحدة من أعظم مسرحياته، تسلط الضوء على الحب الممنوع والعذاب الداخلي، وهي مستوحاة من الأساطير اليونانية.
• “إيفيغانيا” (1674): دراما مأساوية عن التضحية والأخلاق.
كتب راسين أيضًا عددًا من الكوميديات، لكن نجاحه الأكبر كان في التراجيديا التي أظهرت مهارته في رسم شخصيات معقدة وصراعات درامية متشابكة.
أسلوبه الأدبيتميز أسلوب راسين بالبساطة والوضوح، مع استخدام الشعر في صياغة الحوارات المسرحية. كان يركز على تصوير الصراعات النفسية العميقة في إطار قصص إنسانية مأساوية، مع الالتزام بقواعد الكلاسيكية، مثل وحدة الزمان والمكان والحدث.
تأثير راسينشكل راسين علامة فارقة في تاريخ الأدب الفرنسي، وكان مصدر إلهام للعديد من الكتاب والمسرحيين. احتلت أعماله مكانة رفيعة في المسرح الفرنسي، حيث جمعت بين العمق الفلسفي والجمال الفني.
اعتزل راسين الكتابة المسرحية في أواخر حياته، وانصرف إلى الأعمال الدينية، حيث ألف نصوصًا عن الإيمان والقيم المسيحية. توفي في 21 أبريل 1699 في باريس، تاركًا إرثًا أدبيًا خالدًا.