من السفارة إلى المستوطنات: تاريخ دعم ترامب للاحتلال
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست الإمريكية، إنه مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المحتمل أن تشكل الحروب الإسرائيلية في الشرق الأوسط تحديًا مباشرًا للرئيس الذي روّج لنهج “أمريكا أولًا” في السياسة الخارجية، والذي عُرف أنه من الصعب التنبؤ بتصرفاته على الساحة الدولية.
وتابعت، في مقال للكاتبة فرانسيس فينيال، إنه وفي حين أعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عن استمرار دعمه للاحتلال في حربه، إلا أن إدارته أصدرت أيضًا تحذيرات بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين.
وأشارت الكاتبة، إلى أنه وخلال حملته الانتخابية، دعا ترامب إلى إنهاء الحرب الدائرة حاليًا في قطاع غزة، ووعد بـ”إحلال السلام في الشرق الأوسط“، دون أن يفصح عن أي خطط محددة، بينما قال لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في أكتوبر/ تشرين الأول “افعل ما عليك فعله“.
وأضافت، وعلى الرغم من شعور الكثيرين في دولة الاحتلال بالارتياح عندما علموا بفوز ترامب، فإن الخبراء منقسمون حول ما إذا كانت ولايته الثانية قد تشجع الاحتلال، أو قد تؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لها، نظرًا إلى أن ترامب كان هذه المرة أكثر انعزالية بشكل عام تجاه الحلفاء.
ماذا قال ترامب عن “إسرائيل وحماس” في حملته الانتخابية؟
تذكّر الصحيفة، أن ترامب دعا بشكل عام إلى إنهاء الحرب في غزة، لكنه لم يقدم خطة واضحة حول كيفية تحقيق ذلك. ففي خطاب فوزه الذي ألقاه هذا الأسبوع، زعم بشكل غير دقيق أنه “لم تكن هناك حروب” خلال إدارته، مضيفًا أنه على عكس ما يقوله منتقدوه “فأنا لن أبدأ حربًا، بل سأوقف الحروب”.
وحاول ترامب أيضًا جذب الناخبين اليهود والمسلمين على حد سواء، أحيانًا من خلال مواقف متناقضة بشأن النزاع في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، احتفى باستشهاد قائد حماس يحيى السنوار، وقال إن نتنياهو “يؤدي عملًا جيدًا”. ولكنه، وبعد ساعات، التقى مع زعيم أمريكي من أصول عربية في ميشيغان، كان قد وافق في وقت سابق على دعمه، ووعد بأنه سيحقق السلام في المنطقة، حسبما أفادت صحيفة “واشنطن بوست”.
وفي إحدى فعاليات المتبرعين في مايو/ أيار، قال إنه يدعم حق “إسرائيل” في مواصلة “حربها على الإرهاب”، وتفاخر بسياساته في البيت الأبيض تجاهها، ووعد بسحق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.
حول ذلك، يقول نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن الناخبين العرب والمسلمين الذين شعروا بـ “الخيانة” من دعم الحزب الديمقراطي للاحتلال، سيراقبون ما إذا كان ترامب سيتمكن من إقناع “إسرائيل” بإقامة دولة فلسطينية، على سبيل المثال من خلال مفاوضات أوسع مع السعودية، التي يُعتبر ولي عهدها مقرّبا من ترامب.
وفي أبريل/ نيسان، أبدى ترامب تشككه بشأن حل الدولتين، حيث قال لمجلة “تايم”: “كان هناك وقت اعتقدت فيه أن حل الدولتين يمكن أن ينجح. والآن أعتقد أن حل الدولتين سيكون صعبًا للغاية”. (في ولايته الأولى، كان قد اقترح خطة شاملة لإقامة دولة فلسطينية مفككة محاطة بـ “إسرائيل”، ومنح “إسرائيل” ترخيصًا واسعًا لضم المستوطنات اليهودية والسيطرة الأمنية على الأراضي التي تحتلها).
ومن جانبه، قال أحمد مرسي، الزميل الزائر في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، في بيان له إن ترامب وفريقه “من المرجح أن يدفعوا باتجاه وقف إطلاق النار أو اتفاقات سلام مؤقتة لإظهار قدرتهم على صنع السلام” بعد وعود الحملة الانتخابية، لكن بالنظر إلى علاقة “إسرائيل” الوثيقة بترامب وحلفائه، فإن مثل هذه التحركات “من غير المرجح أن تحسن ظروف الفلسطينيين أو تخلق مسارًا ذا مغزى نحو إقامة دولة فلسطينية”.
ما هي علاقة ترامب بنتنياهو؟
كان نتنياهو من أوائل الذين هنأوا الرئيس السابق على فوزه هذا الأسبوع، حيث كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا الفوز “يُعد بداية جديدة لأمريكا وإعادة تأكيد على التحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا.” ومن جهته، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، إنه متأكد من أن ترامب سيتفق مع “إسرائيل” بشأن سن قوانين مثل عقوبة الإعدام “للفلسطينيين المدانين بالإرهاب.”
وأظهر نتنياهو تفضيلًا واضحًا لترامب خلال انتخابات سنة 2024، وقال أشخاص مطلعون على الوضع لصحيفة “واشنطن بوست” إنه كان يحاول استعادة ثقة ترامب بعد أن أغضبه بتهنئة جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020.
خلال ولايته الأولى، نقل ترامب السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس واعترف بمرتفعات الجولان كجزء من “إسرائيل”، وهي قرارات رحّب بها الكثيرون في دولة الاحتلال، ولكنها خالفت عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية وأغضبت العديد من الفلسطينيين.
كما أقرت إدارته في 2019 أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تنتهك القانون الدولي. وكانت السياسة الأمريكية المتبعة منذ أكثر من 40 سنة قد اعتبرت أن التوسع الإسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ حرب 1967 يشكل عقبة رئيسية أمام تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال نتنياهو في بيان في ذلك الوقت: “إسرائيل ممتنة للغاية للرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو ولجميع أعضاء الإدارة الأمريكية لموقفهم الثابت في دعم الحقيقة والعدالة”.
كما تفاوضت إدارة ترامب على اتفاقات أبراهام، وهي مجموعة من المعاهدات لتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال وأربع دول عربية، وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وهو ما خالف الإجماع التقليدي في السياسة الخارجية الذي كان يعتبر السلام مع الفلسطينيين شرطًا لاندماج الاحتلال الكامل في العالم العربي. وفي مراسم التوقيع سنة 2020، أشاد نتنياهو بترامب قائلاً إنه “قائد حاسم”، مضيفًا أنه “وقف بلا تردد إلى جانب إسرائيل”.
وقال دوف واكسمان، وهو أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن رئاسة ترامب “قد تكون نعمة ونقمة على نتنياهو”.
وحسب واكسمان، يمكن أن يكون ترامب منفتحًا على الاعتراف بتغيير خريطة “إسرائيل”، مع ضم جزء على الأقل من الضفة الغربية رسميًا. وقد يكون ترامب مستعدًا أيضًا لدعم استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة، على حد قوله.
وأضاف واكسمان أن ترامب قد يكون أكثر استعدادا من الرؤساء السابقين لقطع المساعدات العسكرية عن الاحتلال، والتي بلغت مليارات الدولارات سنويًا على مدى عقود، مضيفًا: “لطالما أعلن ترامب عن نفوره من المساعدات الخارجية الأمريكية. وقد يتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة تحصد ثمار مثل هذه المساعدات”.
ترجمة: ” نون بوست “
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الشرق الأوسط أن ترامب
إقرأ أيضاً:
القدس في أبريل.. انتهاكات غير مسبوقة للاحتلال في المسجد الأقصى
شهد أبريل/نيسان المنصرم انتهاكات صارخة في المسجد الأقصى من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، حيث اقتحم المسجد على مدار الشهر 10 آلاف و31 مستوطنا ومستوطنة، 6768 منهم اقتحموه خلال 5 أيام بالتزامن مع احتفال اليهود بعيد الفصح اليهودي.
وسُجّل في خامس أيام عيد الفصح رقم قياسي للاقتحامات في يوم واحد، إذ بلغ 2258 مستوطنا، كما سُجل انتهاك جديد للمرة الأولى بسماح شرطة الاحتلال لنحو 200 متطرف باقتحام المسجد معا في مجموعة واحدة، وذلك بعدما كانت المجموعة الواحدة تضم بين 30 إلى 45 مستوطنا بشكل عام.
وخلال هذا العيد، أدى المتطرفون صلوات وطقوسا توراتية داخل المسجد الأقصى، ورقصوا وغنوا وصفقوا واقتحموا الساحات حفاة الأقدام باعتبار المكان مقدسا يهوديا.
وكان من بين المقتحمين في خامس أيام الفصح عضو الكنيست "تسيفي سوكوت" الذي أدى طقس السجود الملحمي بحماية شرطة الاحتلال، وهو طقس ديني يعني الانبطاح الكامل، واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل.
وقبيل العيد نشطت الجماعات المتطرفة في حثّ أنصارها على ذبح وتقديم قرابين الفصح الحيوانية في المسجد الأقصى، وضُبطت عدة محاولات لتهريبها بالفعل.
وبالإضافة للاعتداءات التي رافقت هذا العيد، فإن الوزير إيتمار بن غفير اقتحم الساحات في اليوم الثاني من أبريل/نيسان، وهو الاقتحام الثامن له منذ توليه حقيبة وزارة الأمن القومي مطلع عام 2023.
إعلانولم ينقضِ الشهر قبل أن تطلق جماعات المعبد المتطرفة عريضة لجمع ألف توقيع قبل توجيهها إلى بن غفير، لمطالبته بفتح المسجد الأقصى أمام المقتحمين للاحتفال بـ"يوم القدس" الذي يحلّ في نهاية مايو/أيار الجاري، وطالب المتطرفون بإدخال كافة الأدوات المقدسة اللازمة لصلواتهم.
وكما بدأت التحضيرات المبكّرة لهذه المناسبة أطلقت الدعوات على منصات التواصل لرفع الأعلام الإسرائيلية في الأقصى بشكل جماعي خلال الاحتفال بيوم "الاستقلال" الإسرائيلي الذي يصادف اليوم الخميس.
وتضمنت التصاميم المختلفة، التي نشرتها صفحات جماعات الهيكل، صورة قبّة الصخرة المشرفة محاطة بعشرات الأعلام، التي يصرُّ المتطرفون على التلويح بها داخل الساحات.
وفي تطور خطير أيضا، نشرت مجموعة من المتطرفين وبعض صفحات منظمات الهيكل مقطع فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر مشهدا صادما لتفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، تحت عنوان "العام القادم في القدس".
أما في إطار انتهاك الحريات، فوثقت الجزيرة نت 54 حالة اعتقال في المحافظة، وقع ضحيتها 7 قاصرين و4 نساء، كما أصدرت محاكم الاحتلال 12 أمر اعتقال إداري بحق أسرى مقدسيين.
وفي أبريل/نيسان، أفرج الاحتلال عن أحمد مناصرة بعد انتهاء محكوميته البالغة 9 أعوام ونصف العام، بينما حُكم على المقدسي باسل عبيدية -الذي اعتقل طفلا وغدا خلف القضبان شابا- بالسجن لمدة 24 عاما بعد اتهامه بتنفيذ عملية طعن قرب باب الخليل في سبتمبر/أيلول 2023.
وتسلم 11 مقدسيا أوامر إبعاد، بينها 4 عن المسجد الأقصى و3 عن الضفة الغربية، بالإضافة لإبعاد واحد عن مدينة القدس، وإبعاد واحد عن مكان السكان، وإبعاد عن باب العامود، وآخر عن حي المصرارة.
إعلانوصدر خلال أبريل/نيسان أوامر حبس منزلي بحق 8 مقدسيين، ومن بين هؤلاء 3 أطفال.
في تعقيبه على إغلاق الاحتلال وقفية وصندوق القدس في مدينة القدس، قال الباحث والمحلل السياسي المختص في شؤون القدس والأقصى، ناصر الهدمي، إن المؤسسات الفلسطينية الوطنية في القدس شكلت عناصر أساسية لتكوين الهوية الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس، في ظل غياب أي شكل من أشكال القيادة أو… pic.twitter.com/a92Zsx3SoH
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 30, 2025
هدم وتهجير وإغلاق لمؤسساتوفي إطار جرائم الهدم المستمرة، وثق فريق الجزيرة نت 26 عملية هدم، بينها 3 عمليات هدم ذاتي قسري، وكان منزل الشهيد المقدسي محمد شهاب من بين المنازل التي أدرجت في خانة "الهدم العقابي" بعد تفجيره في بلدة الرام يوم 22 أبريل/نيسان المنصرم، ويضاف منزله إلى 8 منازل لشهداء وأسرى هُدمت تحت هذا البند منذ اندلاع الحرب الحالية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولم يسدل الستار عن هذا الشهر قبل أن تسجل اعتداءات جديدة على مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد اقتحام مدارسها الستّ الواقعة داخل حدود بلدية القدس، وإخطارها بالإغلاق، وذلك بعد أسابيع من حظر عمل هذه الوكالة الدولية ووقف أنشطتها في المدينة المحتلة.
كما أغلق الاحتلال مقرَي "صندوق وقفية القدس" و"اتحاد نقابات عمّال فلسطين" بادعاء تبعيتهما للسلطة الفلسطينية، ولم يَسلم المسيحيون كما كل عام من الاعتداءات التي تترافق مع احتفالهم بعيد الفصح، إذ منعوا من الوصول إلى كنيسة القيامة وتم الاعتداء عليهم من قبل شرطة الاحتلال في أزقة البلدة القديمة.