الاحتفاء بالآداب والفنون دليل على التقدم الحضاري
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
كانت الآداب والفنون على مر التاريخ جزءا من التطور الطبيعي للإنسان وفكره، ودليلا على تفرده من بين مخلوقات الله الأخرى على هذه الأرض. وتعزز الفنون والآداب التي أنتجها الإنسان عبر القرون هُويته وتعزز وحدته وتقدمه، وتكشف عن تصورات الإنسان وتأملاته في هذا الكون ورؤيته للمستقبل عبر الأدب الاستشرافي.
والثقافة بكل مفرداتها كانت على الدوام الركيزة الأساسية للهوية المجتمعية، تجسد القيم والتقاليد، وتعكس خبرات المجتمعات وتساهم في التعبير عن الروح الثقافية والحفاظ عليها، ومن خلال الشعر والسرد ومجمل الفنون البصرية تنقل المجتمعات تراثها عبر الأجيال. والأمم والشعوب التي تحتفي بالمبدعين وتكرم المثقفين هي أمة واعية ومدركة لأهمية النتاج الذي يبدعه هؤلاء المبدعون والمفكرون.. وهذا الاحتفاء وإن كان فرديا في الكثير من الأحوال إلا أنه احتفاء بالمنجز الفكري والأدبي والإبداعي كافة، واعتراف بدوره ومكانته. وعندما أعلنت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب نتائج دورتها الجديدة اليوم كانت تؤكد اهتمام الدولة في عُمان بالمنجز الثقافي والفكري وبالعقول التي أنتجته وأبدعته. وعُمان عبر التاريخ كانت تحتفي بمبدعيها ومفكريها وشعرائها ولذلك ازدهر الأدب والفكر وأنتج الشعراء ملاحم شعرية ستبقى خالدة تنتقل من جيل إلى جيل، وكذلك أنتج المبدعون مدونات في كل صنوف المعرفة العلمية وفي العلوم الإنسانية في أوقات لم تكن فيه مطابع وكانت الكتب تُخط وتُنسخ باليد ومن يعود إلى دار الوثائق العمانية وغيرها من المؤسسات المعنية بحفظ المخطوطات والوثائق سيقف على المنجز الإنساني في عُمان ويعرف أن ذلك ما كان ليزدهر لولا أن الدولة العمانية والقيادة السياسية فيها كانت داعمة لهذا الإبداع والعطاء الفكري الكبير. والآداب بكل أنواعها وتجلياتها دليل قوة المجتمعات وقدرتها على التأمل والتفكير، وهي بعد ذلك أداة من أدوات غسل الروح الإنسانية وتطهيرها من العناء اليومي وفق تعبير بابلو بيكاسو الذي قال إن «الفن يغسل عن الروح غبار الحياة اليومية». وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب واحدة من أهم الجوائز في العالم العربي ليس في قيمتها المادية فقط ولكن أيضا في مكانتها المعنوية لأنها مرتبطة باسم السلطان قابوس وبعُمان التي تلبس الجائزة ذلك البعد الحضاري والتاريخي المستمد من حضارتها وتاريخها العريق.وهذه مناسبة للتأكيد على أهمية الجوائز في دعم الثقافة والمثقفين والأدباء والمفكرين لبذل الكثير من العطاء من أجل أن تبقى مشاعل النور متقدة تضيء للإنسان مسارات المستقبل. |
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
"طيران الإمارات للآداب" ينطلق 29 يناير
أعلنت مؤسسة الإمارات للآداب عن قائمة الضيوف المشاركين وتفاصيل برنامج الدورة 17 من مهرجان طيران الإمارات للآداب 2025، التي تقام برعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الفترة من 29 يناير (كانون الثاني) حتى 3 فبراير (شباط) 2025.
ويقام المهرجان في فندق انتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي ، ويتضمن على أكثر من 150 فعالية، بما في ذلك الفعاليات المفضلة للجمهور مثل "أبيات من أعماق الصحراء"، و"بعد النهار في ليل"، "ملتقى الأفكار" وبرنامج العائلة.وتشتمل قائمة المشاركين على المؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعاً عالمياً، أبراهام فيرجيز، والحائز على جائزة نوبل للآداب عبد الرزاق قرنح، والصحفية الحائزة على جائزة "إيمي"، وهالة جوراني، والكاتب والرسام الشهير لسلسلة "مذكرات طالب"، جيف كيني، والكاتب والسيناريست متعدد المواهب دانيال هاندلر - المعروف أيضاً باسم ليموني سنيكيت، وصاحب "سلسلة من الأحداث المأساوية"؛ والمرشح لجائزة الـ"بوكر"، تشيجوزي أوبيوما، والكاتب الموسوعي والرحالة د. محمد المنسي قنديل، والروائي والباحث عبد الإله بن عرفة، والشخصية الثقافية للعام، واسيني الأعرج، والكاتب والشاعر خالد البدور، والشيف الفلسطيني المرموق ومؤلف كتاب للطبخ، فادي قطان.
وصرحت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب المديرة الإدارية لدار "ELF" للنشر أحلام بلوكي: " يُشكل مهرجان الإمارات للآداب منصة أساسية للحوار والنقاش والتأمل، حيث أصبح الحوار العالمي حول الهوية والثقافة ضرورة قصوى، لذا يسعدنا استضافة رموز أدبية من حول العالم تُعبر أعمالهم عن جوهر هذه القضايا. من خلال برنامج المهرجان، والجلسات المُلهمة للأجيال القادمة، والفعاليات التي تحتفي بتجاربنا المشتركة، نبني مجتمعاً قائماً على التفاهم ونُذّكر أنفسنا والجمهور أننا بحاجة إلى قصص تربطنا بالإنسانية المشتركة اليوم أكثر من أي وقت مضى، والمهرجان هو المكان المناسب لطر ح هذه القصص".
يُنظم مهرجان طيران الإمارات للآداب بالشراكة مع الراعي الرسمي، طيران الإمارات، والشريك المؤسس، هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" المعنية بالقطاع الثقافي والإبداعي في إمارة دبي.
وقال النائب التنفيذي للرئيس، للاتصالات المشتركة والتسويق والعلامة التجارية في طيران الإمارات بطرس بطرس: "أصبح مهرجان طيران الإمارات للآداب أحد التجمعات الأدبية الرائدة في العالم بفضل تنوع الكتّاب المشاركين فيه والأفكار الملهمة الذي تناقش وتفتح آفاقاً جديدة وتكشف عن رؤى متنوعة، ويسعدنا أن نستضيف هذا العدد من الكتّاب والمفكرين الذين يمثلون مختلف الثقافات والجنسيات والمواضيع المتنوعة. لقد أصبح المهرجان دعامة أساسية في المشهد الثقافي في الامارات، ويُعد اليوم من أكبر المهرجانات الثقافية في العالم".
وستتولى هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" رعاية محور "بالإماراتي" لهذا العام؛ الذي يحتفي بالثقافة الإماراتية، ويتيح للكتّاب الإماراتيين والعالميين فرصة اللقاء على مسرح المهرجان، ومناقشة مجموعة من التجارب المتنوعة مع نخبة من الكتّاب الإماراتيين، ومنهم الشاعر عادل خزام، والدكتورة نورة الكربي، والفنانة أسماء الرميثي، والشاعر علي الشعالي، والكاتبة صالحة غابش، والكاتب والمدرب حمدان بن شفيّان العامري، والكاتبة نادية النجار، والمخرجة السينمائية نهلة الفهد وغيرهم العديد.
وأكد المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في "دبي للثقافة"، الدكتور سعيد مبارك بن خرباش على حرص الهيئة على النهوض بقطاع الثقافة والفنون، وضمان استدامته وتطوره عبر دعم وتمكين المبدعين وأصحاب المواهب وتعزيز حضورهم على الساحة الثقافية.