وزير الخارجية من «بيروت»: نرفض شرط انتخاب رئيس لبناني لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
سلّم الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، شحنة المساعدات المصرية الرابعة إلى لبنان الشقيق، خلال زيارته إلى بيروت، أمس، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى باستمرار الجسر الجوى المصرى لتقديم كل أوجه الدعم للبنان وشعبه الشقيق فى مواجهة العدوان الإسرائيلى الغاشم.
وأوضح وزير الخارجية أن الشحنة الجديدة من المساعدات تضمّنت 21 طناً من المواد الغذائية ومستلزمات الإعاشة اللازمة، ليصل بذلك إجمالى المساعدات المصرية للبنان إلى 88 طناً، لافتاً إلى أن الرئيس السيسى وجّه بنقل رسالة دعم وتضامن مع شعب لبنان، ومؤسسات الدولة اللبنانية.
وشدّد «عبدالعاطى»، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع ناصر ياسين، وزير البيئة اللبنانى رئيس لجنة الطوارئ بالحكومة، بمطار رفيق الحريرى الدولى، على رفض مصر أن يكون انتخاب الرئيس اللبنانى شرطاً لوقف إطلاق النار فى لبنان، مضيفاً: «لن نتوقف ولو للحظة واحدة عن جهودنا لوقف العدوان الإسرائيلى، وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية للشعب اللبنانى، ولدينا اتصالات مع كل الأطراف الدولية والإقليمية وكل الأشقاء فى المنطقة العربية»، مشيراً إلى أن الهدف واحد، وهو وقف هذا العدوان الغاشم بأسرع وقت ممكن، ولا يمكن السماح باستمرار هذا العدوان تحت أى ذريعة أو مبرّر أو حجة.
وتابع: «الهدف الأساسى هو نقل رسالة دعم كاملة من القيادة المصرية وشعبها، كما نُؤكد حرص مصر على وقف هذا العدوان بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى الاستماع لرؤية كبار القادة اللبنانيين والسياسيين حول مجريات هذه الأمور وتكثيف الجهود والضغوط التى تمارسها مصر للتعاون مع الأشقاء العرب والدول الإسلامية، وفى العالم الغربى والصين وروسيا والهند والبرازيل»، موضحاً أن محصلة الجهود المصرية تصب فى إطار هدف واحد، وهو وقف هذا العدوان وأعمال القتل الممنهجة التى تتم وسط صمت مخجل من المجتمع الدولى وعجز وشلل من جانب مجلس الأمن.
ونوه بأن قضية الشغور الرئاسى قضية مهمة، وأن دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكين هذه المؤسسات، بما فيها مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش اللبنانى الوطنى، هى مسائل مهمة جداً، واستطرد قائلاً: «نرفض أن يكون انتخاب الرئيس اللبنانى شرطاً من شروط وقف إطلاق النار»، موضحاً أن المسارين يجب أن يسيرا فى شكل متوازٍ، وأن وجود رئيس للبنان فى هذه المحنة وهذه الظروف الصعبة أمر مهم جداً: «نرفض تماماً أى ضغوط خارجية فى هذا الملف ونرفض أن يكون هذا شرطاً لوقف إطلاق النار، وهذه مواقف واضحة لمصر ولا تحيد عنها».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية إن قمة الرياض العربية الإسلامية غير العادية، جاءت فى توقيت مهم ونتجت عنها مخرجات مهمة، مضيفاً أن هناك آلية للمتابعة وآلية وزارية سداسية من مجموعة من الدول العربية والإسلامية، من بينها مصر، وهذه اللجنة منوط بها تكثيف اتصالاتها مع المجتمع الدولى، لافتاً إلى أنه إذا كان هناك تخاذل دولى فهذا يجب ألا يمنعنا من مواصلة الضغط، ولا يوجد سوى مسار واحد وأفق واحد للوصول إلى وقف إطلاق النار، وهو الاستمرار فى الضغوط على الجانب الإسرائيلى وتكثيف واستمرار التواصل مع الولايات المتحدة والجانب الأوروبى والغربى وكل الأطراف الدولية المعنية، لاستمرار الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى لوقف هذا العدوان فى قطاع غزة والضفة الغربية وفى لبنان.
وأوضح أن الاتصالات مستمرة مع الإدارة الأمريكية الحالية، وهناك اتصالات مصرية تُجرى مع هذه الإدارة، مُعرباً عن التطلع للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وسيكون على رأس هذه الملفات وقف العدوان الإسرائيلى، وأكد أنه يجب ألا يستمر هذا العدوان من الآن وحتى 20 يناير المقبل، موعد تسلم الرئيس دونالد ترامب، ولا يجب ترك هذه الفترة للطرف الإسرائيلى لمواصلة عدوانه.
وشدّد على أنه يجب تكثيف الضغوط بشكل مُكثّف ومن كل الأطراف العربية وكل الدول متشابهة الفكر التى تتوافق معنا فى هذا الهدف، وصولاً إلى وقف إطلاق النار، حتى لا يكون هناك مجال لمزيد من العدوان وتوسيع رقعته وجر المنطقة إلى حرب شاملة لا تخدم مصالح أى طرف، كما أكد وزير الخارجية دعم مصر الكامل لكل مؤسسات الدولة اللبنانية، خاصة الجيش، جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده وزير الخارجية أمس الأربعاء، خلال زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت مع قائد الجيش اللبنانى العماد جوزيف عون.
من جهته، وجّه وزير البيئة اللبنانى الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب المصرى على موقفهم السياسى الداعم لوقف إطلاق النار فى لبنان، وأعرب فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى، عن شكره للرئيس السيسى والشعب المصرى على الدعم الذى تتلقاه بلاده من مصر، والعلاقة التاريخية والعريقة بين مصر ولبنان، مشيراً إلى أنه دائماً لبنان تنظر إلى مصر كدولة يُلجأ إليها عندما تمر بالكثير من المحن والأزمات.
وأضاف أن مصر دائماً تقف إلى جانب لبنان بشكل صادق وخالص كما هى اليوم، مؤكداً أهمية الجهود الدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، وذلك هو المدخل الصحيح لكل شىء يليه، وأشاد بما تقوم به مصر والدول العربية والصديقة تجاه وقف إطلاق النار، معبراً عن شكره للدعم الذى تتلقاه لبنان، لأنها فى أمس الحاجة إلى الأمور الإغاثية على المستوى الطبى ومراكز الإيواء والأهالى والنازحين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بيروت وزير الخارجية رئيس لبنان لوقف إطلاق النار وقف هذا العدوان وقف إطلاق النار وزیر الخارجیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين يصل بيروت ضمن مباحثات وقف إطلاق النار في لبنان
وصل مبعوث الرئاسة الأمريكي عاموس هوكشتاين صباح الثلاثاء، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لاستئناف المباحثات مع المسؤولين اللبنانيين بشأن وقف إطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد مصدر سياسي بأن المبعوث الأمريكي سيجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لبحث سبل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أوردته وكالة الأناضول.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية وصول المبعوث الرئاسي الأمريكي، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وتتوسط الولايات المتحدة - حليفة إسرائيل الأوثق - للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله"، لإنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
والاثنين قالت القناة 12 العبرية إن "الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق في لبنان تصل إلى مرحلة حاسمة هذا الأسبوع".
وأوضحت أنه "بعد أن أحالت سفيرة واشنطن ليزا جونسون الاقتراح الأمريكي الإسرائيلي إلى لبنان (الخميس)، أرسل حزب الله وثيقة رد إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وسيسلمها الأخير إلى هوكشتاين الذي يصل بيروت الثلاثاء".
وأشارت إلى أن "من المتوقع أن يراجع هوكشتاين رد حزب الله مع ممثلي الحكومة اللبنانية، واعتمادا على درجة التقدم، سيتم تحديد الخطوات التالية".
والأحد قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن المبعوث الأمريكي سيصل بيروت الثلاثاء، للقاء مسؤولين لبنانيين والحصول على رد الحكومة على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
ويتضمن المقترح، بحسب هيئة البث "التزام الطرفين (إسرائيل وحزب الله) بقرار مجلس الأمن 1701، مع ضمان حق الدفاع عن النفس".
كما يقضي المقترح بانسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، ومنع الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب، وفق إعلام عبري
لكن الاحتلال الإسرائيلي يريد الاحتفاظ بإمكانية مهاجمة "حزب الله" في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.
فيما يشدد "حزب الله" على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و481 شهيدا و14 ألفا و786 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.