لجريدة عمان:
2025-04-12@04:04:46 GMT

أمراض ثقافـية

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

يظل الإنسان إنسانًا مهما بلغ من العلم والمعرفة والثقافة وسعة الاطلاع، فهو إنسان بنقائصه قبل الكمال، وإنسان بنزوع نفسه إلى الشر كما نزوعها إلى الخير؛ ولكن كما قال الشاعر، وهو المتنبي «ألزمتَ نفسك شيئا ليس يلزمها»، فالإنسان بخياراته واختياراته فـي هذه الحياة، يُلزِمُ نفسه بأمور لم يلزمه إياها أحد، إنما كانت بمحض إرادته واختياره.

ومن تلك الأمور، الثقافة. إن الإنسان العادي يتوقع مِن من يُشار إليه بأن له علاقة بالثقافة أو نال حظا منها، صفات وأخلاقا تدل على ما اكتسبه من ثقافته وجَودةِ ما اكتسبَ. ومن ذلك سعة الصدر، وإيجاد المخارج فـيما له مخرج ومنفذ، وتقبُّل الآراء المختلفة المتضادة المتنوعة، والاستزادة من العلم والمعرفة، وحب الخير، والنقد المنهجي للثوابت التي لم تمر من قبل عبر مصفاة النقد والتمحيص، فأُخِذَت على عواهنها دون رويّةٍ يعرِف بها المرء صوابه من خطئه. لأجل هذا كله، كان المثقف أشمل رؤية وأنفذ بصيرة، وهو قادر على تذليل تلك المعرفة وتطويعها فـي سبيل الخير، أو استعمالها فـي الشر!. كُلٌّ حسب نفسه ومقدرته على كبح جماحها، أو إطلاق العنان لها.

لكن، ماذا لو كانت الثقافة مبنيّةً كما تبنى المهن؟ بعبارة أخرى، ماذا لو كانت الثقافة محض ثوب يلبسه المرء حين يريد، وينزعه عن نفسه وفقا للمكان والزمان. فاليوم يكون المثقف الداعي إلى احترام الضعفاء ومساعدتهم والرأفة بهم، وغدا يمسك بسياط الكراهية يضرب بها من شاء وحيث شاء؛ هنا يتوقف المرء لينظر فـي المُدخلات التي جعلت المرء المُتَوَسَّمَ فـيه الخير يكون بهذه الصورة المشوهة والمعاكسة للتصور، واحدة من أمراض الثقافة التي سبق أن تحدثت عنها سابقا، هي الشللية، وليست الشللية سيئة حين تكون بمعناها الحميد المتمثل فـي الجماعات الأدبية أو الفكرية أو الثقافـية التي تتناقش وتتحاور وتفتح آفاقا أخرى جرّاء المطارحات الجادة؛ لكنها سيئة حين يتبنى أفرادها مجموعة من القيم والمفاهيم المريضة، كالحقد والحسد والهمز واللمز.

كثيرا ما سمعت عبارة من قبيل «أستطيع أن أفعل هذا لو أردتُ ذلك» أو «إنه أمر سهل يستطيع الجميع فعله». إن هذه العموميات التي يشطب بها شخص ما عمل شخص آخر فـي جلسة تعزيز له ولمن حوله، منبت للضغائن ومنشأ لثوابت لا يدري المرء من أين تسرّبت إلى الأذهان وأصبحت إطارا مُسلَّما بصحته!. من تلك المسلَّمات «يجب أن يكون الشاعر نرجسيا ليكتب الشعر». وهذا معناه، يجب أن يكون مريضا مرضا نفسيا ليكتب الشعر، وإلا لما كتب الشعر!. وهذه حماقة لا يدري المرء من أين تسرّبت إلى الأذهان وصارت مسلّمة لا جدال فـيها.

وإذا ما أردنا معرفة المرض معرفةَ علمية، فإن «اضطراب الشخصية النرجسية هو حالة صحة نفسية تتميز بنمطٍ مستمر من الشعور بالفخامة أو العَظَمة، والحاجة إلى الإعجاب، والافتقار إلى التعاطف». وذلك وفقا لأدلة MSD الإرشادية، التي أوردت بعضا من الأمثلة التي يستطيع المرء إسقاطها على الواقع، وله أن يتفاجأ بتطابق التشخيص والأمثلة فـي بعضها مع كلام أناس محددين وطريقة تعاملهم مع الآخرين. وعلى سبيل المثال، أورد الدليل السابق تشخيصا للمصابين بهذه الحالة، «يبالغ الأشخاصُ المصابون باضطراب الشخصية النرجسية فـي تقدير قدراتهم، ويبالغون فـي مُنْجَزاتهم، ويميلون إلى التقليل من شأن قدرات الآخرين». وللقارئ أن يتأمل!. وما جعلني أفكر فـي هذه الخصلة تحديدا، التفكر فـي أخبار فحول الشعراء والأدباء، فترى الأخبار التي تتحدث عن سؤالِ بعضهم لجرير أو الفرزدق أو الأخطل عن واحد منهم، وأيهم أشعر؛ فـيجيب الآخر بأن فلان أشعر منه إطلاقا أو أشعر منه فـي القول الفلاني أو الصنف الفلاني، مع ما بينهم من الخصومة والتحدي والتسابق فـي صدارة الشعر ورياسته، وانظر إلى الخبر المنسوب إلى المعري -مع حبه وإخلاصه وتعصبه الشديد للمتنبي- حين سئُل عن أبي تمّام والبحتري والمتنبي؛ أيهم أشعر؟ فأجاب، حكيمان والشاعر البحتري. وليس هذا فـي ثقافتنا العربية فحسب، بل هي خصلة حميدة -التواضع والإنصاف- يتصف بها الكبار فـي شتى أنحاء المعمورة. فهذا ميخائيل باختين فـي حواره الطويل مع فـيكتور دوفاكين فـي سياق الحديث عن فـيتشيسلاف إيفانوف، يصفه بادئ الأمر بأنه «شخصية معقدة للغاية» وأورد بعد ذلك بعض الصفات السيئة التي تركها بلا نسبة إلى قائليها، ولكنه استدرك بقوله «..كان بالفعل يتمتع بقدر من العظمة فـي شخصيته، وفـي رأيي أن هذا الجانب كان الجانب الرئيسي فـيه على أي حال».

إن قبولنا بالمسلمات فـي الحياة اليومية أو فـي أي مجال آخر، هو شكل آخر من أشكال الركود، ولنا فـي العلوم أنموذج شاهد ودليل. والثقافة جزء من الحياة، فالثقافة أسلوب للتفكير، أسلوب للعيش، للحياة. فبقدر ما يزداد المرء ثقافة، يزداد تواضعا؛ لأنه يعرف أن ما لا يعرفه أكثر مما يعرفه بالفعل.ولا أعتبر أيا من الأمراض مزية يمتاز بها أناس ويرتفعون بها عن البقية، أكانت النرجسية أو ثنائي القطب أو الاكتئاب -تحدثت عن هذا الأمر فـي مقالتي رمنسة البؤس- أو غيرها من الأمراض النفسية الأخرى. إن الثقافة فعلٌ وأعرفُ الفعلَ الجيد من الرديء بعواقبه وما يترتب عليه، والفعل أفضل وأسلم من الركود حتما، أولا يفسد الماء إن كان راكدا لا يتحرك؟.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

علامات تشير إلى نقص الحديد في البشرة والشعر والأظافر

يُسبب نقص الحديد أعراضًا عديدة، منها الضعف، وتسارع ضربات القلب، وألم في اللسان، وغيرها، كما تظهر بعض الأعراض على الجلد والشعر والأظافر.. إليك كل ما تريد معرفته.

يمكن أن يظهر نقص الحديد في أجزاء مختلفة من الجسم، وعادةً ما تظهر أعراضه على الجلد والشعر والأظافر. الحديد، وهو معدن غذائي مهم، له وظائف عديدة في نمو الجسم وتطوره.

ومن أهم وظائفه إنتاج الهيموجلوبين، وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أجزاء الجسم، لإنتاج الميوغلوبين الذي ينقل الأكسجين إلى العضلات، وهو ضروري أيضًا لإنتاج بعض الهرمونات. عند انخفاض مستوى الحديد، يشعر الشخص بالتعب والضعف وألم الصدر وبرودة اليدين وألم أو تقرح في اللسان.

يحدث نقص الحديد عندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من الحديد لأداء وظائفه، وهي حالة شائعة لدى النساء أكثر من الرجال، قد تكون النساء الحوامل أكثر عرضة لخطر نقص الحديد، حيث تعاني حوالي 50% من النساء من نقص الحديد أثناء الحمل.

هناك عدة أسباب لنقص الحديد.

 أكثرها شيوعًا هو نقص الحديد في النظام الغذائي، بالإضافة إلى عدم امتصاص الجسم لكمية كافية من الحديد وفقدان الدم.

 يسبب نقص الحديد عدة أعراض، أبرزها الضعف، وتسارع ضربات القلب، وألم اللسان، وغيرها، كما يقول الدكتور أميت بانجيا، استشاري الأمراض الجلدية 

يؤثر نقص الحديد أيضًا على مظهرك. 

أهم علامات نقص الحديد في البشرة والشعر والأظافر.

الشعر الجاف والتالف
من الطبيعي تساقط بعض خصلات الشعر يوميًا، ولكن إذا لاحظتِ وجود شعر زائد في فرشاة شعركِ أو على وسادتكِ، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة. قد يكون الشعر الجاف والتالف علامة على نقص الحديد. عندما يعاني الجسم من نقص الحديد، ينخفض ​​مستوى الهيموغلوبين في الدم، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في خلايا الشعر، مما يؤثر سلبًا على نموه. وعندما لا يحصل الجلد والشعر على كمية كافية من الأكسجين، يصبحان جافين وضعيفين.

2. تساقط الشعر
يلعب الحديد دورًا حيويًا في إنتاج الهيموغلوبين، وهو بروتين يحمل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. عند نقص الحديد في الجسم، يصعب نقل الأكسجين إلى الخلايا التي تُحفز نمو الأظافر والشعر، مما يُسبب تساقط الشعر. 

تشير الأبحاث إلى أن تساقط الشعر المرتبط بنقص الحديد قد يكون سببًا رئيسيًا لدى الإناث في سن الإنجاب.

 تساقط الشعر الناتج عن نقص الحديد تساقط الشعر الهرموني، أي أنك تلاحظ تساقط الشعر حول منبت الشعر، والتاج، ومنتصف الرأس. 

في حالات نقص الحديد الشديد، قد يزداد تساقط الشعر، وقد تلاحظ تساقطًا أكبر في فروة رأسك عندما يكون شعرك مبللًا أو عند الوقوف في مكان مضاء جيدًا.

3. بشرة شاحبة بشكل غير عادي

يكتسب الدم لونه الأحمر من الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء. لذلك، عندما يعاني الجسم من نقص الحديد، يصبح الدم أقل احمرارًا، مما يجعل البشرة تبدو أكثر شحوبًا من المعتاد أو تفقد دفئها.

4. شحوب الجفون الداخلية

عادةً، عند شدّ الجزء الداخلي من الجفن السفلي، يكون لونه أحمر فاتحًا.

 أما إذا كنت تعاني من نقص الحديد، فيؤدي ذلك إلى شحوب الجزء الداخلي من الجفن السفلي. يُلاحظ هذا عادةً في الحالات المتوسطة أو الشديدة من نقص الحديد.

 في الواقع، يُعدّ من أول الأعراض التي يبحث عنها الأطباء كعلامة على نقص الحديد. أما لدى ذوي البشرة الداكنة، فقد يكون هذا هو الجزء الوحيد الذي يُلاحظ فيه نقص الحديد.

مقالات مشابهة

  • دار الكتب تحتفل بمرور 155 عامًا في حفظ التراث: إنجازات رقمية وتوسعات ثقافية
  • ما الفرق بين صبغات الشعر الدائمة وغير الدائمة؟
  • طالبان تقوم بحملات اعتقال بسبب تسريحات الشعر
  • تجنب الفطريات: كم مرة يجب عليك تنظيف فرشاة شعرك؟
  • علامات تشير إلى نقص الحديد في البشرة والشعر والأظافر
  • أفضل وصفة لتطويل الشعر بسرعة جًدا في يومين فقط
  • كم من الوقت يستغرق نمو الشعر مرة أخرى بعد علاج السرطان؟
  • معرض أربيل الدولي للكتاب.. فعاليات ثقافية وندوات تغني يومه الثاني (صور)
  • أمسية ثقافية لتكريم المؤلف مجدى صابر بـ «آداب عين شمس»
  • “أسبوع فن الرياض”.. احتفالية ثقافية تزيّن العاصمة بفنون وإبداع العالم