تكللت بمنصب وزاري.. مغامرة إيلون ماسك تثبت النفوذ الهائل لأسواق المال
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
تساءل الكاتب ويل دان في مقال نشرته مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية عن مصدر ثروة رجل الأعمال الأميركي وأغنى شخص في العالم إيلون ماسك والتي تربو حاليا على 320 مليار دولار، والتي منحته نفوذا هائلا على الصعيد السياسي في الولايات المتحدة والعالم تكللت بإعلان توليه وزارة "الكفاءة الحكومية" الأميركية إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.
وقال ترامب في بيان عن تعيين ماسك وراماسوامي: "هذان الأميركيان الرائعان سيمهدان الطريق معا أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية (…) وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أميركا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بيتكوين تتراجع من قمتها التاريخية وسط ترقب التضخم الأميركيlist 2 of 2هل تستمر العلاقة الجيدة بين أردوغان وترامب؟end of listوقال الكاتب إن القوة السياسية والاقتصادية في العالم اليوم أصبحت بيد شخصيات مثل ماسك، حيث استطاع باستخدام ثروته الطائلة التأثير على الانتخابات الأميركية ولعب دورا محوريا في دعم حملة دونالد ترامب الانتخابية وفوزه بالرئاسة.
من أين جاءت ثروة ماسك؟وأوضح الكاتب أن المحافظ الاستثمارية وصناديق الادخار والتقاعد التي تصب في أسواق الأسهم الأميركية، تصنع من أسواق المال قوة عظمى تشكل المستقبل الاقتصادي والسياسي للعالم المعاصر، ومن هناك تأتي معظم ثروة إيلون ماسك.
وأضاف أن من بين 7 شركات كبرى تسيطر على أسواق الأسهم الأميركية، وتمثل مجتمعة ما يقرب من ربع قيمة مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لأكبر 500 شركة أميركية متداولة في البورصة، توجد شركة تسلا للسيارات الكهربائية، والتي تأتي منها معظم ثروة ماسك.
وذكر الكاتب أن نسبة كبيرة من أموال الملايين من الأوروبيين والأميركيين الذين يستخدمون الأسواق المالية للادخار من أجل التقاعد، تذهب إلى شركة تسلا التي أصبحت واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم إذ باتت تقترب قيمتها السوقية من تريليون دولار، ومنحت ماسك أكبر ثروة صافية اسمية لرجل أعمال في تاريخ الرأسمالية الأميركية.
وحسب تعبيره، فإن قصة ماسك تعكس القوة الفائقة للثقة في أسواق المال، فبثروة بلغت 250 مليار دولار أصبح ماسك أغنى شخص في العالم في يناير/ كانون الثاني 2021، ولم يكن ذلك بسبب أن شركته قد حققت أرباحا هائلة من بيع السيارات، ولكن بسبب الاستثمارات الهائلة في أسهم تسلا.
وأوضح أن صافي دخل شركة تسلا منذ عام 2009 إلى الربع الأول من عام 2021، يُقدّر بحوالي 5.4 مليارات دولار، ولكن بحلول ذلك الوقت كانت قيمة الشركة السوقية قد بلغت أكثر من 800 مليار دولار، وكان عدد السيارات المباعة فعليا ضئيلا بالمقارنة بالوعود التي قطعها ماسك للمستثمرين.
وقد ارتفعت ثقة السوق في هذا الوعد ليلة الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، عندما ساعد ماسك ترامب في الفوز بفترة رئاسية ثانية من خلال منصة "إكس" التي يمتلكها، وما يُقدّر بنحو 132 مليون دولار من أمواله الخاصة؛ حيث ارتفعت أسهم تسلا في تداولات ما بعد البيع بحوالي 14%، وأدى ذلك إلى زيادة صافي ثروة ماسك بين عشية وضحاها بحوالي 22 مليار دولار.
المغامرة الانتخابيةوصف ترامب في خطاب الفوز إيلون ماسك بأنه "عبقري خارق"، وأكد أنه سيعرض عليه منصبا في إدارته الجديدة، والتي قد تشهد إلغاء عدد كبير من الوظائف الحكومية، وتشكيل وزارة جديدة تُعرف بـ"وزارة الكفاءة الحكومية" وهو ما أعلنه ترامب مؤخرا.
وقد أكد ماسك للمستثمرين أنه يخطط لإدخال بعض اللوائح التنظيمية الجديدة وإلغاء عدد من القوانين التي تعيق تقدم صناعة السيارات ذاتية القيادة، وهو ما يفسر القفزة الهائلة في ثروة ماسك، حسب الكاتب؛ إذ يرى المستثمرون أنه قادر على الوفاء بهذه التعهدات.
وأشار الكاتب إلى أن الفترة الحالية تشهد وفرة لم يسبق لها مثيل في الأوراق المالية القابلة للتداول، وينطبق ذلك بشكل خاص على الولايات المتحدة التي تتفوق على جميع الدول الأخرى كوجهة لرؤوس الأموال؛ حيث تضم حوالي 40% من أسواق الأسهم الثابتة والأسهم في العالم.
وقد ارتفعت أصول التقاعد في أميركا بحوالي 15 تريليون دولار في العقد الماضي وحده، كما ارتفع إجمالي القيمة الرأسمالية لأسواق الأسهم الأميركية من 15 تريليون دولار عام 2009، إلى ما يقرب من 50 تريليون دولار حاليا.
وختم الكاتب بأن موهبة ماسك وزملائه المليارديرات في وادي السيليكون ليست في الهندسة أو التصميم، بل في قدرتهم على جذب المستثمرين في أسواق المال وبيع المخاطر والإغراء بالأرباح بالمكافأة، وكان تفوق ماسك على كامالا هاريس -حسب تعبيره- صفقة ومقامرة على قيمة أسهمه مقابل رهان مستقبلي غير مضمون، وقد آتت مغامرته ثمارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تریلیون دولار أسواق الأسهم ملیار دولار أسواق المال إیلون ماسک فی العالم ثروة ماسک
إقرأ أيضاً:
روبوت DOGE الخاص بـ إيلون ماسك يتجسس على موظفين فيدراليين باستخدام الذكاء الاصطناعي
كشف تقرير جديد أن فريقًا تقنيًا سريًا تابعًا للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، يعرف باسم "فريق DOGE"، يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الاتصالات داخل إحدى الوكالات الفيدرالية الأمريكية، بهدف رصد أي مواقف معادية للرئيس السابق دونالد ترامب وأجندته السياسية، بحسب ما نقله مصدران مطلعان لرويترز.
وبينما تظل تفاصيل عمل "إدارة كفاءة الحكومة" التابعة لماسك محاطة بالسرية، تشير المعلومات إلى أن الفريق يستخدم أدوات تكنولوجية متقدمة، مثل روبوت الدردشة Grok المدعوم بالذكاء الاصطناعي وتطبيق Signal للتواصل، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن الشفافية وحماية الخصوصية في عمل هذه الكيانات داخل الحكومة.
قال أحد المطلعة المصادر لوكالة رويترز إن فريق DOGE يستخدم تطبيق Signal المشفر لإجراء محادثاته، وهو ما قد يشكل انتهاكًا لقواعد حفظ السجلات الفيدرالية، خاصة وأن الرسائل يتم ضبطها لتختفي تلقائيًا بعد فترة زمنية.
كما أشار المصدر إلى أن الفريق يوظف "بوت ماسك الذكي" Grok في عمليات تقليص الهيكل الإداري للحكومة.
وقالت الأستاذة كاثلين كلارك، خبيرة أخلاقيات الحكومة في جامعة واشنطن بسانت لويس، إن استخدام Signal دون حفظ الرسائل يعد غير قانوني.
وأضافت: "هذا النوع من الممارسات يفاقم القلق بشأن الشفافية وأمن البيانات داخل الإدارة الفيدرالية".
ذكاء اصطناعي لمراقبة الموظفينفي وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، أبلغ بعض المديرين من قبل مسؤولين عيّنهم ترامب بأن فريق ماسك بدأ في استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد سلوك الموظفين، تحديدًا من خلال تحليل العبارات المكتوبة التي قد تحمل مواقف معادية للرئيس السابق أو لماسك نفسه.
وقالت مصادر مطلعة إن مراقبة الاتصالات تتم عبر منصات مثل Microsoft Teams، حيث تم تحذير الموظفين من أن النظام يتتبع كل ما يقولونه أو يكتبونه.
وتواجه الوكالة خفضًا حادًا في ميزانيتها بنسبة 65%، مع تعليق عمل أكثر من 600 موظف منذ يناير الماضي.
وفي ردها على التقرير، أصدرت وكالة حماية البيئة بيانًا أكدت فيه أنها "تدرس استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء الإداري"، لكنها نفت أن تكون هذه التقنية تستخدم لاتخاذ قرارات تتعلق بالموظفين بالتعاون مع DOGE، ولم توضح ما إذا كانت تستخدمها في مراقبة الاتصالات.
انتقادات حادة وتحقيقات قانونيةورغم محاولات التبرير، تصاعدت الانتقادات داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حيث اتهم ديمقراطيون ماسك وترامب بالسعي لإقصاء موظفين مستقلين من الجهاز الإداري واستبدالهم بولاء سياسي، بينما وصف خبراء أخلاقيات حكومية هذه الممارسات بأنها "إساءة استخدام للسلطة" وتهديد لحرية التعبير.
وذكرت رويترز أن تحقيقاتها شملت مقابلات مع نحو 20 شخصًا مطلعًا على عمل DOGE، إضافة إلى مراجعة مئات الوثائق القانونية التي تتناول ممارسات الوصول إلى البيانات الحكومية، ما سلط الضوء على استخدام غير تقليدي للتكنولوجيا داخل إدارة ترامب.
سرية مفرطة وخرق للبروتوكولاتوكشف التقرير أن بعض موظفي DOGE يتجاوزون الإجراءات الرسمية لتداول الوثائق الحكومية، ويستخدمون مستندات Google بشكل جماعي في التعديل، ما يُصعّب تتبع النسخ النهائية أو معرفة من أجرى التعديلات.
ورفض البيت الأبيض وماسك التعليق على هذه المعلومات، بينما أكدت إدارة ترامب أن DOGE لا يخضع لقوانين الشفافية التي تتيح للصحافة والجمهور الاطلاع على سجلات الجهات الفيدرالية.
وفي 10 مارس الماضي، أمر قاضٍ فيدرالي إدارة DOGE بتسليم مستنداتها إلى منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن"، التي رفعت دعوى قضائية تطالب بالكشف عن هذه الوثائق، وحتى اليوم، لم تسلّم DOGE أي وثائق وفقًا للمنظمة.
السيطرة على البنية التحتية الرقمية للحكومةوأشار التقرير إلى أن فريق ماسك عزز سيطرته على البنية الرقمية لبعض المؤسسات، مثل مكتب إدارة شؤون الموظفين OPM، حيث تم حجب وصول الموظفين إلى قاعدة بيانات تضم معلومات حساسة لأكثر من 10 ملايين موظف حالي وسابق.
ولم يتبق سوى موظفين اثنين يمكنهم الوصول، أحدهما موظف عينه ترامب وكان يعمل سابقًا في شركة ناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي.
وينظر إلى OPM على أنه أداة تنفيذية رئيسية لتنفيذ رؤية الإدارة الجديدة بتقليص الجهاز الإداري الفيدرالي.