هزنى الخبر.. ربما لست متأكدًا من حقيقته أو صدقه ولكن قرأته وصدمنى. الخبر يقول:
الكاتبة والأديبة صافيناز كاظم أعلنت فى منشور لها عبر حسابها على موقع الفيسبوك عن بيع مكتبتها قائلة «لمن يقدِّر ويهتم.. مكتبتى كلها للبيع بمليون جنيه»
لو كان الخبر حقيقيا فما هى أسبابه؟!
ربما تمر الأديبة الكبيرة بأزمة مالية وهو ما لا أتوقعه فالكاتبة الكبيرة تتمنى أى مؤسسة صحفية أن تستضيفها لتكتب عندها.
أعترف أنى أمر بتلك الأزمة العاطفية وعدم الثقة بالكتاب.. نقرأ أشياء وعند النزول إلى الواقع نجد كل ما هو مخالف.. نقرأ عن العدل ولا نجده على أرض الواقع.. نصطدم بالقانون المصرى وثغراته، وبأن العدل مجرد حروف لمعانٍ جميلة ليست موجودة إلا فى أرض الأحلام.. حتى أرض الأحلام المسماة بالفاضلة ليست إلا مجرد أحلام لن تجدها فى أى مكان فى العالم مهما ادعى أهله الفضيلة والتقوى والإيمان والالتزام.
كلمات الإيمان والشجاعة والعدل والصدق والوفاء.. اخترعها البشر لمجرد التنظير والانتقاد وكتابة الكتب بمختلف المعانى، تصف الكتب الشجاع والوفى والصادق فى القصص والروايات والفلسفة والحكايات، وعندما تنزل إلى الشارع والواقع ربما تعثر عليه يشير إليه الناس، ولكن لو اقتربت منه تكتشف الحقيقة أنها مجرد ادعاءات.. الكتب تكلمنا عن عالم خيالى وتدعى فى الوقت نفسه أنه واقع.
«الفارابي» تناول السعادة فى المدينة الفاضلة بوصفها المدينة التى تتحقق فيها سعادة الأفراد على أكمل وجه، ولا يكون ذلك إلا إذا تعاون أفرادها على الأمور التى تُنَالُ بها السعادة، واختصاص كل منهم بالعمل الذى يُحْسِنُهُ وبالوظيفة المُهيأ لها بٍطَبْعِه.
وإذا نزلت إلى الواقع تجد بالفعل من يدعى أنه يملك تلك الملكة ليشعرك أنه فى المدينة الفاضلة وأنه يجيد التعاون ويحسن وظيفته التى منحها الله إياه، ولكن إذا بحثت وراءه تكتشف الزيف والخديعة والتلوين، وأن وجود الشخص فى المكان الذى يحسن العمل فيه مجرد خدعة، بل إن تعاونه مع الآخرين ما هو إلا غطاء يحاول من خلاله إزاحة زميله والانفراد بالملعب بمفرده.
بل إن السعادة أصبحت عند المواطن هى «جوان» المخدرات الذى يستمتع به للهروب من الواقع.. الواقع أن الأزمة العاطفية تجاه هذا المخادع الورقى ربما تستمر إلى ما نهاية، فنحن الآن فى عصر فتن وتقلب القلوب كما وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. يصبح الرجل مؤمنًا ويمسى كافرًا، ويمسى الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
بعد مضي عقدين.. التخويف المتكرر من عودة البعث إلى العراق.. هل له أساس؟
بغداد اليوم - بغداد
لأن قوات الاحتلال الامريكي اعتقلت قبل نحو 20 عاما كثيرا من الرعيل الأول والقيادات في "حزب البعث" وعلى رأسهم المتنفذين في السلطة، واختفى آخرون، ولأن العراق يخلو من تواجد أي بعثيين فاعلين، وأن ما تبقى من الحزب المحظور، هم بعثيون غير مؤثرين ربما.
إذا فما الذي يجعل الخوف من عودة "البعث" يدب في عقول وصدور ونفوس أحزاب السلطة في العراق وأخذتهم إلى التحذير بين فينة وأخرى من مساعي المخربين البعثيين؟
المحلل السياسي مجاشع التميمي، يؤشر الأسباب الحقيقية وراء التحذيرات المتكررة بشأن عودة "البعث" من قبل بعض الأطراف السياسية العراقية.
وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، اليوم الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2024)، إنه "نحتاج هذه الفترة تعريفا إجرائيا لمفهوم البعث لأنه حسب الفترة الزمنية نعتقد أن عمر الرفيق البعثي قد انتهى ولكن ربما المقصود بعودة البعث هو كل من ينتقد ويعارض قادة العملية السياسية في العراق خاصة وأنها تمر بأزمة سياسية خطيرة جدا تتعلق بعوامل داخلية وخارجية".
وأضاف: "يسعى القادة السياسيون إلى التذكير بخطورة الإطاحة بالعملية السياسية والنظام السياسي بصورة اجمع لان الخلافات موجودة مع غياب المجاز الذي يرضي الجميع خاصة بعد بيان المرجعية الدينية".
واختتم التميمي حديثه بالإشارة الى، أن "التحذير من عودة البعث قد يكون لحالة القلق على النظام السياسي في العراق من السقوط واقتراب انتهاء الدورة البرلمانية الخامسة وقرب الانتخابات التي نتوقع انها ستكون الأسوأ في نسب المشاركة الجماهيرية".
يشار إلى أنه قبل 20 عاما انهار نظام صدام، بعد ثلاثة عقود من السيطرة على حكم العراق عبر حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اجتياح أمريكي ثم احتلالاً كلفا دماراً كبيراً في الوطن والمواطنين وحروباً ومجاعة وخلافات مع معظم دول العالم.
وعمليا، فإن العراق يخلو من تواجد أي بعثيين فاعلين، وأن ما تبقى من الحزب، هم بعثيون غير مؤثرين ربما، وظيفتهم الاحتفال بعيد ميلاد صدام حسين في كل عام، يقول مراقبون.
والأحزاب لا تستغل أي مناسبة دينية أو وطنية أو سياسية، وأحياناً حتى المؤتمرات التي تتحدث عن مناسبات اجتماعية، لتخويف العراقيين من عودة حزب البعث، الذي لا يملك أي تأثير على أرض الواقع، فحسب، بل بمعدل شهري، تظهر تعليقات لقادة أحزاب وكتل سياسية، وتتصدر مواقع التواصل، مخلفّة وراءها موجة تندّر واستنكار وتفاعل.
فيما يرى مراقبون أن التخويف بـ"حزب البعث" لا يعدو كونه تغطية على فشل تلك الأحزاب في ملفات الخدمات والبنى التحتية ومعالجة المشاكل السياسية.
وأُقر قانون "اجتثاث البعث" عام 2005، ونص عليه الدستور العراقي، وترتبت على أثره إقالة عشرات الآلاف من وظائفهم، ومصادرة أملاك آلاف آخرين وإحالة قسم منهم إلى القضاء.