بوابة الوفد:
2025-02-01@11:47:32 GMT

كتب للبيع!

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

هزنى الخبر.. ربما لست متأكدًا من حقيقته أو صدقه ولكن قرأته وصدمنى. الخبر يقول:

الكاتبة والأديبة صافيناز كاظم أعلنت فى منشور لها عبر حسابها على موقع الفيسبوك عن بيع مكتبتها قائلة «لمن يقدِّر ويهتم.. مكتبتى كلها للبيع بمليون جنيه»

لو كان الخبر حقيقيا فما هى أسبابه؟! 

ربما تمر الأديبة الكبيرة بأزمة مالية وهو ما لا أتوقعه فالكاتبة الكبيرة تتمنى أى مؤسسة صحفية أن تستضيفها لتكتب عندها.

. أو ربما هى مجرد أزمة عاطفية وحالة جفاء وهجر لرفيق العمر الكتاب..

أعترف أنى أمر بتلك الأزمة العاطفية وعدم الثقة بالكتاب.. نقرأ أشياء وعند النزول إلى الواقع نجد كل ما هو مخالف.. نقرأ عن العدل ولا نجده على أرض الواقع.. نصطدم بالقانون المصرى وثغراته، وبأن العدل مجرد حروف لمعانٍ جميلة ليست موجودة إلا فى أرض الأحلام.. حتى أرض الأحلام المسماة بالفاضلة ليست إلا مجرد أحلام لن تجدها فى أى مكان فى العالم مهما ادعى أهله الفضيلة والتقوى والإيمان والالتزام.

كلمات الإيمان والشجاعة والعدل والصدق والوفاء.. اخترعها البشر لمجرد التنظير والانتقاد وكتابة الكتب بمختلف المعانى، تصف الكتب الشجاع والوفى والصادق فى القصص والروايات والفلسفة والحكايات، وعندما تنزل إلى الشارع والواقع ربما تعثر عليه يشير إليه الناس، ولكن لو اقتربت منه تكتشف الحقيقة أنها مجرد ادعاءات.. الكتب تكلمنا عن عالم خيالى وتدعى فى الوقت نفسه أنه واقع.

«الفارابي» تناول السعادة فى المدينة الفاضلة بوصفها المدينة التى تتحقق فيها سعادة الأفراد على أكمل وجه، ولا يكون ذلك إلا إذا تعاون أفرادها على الأمور التى تُنَالُ بها السعادة، واختصاص كل منهم بالعمل الذى يُحْسِنُهُ وبالوظيفة المُهيأ لها بٍطَبْعِه.

وإذا نزلت إلى الواقع تجد بالفعل من يدعى أنه يملك تلك الملكة ليشعرك أنه فى المدينة الفاضلة وأنه يجيد التعاون ويحسن وظيفته التى منحها الله إياه، ولكن إذا بحثت وراءه تكتشف الزيف والخديعة والتلوين، وأن وجود الشخص فى المكان الذى يحسن العمل فيه مجرد خدعة، بل إن تعاونه مع الآخرين ما هو إلا غطاء يحاول من خلاله إزاحة زميله والانفراد بالملعب بمفرده.

بل إن السعادة أصبحت عند المواطن هى «جوان» المخدرات الذى يستمتع به للهروب من الواقع.. الواقع أن الأزمة العاطفية تجاه هذا المخادع الورقى ربما تستمر إلى ما نهاية، فنحن الآن فى عصر فتن وتقلب القلوب كما وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. يصبح الرجل مؤمنًا ويمسى كافرًا، ويمسى الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صكوك خالد حسن

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى

لطالما كان معرض القاهرة الدولى للكتاب منصة ثقافية عالمية تجمع بين عقول المفكرين وأقلام الأدباء ليصبح جسرًا حقيقيًا للتواصل بين الحضارات، ويؤكد ريادة مصر الثقافية والتاريخية.. فخلال حضورى لفعاليات المعرض فى دورته الـ56، لمست عن قرب قيمة الأعمال الفكرية التى زينت أروقته، والتى حملت فى طياتها رسائل عميقة حول قضايا الوطن والمجتمع والفكر الاستراتيجى.

 

إصدارات قيمة: فكر مستنير وقضايا وطنية

كان من أبرز المحطات التى شهدتها خلال زيارتى للمعرض حضور حفل توقيع كتب الدكتور شحاته غريب، حيث قدم فى كتابه «ثوابت مصرية» رؤية وطنية شاملة حول القيم الراسخة التى تشكل وجدان الدولة المصرية، كما سلط الضوء فى كتابه «دقات على أبواب الوطن» على القضايا الوطنية التى تمس المجتمع المصرى، بأسلوب تحليلى يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات الراهنة. هذه الكتب لم تكن مجرد نصوص، بل جاءت كصرخة وعى تعزز الانتماء الوطنى، وتحفز القارئ على التفكير النقدى.

كما أتيحت لى الفرصة للمشاركة فى مناقشة كتاب «فى عمق التفاصيل بين الرجل والمرأة» للدكتورة أمل منصور، والذى قدم قراءة دقيقة للعلاقات الإنسانية من منظور علمى واجتماعى، حيث عكست المناقشة مدى تعقيد العلاقات بين الجنسين، وأهمية الوعى النفسى والاجتماعى فى بناء روابط صحية ومتوازنة داخل الأسرة والمجتمع.

أما فى ندوة مناقشة كتاب «الفكر الإستراتيجى عند اليهود» للواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، فقد كان الطرح أكثر عمقًا وتحليلًا، حيث ناقش الكاتب الاستراتيجيات التى يتبناها الفكر اليهودى فى التخطيط السياسى والعسكرى، مما منح الحضور رؤية واضحة عن آليات صنع القرار والتخطيط بعيد المدى فى السياسات العالمية. كانت الندوة ثرية بالأفكار، وعكست مدى أهمية فهم الاستراتيجيات العالمية للتعامل معها بوعى وحنكة سياسية.

وبالتأكيد لا يمثل معرض القاهرة الدولى للكتاب مجرد حدث ثقافى سنوى، بل هو انعكاس حقيقى لدور مصر كمركز للثقافة والفكر فى العالم العربى، وملتقى يجمع الأدباء والمفكرين من مختلف الدول،فمن خلال هذا المعرض يتم تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب العربية، وتتاح الفرصة لتبادل الرؤى حول القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية، فالمشاركة الواسعة من جميع الدول تؤكد أن الثقافة تظل الجسر الأهم الذى يربط الشعوب ويوحدها.

وفى الختام أؤكد إن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 ليس مجرد سوق للكتب، بل هو منصة للفكر والحوار، وحلقة وصل بين ماضينا الثقافى ومستقبلنا الواعد، فهو يعكس التزام مصر الراسخ بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ قيم السلام العالمى،وان وما شهدته من كتب قيمة وندوات فكرية خلال زيارتى يؤكد أن الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة لبناء مجتمعات أكثر وعيًا وتقدمًا.

مقالات مشابهة

  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب