بوابة الوفد:
2025-04-17@18:52:13 GMT

الحق والقوة

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

ليس الأسد من يقف فى الصحراء وحيدا ويقول إننى أسد، ولكن الأسد الحقيقى هو من لم تأكله الذئاب، فمن لم يذد عن حوضه بسلاحه يُهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم، أى من لم يدفع عن نفسه الظلم يُظلم، فلا يكفى أن يكون معك الحق ولكن لابد للحق من قوة تحميه.

من هنا لابد أن نعد القوة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا يقول سبحانه وتعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ» الآية 60 سورة الأنفال.

والمقصود بالقوة هنا هى القوة الشاملة للدولة من الناحية العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والسياسية.

ولنا فى التاريخ عبرة، فمنذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان ومصر كانت تكتوى بنار المحنة التى واجهتها فى عام ١٩٦٧ وأضلعها تكاد تطبق على أنفاسها من شدة الصدمة وتكاد تشعر بماء القناة يتلاطم بالشاطئ الشرقى للقناة وكأنه يعبر عن حزنه العميق لاحتلال جزء غالٍ من أرض الوطن وهو أرض الفيروز سيناء الحبيبة وتحرك الزمان بتثاقل كبير وكأن الأرض فرت من ثوانيها، ومات عبدالناصر وتولى من بعده السادات، وعند تقديره للموقف كانت رؤيته أن ٩٩ فى المائة من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، وهذا ما يبدو من ظاهر المشهد، ولكن الواقع نطق بغير ذلك، فعندما تحركت الأسود من غرب القناة وهاجمت الذئاب المعتدية شرق القناة تحقق لنا ما أردناه من نصر وتحرير الأرض وتعدلت المعادلة وتحقق السلام.

هناك عبرة أخرى فى التاريخ، فمنذ عام ٢٠١١ وما سُمى بالربيع العربى حينما هبت رياح عاتية يصاحبها عواصف شديدة وكأنها تسونامى أراد أن يحطم المنطقة كلها ويتركها للغربان والبوم، وفى غفلة من الزمن استطاعت قوى الشر أن تقبض على مقاليد الحكم فــى مــصـــر ولــكن الشعب العظيم ومعه جيشه الوطنى القوى استطاع أن يضبط المعادلة مرة أخرى وأن يعيد الأمر إلى نصابه وتخلص من هذه القوى الشريرة.

إننا اليوم نواجه الكثير من التحديات وهى توابع تسونامى الشر الذى تحرك منذ عام٢٠١١ وإن بدا أنه قد هدأ بعض الشيء إلا أنه لن ينتهى إلا أمام القوة التى تستعد دائمًا لمواجهته، فعلينا أن نذكر أنفسنا بعبرة التاريخ، فمهما كانت التغيرات الدولية والإقليمية التى قد تبدو أنها غير مواتية إلا أن معادلة الحق والقوة هى المعادلة المنضبطة وهى التى تجعل أوراق اللعبة فى أيدينا، وليست فى أيدى غيرنا، شريطة أن نجتمع على قلب رجل واحد، وهنا لا يمكن لأى قوة مهما كان جبروتها وعنفوانها أن تواجه هذا الاصطفاف الوطنى ما دام معنا الحق والقوة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاسد الذئاب

إقرأ أيضاً:

بين النور والظلام: قراءةٌ في التأييد الإلهي لأنصار الله

د. شعفل علي عمير

عند التعمق في الصراع المحتدم بين أنصار الله وقوى الطغيان الأمريكي والصهيوني، يتضح لنا وجودُ تباين جوهري في مصادر القوة والمشروعية لكل طرف.

قدرة أنصار الله -على الصمود وتحقيق النجاحات في مواجهة هذه القوى العاتية- تعود بشكل رئيسي إلى تجذُّرِهم في دعامة روحية عميقة، وهو ما يميزهم عن خصومهم الذين يفتقرون إلى هذا النوع من الدعم الروحي والمعنوي. فبالرغم من القوة الظاهرة التي تمتلكها تلك القوى الطاغية، فَــإنَّها تظل عرضة للهزيمة والانهيار أمام الإرادَة القوية والإيمان العميق الذي يتمتع به أنصار الله.

لا يمكن فصل قوة أنصار الله عن مسألة التأييد الإلهي؛ إذ يشكل هذا التأييد أحد العوامل المعنوية الحاسمة التي تمنحهم القدرة على مواجهة أقوى قوى الطغيان بثقة وثبات. إن الإيمان الراسخ بأن العدالة الإلهية ستنصف المستضعفين وتعاقب الظالمين يمنح أنصار الله إلهامًا دائمًا، بالإضافة إلى قدرة على التحمل في أوقات الشدة والمحن. في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى المجازر والحصار الفظيع المفروض على غزة، تبرز قوى أنصار الله في اليمن كمثال حي للصلابة والثبات، حَيثُ يواصلون مقاومتهم ضد الطغيان والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل يومي.

إن هذه المعركة ليست مُجَـرّد صراع عسكري بحت؛ بل تمثِّلُ صراعًا عميقًا بين قوى الحق والعدالة، التي تجسدها أنصار الله، مقابل قوى الظلم والطغيان، التي تتجسد في الولايات المتحدة و(إسرائيل). لقد تجاوز هذا الصراع الحدود الجغرافية والسياسية ليصبح رمزًا لمعركة كبرى بين الخير والشر، بين قوى تحظى بتأييد إلهي وقوى أُخرى تستند إلى دعم شيطاني.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا تمكّن اليمنيون، على الرغم من محدودية إمْكَانياتهم المادية، من هزيمة تلك القوى العالمية الضخمة؟ وما السر وراء قدرتهم على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلًا بالنسبة للكثيرين؟ الإجَابَة تكمن في الإيمان القوي. الإيمان بقضية عادلة، الإيمان بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، والإيمان بأن القوة الروحية والمعنوية تتفوق على أية قوة مادية مهما كانت. هذا الإيمان ليس مُجَـرّد شعور ديني بل هو استراتيجية وجودية تعزز روح البقاء والمقاومة في نفوس المؤمنين.

من جهة أُخرى، تصر الولايات المتحدة و(إسرائيل) على استخدام كُـلّ إمْكَانياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية لتنفيذ سياساتها القمعية والإبادية تجاه الشعوب المضطهدة. إن الدعم الذي تتلقاه هذه القوى من التأييد الشيطاني لا يمنحها الحق في السيطرة، بل يُعمق من عزلتها الأخلاقية ويفضح نفاقها أمام المجتمع الدولي.

إن هذه المواجهة ليست مُجَـرّد حرب تقليدية بين طرفين؛ بل هي صراع جوهري بين مواقف ومبادئ وقيم متعارضة.

بينما تقف قوى الطغيان على أعتاب الانهيار المعنوي نتيجة أفعالها المحكومة بالفشل، يواصل أنصار الله السير في الطريق المضاء بنور الهدى الإلهي، حاملين رسالة سلام وعدالة لكافة الشعوب. إنهم يُظهرون للعالم بأسره أن الإيمان يمكن أن يتفوق على أي سلاح، وأن الحق يمكن أن يحقّق النصر على الباطل مهما كانت التحديات. وفي خضم هذا النضال الملحمي، يبقى الأمل مشعلًا، مضيئًا دروب المقاومة ومؤكّـدًا على أن النور سيشرق في النهاية، حتى في أحلك الظروف وأكثرها ظلامًا.

إن قراءة هذا الصراع من منظور التأييد الإلهي تعكس عمق الفهم لطبيعة المعركة، وتسلط الضوء على أهميّة الإيمان في مواجهة الظلم والاضطهاد. تذكّرنا هذه الديناميكية بأن كُـلّ نضال؛ مِن أجلِ الحق يستحق الاحترام والدعم، وأن الأمل في النصر يتجدد مع كُـلّ لحظة صمود، مما يعكس الروح الإنسانية العميقة الساعية للعدالة والسلام.

مقالات مشابهة

  • كلمات تصنع الوعي… ومسؤولية تصنع التاريخ
  • رئيس الوزراء: “مش عيب الأطباء تسافر للخارج ولكن الأزمة في نقص الخريجين”
  • برّي: الحق لا يموت
  • وزير الخارجية السوداني: ما يحدث ليس حربا أهلية ولكن محاولة انقلاب
  • نجل فضل شاكر يفجّر مفاجأة: والدي بريء.. ولكن!
  • الإفتاء: من حق الزوجة الخروج للعمل إذا رفض زوجها.. ولكن بشروط
  • أحمد موسى: يجب التعامل مع كل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بالعنف والقوة
  • برلمانيون يطرحون غلاء أسعار السمك في افتتاح الدورة الربيعية.. الدريوش: عندنا جوج بحورا ولكن فيها السردين وكابايلا
  • بين النور والظلام: قراءةٌ في التأييد الإلهي لأنصار الله
  • إيران بحاجة إلى السلاح النووي