تحليل أمريكي: شارات "نادي صيد الحوثيين" على كتف ضباط البحرية الأمريكية تحمل طابع الحرب العسكرية العنصرية (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
سلط تحليل أمريكي الضوء على الحرب الخفية التي تشنها الولايات المتحدة على جماعة الحوثي في اليمن والذي قال إنها "منزوعة الإنسانية وتحمل طابع عسكري عنصري".
وقال موقع "ذا انترسيبت" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، نشر موقع خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية ــ مستودع الصور الرسمي للبنتاغون ــ صورة تسلط الضوء على شارة كتف الملازم كايل فيستا، وهو طيار يعمل في سرب المروحيات البحرية رقم 74 التابع للبحرية، وتشير الشارة إلى الإنجازات والعملياتية للسرب ورصيده.
وتتميز رقعة فيستا بخطوط متقاطعة فوق صور تشبه أفراد فرقة توسكين رايدرز، "شعب الرمال" الخيالي الذي هاجم لوك سكاي ووكر في فيلم "حرب النجوم" لعام 1977. وكتب على الرقعة: "نادي صيد الحوثيين. البحر الأحمر 2023-2024".
ووفقا لتعليق الصورة، احتفلت الشارة بنشره على متن حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي أيزنهاور في البحر الأحمر. منذ يناير/كانون الثاني، وجهت السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر ضربات متكررة للحوثيين، وهي حركة قومية تسيطر على جزء كبير من اليمن وتهاجم السفن - بما في ذلك السفن الحربية الأميركية - هناك وفي خليج عدن ردا على الحرب الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة على غزة.
وقال الموقع الأمريكي "بينما يتهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الجيش الأمريكي بأنه "مستيقظ" للغاية، فإن رقعة معنويات عُرضت على موقع وزارة الدفاع تشير إلى أن بعض القوات متعصبة أكثر من أي وقت مضى. وبينما قام الجيش بإخفاء أدلة الرقعة، وإزالة صورها وسط احتجاجات صحفية، لم ينكرها البنتاغون".
وبحسب التحليل فإن أفراد الجيش الأميركي يرتدون كل أنواع الشارات ــ الرسمية وغير الرسمية ــ على زيهم العسكري. وبعض الشارات المعنوية المزعومة متجذرة في علم الشعارات والتاريخ؛ والبعض الآخر يشير إلى الثقافة الشعبية أو الفكاهة السوداء.
ونقل "ذا انترسيبت" عن جانيت ماكنتوش، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة برانديز وخبيرة في التاريخ الطويل للجيش الأميركي في نزع الصفة الإنسانية عن أعدائه قولها "إن هذه الشارات تقلل من مكانة الحوثيين إلى مرتبة كائن آخر غير بشري تماما. وبالتالي يتم منح العدو وضعا شبه عنصري ودون بشري، مما يجعل من السهل قتله".
وتضيف: "كما أنها تضع كل الحوثيين في نفس الفئة، وهو ما يجعل من السهل أيضا قتل غير المقاتلين أو المدنيين".
وسأل موقع The Intercept مكتب وزير الدفاع عما إذا كان أوستن يوافق على توصيف رقعة المعنويات للحوثيين لكنه لم يتلق ردًا قبل النشر. "تدل الرقعة على الإنجازات العملياتية للسرب وتراثه"، وفقًا لتعليق الصورة الرسمية للبحرية التي التقطها أوستن ماكلاين.
وقال "بعد أن لفت العديد من الصحفيين - بمن فيهم مراسل إنترسبت السابق كين كليبنشتاين - الانتباه إلى صورة "نادي صيد الحوثي"، تمت إزالة تلك الصورة وصورة أخرى لفيستا وهي ترتدي الرقعة من موقع وزارة الدفاع على الإنترنت".
وقالت القائدة داون إم ستانكوس، ضابطة الشؤون العامة في سلاح الجو البحري الأطلسي، لموقع إنترسبت: "بعد مزيد من المراجعة، تم تحديد أن الرقعة غير مناسبة بطبيعتها ولا تتوافق مع اللوائح الموحدة". مشيرا إلى فشلها هي والمتحدثون الآخرون باسم البحرية في الرد على أسئلة أكثر جوهرية حول القرار.
وطبقا للتحليل فإن نزع الصفة الإنسانية عن الإنسان يشكل وسيلة للقتل. فقد ثبت أن استخدام الألفاظ المسيئة للحيوان يزيد من استعداد الناس لتأييد إيذاء مجموعة مستهدفة. على سبيل المثال، قارن النازيون اليهود بالجرذان. وخلال الإبادة الجماعية في رواندا، أشار المسؤولون الهوتو إلى التوتسي باعتبارهم "صراصير".
وأفاد أن الأميركيين البيض كانوا ينزعون صفة الإنسانية عن الآخرين العنصريين والإثنيين منذ فترة طويلة قبل أن تنشأ الولايات المتحدة. وكان نزع الصفة الإنسانية عن الآخرين عنصراً أساسياً في تبرير الغزو الأوروبي والاستعمار الاستيطاني والعبودية، الأمر الذي جعله لا ينفصل عن أصول الأمة. ولا تقل وثيقة مثل إعلان الاستقلال الأميركي لعام 1776 إشارة إلى "الهنود المتوحشين بلا رحمة". وقد أظهرت دراسات حديثة، بعد ما يقرب من 250 عاماً، أن المواقف العنصرية التي يتبناها الأميركيون تجاه الأقليات لا تزال قائمة.
وذكر أن للجيش الأميركي تاريخ طويل في نزع الصفة الإنسانية عن أعدائه ــ وخاصة الآخرين العنصريين ــ منذ الحروب الهندية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فصاعدا.
وقالت ماكنتوش، التي تتناول هذا التوتر في كتابها القادم "حديث القتل: اللغة والسياسة العسكرية الميتة"، "إن تأييد الجيش الضمني للرقعة هو جزء من نمط أوسع من الرسائل المتضاربة في التدريب العسكري والثقافة العسكرية". "من ناحية، يتم تعليم المرء القواعد والقوانين المصممة للسيطرة بعناية على العنف، ولكن من ناحية أخرى، يمكنك أن تجد رسائل تشجع بشكل غير مباشر فكرة أن الهوية العسكرية تتعلق جزئيًا بانتهاك الأخلاق وأحيانًا حتى قواعد الجيش نفسها".
وزاد الموقع "بينما تمت إزالة صور فيستا وشارة نادي صيد الحوثيين، يواصل موقع خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية عرض صور لشعارات أخرى مثل شارة القيادة النسائية لعام 2022 مع "صورة امرأة تقف بفخر في مواجهة قوة الانفجار الذري".
وأشار إلى أن رقعة نادي صيد الحوثي لا تزال تتوفر من خلال موقع تجاري يؤكد أنه على الرغم من أنه غير تابع للجيش الأمريكي، إلا أنه مع ذلك "المكان الذي تشتري منه معظم أسراب [مشاة البحرية الأمريكية] والبحرية شارات أسرابها مباشرة"، مضيفًا أنها "مرخصة من قبل مكاتب العلامات التجارية لسلاح مشاة البحرية الأمريكية والبحرية الأمريكية".
وقال "إن هذا النوع العام من إضفاء الطابع السيميائي على المرح في عمليات القتل العسكرية هو أمر شائع حقًا."
وأشارت ماكنتوش إلى أنه على عكس استخدام الإهانات كوسيلة لنزع الصفة الإنسانية أثناء حرب فيتنام، فإن رقعة نادي صيد الحوثي تستخدم صورًا لشخصيات أفلام خيالية، مما يوفر إنكارًا معقولًا - وهي وسيلة لتصوير الرقعة على أنها نكتة. وتسمي هذا مثالاً على "تحريف الإطار"، وهو مزيج من الرمزية المتفائلة والمهددة داخل الثقافة العسكرية.
وتقول: "تستحضر رقعة صيد الحوثيين رياضة الصيد - حيث يقتل الناس من أجل المتعة - والترفيه من خلال تصوير أهل الرمال، الذين لديهم صدى ثقافي شعبي. هذا النوع العام من الطبقات من السيميائية المرحة على القتل العسكري شائع حقًا"، مشيرة إلى أنه آلية للتكيف مع الفكاهة المشنقة ورخصة للعنف والفساد العسكري.
يتابع التحليل "الواقع أن التناقضات المحيطة بالرقعة البحرية كثيرة، وليس أقلها إخفاقات الجهود العسكرية الأميركية ضد الحوثيين. فقد نفذت مجموعة القاذفات يو إس إس أيزنهاور وحدها أكثر من "750 اشتباكا"، مستخدمة "792 ذخيرة في القتال"، وفقا لبيان صحفي صادر عن البحرية في يوليو/تموز. ولكن قبل شهر واحد فقط، أقر تقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع بأن هجمات الحوثيين أدت إلى انخفاض بنسبة 90% في نشاط الشحن عبر البحر الأحمر.
وخلص انترسيبت في تحليله بالقول "لم يستجب البنتاغون للأسئلة حول جهوده العسكرية ضد الحوثيين وما إذا كان يعتبر الحملة العسكرية ناجحة. كما فشل في التعليق على قرار إزالة صور شارة نادي صيد الحوثيين، ولا ما إذا كان سيتم اتخاذ أي إجراء لتقييد ارتداء العسكريين لها".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحرب الحوثي عنصرية البحریة الأمریکیة البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.
ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".
وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".
ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.