السودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
في ظل الأزمة المتفاقمة في السودان، حيث تتواصل الحرب المدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، يبرز سؤال حاسم حول من يتحمل مسؤولية هذا العنف؟ ووفقا للأمم المتحدة، فإن دعم الحلفاء لكلا الطرفين بالأسلحة يساعد على القتل الجماعي ويغذي واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
صرّحت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أمام مجلس الأمن بأن تدفق الأسلحة إلى السودان "غير مقبول وليس قانونيا" ويجب أن يتوقف فورًا.
وفي الوقت عينه، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على عبد الرحمن جمعة بركة الله، أحد قادة قوات الدعم السريع، لدوره في الجرائم المروعة في غرب دارفور، بما في ذلك العنف الجنسي والهجمات ذات الطابع العرقي. وأشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن هذه الإجراءات تؤكد التزامها بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين.
وجمعة بركة الله، الذي قاد حملة قمع مميتة في دارفور، متهم أيضًا باختطاف وقتل والي غرب دارفور، خميس أبكر. وسبق أن أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه إلى جانب قادة آخرين من قوات الدعم السريع على قائمة العقوبات الدولية بسبب دوره في انتهاكات حقوق الإنسان.
ومنذ اندلاع الحرب، قُتل أكثر من 24,000 شخص وجُرح أكثر من 33,000 آخرين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. كما تسببت الحرب في نزوح 11.6 مليون شخص، بينهم 3.1 مليون فروا إلى دول الجوار. وتواجه العديد من المناطق، خاصة دارفور وكردفان، انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي وانتشارا للأمراض، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
Relatedالسودان: حرب منسية تهدد بكارثة إنسانية ومجاعة غير مسبوقةالجيش السوداني يتكبد 5 آلاف قتيل وخسائر تتجاوز 10 مليارات دولار والصحة العالمية تتحدث عن 20 الف قتيلالخارجية الإماراتية تستنكر استهداف مقر سفيرها في الخرطوم وتتهم الجيش السوداني بالتصعيدكما دعت الأمم المتحدة إلى تعزيز الجهود الدولية لحماية المدنيين والضغط على الأطراف المتحاربة للدخول في محادثات سلام. وأكد رامتان لعمامرة، المبعوث الأممي الخاص للسودان، أنه يعمل على إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين تركز على الالتزام بحماية المدنيين.
وبينما يتصاعد الضغط الدولي على القادة العسكريين، يبقى التساؤل مطروحًا: هل ستتمكن العقوبات والجهود الدبلوماسية من كبح جماح الصراع المستعر في السودان وإنهاء دوامة العنف التي يدفع ثمنها الأبرياء؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حمدوك يُعرب عن خشيته من اندلاع حرب أهلية في السودان ويُحذر: على أوروبا الاستعداد لاستقبال الملايين الأمم المتحدة: فيضانات جنوب السودان تُشرّد 379 ألف شخص وتؤثر على 1.4 مليون قوات الدعم السريع في السودان متهمة بالاعتداء الجنسي على ضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 و75 سنة قوات الدعم السريع - السودانجمهورية السودانضحاياحرب أهليةالأمم المتحدةالولايات المتحدة الأمريكيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة لبنان دونالد ترامب كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة لبنان دونالد ترامب قوات الدعم السريع السودان جمهورية السودان ضحايا حرب أهلية الأمم المتحدة الولايات المتحدة الأمريكية كوب 29 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة لبنان روسيا معاداة السامية حكم السجن دونالد ترامب قطاع غزة سوريا ثقافة قوات الدعم السریع یعرض الآن Next فی السودان
إقرأ أيضاً:
رادار صهيوني في بونتلاند.. الإمارات توسع خطوط دعمها العسكري لقوات الدعم السريع عبر مطارات الصومال
يمانيون../
في تطور خطير يكشف جانباً من الأدوار الخفية التي تمارسها الإمارات في القرن الأفريقي، أكدت مصادر مطلعة أن أبوظبي نصبت راداراً صهيونياً حديثاً في منطقة بونتلاند الصومالية، وأعادت توظيف مطار بوساسو كمحطة لوجستية لتغذية الحرب الدائرة في السودان دعماً لميليشيات قوات الدعم السريع.
موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نشر تقريراً، كشف فيه أن صور الأقمار الصناعية التقطت في مارس الماضي، أظهرت بوضوح تركيب رادار “ELM-2084” ثلاثي الأبعاد، المصنع من قبل شركة الصناعات الجوية الصهيونية، بالقرب من مطار بوساسو، وهو ما يعزز حجم التغلغل العسكري الإماراتي الصهيوني في القارة السمراء.
التقرير أشار إلى أن الإمارات تستخدم هذا الرادار عالي التقنية لرصد التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، بعد أن شهدت قوات الدعم السريع انتكاسات ميدانية كبيرة مطلع مارس بخسارتها لمواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم. نشر الرادار جاء ضمن مسعى إماراتي لتوفير الإنذار المبكر للميليشيات المتمردة وتمكينها من الصمود ميدانياً.
وتشير بيانات حركة الطيران المدني إلى تزايد واضح في الرحلات الجوية القادمة من الإمارات إلى مطار بوساسو، حيث يتم نقل الأسلحة والذخائر بكثافة إلى السودان. وأفادت المصادر أن الطائرات تصل أحياناً محملة بخمس شحنات دفعة واحدة، في عملية دعم لوجستي مكثفة تجاوزت حدود السرية.
وفيما يتصل بالشق السياسي، اتضح أن هذا التحرك الإماراتي تم بعيداً عن علم الحكومة الفيدرالية في مقديشو، بل وحتى دون استشارة برلمان بونتلاند نفسه، بحسب مصادر صومالية مطلعة أكدت أن الصفقة تمت بسرية مطلقة. رئيس بونتلاند، سعيد عبد الله ديني، المقرب من دوائر القرار الإماراتية، سهل هذه الخطوة مقابل دعم مالي سخي، في تجاوز صارخ للسيادة الصومالية.
وتحدثت تقارير إقليمية أيضاً عن نقل جنود كولومبيين عبر مطار بوساسو تمهيداً لنشرهم في ميادين القتال في السودان، في عملية بدت خارج إطار أي رقابة قانونية أو سياسية، وسط تساؤلات حول الجهة التي سهّلت إصدار تأشيرات الدخول لهؤلاء المرتزقة.
الإمارات، التي عززت منذ سنوات وجودها العسكري والاقتصادي في بونتلاند وأرض الصومال الانفصالية، تواصل تحركاتها مستغلة حالة الانقسام السياسي والضعف المؤسسي في الصومال. ففي الوقت الذي تستثمر فيه أبوظبي بكثافة في أرض الصومال، ما أثار حفيظة الحكومة الفيدرالية، استمرت كذلك في تقديم البروتوكولات الرئاسية لرئيس أرض الصومال، عبد الرحمن سيرو، وكأنه رئيس دولة مستقلة، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الصومالي أحمد محمد فقي لمخاطبة الإمارات رسمياً وطالبها بالكف عن هذه التصرفات التي تمس وحدة وسيادة الصومال.
هذه التطورات تعزز حقيقة أن الإمارات باتت تشكل رأس حربة لتنفيذ أجندات خارجية في أفريقيا، مستخدمة أدوات عسكرية صهيونية وغطاءً لوجستياً يمتد من القرن الأفريقي إلى العمق السوداني، وسط صمت دولي وإقليمي مريب.