الطريق إلى المستقبل يمر من هنا
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
فـي الوطن تكبر الأحلام، تعيد تشكيل نفسها، تعاود ترتيل صلوات الشكر، وتسيل كماءٍ من فم الزمان، تسير بهدوء نحو غايتها، ترتفع كقامة لا تنحني، أو تتعثر، تمسك الحلم البعيد، وترصد الرؤى القابلة للتحقق، مجسدة ملحمة خالدة، تقود مركب الوطن فـي أمواج هائجة، وتسافر كسهم نحو غايتها البعيدة، تحاول أن تعطي الحياة، لأولئك الذين يمسكون بأسراب الأمل، يحملون فـي قلوبهم عطاء هذا الوطن، ويعيدون مشهد الولاء لذلك القائد الملهم الذي وقف كسدٍ منيع ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب، أو يحاول أن يتكسّب من وظيفته، أو منصبه.
لم يكن الأمر هينًا، فإغلاق كل ثغرات التبذير والفساد يحتاج إلى الكثير من سعة البال، والصبر، والعمل دون هوادة، أو محاباة لكي يستعيد هذا الوطن عافـيته، ويقوم من عثرته، ويبدأ فـي عملية بنيوية وتفكيكية طويلة، تحتاج إلى طاقات هائلة، وجهود غير عادية، ورجال يستطيعون أن يمضوا دون أن يتذمروا أو يتراجعوا، ومع كل هذه الصفات يحتاجون إلى الكثير من الإرادة الصلبة، والإخلاص منقطع النظير لتنفـيذ توجيهات القائد، والعمل دون توقف للوصول إلى الغاية البعيدة، وسط تحديات غير عادية، وطبيعة متقلبة، وعوامل غير ثابتة، ولكن تحت إمرة قيادة حكيمة، وواعية، حددت هدفها سلفًا، وذللت الصعاب، وأخذت على عاتقها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، لكي يصل الوطن إلى شاطئ الأمان، ويعود قويًا، صلبًا كما كان فـي أوج عزه، وجلاله.
إن الإرادة تصنع المستقبل، وتهزم المستحيل، وتعيد تشكيل خارطة الشعوب، فلم يكن لشعب على وجه الأرض أن يصل إلى غايته المنشودة دون إرادة، وعزيمة فولاذية لا تُقهر، أو تتقهقر، وإذا لم تكن لدى ذلك الشعب الأدوات التي تعينه على الوصول إلى ما يحلم به، وإذا لم يحظَ بقيادة واعية تأخذ بيده إلى وجهته الصحيحة، وتشجعه لكي لا تفتر قواه، أو تتراجع أحلامه، لولا هذه وجود هذه العوامل لفترت الهزيمة، وبردت الهمة، وهذا ما حبا الله به سلطنة عُمان، حين قيّض لها قائدًا ملهمًا، يؤجج فـيها الحماس، ويذكي بها روح العمل، ويمضي بها إلى طريق السؤدد والمجد، وهذا ما فعله صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله -، وهو يمسك بيد شعبه، ويقوده إلى مكانه، ومكانته اللتين تليقان به، كشعب عريق، وبلد موغل فـي الزمن، وتاريخ لا يُمحى، حين تسيّد الأرض، وكان ذات يوم على قمة العالم، فكان لا بد من وضع الحلم فـي مرمى الهدف، والعمل على تحقيقه حسب رؤية واضحة المعالم، قادرة على التحقق، مرنة، تتكيّف مع الظروف، وترتبط بعنصر الزمن، والرقابة الصارمة والدقيقة التي تساعد على التحقق، وتمنع أي تجاوزات قد تحدث نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة.
قد تكون العواصف الهوجاء صعبة فـي بداية الأمر، ولكن الربّان الماهر هو من يخرج منها سالمًا، وقويًا، وقادرًا على مواصلة الرحلة الشاقة دون أن تفتر عزيمته، أو تتراخى همته، لذلك حرص جلالته - أبقاه الله - على التحقق بنفسه من كل صغيرة وكبيرة، وأشرف بنفسه على تنفـيذ الرؤية، التي اختارها لكي تصبح سلطنة عُمان فـي مقدمة الدول التي تفاخر بإنجازاتها، بيد شبابها، وثباتهم فـي ميادين العطاء.
فلتمضِ النهضة الجديدة مكللة بالرخاء، واليُمن والبركة ليكون الغد ملكًا فـي أيدي شباب هذا الوطن، ومنجزًا مهمًا من منجزاته العظام، ولتتبوأ هذه البلاد الكريمة مكانها العالي الذي يليق بها، وبمجدها التليد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
المستقبل يخوض معركة 80 مختاراً في بيروت
كتب علي ضاحي في " الديار": لا يعني إعلان الرئيس سعد الحريري "إمتناع" "التيار الازرق" عن خوض الانتخابات البلدية في بيروت، ان تياره اصبح خارج اللعبة الانتخابية تماماً، حيث يكشف احد "الطباخين" الانتخابيين من سنّة بيروت البارزين والمقرب من الحريري انه يتواصل بإنتظام مع الحريري، ويلتقيه في مقر إقامته في ابو ظبي كل 15 يوماً . كما يكشف المصدر انه سمع منه، ان "التيار" لن يشارك بشكل رسمي في انتخابات 3 مدن رئيسية، وهي بيروت وطرابلس وصيدا لا اقتراعاً ولا ترشيحاً، لكنه لم يمنع خوض انتخابات المخاتير ، كما لم يمنع اي احد من مناصري "المستقبل" ان يترشح او يقترع.
ويؤكد المصدر البيروتي المقرب من الحريري، ان تيار "المستقبل" يخوض معركة 80 مختاراً تابعين له من اصل 120 مختاراً سنياً في ييروت، وينسق بشكل فعلي مع جمعية "المشاريع الخيرية الاسلامية" في المزرعة والطريق الجديدة، كما يتعاون مع عدد من العائلات والمستقلين. وفي الملف البلدي يؤكد المصدر ان "تيار المستقبل" سيدعم لائحة مستقلين مطعمة بعائلات بيروتية، ولكن ليس بصفة رسمية او بتكليف من الحريري. ويكشف المصدر الى تدخل "المستقبل" في عدد من القرى العكارية والشمالية واقليم الخروب، ويلفت الى ان "المستقبل" في هذه القرى يتعرض لضغط من العائلات المقربة منه، لتركيب لوائح ودعمها بسبب الولاء له في عدد من المناطق السنية، ولكن هذا التدخل لم يتثبت انه فعال حتى الآن!
اما في بيروت، فتكشف اوساط بيروتية ان المدينة تتجه الى معركة انتخابية مع وجود 3 لوائح:
- الاولى يدعمها رئيس الحكومة نواف سلام، بالاضافة الى شخصيات سنية ضعيفة التمثيل نسبيا كالنائب فؤاد مخزومي، وتشارك فيها "القوات اللبنانية" و"الثنائي الشيعي" .
وتكشف الاوساط ان هذه اللائحة اصيبت بانتكاسة، في ظل "نقزة" مسيحية وسنية من ممارسات "القوات"، والتي عادة ما كانت تحصل على مقعدين في احسن الاحوال. وها هي اليوم تطالب بكل المقاعد المسيحية في بيروت وتستبعد "التيار الوطني الحر"، كما ترفض "القوات" مشاركة "حزبيين" من حزب الله، وهو ما ادى الى اشكال مع "الثنائي الشيعي"، الذي يرفض تدخل اي طرف في مرشحيه، وهو ما يهدد هذا الائتلاف.
- اللائحة الثانية ستكون لـ "المستقبل" وعائلات بيروتية.
- اللائحة الثالثة ستكون لمجموعات مدنية و"تغييرية".
وتلفت الاوساط الى ان الامور لا تزال ضبابية، وهناك "عجقة" مرشحين داخل العائلة الواحدة والحزب الواحد، وهو ما سيعقد المشهد الانتخابي، وسيكون هناك خروقات كبيرة للوائح!
مواضيع ذات صلة هل يخوض "حزب الله" المعركة بـ"أبناء العــشائر"؟ Lebanon 24 هل يخوض "حزب الله" المعركة بـ"أبناء العــشائر"؟