حاوره / نجيب علي العصار

قال حميد عاصم، عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري، أن العدوان الأميركي البريطاني لن يثني اليمنيين عن دعم وإسناد مقاومة غزة ولبنان، مبينا أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وعليه مغادرة أرضنا العربية.

وبخصوص مشاورات السلام مع النظام السعودي أكد عاصم، في حوار أجرته معه “الوحدة” أنه ليس هناك أي جديد والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في رمضان العام الماضي في صنعاء، من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وإعادة الإعمار لما تم تدميره وإطلاق سراح الأسرى.

وتطرق عاصم الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة صنعاء، إلى موقف محور المقاومة في الإسناد والدعم لمقاومة غزة ولبنان، خاصة الموقف اليمني، بالإضافة إلى جملة من الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة، فإلى تفاصيل الحوار:

لو بدأنا الحديث عن العدوان الذي يدخل عامه التاسع وما تلاه من عدوان أميركي بريطاني الآن، ما قراءتك لهذه التطورات وتأثيراته على مسار السلام في اليمن؟

بدايةً يمكن القول إن العدوان البربري الغاشم الذي شنه النظام السعودي والإماراتي ومعهما دول عديدة منذ الـ26 مارس 2015م، وحتى اليوم فشل في تحقيق أهدافه في اليمن، سوى أنه دمر البنى التحتية وقتل وجرح المدنيين وارتكب المجازر بحق الآلاف من أبناء شعبنا اليمني، نساء وأطفال وكبار السن، ونزحت العديد من الأسر جراء قصف الطيران الذي شن أكثر من مائتي وخمسة وسبعون ألف طلعة جوية استهدفت كل شيء  البشر والحجر، كما جندت دول العدوان آلاف من المرتزقة من أبناء اليمن ومن بعض الشركات كـ”بلاك ووتر” وغيرها لقتال أبناء اليمن، واستطاع اليمن بقيادته الربانية الحكيمة وقيادته السياسية والعسكرية أن يقف ضد العدوان الذي دخل عامه العاشر، ووصل اليمن إلى صنع ترسانة عسكرية كبيرة من أصغر آلة عسكرية (المسدس إلى الصواريخ الباليستية البعيدة المدى والطيران المسير وتحديث القوات البحرية وبجهود ذاتية في ظل حصار بربري غاشم وانعدام صرف المرتبات بسبب نقل البنك المركزي إلى عدن والاستحواذ على مقدرات الوطن، وخاصة النفط الذي يمثل ثمانين في المائة من إجمالي الدخل القومي والناتج المحلي.

مشاورات السلام مع السعودية توقفت بسبب تهربها من اتفاق صنعاء 

ماذا عن مسار مفاوضات السلام في اليمن؟

حقيقةً مشاورات السلام متوقفة منذ رمضان العام الماضي 2023م، ولم تتقدم في أي جانب، والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وإعادة الإعمار لما تم تدميره وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين، خصوصاً بعد تلك المشاورات التي تمت في صنعاء بيننا وبين الجانب السعودي بوساطة عمانية، وبعد طوفان الأقصى أعلنت أميركا وبريطانيا بأنهما سيقفان ضد أي سلام حتى توقف اليمن حصارها للكيان الصهيوني، ومنع السفن المتجهة إلى الكيان، ومنذ انطلقت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر وها هي تكمل عاماً من المقاومة الباسلة متحدية الترسانة العسكرية لجيش الاحتلال ومن يدعمه وبكل قوة، لم يثنِ الشعب اليمني عن موقفه القوي والمستمر في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ومساندته مهما كانت  التهديدات والتحديات، وتعرضت اليمن نتيجة هذا الموقف الثابت والمساند لغزة ولبنان لعدوان بريطاني أمريكي مستمر حتى اللحظة باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وبالنتيجة سيفشلون في إخضاع اليمن، حتى وإن أوغلوا في دماء المدنيين والأبرياء.

الفساد والبذخ في نفقات المرتزقة أديا إلى تدهور العملة المحلية في المحافظات الجنوبية

هناك حديث عن مبادرة أممية بشأن توحيد العملة والقطاع المصرفي خاصة بعد أن شهدت أسعار صرف الريال مزيدا من التراجع أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة.. ما حقيقة هذا الأمر؟

لا شك أن العملة المحلية في مناطق سيطرة المرتزقة تدهورت تدهورا كبيرا حتى تعدى سعر الريال أمام الدولار ألفي ريال، وأما الريال السعودي تجاوز خمسمائة وخمسين ريالاً، والسبب هو الفساد الذي يمارسه المرتزقة والبذخ في نفقات تلك القيادات في الداخل والخارج، بالإضافة إلى نهب المال العام بالرغم من المساعدات التي تصب في بنك عدن من دول العدوان والمنظمات الأجنبية، وحينما نرى الامم المتحدة تهب لإنقاذ تلك العصابات فإننا نتأكد بأنها ليست مهتمة باليمن بشكل عام.

وأعتقد إن ما تم الاتفاق عليه في محادثات السويد كافٍ لحل الاشكالات المالية والاقتصادية وعلى رأسها دفع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، وإذا تم الضغط على المرتزقة والنظام السعودي من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء في مشاورات السويد أو في مفاوضات صنعاء بين اليمن والسعودية، فإن الحلول ستكون سهلة وفي متناول أبناء اليمن.

العدوان الأميركي البريطاني لن يثنينا عن دعم وإسناد مقاومة غزة ولبنان

دهاليز مجلس الأمن ومراكز الدراسات الأمريكية تُحذر من خطر تنامي قدرات الجيش اليمني على “إسرائيل” والمصالح الأمريكية ما السر وراء ذلك؟

لا شك أن اليمن الذي اعتدي عليه في مارس ٢٠١٥م، وما زال العدوان قائما حتى اللحظة، من حقه أن يسعى إلى امتلاك السلاح الرادع الذي يجب أن نستخدمه ضد كل من يعتدي على وطننا ويقلق أمننا أو يعتدي على أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وهذا الأمر ليس سرا وقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، يعلن مرارا وتكرارا عن ذلك في خطاباته المتتالية ويؤكد على جاهزية قواتنا المسلحة، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما ترتكبه العصابات الصهيونية من جرائم وإبادة في حق أبناء أمتنا في غزة ولبنان.

وعلى الجميع أن يدركوا أن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأن هذا العدو يجب أن يغادر أرضنا العربية إلى البلاد التي أتى منها.

وبإيجاز، فالسر من وراء امتلاكنا للسلاح هو الدفاع عن الأرض والعرض والأمة العربية والإسلامية.

لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه حرب الإبادة في غزة ولبنان

كمتابع لمجريات الأحداث.. كيف تقرأ دور دول محور المقاومة بما فيها اليمن “صنعاء”، في الوقوف بوجه آلة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان؟

لا شك أن دول محور المقاومة قد عملت إلى جانب إخواننا في غزة ولبنان ودعمتهما بالإسناد وبالعمليات الصاروخية والطيران المسير، وضربت أهدافا حيوية، وما زالت مستمرة وستستمر في ذلك ما دام العدوان مستمرا.

أما بالنسبة لليمن فعملياتها منذ انطلاقة طوفان الأقصى تعد ما كان يتوقعه السياسيون والعسكريون والمهتمون خاصة وأن اليمن لم يخرج بعد من آثار العدوان الذي شنته عليه دول العدوان منذ ٢٠١٥ والذي ما زال مستمرا وتعدى كل التوقعات وانطلق للدفاع عن أهلنا في غزة ومؤخرا للدفاع عن أهلنا في لبنان وأعلن وقوفه الكامل بكل ما لديه من قدرات عسكرية في قطع الشريان الاقتصادي للعدو وأعوانه في البحر الأحمر، وهذا الفعل الذي قلب الموازين وأعطى مثالاً في إيجاد الوسائل في الضغط على العدو والقدرة على مواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى من المسيرات الشعبية والصواريخ والطيران  المسير ، لا سيما ضرب عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب، بالإضافة قصف ومنع وطرد البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية من الإبحار في مياهنا سواء في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ووصل الأمر إلى المحيط الهندي، ناهيك عن حشد أبناء اليمن المقاتلين إلى الدورات التدريبية للاستعداد لهذه المعركة المقدسة، كما أن اليمنين قدموا دعما ماليا لإخوانهم في غزة ومؤخرا في لبنان بالرغم من الظروف المعيشية، التي تمر بها اليمن جراء الحصار الغاشم، وهو واجب ديني وعربي وإسلامي ، كما أن دول محور المقاومة قامت بدورها المساند والفعال وخاصة لبنان والعراق وإيران،  وهي أدوار عظيمة سينتج عنها الانتصار العظيم بإذن الله تعالى.

معركة طوفان الأقصى “مصيرية” وستولد مقاومات من رحم المعاناة

بعد مرور عام على معركة “طوفان الأقصى”، هل سيكون الشرق أمام مشهد إقليمي جديد بالكامل.. إلى أين في رأيك تتجه الأحداث؟

كل المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الوطن العربي منذ عشرات السنين، هي مؤامرات صهيونية أمريكية بريطانية وبتواطؤ من بعض الأنظمة الرجعية العميلة المطبعة مع الكيان.

وباختصار شديد أرى أن الأمور متوقفة على هذه المعركة المصيرية، التي تُمرغ أنوف الصهاينة ومن معهم التراب على أرض غزة ولبنان، نثق أننا منتصرون وأن الوطن العربي سيكون بخير، أما لا سمح الله وانتصر الأعداء فلا شك أنهم سيحاولون فرض رؤيتهم للشرق الأوسط، وبالمقابل ستكون هناك مقاومات عديدة، وستولد مقاومات من رحم المعاناة، وسيندم كل من وقف ضد المقاومة وسيدفع الثمن باهظاً.

مصر ستكتوي بنار السيسي والعدو الصهيوني قبل غيرها من الدول العربية

كيف تنظر إلى الخطوة المصرية الأخيرة بشأن السماح للسفن الحربية الأجنبية بما فيها سفن الاحتلال -الذي يمارس حرب إبادة في غزة ولبنان- بالعبور من قناة السويس باتجاه البحر الأحمر؟

لا شك أن الصهيونية العالمية تمكنت من زرع قيادات للدول العربية وعلى رأسها القيادات المصرية من لحظة وفاة القائد المعلم جمال عبدالناصر في سبتمبر ١٩٧٠م ، واخترقت أغلب الأنظمة العربية وجعلتها في خدمة الصهيونية ومشاريعها التوسعية، ولعل ما نراه من ممارسات يقوم بها السيسي تجاه أهله في غزة ولبنان، ما هي إلاّ ممارسات صهيونية تخدم العدو الصهيوني، وما منعه للشعب العربي في مصر من دعم أهلنا في غزة ولبنان إلاّ شاهد على عمالته، وأجزم أن مصر ستكتوي بنار السيسي والعدو الصهيوني قبل غيرها من الدول باعتبارها العمق الاستراتيجي لفلسطين ، وإن ما يدور في فلسطين سينتقل إلى مصر والأردن وكل الأنظمة المتواطئة بل والداعمة للكيان الصهيوني، وهي جرائم كبيرة ترتكبها القيادة في مصر وفي البلاد العربية، التي أنجرت قياداتها وراء الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا.

المؤامرات الصهيونية تحاك على فلسطين بتواطؤ أنظمة رجعية مطبعة مع الكيان

ما السر وراء عجز المنظومة الدولية عن وقف الحرب والإبادة في غزة ولبنان؟

من يتحكم في الأمم المتحدة ومجالسها ومنظماتها اليوم هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهي الدول الدائمة في مجلس الأمن، وهي مشاركة في العدوان، فكيف نريد منها أن توقف عدواناً هي صاحبته وممولته؟

كلمة أخيرة تودون قولها للرأي العام؟

ثقتنا مطلقة في النصر لا محالة وبأنه قادم بإذن الله وأن المقاومة مستمرة وأن محور المقاومة، لن يتخلى عن أهله في غزة ولبنان دعما وإسنادا وجهادا وأن الليل مهما طال سيأتي بعده الفجر..

والنصر كذلك آت لامحالة لأنه وعد الله..

وسلام الله على الشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى

والفكاك للأسرى، والخزي والعار لكل متخاذل ومتواطئ وعميل في هذا العالم.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي ما تم الاتفاق علیه العدو الصهیونی محور المقاومة فی غزة ولبنان طوفان الأقصى أبناء الیمن

إقرأ أيضاً:

قراءة متأنية لمخرجات مسمى “القمة العربية الإسلامية” غير العادية المنعقدة في الرياض والأبعاد الحقيقية من ورائها..1 – 2

 

من يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميت إيلام

يتطابق قول المتنبي في هذا البيت الشعري وواقع الأمة وحال القمم العربية والإسلامية البائس الذي يمر اليوم بأسوأ المراحل والحقب التاريخية، فبالرغم من كل المقومات التي تمتلكها الأمة لم يتوقف تداعي وتكالب أعدائها عليها، وهذا ليس بغريب إذا تأملنا تنبيه الحبيب المصطفى لنا قبل أكثر من 1400 عاماً بقوله:

“يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة على قصعتها قيل، أمن قلة بنا يا رسول الله قال: إنما تكونون غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم، ويوضع في قلوبكم الوهن، قالوا: يا رسول الله وما الوهن، قال: حب الدنيا وكراهية الموت.. وها نحن نشهد اليوم هذا التداعي لدول الغرب المارق ضد أمتنا، وليس بخاف على أحد لعبة ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والهيئات الأممية التابعة لهما والتي تستخدمهم قوى الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا مطية لحماية المصالح الغربية وحماية الكيان الصهيوني الذي تم زراعته في جسد الأمة فضلاً عن الدور المسند لأدواتهم في المنطقة، وما حدث في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول شاهد ودليل حي على ذلك..

أما حين يتعلق الأمر بما يتعرض له الشعب الفلسطيني والمستضعفون في الأرض، فإن الأمر يختلف تماما، فهناك تهمُ جاهزة ومركبة لتصنيف حركات المقاومة ووصمها بالجماعات الإرهابية .. وهو ما يعني التنفيذ الانتقائي للقانون الدولي أو ازدواجية المعايير..

وللأسف فإن العرب والمسلمون ربما لا يدركون أبعاد ومرامي تلك المخططات فهم لا يتحركون إلا وقلوبهم شتى بأسهم بينهم شديد حالة متأصلة في اليهود انتقلت إليهم عبر جرع التطبيع التي يتلقونها من حصاد ووهم الحرب الناعمة والسياسة الاستعمارية على مدى فترات ومراحل من تاريخ الصراع في المنطقة..

واقع بائس فرضته حالة الوهن والضعف الذي وصلت إليه الأمة، وهذا هو حال واقع القمم العربية في العصر الراهن، فعندما فقدت الأمة مركز التوازن والتحكم بالبوصلة وتقرير المصير تاهت ووهنت فهانت على أعدائها…

إن ما يقارب 57 دولة عربية وإسلامية تداعت للمشاركة في، القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض منتصف الأسبوع الماضي ليس لاتخاذ قرارات فاعلة وإنقاذ غزة بل لاستكمال تنفيذ قرارات القمة السابقة المنعقدة في 11 /11/ 2023م، مع بعض التحديثات التي لا ترقى لمستوى انعقاد قمة عربية إسلامية.

ومن ثم فإن متابعة تنفيذ القرارات التي خرجت بها القمة في العام الماضي في القمة الحالية المنعقدة في 2024/11/11م، هو إفراغ لمضمون ما خرجت به القمة الجديدة وعدم فاعليتها، وعندما نقرأ مخرجاتها قراءة متأنية ونتوقف عند أبرز ما تضمنته القمتين السابقة واللاحقة فإننا نستنتج ما يلي:

– أن السابقة تأخرت أكثر من شهر على بدء العدوان على غزة، ولم يتم تنفيذ أي من مخرجاتها فقد كانت عبارة عن قمة استعراضية ، وإسقاط واجب فضلاً عن كونها مضيعة للوقت ولا تساوي المال الذي أهدار عليها ولا الحبر الذي كتبت به مخرجاتها..

ولم يتحقق وقف إطلاق النار- ولا إنهاء الحرب العدوانية على غزة- ولم يتم تبادل إطلاق كافة الرهائن – ولا اكتملت الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام- فضلاً عن العمل على توفير شبكة الأمان المالي لدعم الشعب الفلسطيني- بل لم تخرج حتى بقرار يرفض مخطط فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية ..لقد تمادى العدو في تقطيع أوصال غزة- ناهيكم عن إخفاقها في إيجاد حل عادل لتفاقم الأوضاع لتصل غزة بعد عام إلى كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. قصف للمدنيين وتدمير للمساكن، وانعدام لكافة وسائل الحياة وحصار مطبق منع فيه العدو دخول الوقود والغذاء والماء والدواء، وكل مقومات الحياة الإنسانية – ولم يتحقق سلام إقليمي بما في ذلك حل قضية فلسطين – ولم يتم كسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات.. وما تحقق هو العكس من ذلك، حيث استمرت المساعدات تتدفق لإمداد كيان العدو الإسرائيلي من خلال دول التطبيع والعمالة الداعمة والمستضيفة اليوم لمسرحية ما يسمى زوراً وبهتانا بالقمة العربية الإسلامية- ولم يتحقق تجسيد استقلال دولة فلسطين وما تحقق هو المزيد من تهجير أبناء الشعب الفلسطيني وفرض واقع جديد من المعاناة والتهجير القسري والمزيد من المجازر وحرب الإبادة الجماعية.

– أما القمة الجديد فقد انعقدت بعد عام كامل وفي نفس التوقيت 2024/11/11م، فضلاً عن تسميتها بالقمة غير العادية فما هو الاستثناء إذا.. إلا إذا كان القصد أن أكثر من نصف الرؤساء وما يسمى بالقادة والزعماء لم يحضروا، والاكتفاء بتمثيل عدد من رؤساء الوزراء وممثلين عنهم بعضهم لم يرتق إلى مستوى تمثيل رئيس الدولة، فضلاً عن مشاركة البعض من فاقدي الشرعية ..

كان يفترض أن يرأس هذه القمة رئيس دولة بدلاً من فرض ولي عهد الدولة المستضيفة ( بن سلمان)، لتتحول من ولادة عملاقة تحمل مسمى القمة العربية الإسلامية، حيث كان متوقع أن يحضرها “قادة الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف موحد تجاه ما يتعرض له الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة العربية والإسلامية، والعمل على سرعة وقف العدوان الذي يمارسه كيان العدو الإسرائيلي المجرم في قطاع غزة ولبنان، والعمل على حماية المدنيين، ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، إضافة إلى توحيد المواقف، والضغط على المجتمع الدولي للتحرك بجدية، لإيقاف الاعتداءات المستمرة وإنهاء الحصار عن غزة.”

وبالفعل تحولت هذه القمة إلى بيضة حمامة في تجسيد حالة العجز والخور الذي وصلت اليه الأمة والخذلان ليس للشعبين الفلسطيني واللبناني بل لكل أمال وتطلعات أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين خرجوا في الجامعات الأمريكية وعدد من الجامعات الغربية ومعظم عواصم ومدن العالم بما في ذلك مسؤولين أمريكيين ويهود قدموا استقالاتهم من إدارة حكومة بايدن احتجاجا على الدعم الأمريكي لمجرمي الحرب الصهاينة وشن حرب إبادة جماعية.. فمنذ 7 أكتوبر 2023م ما يزال كيان العدو الإسرائيلي المجرم بدعم أمريكي بريطاني غربي مطلق يشن حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 146ألفاً بين شهيد وجريح من أبناء الشعب الفلسطيني، جلهم أطفالا ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وأكثر من 6الف محتجز وسط دمار هائل ومجاعة قتلت مئات الأطفال والمسنين، في أسوأ كارثة إنسانية شهدها التاريخ المعاصر .

إضافة إلى قيام كيان العدو الإسرائيلي المجرم ، بشن عدوان آخر على لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي وهو الأعنف والأوسع منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل أكثر من عام، ما أسفر عن 3 آلاف و189 شهيداً و14 ألفا و78 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من مليون و400 ألف نازح.

أما مخرجات القمة المنعقدة منتصف الأسبوع الماضي فقد تضمنت 38 قراراً منها استكمال قرارات القمة السابقة المنعقدة في 2023/11/11م فضلاً عن الإسراف باستخدام مصطلحات مستهلكة ومتهالكة لطالما تم استخدامها وتداولها: كالإدانة والشجب والاستنكار بأشد العبارات، والتنديد بجرائم إسرائيل في سياق جريمة الإبادة الجماعية، هكذا إسرائيل وردت اكثر من مرة في قرارات القمة حاف كما يحلو للمطبعين والحنينين تسميتها فهي في نظرهم كائن وديع وأليف ولا ينقصهم إلا أن يقولوا عن مجرمي الحرب الصهاينة بانهم “طيور الجنة”، والمطالبة بدولة فلسطينية منزوعة السيادة بدون مقاومة وبدون جيش وبدون سلاح جفاف عربي إسلامي حاد..

وتضمنت قرارات القمة أيضا الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه والتنديد بجريمة الإخفاء القسري ومطالبة المجتمع الدولي بالإدانة الصريحة للهجمات المتعمدة لإسرائيل على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان

وكذا الإسهاب في مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف هذه السياسات غير القانونية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة، وبتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، والدعوة لمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والشركات العاملة فيها والواردة في قاعدة البيانات التي أصدرها مجلس حقوق الإنسان في 30 / 6 / 2023م، وتشكيل قوائم عار تضم أسماء تلك الشركات باعتبارها تغذي الاحتلال وتسعى إلى ديمومته.

وأهم واخطر ما خرجت به قمة الخزي والعار خدمة للأجندة الأمريكية والصهيونية: التأكيد على ضرورة حماية الملاحة في الممرات البحرية اتساقا مع قواعد القانون الدولي.

وهذه النقطة التي تم دسها في القرارات، والتي تشكل الأبعاد الحقيقية لانعقاد قمة الخزي والعار وهو مبتغى وحلم وعشم إبليس في الجنة لتقوية حلف أمريكا المشبوه بهدف تأليب العالم ضد الدور اليمني المساند لمعركة البحر الأحمر المتعلق بقرار اليمن دعم وإسناد قضية الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان والحصار..

وتلخص موقف السعودية في تصريح رئيس الجلسة (بن سلمان) قوله إن “إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام”. ويعوق وحدها تعد سبقاً في مصطلح المواقف المبتكرة كنقل أوروبا إلى المملكة خلال 5 سنوات وهي إشارة لإعاقة إعلان التطبيع الكامل مع الدولة المستضيفة للقمة..

مؤكدا على ضرورة “مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية” بدلاً من إقامتها على كامل التراب الفلسطيني، مشددا على رفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية. ودور السلطة الفلسطينية هذا يحتاج إلى قراءة بين السطور لـ70 عام من الخذلان والمعاناة والبيع والتفريط بالقضية وصولاً لعباس والسلطة المكلفة بالإجهاز على روح المقاومة خدمة للعدو الإسرائيلي كجهازي شرطة وأمن استخباري يعمل لصالح تعزيز أمن كيان العدو الإسرائيلي.

وجدد الموقف السعودي إدانته للعمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان وتنتهك سيادته، ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية.

فيما لم يتطرق الموقف السعودي لا يقاف أسطول الإمدادات لكيان العدو عبر الأراضي السعودية ومحاولة اعتراض المسيرات المتجهة للكيان المحتل..

لم تحدد مقررات القمة العربية والإسلامية آلية للتحرك العاجل لوقف العدوان وإغاثة الشعب الفلسطيني.

لم تتطرق القمة في مخرجاتها للمعاير المزدوجة لمجلس الأمن بآلية إلزام كيان العدو الصهيوني بوقف العدوان والحصار على غزة ولبنان.

لم تتضمن قرارات القمة ضرورة التحرك الفوري لتجميد مشاركة الاحتلال في الأمم المتحدة وحظر تصدير الأسلحة لكيان العدو الإسرائيلي.

لم تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

لم تتضمن مخرجات القمة تفعيل سلاح المقاطعة العربية والإسلامية بكافة الأدوات المتاحة لفرض وقف العدوان، والتحرك العاجل لإغاثة الشعب الفلسطيني وكسر الحصار عنه ودعم صموده.

وبناء عليه فقد كان أول قرار تتخذه القمة المبجلة السابقة.. هو دمج القمتين العربية والإسلامية غير العاديتين اللتين كانت جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي قررتا تنظيمهما بناء على طلب من دولة فلسطين، وبعض الدول الأعضاء؛ لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في 11 / نوفمبر/ 2023م.

وبعد المشاورات التي أجريت تم التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم الراسخ للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصا الـقرار 194، والتصدي لأي محاولات لإنكار أو تقويض هذه الحقوق؛ وعلى أن القضية الفلسطينية، شأنها شأن كل القضايا العادلة للشعوب التي تناضل من أجل الخلاص من الاحتلال ونيل حقوقها.

وكذا التأكيد على ما يلي:

أن سيادة دولة فلسطين الكاملة على القدس الشرقية المحتلة، عاصمة فلسطين الأبدية، ورفض أي قرارات أو إجراءات إسرائيلية تهدف إلى تهويدها وترسيخ احتلالها الاستعماري لها، باعتبارها باطلة ولاغية وغير شرعية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

أن القدس الشريف خط أحمر بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، إضافة إلى التأكيد على التكاتف المطلق في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة وفي الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة فيها والتأكيد على الدعم المطلق للجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها.

الإشارة إلى الأبعاد الحقيقة للقرارات الصادرة عن القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض بتحديثاتها الجديدة بما في ذلك الإشارة إلى أنها قمة تكميلية لتنفيذ مخرجات القمة السابقة وما تلاها من قمم العجز العربي الإسلامي والتي ولد بعضها مشوها وبعضها الأخر ولدت ميتة:

وهنا نورد قرارات القمة الـ”38″ والتعليق على المعتل منها وعلى النحو التالي:

1ـ “التأكيد على القرارات التي صدرت عن القمة المشتركة الأولى غير العادية في مدينة الرياض في نوفمبر 2023م، وتجديد التصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولبنان، والعمل على إنهاء تداعياته الإنسانية الكارثية على المدنيين؛ أطفالا ونساء وشيوخا ومدنيين عزّل، ومواصلة التحرك، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعريض إسرائيل السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر. وتجديد التأكيد على قرارات القمة العربية الثالثة والثلاثين، التي انعقدت في دولة البحرين (العظمى الدولة العربية الوحيدة المشاركة مع أمريكا نصرة لكيان العدو الإسرائيلي المجرم في حربه وحصاره على غزة) في مايو 2024م، وكذا القمة الإسلامية الخامسة عشر التي انعقدت في جمهورية جامبيا في مايو 2024م”.

2ـ “التحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، ومن توسعٍ رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد ليشمل الجمهورية اللبنانية، ومن انتهاك سيادة جمهورية العراق والجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، دونما تدابير حاسمة من الأمم المتحدة وبتخاذل من الشرعية الدولية”.

( هذا البند لم يتضمن الإشارة إلى الاعتداءات الأمريكية الإسرائيلية البريطاني على مقدرات الشعب اليمني في محافظة الحديدة وعدد من المحافظات اليمنية بما فيها الاعتداءات المستمرة على العاصمة صنعاء).

(لم تتضمن القرارات الصادرة التأكيد على محاسبة كيان العدو المجرم على جرائم الحرب التي ارتكبها على مدى أكثر من عام وأدت إلى استشهاد وإصابة ما يقارب 150 ألفاً من أبناء الشعب الفلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء).

يتبع…………………

مقالات مشابهة

  • الحوثي: تكلفة مغادرة حاملة الطائرات “لينكولن” تفوق كلفة وقف العدوان على غزة ولبنان
  • تصعيد العمليات يمنح “المقاومة” في لبنان الكلمة العليا
  • الشيخ قاسم: تفاوضنا تحت سقف حفظ سيادة لبنان ووقف العدوان.. والأمر مرتبط برد “إسرائيل” وجدية نتنياهو
  • والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
  • إشادة عمانية ببطولات مغاوير اليمن وتأييد صيني رسمي
  • غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تكشف تفاصيل عملية حيفا النوعية والكمين ضدّ “الكتيبة الـ 51” من “غولاني”
  • العزي: مغادرة الحاملة “إبراهام” خطوة جيدة وتوقف العمليات اليمنية بوقف العدوان الإسرائيلي
  • “الغارديان”: قتل العدو الصهيوني لأطفال الضفة الغربية بلغ معدلاً غير مسبوق
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تسقط طائرة مسيرة صهيونية من طراز “هرمز450”
  • قراءة متأنية لمخرجات مسمى “القمة العربية الإسلامية” غير العادية المنعقدة في الرياض والأبعاد الحقيقية من ورائها..1 – 2