جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-21@17:37:21 GMT

نهضة عُمان عبر التاريخ

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

نهضة عُمان عبر التاريخ

 

خالد بن أحمد الأغبري

بمشاعر وطنية مليئة وفياضة بالبهجة والسرور تستقبل عُمان الأبية تلك الذكرى الخالدة خلال هذه الأيام المباركة.. ذكرى الثامن عشر من نوفمبر المجيد والكل يعيش هذه الفرحة الغامرة التي يلامس فيها المواطن العُماني ما تم انجازه خلال عهد نهضة عُمان الطموحة ويستعيد ذكرياته الجميلة التي بدأت تتفاعل مع تلك الخطوات المتسارعة التي هيأت للإنسان العُماني سبل الحياة السعيدة والاستفادة المثلى مما تقدمه الدولة من مقومات ومعطيات ورعاية وخدمات شملت كافة القطاعات الحيوية والمجالات الإنسانية والإنجازات التنموية.

في حين أن هذا المواطن لا زال يتطلع إلى تحقيق المزيد من التقدم والتطور والرفاهية في ظل قيادته الحكيمة ومساعيها الحثيثة ومنهجيتها الثابتة انسجامًا مع متطلبات المرحلة القادمة وتنفيذًا لرؤية "عُمان 2040" والتي تحددت من خلالها ملامح وأفاق وخطط وبرامج مسيرة التنمية المستدامة بما يتلائم ويتوافق مع استراتيجيات وأهداف الحكومة الرشيدة لتحقيق نموًا مطردًا ينسجم مع تطلعات وطموحات أفراد المجتمع ومستوياتهم المعيشية ومسؤولياتهم الاجتماعية والأسرية، وذلك في ضوء المتغيرات والتطورات التي من شأنها تعزيز القدرة الإقتصادية والإرتقاء بمواردها المالية والطبيعية والبشرية كمًا ونوعًا وتقديم الخدمات الأساسية والبنى التحتية التي يحتاجها المواطن بأفضل ما يكون من حيث الجودة والكفاءة التشغيلية والعمل الجاد والمخلص.

ومع هذه المعطيات الخيرة لتلك المساعي الحثيثة النابعة من الجهود المتواصلة والقلوب الوفية والأيادي المخلصة والمتشابكة في خط سيرها وأهدافها وغاياتها والتي يبديها الشعب العُماني متمثلة في مضامين ومظاهر الحياة اليومية ومفاصلها ونهضتها الشامخة بما تمثله من إنجازات كبيرة وتنمية شاملة، وذلك بما يحقق طموح شبابها وتطلعاته وذلك بفضل مواقف أبنائها المخلصين الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية بناء هذا الوطن العزيز وتحديث بنيته وتطوير منظومته بما يتوافق مع متطلبات واحتياجات مستقبله على المدى القريب والبعيد، للاستفادة من خلال الحصيلة المتجددة لتلك المراكز المتقدمة التي حصدتها السلطنة أثناء مسيرتها الظافرة وذلك على كافة المستويات وفي مختلف القطاعات والمجالات بأيدٍ عُمانية متماسكة وقلوب متحابة ووحدة متكاملة ورؤية واضحة وعمل مشترك تحكمها سياسة معتدلة ونظرة شاملة وحكمة متأصلة قائمة على عقيدة راسخة ومنهج ثابت وحضارة عريقة وإرث وطني حافل بالكثير من المنجزات وفي شتى المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وموقعها الجغرافي المتميز وعلاقاتها الإنسانية الصادقة التي لا تقبل الإفراط ولا التفريط في حقوقها ومصالحها بجانب حقوق ومصالح الآخرين أيًا كان مصدرها وموقعها، بقدر ما تشكله من مرتكزات إيمانية عميقة مدعمة بحسن النوايا والإخلاص في القول والفعل والعمل بعيدا عن تلكم التعقيدات والانفعالات والتخبطات العشوائية التي تزدري حقوق الآخرين وتحتقر جهودهم ومصالحهم ودماءهم وتاريخهم.

وبالرغم مما يشهده العالم من إرهاصات وتوترات تتسم بالعنف والصخب والنزاعات الأيديولوجية،إلا أن عُمان بفضل الله تتعامل مع هذه المفارقات وهذه التحيزات وهذه الملفات الساخنة بعقلية واعية وعين ساهرة وقلب بنبض بالإيمان المطلق وبالعطاء والحيوية، وبالفكر الناضج الذي يعمل بكامل طاقاته وإدراكه لمقتضيات الواجب الوطني ومساعيه الحميدة التي لا تقبل التحيز أو الانجذاب نحو تلك التيارات المتطرفة التي لا تعبأ بحقوق الآخرين ولا تعترف بنظم الحياة الإيجابية التي تجسدها الفطرة السليمة ويدعمها منهج خالقنا جلت قدرته وعظيم شأنه وسلطانه،وذلك من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين الأفراد والمجتمعات، بحيث تظل الروح الإنسانية هي القوة الحقيقية الداعمة والنافذة التي يحتاجها الإنسان أينما كان، لمواجهة ذلك العالم المضطرب فكريًا وعقائديًا، والذي يسعى دائما إلى إستعراض عضلاته ونشر أفكاره السلبية المتعطشة إلى سفك الدماء وإثارة القلاقل والفتن وتدمير المجتمعات بافساد أخلاقياتهم وعدم إحترام سيادة دولهم، وهو بذلك يتجه إلى خلق أجواء مأساوية تتعارض مع الفطرة السليمة وتدعو إلى الانحراف وعدم التأدب مع شريعة الله، مستغلًا بذلك كل الظروف السلبية من أجل زعزعت الأمن والاستقرار الاجتماعي في إشارة واضحة إلى الانحراف الذي أصبحت تعاني منه الكثير من المجتمعات نتيجة العنجهية التي تدار بها المصالح العامة والقوى الفاعلة لكي تفرض عليها ثقافة دخيلة على المجتمع الإسلامي متجردة من الأخلاقيات وفارغة من المبادئ والقيم الإنسانية والزج به في أنفاق منحدرة إلى أبعد الحدود محاطة بمستنقع خطير تثار من بين زواياه الكثير من دوافع الأزمات المعنوية والأخلاقية المؤثرة سلبًا على كافة المستويات بحكم تأرجح البعض في إتخاذ قرارته السيادية على حساب ثقافته وسلوكه وقيمه الدينية.

وهذا الأمر يتوجب معه معالجة تلك الاخفاقات والنزوات وتصحيح مساراتها بشكل مباشر وإعادة النظر بشأنها والقيام بإجراء إصلاحات جذرية للحد من تفاقم ما يليها من أزمات اقتصادية واجتماعية وإنسانية وخلق أجواء ذات بعد استراتيجي يضمن لكل ذي حق حقه..

حفظ الله عُمان وشعبها وقائدها المعظم جلالة السلطان هيثم بن طارق، أمد الله في عمره.

وكل عام والجميع بوافر الصحة والعافية والسعادة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ندوة دينية بجامعة كفر الشيخ تناقش دور الشباب في نهضة المجتمع| صور

نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بإدارة الجامعة وبالتعاون مع الأزهر الشريف، ندوة دينية بعنوان "دور الشباب في نهضة المجتمع" والتي أُقيمت في رحاب كلية الصيدلة ضمن البرنامج التثقيفي القوافل الدعوية والإرشاد الديني والتي تأتي في إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية (بداية جديدة لبناء الانسان المصري) انطلاقاً من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري".

محافظ كفر الشيخ يعلن أسماء الفائزين في قرعة ترخيص 20 سيارة ميكروباص ببيلا مرصد الأزهر يستقبل عددًا من طلبة جامعة كفر الشيخ

يأتي هذا تحت رعاية فضيلة الامام الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، والدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، والدكتورة أماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وذلك في إطار التعاون بين جامعة كفر الشيخ والأزهر الشريف، ومن منطلق الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في الاهتمام بقضايا الشباب ونشر الوعي الديني وتثقيف المجتمع والحفاظ على الأسرة المصرية.

جاء ذلك بحضور الدكتور رمضان الدوماني عميد كلية الصيدلة، والدكتور عبد العزيز العشماوى وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور رفيدة سالم، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وتنفيذ ومتابعة الدكتور ثروت المرشدي مدير إدارة التخطيط بالإدارة العامة لمشروعات البيئة بالجامعة.

وحاضر في هذه الندوة فضيلة الشيخ طلعت زكريا محمد موجه بمنطقة وعظ كفرالشيخ، والذي تناول التعريف بدور الشباب في نهضة المجتمع وان الشباب هم عماد الوطن وعلى أكتافهم تبني الأوطان وانه بصلاحهم تنصلح الأمم.

كما تناول فضيلة الشيخ أشرف محمد خضر الواعظ العام بمنطقة وعظ كفر الشيخ، خطورة انحراف الشباب عن الطريق الصحيح وكيفية علاجه، ودور الشباب في نهضة الجامعة والسلوكيات داخل الحرم الجامعي وتم تخصيص جزء من الندوة لاسئلة الطلبة وتم الإجابة عنها.


وتأتي أهمية هذه الندوات في بناء الشخصية الوطنية وتعزيز الانتماء، وكيفية مواجهة حيل المشككين في الدين والمغالين في مفاهيمه، وتعزيز الهوية الوطنية والفكرية وآليات فهم النص الديني.

IMG-20241120-WA0148 IMG-20241120-WA0147 IMG-20241120-WA0150 IMG-20241120-WA0149

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • رسامة شمامسة جدد في نهضة "مارجرجس" ببنى مر بيد الأنبا بيسنتي.. صور
  • والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
  • ندوة دينية بجامعة كفر الشيخ تناقش دور الشباب في نهضة المجتمع| صور
  • تعددت النهضات والهدف واحد
  • ملك الأردن يدعو لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة دون تأخير
  • العاهل الأردني يدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة
  • العيد الوطني الرابع والخمسون نهضة لا تنتهي
  • جمهورية مصر العربية تستضيف الجمعية العمومية الـ56لاتحاد لشركات الطيران الأفريقية AFRAA وذلك للمرة الثالثة منذ نشأه الافرا
  • أدعية قضاء الحوائج.. ردد هذه الكلمات التي لا ترد