صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-29@11:24:23 GMT

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

فيصل محمد صالح

بمجرد ظهور نتائج الانتخابات الأميركية وفوز دونالد ترمب واكتساح الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب، اتجهت التحليلات السياسية لمحاولة قراءة وتوقع سياسة ترمب الخارجية، وانعكاساتها على المناطق المختلفة من العالم. رغم أن هناك قدراً من الضبابية فيما سيفعله الرجل بالعالم، فإنه من المؤكد أن شعار «أميركا أولاً» الذي يرفعه سيدفعه لمراجعة موقف الولايات المتحدة وتعاملاتها مع الجميع، بما يجعل الحلفاء والخصوم في حالة من القلق الشديد.

كذلك يعتقد كثير من المراقبين والمتابعين للسياسة الأميركية أنه سيسير في النهج الجمهوري المعروف نفسه، الذي يركز على الداخل الأميركي، ويقلل من تورط واشنطن في النزاعات الخارجية بشكل مباشر، ويحاول دفع الحلفاء في كل منطقة للعب دور أكبر في هذه النزاعات. كما أنه، وكما هو متوقع، سيركز على أولوية المصالح الاقتصادية الأميركية في العلاقات الخارجية أكثر من مواقف الدول والحكومات من شعارات التحول الديمقراطي، ووضع حقوق الإنسان، والحريات العامة.

تثير سياسة ترمب المتوقعة حيال القضايا والنزاعات المتعددة في العالم قلق حلفائه الغربيين في حلف «الناتو»، بجانب حلفائه الآخرين. فمن المتوقع أن يمارس ضغوطاً على حلفائه الأوروبيين ليلعبوا أدواراً أكبر في النزاعات العالمية، ويزيدوا من إنفاقهم العسكري ليرفعوا الضغوط عن ميزانية «الدفاع الأميركية». كما أنه سيجعل مصالح أميركا في تحقيق نوع من الاستقرار يساعد الاقتصاد الأميركي على النمو، أولوية على كل التزاماتها الأخرى. لهذا يبدو أنه سيتجه لتحقيق ما وعد به بالعمل على إنهاء الحروب والنزاعات، لكن وفقاً للرؤية الأميركية. فهو غالباً سيتجه لإنهاء حرب أوكرانيا عبر صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة ولبنان، لكن من دون الاتجاه نحو حل الدولتين، الذي لا يبدو أنه متحمس له. ومعروف عن الجمهوريين أيضاً أنهم لن يعولوا كثيراً على منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسيفضلون تنفيذ ما يقررونه عبر إقامة تحالفات خارج المنظومة الدولية، مثلما فعلوا في حرب الخليج.

فيما يتعلق بالسودان، فهو بالتأكيد ليس على جدول الأولويات في السياسة الخارجية في عهد ترمب، فهناك مناطق أكثر أهمية وأكثر التهاباً وأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي. لهذا لن يكون الوضع الداخلي في السودان، والصراع العسكري- المدني حول التحول الديمقراطي، أو الأوضاع الإنسانية، هي المداخل للسياسة الأميركية تجاه السودان. ربما ينظر له ترمب من خلال ازدياد النفوذ الروسي في المنطقة الممتدة من البحر الأحمر للساحل الأفريقي، مقروناً بمحاولته الضغط على إيران، إلى جانب مقاومة النفوذ الاقتصادي الصيني في أفريقيا. كذلك فإن سياسته المتوقعة تحت شعار «محاربة الإرهاب» قد تكون واحدة من محددات سياسته تجاه السودان، بجانب تشجيع دول المنطقة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

لهذا، فإن موقف السياسة الأميركية من الأوضاع في السودان سيتأخر قليلاً لحين الانتهاء من رسم السياسة الخارجية ومحدداتها الأساسية، ولا يتوقع أن يكون هناك مبعوث أميركي للسودان في عهد ترمب يخلف المبعوث الحالي توم بيريللو، وقد يتم الاكتفاء بوجود سفير أميركي بصلاحيات المبعوث. ومن المؤكد أيضاً أن الاتجاه نحو تحجيم الدور الأميركي سيتبعه تقليص المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في السودان، والطلب من الحلفاء الدوليين والإقليميين لعب دور أكبر وزيادة مساعداتهم الإنسانية. ومن المتوقع أيضاً محاولة العودة لمنبر جدة مرة أخرى بعد ممارسة الضغوط على الطرفين، وإعطاء دور أكبر للمملكة العربية السعودية ومصر.

وبحسابات القرب والبعد، فإن الطرفين المتحاربين في السودان لا يتمتعان في الوقت الحالي بعلاقة جيدة مع واشنطن، فهناك توجس من اتجاهات تحالف الجيش والمجموعات السياسية الإسلامية من ناحية، وعدم رغبة في تبني «قوات الدعم السريع»؛ بسبب عدم وضوح تحالفاتها، وسجلها الدموي في الانتهاكات ضد المدنيين. لكن الطرف الحكومي يملك ما يقدمه لواشنطن أكثر مما يمكن أن تقدمه «قوات الدعم السريع»، لهذا فإن التغيرات في السياسة الأميركية تجاه السودان قد تميل لصالح الحكومة الحالية، عبر تخفيف الضغوط عليها، التي فرضتها الإدارة الديمقراطية عقب الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. ولن يكون مطلوباً منها تنفيذ وعود التحول الديمقراطي وتحسين أوضاع حقوق الإنسان، بقدر الابتعاد عن النفوذ الروسي والإيراني، والقبول بالمضي في إجراءات التطبيع مع إسرائيل التي بدأها البرهان وعطلتها الحكومة المدنية، ثم الابتعاد بخطوات ما عن التحالف مع الإسلاميين طمأنةً للحلفاء الإقليميين، إن استطاع الجنرال البرهان فعل ذلك.

* المقال الاسبوعي بصحيفة الشرق الأوسط

الوسومإيران البحر الأحمر السودان السياسة الخارجية القوات المسلحة الناتو دونالد ترمب روسيا فيصل محمد صالح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إيران البحر الأحمر السودان السياسة الخارجية القوات المسلحة الناتو دونالد ترمب روسيا فيصل محمد صالح فی السودان

إقرأ أيضاً:

الخارجية اليمنية: نتابع وضع الدبلوماسي محمد العنسي في السودان

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

قالت وزارة الخارجية اليمنية، الجمعة، إنها تتابع باهتمام بالغ ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن حالة الدبلوماسي اليمني محمد علي عتيق العنسي، أحد موظفي الوزارة والذي استقر في السودان بعد عودته من باكستان في عام 2017.

وأشارت الوزارة في بيان صحفي، “إلى أن السفارة اليمنية في الخرطوم كانت قد بذلت جهوداً عدة لإعادة العنسي إلى الوطن بسبب وضعه الصحي، إلا أنه لم يتجاوب معها خلال السنوات الماضية، حيث انقطع التواصل مع الدبلوماسي اليمني إثر الأحداث التي شهدتها جمهورية السودان”.

وأكدت الخارجية اليمنية، “أنها تواصل متابعة وضع العنسي مع السفارة اليمنية في الخرطوم، وتعمل حالياً بالتنسيق مع الجهات المعنية في كلا البلدين لإعادة الدبلوماسي إلى أرض الوطن في أقرب وقت ممكن”.

وكان رواد مواقع التواصل، قد تداولوا تسجيلاً مصوراً للعنسي الذي ظل محاصراً في الخرطوم منذ ما يقارب عامين في أوضاع سيئة، دون أن يتمكن من التواصل مع احد ويبحث عن مساعدة لخروجه وعودته لليمن، وسط مناشدات للجهات المعنية بالتدخل وإعادته إلى أرض الوطن.

مناشدة إلى وزارة الخارجية
من محمد علي عتيق العنسي دبلوماسي يمني ظل محاصراً في #الخرطوم منذ مايقارب عامين في أوضاع سيئة، دون أن يتمكن من التواصل مع احد ويبحث عن مساعدة لخروجه وعودته لليمن. pic.twitter.com/kZa8GxgvPl

— Hasan İsmail-حسن إسماعيل (@Hasanismailmoq) March 28, 2025

مقالات مشابهة

  • تضامن مصر الكامل مع السودان.. تطورات الوضع في الخرطوم| ماذا يحدث؟
  • الخارجية الأميركية: المساعدات ستتدفق على غزة إذا أطلقت حماس سراح الرهائن
  • الخارجية اليمنية: نتابع وضع الدبلوماسي محمد العنسي في السودان
  • شاهد بالصورة والفيديو.. طفلة سودانية تبكي فرحة وتفشل في إكمال حديثها بعد اخبارها باقتراب العودة إلى أرض الوطن (الله أكبر أنا مبسوطة حنرجع السودان)
  • وزير الخارجية: مصر تدعم المؤسسات الوطنية السودانية وجهودها لاستعادة الاستقرار
  • عاجل. هيئة المسح الجيولوجي الأميركية: زلزال بقوة 7.7 درجات يضرب وسط ميانمار
  • ماذا سيحّل بلبنان إذا رفض الضغوطات الخارجية عليه؟
  • كيف تفاعل السودانيون بعد تحرير الخرطوم من الدعم السريع؟
  • مؤسسة إغاثية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم
  • إعلان الخرطوم حرة.. البرهان: انتهى الأمر ماذا يحصل في السودان؟