نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفيين، إدوارد وونغ وفرناز فصيحي، نقلا فيه قول وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الثلاثاء، إنها لا تخطّط لتقليص مساعدات الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ انقضت مهلة الثلاثين يوما التي حدّدتها إدارة بايدن، دون أن تحسن البلاد الوضع الإنساني في غزة، التي دمّرتها الحرب.



وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" كان وزير الخارجية، أنتوني بلينكين، ووزير الدفاع، لويد أوستن الثالث، قد حذّرا عبر رسالة مؤرخة بـ13 تشرين الأول/ أكتوبر من أنّ الولايات المتحدة ستعيد تقييم مساعداتها العسكرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذا فشلت في زيادة كمية المساعدات المسموح لها بدخول غزة في غضون 30 يوما.

وأضافت الرسالة أن: "الوضع الإنساني لمليوني نسمة من سكان غزة "متدهور بشكل متزايد" وأن كمية المساعدات التي تدخل غزة، قد انخفضت بنسبة 50 في المئة منذ نيسان/ أبريل الماضي".

وبموجب القانون، فإن الحكومة الأميركية لا تستطيع تقديم المساعدات للقوات العسكرية الأجنبية التي تعتبرها وزارة الخارجية الأميركية مُرتكبة "انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان".

وفي السياق نفسه، قال مسؤولون في الأمم المتحدة، إنّ استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي في عرقلة المساعدات الإنسانية واستهداف العاملين في المجال الإنساني يشكّل انتهاكا للقانون الدولي، وقد يرقى إلى جرائم حرب.

كذلك، قال خبراء انعدام الأمن الغذائي الذين يعملون على مبادرة تسيطر عليها هيئات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الكبرى، الأسبوع الماضي، إنّ المجاعة وشيكة أو على الأرجح تحدث بالفعل في شمال غزة. فيما يقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن سكان غزة بالكامل يواجهون انعدام الأمن الغذائي.

وزعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم لم يضعوا عقبات أمام تسليم المساعدات، ويقولون إنّ الغارات على شاحنات المساعدات من قبل الفلسطينيين ومشاكل أخرى منعت التوزيع السليم.

وفي يوم الثلاثاء، أعطى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إجابات وصفت بـ"الغامضة" عندما سأله الصحافيون عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تسمح بمرور الموعد النهائي الذي يبلغ 30 يوما دون اتخاذ أي إجراء، على الرغم من الاحتياجات الحرجة في غزة. وعندما تم الضغط عليه، قال باتيل، إنّه: "ليس لديه أي تغييرات في السياسة الأمريكية ليعلن عنها".


وأضاف أنّ: "المسؤولين الإسرائيليين اتّخذوا بعض الخطوات التي تلبي المعايير المنصوص عليها في الرسالة الشهر الماضي"، لكنه أقرّ في الوقت نفسه، بأنهم "بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود".

وقال: "إنها ظروف مأساوية للغاية، وما نحتاج إلى رؤيته هو أننا بحاجة إلى رؤية هذه الخطوات يتم تنفيذها". مشيرا إلى "إعادة فتح إسرائيل لمعبر إيريز إلى شمال غزة، وفتح معبر جديد كأمثلة على الخطوات التي اتخذتها إسرائيل للامتثال لبعض المطالب الخمسة عشر في الرسالة".

في سياق متّصل، عمال الإغاثة يقولون إن: "شروطا أخرى لم يتم الوفاء بها، بما في ذلك الشرط الأول: ضمان دخول 350 شاحنة تحمل الغذاء والإمدادات الأخرى إلى غزة كل يوم". 

ويضيف عمال الإغاثة أنّ: "حوالي 40 إلى 50 شاحنة دخلت جنوب غزة كل يوم ولم يدخل سوى عدد قليل جدا منها إلى شمال غزة".

إلى ذلك، أرسل بلينكن وأوستن، الرسالة، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من ثلاثة أسابيع من الانتخابات الأمريكية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر. 

ولعدّة أشهر، قال العديد من الأمريكيين العرب والمسلمين والناخبين التقدميين إنهم لن يصوتوا للديمقراطيين إذا استمرت إدارة بايدن في تقديم مساعدات الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في الحرب.

كذلك، أطلق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وعود، خلال الحملة الانتخابية، قال فيها إنه: "سينهي الحرب"، لكنه لم يذكر تفاصيل عن كيفية القيام بذلك. 

تجدر الإشارة إلى أن ترامب خلال ولايته الأولى، كان قد سنّ العديد من السياسات المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي والتي أثارت غضب الفلسطينيين.


ويوم أمس الثلاثاء، اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لمعالجة إنذار المجاعة الذي صدر الأسبوع الماضي لغزة. بينما قال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة للمجلس إن المساعدات التي تدخل غزة كانت في أدنى مستوياتها منذ بدء الصراع.

وأوضحت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إيلزي براندز كيريس، أن "هناك تدخلا دائما ومستمرا في دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية، التي انخفضت إلى بعض أدنى المستويات خلال عام".

ودعت براندز كيريس، جميع الدول، التي تقدم الأسلحة لأطراف الصراع، والتي تشمل الولايات المتحدة، إلى إعادة تقييم هذه الترتيبات "بهدف إنهاء مثل هذا الدعم إذا كان هذا ينطوي على مخاطر انتهاكات خطيرة للقانون الدولي".

وقالت إنّ: "وكالتها وجدت أن ما يقرب من 70 في المئة من جميع الأشخاص الذين قتلوا في غزة بسبب الضربات والقصف والأعمال العدائية الأخرى، كانوا من الأطفال والنساء". وأضافت أن "الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات شكلوا أكبر مجموعة في عدد الضحايا".

كذلك، أصدرت ثماني وكالات إغاثة، يوم الثلاثاء، بما في ذلك أوكسفام، وإنقاذ الطفولة، واللاجئين الدولية، بيانا مشتركا، قالت فيه إن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد فشلت في الامتثال لكل من المطالب الأمريكية والتزاماتها بموجب القانون الدولي لتسهيل المساعدات الكافية لغزة.

وجاء في البيان: "لم تفشل إسرائيل في تلبية المعايير الأمريكية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية فحسب، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير، وخاصة في شمال غزة".

من جهتها، أكدت القائمة بأعمال رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، جويس مسويا، أنّ: "توزيع الغذاء اليومي في تشرين الأول/ أكتوبر انكمش بنحو 25 في المئة، مقارنة بشهر أيلول/ سبتمبر".


وأضافت: "إننا نشهد أعمالا تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية؛ ظروف الحياة في جميع أنحاء غزة غير صالحة للبقاء البشري".

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إنه "بدون زيادة فورية في المساعدات الإنسانية، فإن العديد من سكان غزة قد لا ينجون من الشتاء".

وتواصلت غارات الاحتلال الإسرائيلي وقصفه المكثف ضد المدنيين في قطاع غزة، لليوم الـ404 على التوالي، في إطار حرب الإبادة الوحشية، فيما استمرت جرائم القصف والحصار والتجويع والتهجير في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع لليوم الـ40 على التوالي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لدولة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة فی الأمم المتحدة شمال غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: إدارة ترامب تبحث إرسال 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي، مساء الجمعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث إرسال 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل كان قد تم احتجازها بناء على أوامر من وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن.

وكان بلينكن قد طلب من وزارة الخارجية عدم تلبية طلب إسرائيل الذي يشمل ثلاث شرائح بقيمة إجمالية تبلغ 34 مليون دولار، وذلك بعد أن أثار أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين مخاوف من أن تنتهي هذه البنادق في أيدي المستوطنين أو أن يستخدمها ضباط الشرطة في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وحينها، طالب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وضم الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.

من جانب آخر، ذكر موقع "أكسيوس"، مساء الجمعة، أن من المتوقع اجتماع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتين في واشنطن يوم الثلاثاء.

وقال المصدر إن ترامب ونتنياهو سيجتمعان مرة من أجل اجتماع عمل والأخرى من أجل عشاء غير رسمي.

وأوضح أن الطرفين سيعقدان اجتماع عمل في منتصف النهار، ثم عشاء غير رسمي بحضور زوجتيهما.

وتلقى نتنياهو دعوة من الرئيس الأميركي لزيارة البيت الأبيض في الرابع من فبراير، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الثلاثاء.

وجاء في بيان أن "رئيس الوزراء نتانياهو هو أول زعيم أجنبي يدعى إلى البيت الأبيض في الولاية الرئاسية الثانية لترامب".

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تدرس إرسال 24 ألف بندقية هجومية للاحتلال الإسرائيلي
  • خبراء يرصدون انهيار النظام الصحي بغزة ويحتجّون ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • حكم قضائي بمراجعة قرار بريطانيا بيع مكونات طائرات إف35 للاحتلال الإسرائيلي
  • حكم قضائي بمراجعة قرار بريطانيا بيع مكونات طائرات إف-35 للاحتلال الإسرائيلي
  • مسؤول أميركي: ترامب يدرس إرسال 24 ألف بندقية لـإسرائيل
  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تبحث إرسال 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل
  • ضربة موجعة لترامب.. 100 ألف توقيع لعزله من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
  • رغم الحظر الإسرائيلي .. الأمم المتحدة تعلن استمرار عمل الأونروا
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • سجون الاحتلال: نستعد لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفقا لصفقة التبادل