.. وتستمر المسيرة
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
سلطان بن محمد القاسمي
في عيدنا الوطني الرابع والخمسين المجيد، عيد عُمان، تستمر مسيرة العطاء السلطانية في ظل حكمة القائد الحكيم، السلطان هيثم المعظم، حفظه الله، ونحن نتلمس كما العالم، الحنكة القيادية التي يخطو بها قائدنا نحو المزيد من العطاء والازدهار، ورغم كل الصعاب ها هو يقطع بنا المفازات دون تردد، وينتقل بنا من موضع لآخر أفضل وأحسن، استقرارًا وأمانًا وألفة.
إننا- أيها الناس- محاطون برعاية الله؛ إذ إن شعورنا بالأمان والأمل، يتجدد كل يوم، ويكبر فينا ذاك المستقبل الواعد، وأن الأمل يحدونا أن غدنا سيظل هو الأجمل، والأبهى، والأنقى، والأحلى. لأننا أبناء أمة تعلمت الإيثار وآثرت، وتلقت الجمال فتجملت، وتقلدت العطاء فتكرمت، وتبنت الإخاء فتوحدت، فنحن أقوياء بما ورثنا، وأقوياء بما عندنا، وأقوياء بقيادتنا، والله يرعى ذلك كله، ما دمنا على الدرب القويم سائرين.
اليوم، ليس أمامنا خيار إلا أن نظل مجتمعًا يضرب أروع الأمثلة في التفاؤل والوحدة، والتكاتف من أجل حراسة أخوتنا وتلاحمنا وبيتنا، وأن نكون سورًا عاليًا يحول دون تسلق الضعف إلى علاقاتنا الاجتماعية، مؤكدين على أصالة البناء، ومتانة الأساس، وجودة التصميم، فنحن أبناء عُمان، سلطنة عُمان التي تمتد في مجدها وعراقتها لآلاف السنين، والتي زانها حكم قابوس، وزادها بهاء بهيثم الفارس الهمام، وشعبها الأبي المحب للسلام.
في مثل يوم كهذا لا بُد من تجديد العهد، والولاء لوطننا الحبيب، نسير خلف راية خفاقة، تعود علينا بالمكانة العالية، والمعيشة الكريمة، والقوة والهيبة، ولا ينبغي إلا أن نتطلع دومًا إلى كل ما هو جديد، وجميل، فالحياة مقبلة، والقادم أجمل بإذن الله تعالى. وغدًا سنفرح أكثر، ونهنأ أكثر، وإن غدًا لناظره لقريب.
إن عُمان لم تكن يومًا مجرد بقعة جغرافية؛ بل هي تاريخ أصيل يحكي عن أمجاد تعاقبتها أجيال، وصاغتها عقول وهمم، حتى غدت عُمان كما نعرفها اليوم، وطنًا للسلام وموطنًا للحضارة. وبين جنبات هذا الوطن الكبير، تشعر كأنك تتنفس عبق الأصالة من جذور عميقة، كل ذرة من ترابها تهمس لك بقصص من العراقة، وكأن الرياح التي تهب عبر جبالها وسهولها، تحمل أصوات أجيال عملت وضحّت لرفعة هذا الوطن. إنه ليس مجرد شعور عابر؛ بل هو اعتزاز يغرس فينا حب الانتماء، ويدفعنا أن نكون جزءًا من هذه المسيرة المتجددة.
ولئن كان هذا العيد يجسد تاريخنا، فإنه أيضًا يؤكد لنا أن عُمان على الدوام محط الأنظار لما تقدمه من مبادرات وعطاءات تتجاوز حدود الوطن. لقد كان لعُمان دائمًا دور مؤثر على الساحة الإقليمية والدولية؛ حيث مدت جسور التواصل والحوار، وأسهمت في بناء مجتمع عالمي قائم على مبادئ العدل والتسامح. وكما شهدنا في الأزمات العالمية، كانت عُمان يدًا رحيمةً مساعدة، تقدم يد العون بسلام وبدون مقابل، وتجسد القيم النبيلة التي تميّزنا كأبناء هذا الوطن العظيم.
وفي مسيرتنا نحو المستقبل، نعلم أن الشباب هم الركيزة الأساسية. لذا، نجدد في هذا العيد الوطني دعوتنا لهم بأن يكونوا حماة هذه القيم وأن يمضوا قدمًا حاملين مشاعل العلم والعمل، فهم الأمل الذي يضيء لنا طريق المستقبل، وعلينا جميعًا أن نكون لهم العون والداعم، لنشهد فيهم القوة التي ستبني وتعمّر. فشبابنا اليوم أمامهم فرص عظيمة، ودورهم كبير في الحفاظ على الإرث وتطويره، حتى يبقى وطننا في مصاف الدول الرائدة.
في عيدنا الوطني، نقف وقفة احترام وتقدير لجهود كافة المؤسسات الوطنية التي تعمل بجهد وإخلاص لترسيخ روح الانتماء وخدمة المجتمع. فالمؤسسات العُمانية، سواءً الحكومية أو الأهلية، تعتبر أذرعًا وطنية تعزز استدامة المسيرة، وتخلق منجزات جديدة تفخر بها الأجيال القادمة. ومن خلال هذه الجهود، نؤكد أننا مجتمع متكامل يسير نحو هدف واحد، وهو رفعة عُمان وتحقيق الأفضل لها في كل الميادين.
إننا إذ نحتفي بهذا العيد الوطني، فإننا نحتفل أيضًا بقيمنا وتقاليدنا وتراثنا، الذي يجب أن نحرص على نقله بكل دقة وأمانة لأجيال المستقبل. علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا محبة هذا الوطن العظيم، ونربيهم على الفخر بعُمان وتاريخها المجيد. فكل مواطن عُماني هو جزء لا يتجزأ من هذه المسيرة، وعلينا جميعًا أن نكون سفراء لعُمان وقيمها، أينما كنا.
وفي الختام.. ومع كل إشراقة يوم جديد، نؤكد أن المستقبل بإذن الله مشرق. إننا اليوم أقوى وأكثر استعدادًا لما هو قادم، لأننا نستمد قوتنا من تاريخنا وثقتنا بقائدنا وشعبنا. نواصل المسيرة بخطى ثابتة وعزم لا يتزعزع، ملتزمين بالعمل والإخلاص، ومؤمنين بأن الغد سيحمل لنا كل الخير. إن عُمان ستظل، بعون الله، واحة للأمن والرخاء، ومنارة للتقدم والسلام.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"من الشهادة في سبيل الوطن" إلى "في سبيل الله".. تعديلات تربوية تثير جدلا واسعا في سوريا
أوضح وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية الانتقالية، نذير القادري، أن المناهج الدراسية في جميع أنحاء البلاد لم تتغير بعد، في انتظار تشكيل لجان مختصة لمراجعتها. ومع ذلك، أكد أنه تم حذف المواد التي تمجّد نظام الأسد واستبدال صور العلم الرسمي بعلم الثورة في جميع الكتب، وفقًا لما نقلته "سانا".
اعلانوأضاف القادري أن التعديلات المعلنة تهدف إلى تصحيح المعلومات "المغلوطة" التي كانت تُدرّس في عهد نظام الأسد، لا سيما في مادة التربية الإسلامية. وشمل ذلك تصحيح الشروح الخاطئة لبعض الآيات القرآنية لتتفق مع كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة، بحسب تصريحاته لوكالة الأنباء السورية "سانا".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متفاوت مع الخبر، بعد أن نشرت "سانا" وصفحة وزارة التعليم على فيسبوك نسخة من التعديلات المقترحة بموجب تعميم القادري.
وشملت هذه التعديلات عدة مواد من الصف الأول حتى الثالث الثانوي، وهو ما اعتبره البعض تجاوزًا للقانون، حيث رأى النشطاء أن حكومة تصريف الأعمال لا تملك الصلاحية لاتخاذ قرارات جديدة.
وكالة الأنباء السورية تنشر توضيح الوزير القادريما هي أبرز التعديلات؟تداول الناشطون صورة للتعديلات، التي تضمنت ثلاثة محاور رئيسية:
اعتماد علم الثورة بدلًا من العلم القديم.استبدال عبارة "الاحتلال العثماني" بعبارة "الحكم العثماني" في جميع النصوص.حذف مادة التربية الوطنية بالكامل.في المقابل، أثارت تعديلات أخرى انتقادات حادة، حيث وصفها البعض بأنها "ذات توجه إسلامي". ومنها:
حذف درس "أصل التطور والحياة" الذي يتناول نظرية التطور من منهاج الصف الثالث الثانوي.حذف فقرة تناقش تطور الدماغ بالكامل من أحد الدروس.استبدال بعض الجمل ذات الطابع العلماني بعبارات دينية، مثل حذف عبارة "عطاء الطبيعة" واستبدالها بـ"عطاء الله".تغيير عبارة الصراط المستقيم طريق الخير إلى "طريق الإسلام".تغيير المغضوب عليهم، الضالين إلى ابتعدو عن طريق الخير بـ “اليهود والنصارى”.استبدال الشجاع الذي يدافع عن تراب الوطن لتكون "في سبيل الله".Relatedماذا نعرف عن محمد البشير رئيس الحكومة المكلّف من قبل هيئة تحرير الشام في سوريا؟سوريا تستقبل العام الجديد بالأمل.. احتفالات وتطلعات نحو الحرية والتغيير بعد سنوات من القمعسوريا: تعيين ميساء صابرين كأول امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي.. فمن تكون؟كما شملت التعديلات تغيير صيغة التحية إلى "السلام عليكم"، واستبدال عبارة "ما لا يصح للنظافة" إلى" الطهارة".
بالإضافة إلى ذلك، تم استبدال مفهوم "الشهادة في سبيل الوطن" بمفهوم "الشهادة في سبيل الله"، وعبارة "الأخوة الإنسانية" بـ"الأخوة الإسلامية".
من تغريدات الناشطين الرافضة لتعديلات الوزارةوحذفت الوزارة أيضًا أي إشارة إلى أسماء الآلهة في الميثولوجيا القديمة، إضافة إلى فصل كامل عن زنوبيا، ملكة تدمر، وهو ما أثار جدلًا واسعًا نظرًا لمكانتها كرمز وطني وتاريخي في سوريا.
من المنشورات التي تناولت الحدثكما استبدل بموجب القرار، كلمة "القانون" بعبارة "الشرع والقانون"، مع إدخال تغييرات أخرى تحمل التوجه ذاته، فضلًا عن حذف كل ما يتعلق بذكرى "6 أيار" الذين قضوا أيام الحكم العثماني على يد جمال باشا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اغتصاب وسرقة.. ليلة رأس السنة تتحول إلى كابوس لطاقم "فيرجن أستراليا" في فيجي مقتل 12 شخصاً في إطلاق نار بالجبل الأسود وانتحار المهاجم زيلينسكي: أوكرانيا تستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا سوريابشار الأسدتعليمأبو محمد الجولاني تعديل حكومي / تعديل وزاريهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ454: قتلى وجرحى في غزة وإسرائيل تعلن تدمير منظومة صاروخية في لبنان يعرض الآن Next شمس الدين جبار.. ما الذي نعرفه عن المتهم بهجوم نيو أورلينز الدامي؟ يعرض الآن Next إطلاق نار قرب ملهى ليلي في كوينز بنيويورك يخلف 11 جريحًا على الأقل والتحقيقات مستمرة يعرض الآن Next كيم جونغ أون وابنته يروجان لمنتجع جديد في كوريا الشمالية.. هل أنت مستعد للزيارة؟ يعرض الآن Next مقتل 12 شخصاً في إطلاق نار بالجبل الأسود وانتحار المهاجم اعلانالاكثر قراءة توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية النقل ماذا نعرف عن هجوم نيو أورلينز الذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وجرح العشرات؟ نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية أبوظبي تحطم الأرقام القياسية في رأس السنة 53 دقيقة من الألعاب النارية المتواصلة في مشاهد بهية ساحرة دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومرأس السنةالسنة الجديدة- احتفالاتإسرائيلغزةسورياضحاياسباحةتحقيقمياه متجمدةقصفبشار الأسدنيويوركالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025