عربي21:
2025-03-31@19:49:37 GMT

غزة.. أن تخلي بيتك بيديك!!

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

تصوروا، حين يرغب الإنسان وهو بمحض إرادته وبكامل قواه العقلية والنفسية الانتقال لبيتٍ جديد، فإن شعورا داخليا يراوده، ويشده للذكريات التي لا تُعد ولا تعود، رغم أن البيت الجديد ربما يكون أفضل، لكن تبقى روح الذكريات تشد روح الإنسان لها، فما بالكم حين يغادر الإنسان بيتَه رغما عنه دون أن تُتاح له فرصة وداعه، أو أخذ متاعه المناسب منه ليعينه على العيش في المكان الجديد؟ وما بالكم لو كان المكان الجديد هو خيمة؟

في حالتنا الفلسطينية وخاصة في غزة، فإن مما نتعرض له في العدوان الإسرائيلي هو "النزوح" والاخلاء القسري للبيوت، وهنا أول سؤال يخطر في بال الإنسان بعد قراءة المنشور التحذيري الذي تلقيه طائرات الاحتلال: أين سيذهب؟ وكيف؟ وبعد إيجاد الإجابة عن هذين السؤالين تبدأ رحلة الحيرة، ماذا سيأخذ معه؟ هل سيأخذ الملابس كلها أم نصفها؟ هل ملابس هذا الفصل فقط، أم ملابس الفصل الحالي والقادم، صيفا أو شتاء؟ هل سيأخذ أدوات المطبخ؟ على اعتبار أنه لو حدث للبيت مكروه يجد ما يعينه على الحياة بعد الحرب.



في حالتنا الفلسطينية وخاصة في غزة، فإن مما نتعرض له في العدوان الإسرائيلي هو "النزوح" والاخلاء القسري للبيوت، وهنا أول سؤال يخطر في بال الإنسان بعد قراءة المنشور التحذيري الذي تلقيه طائرات الاحتلال: أين سيذهب؟ وكيف؟ وبعد إيجاد الإجابة عن هذين السؤالين تبدأ رحلة الحيرة، ماذا سيأخذ معه؟
وحين يتغلب على الأسئلة ويستقر في المكان الجديد "الخيمة"، تطفو على السطح أسئلة جديدة أهمها، إلى متى سنبقى في الخيمة؟ والإجابة لها ثلاث وجوه، الأول: إذا انتهت الحرب وبيتك لم يُصب بأذى، فأنت محظوظ، ستترك الخيمة وتعود للبيت، الثاني: إذا انتهت الحرب بتضرر بيتك جزئيا ويصلح للسكن، فأنت نصف محظوظ، والثالث، إذا انتهت الحرب بدمار بيتك، فستصبح الخيمة بيتك الجديد رغما عنك لفترة لا يعلمها إلا الله، ثم أسئلة أخرى من قبيل كيف سأعيش؟ وهل ما أملكه من مال سيكفي فترة النزوح؟ وهل سأكون في مأمن من القصف وتعدد موجات النزوح؟

شخصيا، حين بدأت بجمع ما أراه مناسبا لأخذه معي للخيمة اقشعر بدني من المشهد، تذكرت الخطوات التي قطعتها برفقة زوجتي في بناء البيت، والسنوات الطوال التي عشناها به، همسات الأطفال، ضحكاتهم، لعبهم، مشاغباتهم، السهرات العائلية الجميلة، الأماكن التي كان يجلس فيها والداي، وكل شيء.

تجهزت لأن يذهب كل شيء لعالم الذكريات، وتساءلتُ: "هل يا ترى يا دار تشوفك عيوني؟ وتجولت في بيتي أتلمسُ كل زاوية فيه، ودخلت غرفة الأطفال أتحسس أماكن نومهم، ملابسهم، كتبهم دفاترهم، مكتبتي، غرفة نومي، المطبخ، غرفة الضيوف.

كانت عيناي تذرفان دمعا حين تستشعر أو تتخيل تلك اللحظات التي سأعود لبيتي وأجده ركاما، وأن عليّ البدء من جديد، كما باقي آلاف المواطنين.

حين جاءت الشاحنة لنقل أثاث البيت، وكان الجيران على نفس المنوال، بكينا ونحن نترك منازلنا وحارتنا، ولا ندري أين سنذهب، أو هل سنلتقي مرة أخرى، ومن سيشارك في جنازة الآخر وينعاه؟ ومن سيعود لبيته؟
وحين جاءت الشاحنة لنقل أثاث البيت، وكان الجيران على نفس المنوال، بكينا ونحن نترك منازلنا وحارتنا، ولا ندري أين سنذهب، أو هل سنلتقي مرة أخرى، ومن سيشارك في جنازة الآخر وينعاه؟ ومن سيعود لبيته؟

وحينما وصلت لمخيم النازحين أصبحت بلا رغبة مني عضوا في نادي النازحين، حيث انعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية، لكنه القهر الذي نعيشه في ظل انعدام الضمير العالمي.

ما سبق هي كلمات سريعة عن حالةٍ يعيشها كل سكانِ قطاع غزة بلا استثناء، وهي غير كافيةٍ عن التعبيرِ الحقيقي عن كل الحالات، فلكل إنسان في غزة حكاية تختلف عن الآخرين.

ولأن المعاناة لم تنته بعد، فهذا هو أول مقال في كتابي الذي سيحمل عنوان "الجروح في رحلة النزوح"، والذي سأتطرق فيه لهموم الإنسان الفلسطيني في رحلة النزوح، منذ خروجه من بيته حتى يعود له، إن كان له، ولنا في العمر بقية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه خيمة الفلسطينية غزة النزوح النازحين فلسطين غزة خيم نازحين نزوح مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة رياضة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد ثلاثة عقود... بلغراد تحاكم غيابياً أربعة طيارين كرواتيين متهمين بقصف قوافل النزوح

بدأت في بلغراد، يوم الجمعة، الجلسة الأولى لمحاكمة أربعة طيارين من القوات الجوية الكرواتية، متهمين بشن غارات جوية على قوافل اللاجئين الصرب خلال الحرب في أغسطس/آب 1995.

اعلان

تُعقد المحاكمة أمام دائرة جرائم الحرب في المحكمة العليا، حيث يُحاكم المتهمون غيابيًا لعدم احتجازهم من قبل السلطات الصربية منذ بدء التحقيق عام 2021.

وجهت السلطات التهم إلى زدينكو رادولي (70 عامًا)، وجليكو يلينيتش (69 عامًا)، وفلاديمير ميكاتش (68 عامًا)، ودانييل بوروفيتش (65 عامًا)، بتنفيذ غارات استهدفت قوافل اللاجئين الصرب الفارين من جمهورية "كرايينا الصربية" على طريقي بيتروفاك وبريدور يومي 7 و8 أغسطس/آب 1995.

وأسفرت الضربات عن مقتل 13 شخصًا، بينهم ستة أطفال، وإصابة نحو 20 آخرين بجروح متفاوتة.

كيف نشأ الصراع التاريخي؟

تعود هذه الأحداث إلى "عملية العاصفة"، التي كانت جزءًا من حرب الاستقلال الكرواتية (1991-1995). بدأت الأزمة عقب استفتاء الاستقلال الذي أقره البرلمان الكرواتي في 25 يونيو/حزيران 1991، ما دفع الصرب الكرواتيين إلى إعلان جمهورية "كرايينا الصربية" وسعيهم للانضمام إلى بلغراد، وهو ما رفضته حكومة كرواتيا واعتبرته تمرداً على سلطتها.

شهدت تلك الفترة عمليات تهجير قسرية متبادلة، حيث استهدفت القوات الصربية والجماعات شبه العسكرية التابعة لجمهورية "صربسكا" الكرواتيين في المناطق التي سيطروا عليها، بينما تعرض الصرب داخل كرواتيا لهجمات انتقامية، خاصة في المدن القريبة من الجبهات.

Relatedالعفو الدولية: صربيا تتجسس على هواتف الصحفيين والنشطاء باستخدام تقنية إسرائيليةزوران ميلانوفيتش يبدأ ولايته الثانية كرئيس لكرواتياشاهد: سلوفينيا تشدد الرقابة على حدودها مع كرواتيا لصد الهجرة غير النظاميةقبل 26 عاما قصف الناتو يوغوسلافيا السابقة.. صربيا تحيي الذكرى بحضور السفير الروسينزوح جماعي واتهامات بـ"انتهاك القانون الدولي"

في 4 أغسطس/آب 1995، شنت القوات الكرواتية، بدعم من الفيلق الخامس لجيش البوسنة والهرسك، هجومًا لاستعادة المناطق الخاضعة للصرب وفك الحصار عن بيهاتش البوسنية. أسفرت العملية عن نزوح نحو 200 ألف شخص باتجاه بلغراد، وتعرضت بعض القوافل لهجمات خلال مسيرها.

في 7 أغسطس/آب، قصفت طائرتان كرواتيتان من طراز "ميغ 21" قافلة لاجئين على طريق بتروفاك قرب بوسانسكي بتروفاك، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين وإصابة أكثر من 50 آخرين. وفي اليوم التالي، استُهدفت قافلة أخرى قرب قرية سفودنا، ما أسفر عن مزيد من الضحايا.

أثارت الهجمات انتقادات واسعة من منظمات حقوقية، بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، التي اعتبرت القصف "انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي".

إلى أين تتجه العلاقات بين البلدين؟

تشهد العلاقات بين البلدين توترًا مستمرًا، على الرغم من أنهما يتشاركان حدودًا تمتد لمسافة 241 كيلومترًا. وتعود أسباب هذا التوتر إلى خلافات سياسية وتاريخية لم تُحلّ بعد.

وفي مؤشر جديد على برودة العلاقات، لم يحظَ تونينو بيكولا، عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكرواتي ومقرر البرلمان الأوروبي لشؤون صربيا، بترحيب حار خلال زيارته الأخيرة إلى بلغراد. فقد رفض الزعيم الصربي ألكسندر فوتشيتش لقاءه، رغم أن بعض المسؤولين الحكوميين وافقوا على استقباله.

وجاء هذا الموقف بعد تصريحات انتقد فيها بيكولا حكومة صربيا، مشيرًا إلى فشلها في الاستجابة لمطالب المحتجين خلال الأشهر الأخيرة. وقال في حديثه لوسائل الإعلام الكرواتية: "يمكننا القول إن القيادة الصربية في حالة طوارئ غير معلنة".

وأضاف، في إشارة إلى فوتشيتش: "لديه حالة طوارئ دائمة في رأسه، وقد أُعلنت منذ فترة طويلة، وهذا ما يدركه الكثير من الناس في كرواتيا"، وذلك خلال زيارته إلى منطقتي توبليتشكي وجابلانيتشكي.

وفي هذا السياق، استدعت وزارة الخارجية الصربية سفيرتها لدى كرواتيا، يلينا ميليتش، الأسبوع الماضي. وقد وجدت ميليتش نفسها في قلب الجدل، بعدما تعرضت لهجوم متكرر من وسائل الإعلام المحلية في كرواتيا.

وتكهنت بعض وسائل الإعلام بأن قيادة بلغراد استدعت سفيرتها تحسبًا لإعلانها "شخصًا غير مرغوب فيه" من قبل حكومة زغرب. ولم تقدم الخارجية الصربية توضيحًا رسميًا بشأن أسباب الاستدعاء.

زيارات رسمية نادرة بين القادة السياسيين

ومنذ توليه رئاسة الوزراء في زغرب عام 2016، لم يقم أندريه بلينكوفيتش بزيارة رسمية إلى الجارة سوى مرة واحدة، وذلك في عام 2023 عندما زار مدينة سوبوتيكا بدعوة من المجلس الوطني الكرواتي في بلغراد (HNV).

اعلان

خلال تلك الزيارة، التقى بلينكوفيتش لفترة وجيزة برئيسة الوزراء آنذاك، آنا برنابيتش، لكنه لم يعقد أي اجتماع رسمي مع الرئيس فوتشيتش.

أما فوتشيتش، فقد كانت آخر زيارة له إلى كرواتيا عام 2018، حيث التقى برئيسة كرواتيا آنذاك، كوليندا غرابار كيتاروفيتش. ومنذ ذلك الحين، لم تجرِ أي زيارات رسمية على مستوى القادة.

في يوليو 2022، منعت حكومة زعرب الرئيس الصربي من القيام بزيارة خاصة إلى ياسينوفاتش، وهو نصب تذكاري لضحايا معسكر الاعتقال أوستاشي من الحرب العالمية الثانية، حيث قُتل آلاف الصرب واليهود والغجر(الروما).

واعتبرت كرواتيا أن الزيارة تمثل "استفزازًا"، وطالبت بأن يتم الإعلان عن أي زيارات مستقبلية لفوتشيتش بشكل رسمي. في المقابل، ردّت وزارة خارجية صربيا بمذكرة احتجاج، وهو ما لم يلقَ استجابة إيجابية من قبل السلطات الكرواتية.

اعلان

المصادر الإضافية • EBU

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كوسوفو تتهم صربيا بالضلوع في انفجار قطع إمدادات المياه والكهرباء.. وبلغراد ترد مساعي المجر لضم صربيا إلى الاتحاد الأوروبي.. تـتـعـثـر محتجون يرشقون مقر شركة تعدين الليثيوم بالبيض في صربيا توتر دبلوماسيصاروخجرائم حربصربيالاجئونكرواتيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ترامب يحذّر وإيران ترد... مقدمّات للتفاوض أم لمعركة مقبلة؟ يعرض الآنNext التحذيرات الأمريكية تُلقي بظلالها على دمشق: قطاعات حيوية تعاني ومخاوف من ركود اقتصادي خلال عيد الفطر يعرض الآنNext فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟ يعرض الآنNext محادثات الائتلاف الحاكم في ألمانيا تصل المستوى التالي يعرض الآنNext ارتفاع عدد ضحايا زلزال ميانمار إلى أكثر من ألف قتيل و2,376 مصاباً اعلانالاكثر قراءة أكسيوس: الموساد الإسرائيلي يطلب من دول إفريقية استقبال فلسطينيين من غزة زلزال عنيف يهز تايلاند ويخلّف قتلى ودمارًا في بانكوك منشورات لبنانيين "تبارك" الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية تركيا تعتقل صحفيا سويديا أثناء تغطيته للاحتجاجات وتوجه له تهمة "الإرهاب وإهانة الرئيس" تغيير الوقت: قضية سياسية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني رجب طيب إردوغانقطاع غزةعيد الفطرألمانيااليابانالاتحاد الأوروبيفرنسامظاهراتأوروباالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نزوح آلاف الفلسطينيين من رفح هو الأخطر والأصعب حاليا
  • “أونروا”: حجم النزوح في الضفة الغربية غير مسبوق منذ عام 1967
  • مقبرة الشريف.. شاهد على مآسي النزوح وسنوات الدم في ديالى
  • مقبرة الشريف.. شاهد على مآسي النزوح وسنوات الدم في ديالى - عاجل
  • تصاعد النزوح في الضفة الغربية.. الأونروا تحذر من أزمة غير مسبوقة
  • الأونروا: حجم النزوح في الضفة الغربية يصل إلى مستويات غير مسبوقة
  • شاهد .. حالات النزوح والدمار في ميانمار بعد زلزال مدمر ضرب البلاد
  • المجلس الدنماركي يحذر من تصاعد النزوح الداخلي في اليمن
  • بعد ثلاثة عقود... بلغراد تحاكم غيابياً أربعة طيارين كرواتيين متهمين بقصف قوافل النزوح
  • ليتني لم أعد..مأساة أبو العبد الذي فقد عائلته شمال غزة في لحظة