عربي21:
2025-02-22@17:33:27 GMT

غزة.. أن تخلي بيتك بيديك!!

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

تصوروا، حين يرغب الإنسان وهو بمحض إرادته وبكامل قواه العقلية والنفسية الانتقال لبيتٍ جديد، فإن شعورا داخليا يراوده، ويشده للذكريات التي لا تُعد ولا تعود، رغم أن البيت الجديد ربما يكون أفضل، لكن تبقى روح الذكريات تشد روح الإنسان لها، فما بالكم حين يغادر الإنسان بيتَه رغما عنه دون أن تُتاح له فرصة وداعه، أو أخذ متاعه المناسب منه ليعينه على العيش في المكان الجديد؟ وما بالكم لو كان المكان الجديد هو خيمة؟

في حالتنا الفلسطينية وخاصة في غزة، فإن مما نتعرض له في العدوان الإسرائيلي هو "النزوح" والاخلاء القسري للبيوت، وهنا أول سؤال يخطر في بال الإنسان بعد قراءة المنشور التحذيري الذي تلقيه طائرات الاحتلال: أين سيذهب؟ وكيف؟ وبعد إيجاد الإجابة عن هذين السؤالين تبدأ رحلة الحيرة، ماذا سيأخذ معه؟ هل سيأخذ الملابس كلها أم نصفها؟ هل ملابس هذا الفصل فقط، أم ملابس الفصل الحالي والقادم، صيفا أو شتاء؟ هل سيأخذ أدوات المطبخ؟ على اعتبار أنه لو حدث للبيت مكروه يجد ما يعينه على الحياة بعد الحرب.



في حالتنا الفلسطينية وخاصة في غزة، فإن مما نتعرض له في العدوان الإسرائيلي هو "النزوح" والاخلاء القسري للبيوت، وهنا أول سؤال يخطر في بال الإنسان بعد قراءة المنشور التحذيري الذي تلقيه طائرات الاحتلال: أين سيذهب؟ وكيف؟ وبعد إيجاد الإجابة عن هذين السؤالين تبدأ رحلة الحيرة، ماذا سيأخذ معه؟
وحين يتغلب على الأسئلة ويستقر في المكان الجديد "الخيمة"، تطفو على السطح أسئلة جديدة أهمها، إلى متى سنبقى في الخيمة؟ والإجابة لها ثلاث وجوه، الأول: إذا انتهت الحرب وبيتك لم يُصب بأذى، فأنت محظوظ، ستترك الخيمة وتعود للبيت، الثاني: إذا انتهت الحرب بتضرر بيتك جزئيا ويصلح للسكن، فأنت نصف محظوظ، والثالث، إذا انتهت الحرب بدمار بيتك، فستصبح الخيمة بيتك الجديد رغما عنك لفترة لا يعلمها إلا الله، ثم أسئلة أخرى من قبيل كيف سأعيش؟ وهل ما أملكه من مال سيكفي فترة النزوح؟ وهل سأكون في مأمن من القصف وتعدد موجات النزوح؟

شخصيا، حين بدأت بجمع ما أراه مناسبا لأخذه معي للخيمة اقشعر بدني من المشهد، تذكرت الخطوات التي قطعتها برفقة زوجتي في بناء البيت، والسنوات الطوال التي عشناها به، همسات الأطفال، ضحكاتهم، لعبهم، مشاغباتهم، السهرات العائلية الجميلة، الأماكن التي كان يجلس فيها والداي، وكل شيء.

تجهزت لأن يذهب كل شيء لعالم الذكريات، وتساءلتُ: "هل يا ترى يا دار تشوفك عيوني؟ وتجولت في بيتي أتلمسُ كل زاوية فيه، ودخلت غرفة الأطفال أتحسس أماكن نومهم، ملابسهم، كتبهم دفاترهم، مكتبتي، غرفة نومي، المطبخ، غرفة الضيوف.

كانت عيناي تذرفان دمعا حين تستشعر أو تتخيل تلك اللحظات التي سأعود لبيتي وأجده ركاما، وأن عليّ البدء من جديد، كما باقي آلاف المواطنين.

حين جاءت الشاحنة لنقل أثاث البيت، وكان الجيران على نفس المنوال، بكينا ونحن نترك منازلنا وحارتنا، ولا ندري أين سنذهب، أو هل سنلتقي مرة أخرى، ومن سيشارك في جنازة الآخر وينعاه؟ ومن سيعود لبيته؟
وحين جاءت الشاحنة لنقل أثاث البيت، وكان الجيران على نفس المنوال، بكينا ونحن نترك منازلنا وحارتنا، ولا ندري أين سنذهب، أو هل سنلتقي مرة أخرى، ومن سيشارك في جنازة الآخر وينعاه؟ ومن سيعود لبيته؟

وحينما وصلت لمخيم النازحين أصبحت بلا رغبة مني عضوا في نادي النازحين، حيث انعدام أبسط مقومات الحياة الإنسانية، لكنه القهر الذي نعيشه في ظل انعدام الضمير العالمي.

ما سبق هي كلمات سريعة عن حالةٍ يعيشها كل سكانِ قطاع غزة بلا استثناء، وهي غير كافيةٍ عن التعبيرِ الحقيقي عن كل الحالات، فلكل إنسان في غزة حكاية تختلف عن الآخرين.

ولأن المعاناة لم تنته بعد، فهذا هو أول مقال في كتابي الذي سيحمل عنوان "الجروح في رحلة النزوح"، والذي سأتطرق فيه لهموم الإنسان الفلسطيني في رحلة النزوح، منذ خروجه من بيته حتى يعود له، إن كان له، ولنا في العمر بقية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه خيمة الفلسطينية غزة النزوح النازحين فلسطين غزة خيم نازحين نزوح مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة رياضة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

« الإسكان» تُطلق الموقع الإلكتروني الرسمي والخطوات التنفيذية لمبادرة «بيتك في مصر»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تُطلق وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الموقع الإلكتروني الرسمي والخطوات التنفيذية الخاصة بمبادرة «بيتك في مصر»، التي تتيح للمصريين بالخارج حجز وشراء وحدات سكنية بـ 12 مشروع متميز ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، بمميزات حصرية وتيسيرات متعددة.
 
يأتي ذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير الفرص الاستثمارية أمام المصريين المُقيمين بالخارج، وتعزيز استفادتهم من التنمية العمرانية التي شهدتها البلاد على مدار العشر سنوات الماضية، حيث تتضمن المرحلة الأولى من مبادرة «بيتك في مصر» التي تطلقها وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالتعاون مع وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أكبر وأقوى تنوع سكنى مميز، وتشمل المرحلة طرح عدد 5055 وحدة سكنية/فيلا، من بينها وحدات متاحة للتسليم الفوري، ووحدات أخرى سيتم تسليمها تباعًا بحدّ أقصى نهاية عام 2025، لتراعي الوحدات المطروحة مختلف شرائح الدخل والمستويات الاقتصادية.
 
وتتضمن المبادرة عروض حصرية ومميزة للمصريين المقيمين بالخارج، يأتي على رأسها خصومات تتراوح بين 3% إلى 10% عن سعر الوحدات المعلن بالسوق، بالإضافة إلى أنظمة سداد متنوعة تصل إلى 10 سنوات.
 
هذا كما يتيح الموقع الإلكتروني الرسمي الجديد الذي يتم إطلاقه غدًا الأحد، تقديم تجربة رقمية متكاملة، حيث يتضمن الموقع إمكانية زيارة الوحدات عن بُعد من خلال تقنية الجولات الافتراضية، مما يتيح للمستخدمين الاطلاع على تفاصيل الوحدات، المساحات، التشطيبات، والمواقع المختلفة قبل اتخاذ قرار الحجز والشراء، كما يوفر الموقع كافة المعلومات المتعلقة بالمشروعات السكنية المتاحة، شروط الحجز، وخيارات الدفع المختلفة والميسرة والمؤمنة بالكامل، والتي تتنوع بين التحويلات البنكية، والتحويل عبر الصرافات، والدفع بالبطاقات البنكية.
 
تشمل المرحلة الأولى من المبادرة مشروعات: "أرابيسك" بمحافظة القاهرة، و"كابيتال ريزيدنس D2 " و"كابيتال ريزيدنس ممشى D2" بالحى السكنى الثالث R3بالعاصمة الإدارية الجديدة، و"جاردن سيتي الجديدة" بالحى السكنى الخامس R5 بالعاصمة الإدارية الجديدة، و"مدينتى" بالقاهرة الجديدة، و"فالى تاورز إيست" بالعبور الجديدة، و"صبا" بمدينة 6 أكتوبر، و"فالي تاورز" بحدائق أكتوبر، و"Bliss Gates" بالشيخ زايد، و"الأبراج الشاطئية Beach Front" بالعلمين الجديدة، و"الحي اللاتيني" بالعلمين الجديدة، بالإضافة إلى مشروع "زاهية" بمدينة المنصورة الجديدة.
 
وفي هذا الصدد؛ صرح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن هذه المبادرة تعكس اهتمام الدولة المصرية بدعم مواطنيها بالخارج، وتسهيل تملكهم لوحدات سكنية داخل مصر، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية مصر 2030 لتعزيز التنمية العمرانية وتوسيع قاعدة الاستثمارات العقارية.
 
وأضاف: "نهدف من خلال هذه المبادرة إلى توفير خيارات سكنية تناسب جميع فئات المصريين بالخارج، مع ضمان تجربة حجز سهلة وآمنة عبر الإنترنت، وتقديم مزايا حصرية لهم، بما يعكس حرص القيادة السياسية على تلبية تطلعاتهم وتعزيز ارتباطهم بوطنهم."
 
وأكد أن إطلاق المرحلة الأولى من مبادرة «بيتك في مصر» هي خطوة ضمن مجموعة خطوات تشمل طروحات لاحقة متعددة، تستهدف تلبية المتطلبات المختلفة للشرائح المتنوعة من أبناء الوطن بالخارج.

مقالات مشابهة

  • « الإسكان» تُطلق الموقع الإلكتروني الرسمي والخطوات التنفيذية لمبادرة «بيتك في مصر»
  • «الإسكان» تُطلق الموقع الإلكتروني لمبادرة «بيتك في مصر» للمقيمين بالخارج
  • بغداد واربيل يوصيان بتشكيل لجنة مشتركة بشأن مخيمات النزوح في كوردستان
  • إياك وفعل هذا الأمر حتى لا يفضحك الله في بيتك.. أمين الفتوى يوضحه
  • بعد النجاحات التي حققها.. العربي الأوربي لحقوق الإنسان يتحصل على صفة «مراقب»
  • مع تخلي ترامب.. أوروبا تحتاج لـ"300 ألف جندي" لمواجهة روسيا
  • مبادرة بيتك في مصر توفر وحدات للمصريين بالخارج في 9 مدن جديدة
  • بالفيديو.. بعد تهديد بـقنبلة شرطة واشنطن تخلي مركز كينيدي
  • فرنسا تخلي قاعدتها العسكرية في ساحل العاج بعد 47 عاما
  • قانون العمل الجديد والإجراءات الجنائية أمام النواب الأسبوع القادم للمناقشة