السمنة من الأمراض المزمنة التي تهدد صحة الإنسان بشكل كبير، وتعد من الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض مثل أمراض القلب، السكري، وأمراض المفاصل. في السنوات الأخيرة، شهدنا تطورًا ملحوظًا في تقنيات علاج السمنة، حيث باتت الخيارات أكثر تنوعًا وفعالية، يستعرض بعضًا من التقنيات الحديثة في علاج السمنة، بما في ذلك العلاجات غير الجراحية والجراحية، وكيفية تأثيرها على فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة.

 

التقنيات الحديثة لعلاج السمنة

1. جراحة السمنة غير الجراحية (التقنيات الحداثية):

مع تقدم التكنولوجيا، ظهرت العديد من التقنيات التي تساعد في علاج السمنة بدون الحاجة لإجراء جراحة تقليدية. هذه التقنيات تركز على تحفيز الجسم على فقدان الوزن باستخدام طرق مبتكرة وآمنة. ومن أبرز هذه التقنيات:

 

التركيب الداخلي للجهاز الهضمي (Endoscopic Sleeve Gastroplasty):

تعد هذه التقنية من أحدث طرق جراحة السمنة غير الجراحية. يتم خلالها إدخال جهاز من خلال المنظار إلى المعدة، حيث يتم تقليص حجم المعدة عن طريق تثبيت غرز أو مشابك داخل المعدة، مما يقلل من قدرتها على استيعاب الطعام ويساعد على تقليل الشعور بالجوع.

التجميد المعوي (Intragastric Balloon):

يتضمن العلاج إدخال بالون داخل المعدة يتم ملؤه بالهواء أو السائل لتقليص حجم المعدة وزيادة الشعور بالشبع، ما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام المتناولة.

العلاج بالنبضات الكهربائية (Vagus Nerve Stimulation):

يتم استخدام جهاز صغير يوضع في الجسم لتحفيز العصب المبهم (Vagus Nerve)، مما يساعد في تقليل الجوع وزيادة الشعور بالشبع. هذا العلاج يساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على التحكم في شهيتهم.

 

2. العلاجات الدوائية الحديثة:

أدوية مثبطة للشهية (Appetite Suppressants):

تعد أدوية مثبطة للشهية مثل “نالتريكسون” و”بروبروبيون” من الخيارات الحديثة لعلاج السمنة. هذه الأدوية تعمل على تقليل الشعور بالجوع مما يساعد المرضى على تناول كميات أقل من الطعام، وبالتالي تقليل الوزن.

أدوية تزيد من حرق الدهون (Fat Burners):

بعض الأدوية الحديثة تركز على تحفيز عملية الأيض وحرق الدهون داخل الجسم، مما يؤدي إلى تحسين قدرة الجسم على التخلص من الدهون. مثل هذه الأدوية تُستخدم بجانب التمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي.

 

3. جراحة السمنة التقليدية (التحول الجراحي):

على الرغم من وجود تقنيات غير جراحية، إلا أن الجراحة لا تزال تعتبر خيارًا فعّالًا لبعض المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج غير الجراحي أو الأدوية. من أبرز جراحات السمنة التقليدية:

 

تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass):

تعد جراحة تحويل مسار المعدة من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا لعلاج السمنة. يتم خلالها تقليص حجم المعدة وتحويل الأمعاء لتقليل امتصاص الطعام وبالتالي تقليل الوزن.

ربط المعدة (Gastric Banding):

في هذه الجراحة، يتم تثبيت رباط حول المعدة لتقليل حجمها وبالتالي تقليل كمية الطعام المتناولة. هذه العملية تعد أقل تعقيدًا مقارنة بالجراحة التقليدية.

تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy):

في هذه العملية، يتم إزالة جزء من المعدة لتقليص حجمها بنسبة كبيرة، مما يؤدي إلى تقليل الشعور بالجوع وبالتالي المساعدة في تقليل الوزن بشكل مستدام.

 

4. تقنيات الليزر:

الليزر لإزالة الدهون

تعتبر تقنيات الليزر الحديثة من أكثر الطرق غير الجراحية فعالية في إزالة الدهون. يتم استخدام الليزر لتحفيز الخلايا الدهنية على التحلل والتخلص منها عبر الجلد. هذه التقنية تعتبر أقل تدخلاً مقارنة بالجراحة التقليدية.

 

5. التغذية والعلاج النفسي:

أصبحت معالجة السمنة لا تقتصر على العلاجات الجسدية فقط، بل تتضمن أيضًا الدعم النفسي والتغذوي. تساعد جلسات العلاج النفسي في تغيير العادات الغذائية والتعامل مع الضغوط النفسية، مما يساهم في تعزيز فعالية العلاج وتقليل فرص استعادة الوزن المفقود.

 

تقنيات علاج السمنة الحديثة توفر مجموعة واسعة من الخيارات الفعّالة التي يمكن أن تساعد في السيطرة على هذه المشكلة الصحية الكبيرة. من المهم أن يتعاون المرضى مع الأطباء لاختيار العلاج الأنسب لحالتهم بناءً على مستوى السمنة وصحتهم العامة. بالإضافة إلى العلاج الطبي، تظل ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي أمرين أساسيين لضمان نجاح العلاج والحفاظ على الوزن المثالي على المدى الطويل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السمنة علاج السمنة السمنة المفرطة غیر الجراحیة لعلاج السمنة علاج السمنة

إقرأ أيضاً:

«سقطة من مكان مرتفع» تنقذ طفلة من «ورم سرطاني نادر في الكلية» بالمنوفية

شهدت محافظة المنوفية واقعة إنسانية مؤثرة، حيث أدى سقوط طفلة من علو إلى اكتشاف ورم سرطاني بالكلى، ما ساهم في إنقاذ حياتها بعد تدخل طبي عاجل.

ووصلت الطفلة، البالغة من العمر 10 سنوات، إلى المستشفى في حالة حرجة، تعاني من نزيف داخلي في البطن، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وانخفاض في نسبة الهيموجلوبين، نتيجة سقوطها من مكان مرتفع.

وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتقديم الإسعافات الأولية، قرر الفريق الطبي إجراء استكشاف جراحي للبطن، أسفر عن اكتشاف ورم كبير على الكلية اليسرى، مع تضخم في عدد من الغدد الليمفاوية المحيطة بالشريان الأورطي.

ونجح الفريق الطبي المكوّن من استشاريين في الجراحة العامة، وجراحة المسالك البولية، والأوعية الدموية في استئصال الكلية المصابة بالكامل، إضافة إلى الورم والغدد الليمفاوية المحيطة.

وكشفت نتائج تحليل العينة أن الطفلة مصابة بورم ويلمز Wilms Tumor، وهو أحد أنواع الأورام السرطانية النادرة التي تصيب الكلى لدى الأطفال، وقد تم تشخيصه في مرحلة متقدمة.

وبعد انتهاء العملية، واستكمال البروتوكول العلاجي الأولي، شهدت الحالة تحسنًا ملحوظًا، وتماثلت الطفلة للشفاء، قبل أن يتم تحويلها في حالة مستقرة إلى المعهد القومي للأورام لاستكمال العلاج والمتابعة.

ويضم الفريق الطبي المشارك في العملية كلا من: الدكتور أحمد نوار استشاري الجراحة العامة والأورام، والدكتور محمد الشيخ استشاري الجراحة العامة، والدكتور محمد المزار استشاري جراحة المسالك البولية، والدكتور محمود غنيم أخصائي جراحة الأوعية الدموية، والدكتور مصطفى كامل أخصائي جراحة الأوعية الدموية، والدكتور أحمد المراكبي طبيب التخدير، وسميرة محمد صابر ممرضة عمليات، ونجلاء محمد صابر ممرضة عمليات.

مقالات مشابهة

  • “العلاج الأفضل” لآلام البطن المزمنة لدى الأطفال: حلول فعالة للحد من المعاناة
  • أضرار تناول المسكنات والمخدر خاصة قبل النوم
  • جمعية حقوقية تطالب بفتح تحقيق عاجل في وضع سجين بخريبكة
  • «سقطة من مكان مرتفع» تنقذ طفلة من «ورم سرطاني نادر في الكلية» بالمنوفية
  • 3 أسباب تجعل الشخص يشعر بالتعب الشديد فور الاستيقاظ من النوم ..فيديو
  • غازات المعدة والانتفاخ.. أسبابها وطرق التخلص منها
  • "الحارثي": استثمار التقنيات الحديثة في خدمة المحتوى الإعلامي
  • أبوظبي والشارقة تبحثان تطوير العمل القضائي عبر التقنيات الحديثة
  • حبوب فموية تؤدي عمل حقن تقليل الوزن ستتوفر قريبا في الأسواق
  • السوداني: العراق يتجه الى توطين الصناعات الدوائية