موقع النيلين:
2025-03-10@06:48:05 GMT

الشكري … الهوية الأفريقية … قرية سر الكل !!

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

لا أحب عادة الكتابة عن اللايفاتية الذين يملأون الأجواء ولكن هنا سأذكر واحدا منهم ليس للحديث عن لايفاته ذات المضمون السياسي في الحرب الحالية وهو مؤيد للجيش كما تعلمون ، وهو الشاب الصغير المشهور بالشكري.

شاهدت له اليوم فيديو وهو متضجر في حوار مع أحدهم ويبدو أن محاوره الذي لم يظهر في المقطع القصير كان يحاول أن يفرض عليه هوية أفريقية لا يقبلها الشكري.

هذا جدل عقيم من دعاة للهوية الأفريقية إنتشروا بأعداد لا تحصى في الأسافير منذ سنوات منذ أن ظهر الإنترنت في فضاءات السودان من قبل ظهور الجوالات الذكية والفيسبوك ، رسالتهم وهمهم معارضة كل حديث عن العرب والعروبة في السودان والإنكار المتعصب لوجود عرب في السودان.

وأنصح الشكري وكل شاب يتعرض لمثل هذه المصيدة العبثية ألا يتورط في النفي والإثبات ، فقط عليه ان يطلب من الطرف الآخر أن يشرح له ماهي الهوية الأفريقية وماهي مطلوباتها ؟
عن تجربة ، فقبل سنوات كنت في قروب واتساب ودار النقاش في الموضوع ففوجئت بأحدهم يدخل علي في الخاص ليخبرني أن السودان ليس به عرب ونحن أفارقة وهويتنا أفريقية.
قلت له : سمعة وطاعة فقط أشرح لي الهوية الأفريقية عشان لامن أتبناها معاك أتبناها على فهم !
قال لي هو غير متخصص في هذه الأمور !
قلت له كيف تطلب مني أن أتبنى هوية لا تستطيع شرحها وتفسيرها ؟
صمت وأختفى.
نجي لسر الكل وما أدراك ما سر الكل ! والشكري …
قبل أيام كنت أبحث في إرشيف فيسبوك لمعرفة مواقع قرى شرق النيل العزلاء التي إجتاحتها الميليشيات المدججة بالسلاح فشردت أهلها ونهبتهم واستباحتهم.

ولفت نظري قرية غريب إسمها وهي قرية سر الكل وحين وجدت منشورات عنها وجدت قرية تستحق أن نطلق عليها المدينة الفاضلة.

سر الكل إحدى قرى السدارنة وتقع شمال شرق تمبول ، وهذه القرية فيها خدمات بالعون الذاتي في مجالات عديدة ، خدمات صحية ، فحوصات ، تطعيم ، طاقة شمسية ، تعليم.
بنوا مدرسة ثانوية وجهزوها وصارت ملاذا لطلاب عدة قرى مجاورة.

المذهل أن سكان القرية قرروا أن إفطار طلاب المدرسة عليهم ، تخيل ، وقت الفطور كان طلاب المدرسة بالعشرات يتم توزيعهم على البيوت المجاورة للمدرسة لتناول طعام الإفطار الذي يتم تجهيزه من أصحاب الدار واستمر هذا الكرم لسنوات وتوقف ، لماذا ؟ سنأتي للسبب.

كتب أحد أولئك الطلاب في منشور ينعى أحد كبار السن في القرية من جيران المدرسة وتذكر كيف كانوا يذهبون للفطور في بيته فكان الشيخ يحمل لهم الإفطار بنفسه ثم يجالسهم لتبادل الأنس معهم.

وفي خلال ذلك البحث ظهر لي فيديو للشكري سنة 2020م يشكر في قرية سر الكل الفريدة ويحكي ذكرياته حين كان طالبا في ثانويتها.

قرية سر الكل من القرى التي إجتاحتها الميليشيات في أكتوبر 2024م فشردت سكانها ونهبتها واستباحتها ومن المؤكد أن كل شيئ فيها قد تعطل.

مواطن قرية سر الكل نموذج للمواطن الذي إستغنى عن الحكومة وبادر بسد نواقصها وتفوق عليها وأظن لو أني كنت من مواطني سر الكل لما حملت هما لمن يحكم السودان ولا شغلت بالي بذلك.

شخصيا أعتبر منبر البطانة الحر أفضل حركة مطلبية في السودان فهم لم يرفعوا السلاح ولم ينتظروا الحكومة وبادروا بتقديم الخدمات.

ربما لهذه الأسباب والثقافة المتحضرة كان لزاما تحطيم سر الكل وتجربة سر الكل ورقي سر الكل ، ولكن الله غالب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ظاهرة المؤثرين: بين التغيير الثقافي وهدم الهوية الوطنية .

#ظاهرة_المؤثرين: بين #التغيير_الثقافي وهدم #الهوية_الوطنية .
#أحمد_طناش_شطناوي
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين – إربد

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قوة رئيسية في تشكيل وعي الأفراد، خاصة النشء الجديد، الذين باتوا أكثر ارتباطًا بالشاشات والمنصات الرقمية من أي وقت مضى، ومع بروز ظاهرة المؤثرين كقادة للرأي العام الافتراضي، أصبح تأثيرهم يتجاوز الإعلام التقليدي، مستغلين قدرتهم على التواصل المباشر والتفاعل اللحظي مع المتابعين، ورغم أن بعضهم يقدم محتوىً هادفًا ومفيدًا، فإن نسبة كبيرة منهم تروج لأنماط ثقافية دخيلة، ما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الفكر والسلوك والقيم، ويؤثر سلبًا على الهوية الوطنية والمجتمعية.

واليوم بات الشباب أكثر عرضة لاستهلاك المحتوى السطحي الذي يكرس مفاهيم خاطئة عن النجاح، حيث يتم ربطه بعدد المتابعين بدلاً من الإنجاز الحقيقي، مما أدى إلى تراجع قيم العمل الجاد والإنتاجية والطموح العلمي والمجتمعي، إن هذا التحول في الأولويات الفكرية للنشء الجديد أوجد جيلاً يسعى إلى الشهرة السريعة عبر التقليد الأعمى، متأثرًا بمؤثرين يروجون للاستهلاك والترف على حساب قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، وبذلك، أصبح المجتمع يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في سيطرة الثقافة الاستهلاكية والبحث عن الإثارة والمتعة السريعة، بدلاً من التفاعل مع القضايا الحقيقية التي تهم الوطن والمجتمع.

إلى جانب ذلك، أدى انتشار المحتوى الذي يعكس ثقافات غربية دون تمحيص إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية لصالح استخدام مفرط للغات الأجنبية أو اللهجات الممزوجة، ما ساهم في تآكل الهوية اللغوية، باعتبارها أحد أبرز عناصر الانتماء الثقافي، مما أدى إلى انعكاس هذا التأثير على العادات والتقاليد الأردنية، حيث أصبحت بعض الفئات، خاصة الشباب، تتبنى أنماط حياة بعيدة عن الموروث الثقافي والمجتمعي، ما أدى إلى تغييرات جوهرية في طريقة التفكير والتعاملات الاجتماعية وحتى في القيم الأسرية، التي باتت تواجه تحديات بسبب الانفتاح غير المنضبط على العوالم الافتراضية.

مقالات ذات صلة العتوم يرعى انطلاق فعاليات ” برنامج رمضانيات ٢٠٢٥ ” في مركز اربد الثقافي. 2025/03/07

ومع تعاظم هذا التأثير، أصبح من الضروري أن تتدخل الدولة لدعم وإنتاج مؤثرين قادرين على تقديم محتوى متوازن، يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على القيم المجتمعية، دون أن يكون ذلك على حساب الانفتاح والتطور.
ولتحقيق ذلك، يمكن تبني عدة استراتيجيات، أبرزها إطلاق منصات وطنية لدعم المبدعين الشباب في مجالات الإعلام الرقمي، وتوفير برامج تدريبية تمكنهم من إنتاج محتوى يجمع بين الإبداع والهوية الوطنية.، كما يمكن تقديم حوافز مالية ومعنوية للمؤثرين الذين يروجون للمحتوى الثقافي والتعليمي والإبداعي، بحيث يتم تحفيزهم على المنافسة الإيجابية بدلاً من الانجراف نحو المحتوى السطحي أو المستورد.

إضافة إلى ذلك، يمكن دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي من خلال الشراكات مع المؤثرين الوطنيين، وتوجيههم نحو تقديم محتوى هادف، بحيث يتم تقديم المحتوى الإعلامي بأسلوب يتناسب مع طبيعة المنصات الرقمية الحديثة، مما يسهم في تعزيز الوعي الوطني بأسلوب جذاب ومؤثر.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك تنظيم واضح للمحتوى دون فرض قيود صارمة، وذلك بوضع سياسات تشجع على إنتاج محتوى مسؤول ومهني، مع العمل على تعزيز الوعي الإعلامي والتربية الرقمية لدى الشباب، لتمكينهم من التعامل النقدي مع المحتوى الذي يستهلكونه، بدلاً من تلقيه دون تفكير أو تحليل.

وفي السياق نفسه، فإن المناهج الدراسية تلعب دورًا محوريًا في بناء وعي رقمي لدى الأجيال الجديدة، من خلال إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج، بحيث يتعلم الطلاب مهارات تحليل المحتوى الرقمي، والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وفهم أساليب التأثير الرقمي، مما يعزز قدرتهم على حماية هويتهم الثقافية والوطنية من التأثيرات السلبية.

وبينما يُنظر إلى المؤثرين على أنهم مجرد ناقلين للمحتوى، فإن الواقع يؤكد أنهم أصبحوا أدوات قوية في إعادة تشكيل وعي المجتمعات، سواء بوعي منهم أو بدونه، ولهذا فإن مواجهة التأثير السلبي لهذه الظاهرة تستدعي جهودًا متكاملة من الدولة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، لدعم صناع المحتوى الهادف، وتحفيز الشباب على الانخراط في مجالات تعزز هويتهم وتبني وعيهم النقدي، فالرهان الحقيقي اليوم لا يقتصر على ضبط المحتوى الرقمي، بل على بناء أجيال قادرة على التفاعل الواعي مع العالم الرقمي، منفتحة على الثقافات الأخرى، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب ثقافتها وهويتها الوطنية.

مقالات مشابهة

  • يـعـرف الـكـل أبو جـبـريـل إذَا حـذرّ
  • أشباح مخيفة تطارد السكان.. ماذا يحدث فى هذه القرية؟
  • سيامة كاهنين و6 دياكونيين لكنيسة العذراء بسوهاج و3 دياكونيين آخرين لخدمة القرية
  • صحفيون لحقوق الإنسان: فى ذكري اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) … أوقفوا الحرب القائمة على اجساد النساء
  • ظاهرة المؤثرين: بين التغيير الثقافي وهدم الهوية الوطنية .
  • مجهولة الهوية.. العثور على جثة فتاة في ترعة الإسماعيلية
  • أثر الإسلام على الهوية الوطنية العمانية
  • مؤسسة "هانس زايدل" الألمانية تشيد بجهود مُبادرة القرية الخضراء في شما بالمنوفية
  • المشاط ومؤسسة "هانس زايدل" الألمانية تتفقدان قرية "شما" بالمنوفية في إطار مُبادرة "القرية الخضراء"
  • القائمة النهائية المشاركة في بطولة الأندية الأفريقية للطائرة رجال وسيدات بنيجيريا