أكدت الكاتبة والفنانة فاطمة العامري أنها اختارت كتابة القصص القصيرة، لأنها تحب هذا الفن المكثّف، الذي يختزل لحظات من الحياة، ويعيد تقديمها بذكاء الفنان.

وأضافت في حوار لـ24: "تخصصي الدراسي في بكالوريوس العمارة الداخلية والتصميم من كلية الفنون الجميلة، ثم دراستي ماجستير اللغة العربية وآدابها، كان لهما دوراً كبيراً في تطوير ذائقتي الأدبية والفنية.

ويذكر أن الكاتبة والفنانة فاطمة العامري خريجة كلية الفنون الجميلة والتصميم، وباحثة ماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة، لها ما يزيد عن 6 مؤلفات في مجال القصة القصيرة للكبار والأطفال، وحائزة على عدد من الجوائز، منها جائزة غانم غباش للقصة القصيرة للعام الحالي، وجائزة فاطمة بنت مبارك للتميز الثقافي والفني والإعلامي، وجائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع، وترشحت وصولاً الى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد - فئة أدب الأطفال.
وتالياً نص الحوار مع ابنة الإمارت فاطمة العامري:  
 _متى بدأت كتابة القصة القصيرة ولماذا اخترت هذا المجال؟
بدأت الكتابة من عمر مبكّر جداً في فترة المدرسة، وحصلت على عدد من الجوائز، لكن خيار النشر جاء متأخراً إلى ما بعد التخرج من الجامعة، واخترتُ مجال القصة القصيرة لأنني أحب هذا الفن المكثّف، الذي يختزل لحظات من الحياة ويعيد تقديمها بذكاء الفنان.
_ما أهم المجموعات القصصية التي تأثرت بها عبر رحلتك مع القراءة؟
قرأت وما زلت أقرأ قصصاً للعديد من الكتّاب، مثل تشيخوف- موباسان- باتريك زوسكيند- يوسف إدريس- زكريا تامر - بورخيس - رافييل نوبوا، وغيرهم.
_فزت بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة للعام الحالي.. ما عنوان القصة وكم استغرقت وقتاً في كتابتها؟
القصة بعنوان "الصوت في رأسي يقول" ظلت الفكرة في ذهني حوالي عام كامل، ولم أكتبها الا للمشاركة في جائزة غانم غباش، واستغرقت حوالي شهر للتحرير والكتابة والمراجعة.
_وماذا مثل لك الفوز بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة؟
أشعر بالفخر، كوني الفائزة الأولى مع عودة الجائزة بعد انقطاع دام 15 عاماً تقريباً، كما أشعر بالمسؤولية تجاه هذا التكريم، لأنه خطوة للعمل بإصرار وجدية أكثر على تجربتي الأدبية.

_هل تفكرين بكتابة رواية مستقبلاً وما عملك الأدبي القادم؟
لا أميل لكتابة الرواية، أنا مخلصة لفن القصة القصيرة، وأحاول العمل على مجموعة قصصية جديدة بمواضيع لم أتناولها من قبل.
_كخريجة فنون جميلة، وباحثة ماجستير آداب كيف أثرّ تخصصك الدراسي على كتاباتك الأدبية؟
تخصصي في بكالوريوس العمارة الداخلية والتصميم من كلية الفنون الجميلة ثم دراستي ماجستير اللغة العربية وآدابها، كان لهما دور كبير في تطوير ذائقتي الأدبية والفنية.
أصبحت أهتم بالتفاصيل الفنية، وبناء المشاهد والصور وشخصياتي القصصية، لأنه لا يمكن لأدب أن يتشكل دون تقنيّات فنية، والعكس صحيح.
كما أن رسالة الماجستير الخاصة بي جمعت ما بين الفنون والأدب، بدراسة العلاقة ما بين فن التصميم وبناء القصة القصيرة الموجهة للكبار والأطفال.

_ماذا عن نتاجك في الفنون الجميلة؟ 
أرسم الكتب الموجهة للكبار، وقصص الأطفال وأشرفت على تدريب عدد من الرسامين في مجال صناعة كتب الأطفال، ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة، التابع لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، كما شاركت في عدد من المعارض الدولية مثل معرض بولونيا - إيطاليا للكتاب ومعرض سالونيك للكتاب في اليونان ومعرض جوادالاهارا في المكسيك وذلك عبر رسوماتي الموجهة للأطفال وقصصهم.
من أجواء قصة "الصوت في رأسي يقول" للكاتبة فاطمة العامري الفائزة بجائزة غانم غباش مؤخراً.
"أنتِ تكتبين هذا النص دون إرادةٍ منكِ. تكتبينه لأنني أمليه عليكِ كلمةً كلمة، جُملةً فجُملة، ولو أنني صمَتُّ الآن. لو أنني خرستُ الآن وتوقفت، لتوقفتِ أيضاً. تماماً كنقطةٍ في نهاية السطر.               
لكنني لن أتوقف، لأنني في هذه اللحظة أريد أن أفرغ هذه السطور المحتشدة بداخلي فيكِ، أنفضها مني. لا لشيء سوى أن الصمت مدةً طويلة لا يروقُ لنا نحنُ الكتّاب الأموات، حتى بعد انتقالنا إلى الحياة الأخرى.  ولأننا لا نملكُ الجسد الفيزيائي، النابض، الحيّ الذي تملكونه أنتم الكُتّاب الأحياء. نزوركم بين الحين والآخر لنُملي عليكم حكاياتٍ، أو نفضفض قصصاً، أو نتخلّص من ثقل الأوزان الشعرية، أو نمنحَ أنفسنا متعة أن تُنشر لنا نصوص من خلالكم. لا يفوتنا أن نسمع آراءَ النُّقاد، لاسيما عندما يُبدون رأياً في نص ما؛ فيقولون:
"تأثر في هذه القصة، أو في تلك الرواية بأسلوب فلان –رحمه الله-"، أو يلمّحون إلى أنكم لا يُمكن أن تكونوا بهذا القدر من الموهبة، ولا هذا المستوى من النضج الأدبي ما لم تقرؤوا نصاً نثرياً أو شعرياً كتبه ميتٌ في عامٍ من الأعوام! "

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الفنون الجمیلة القصة القصیرة غانم غباش عدد من

إقرأ أيضاً:

الدراما والتوظيف السياسي

 

من حيث المبدأ، لا أرى مانعاً من توظيف الفنون للغايات السياسية أو للإيديولوجيا فهذا حق لا غبار عليه وهو يندرج تحت مبدأ حرية التعبير للجماعات والكيانات، وعندي أن الانتقال إلى الفنون لبيان المحاسن والمثالب أفضل من الوقوف خلف البنادق والمتارس، بيد أن الفنون تعمل على ردم الفوارق في الغالب للوصول إلى وحدة إنسانية مشتركة وهذه هي رسالتها إن كانت تعمل خارج توجيهات الأيديولوجيات التي تتصارع للوصول إلى الأمجاد ثم تتوقف حركتها بعد بلوغ الغايات .

تستخدم الفنون على المدى الطويل لتعزيز الانتماء إلى المشروع الاجتماعي والثقافي، والى الأرض، والى التاريخ، وتظل الكثير من الأعمال الفنية خالدة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة خاصة تلك التي تلامس القضايا الحيوية في التكوين والبناء للإنسان، وبعضها لا يكاد يتجاوز زمنه حتى تطويها الذاكرة في ملفات النسيان، وشواهد الحال كثيرة لمن يقرأ ويتابع في مجال الفنون .

وتاريخ الفنون قديم قدم الإنسان، فهو ملازم له منذ بدأ الإنسان يدب على تراب الأرض، وقد عبّر الإنسان عن نفسه بطرق وأساليب شتى عبر تاريخه على كوكب الأرض، ومع تطور الحياة تتطور تبعاً لها أساليب التعبير، فالإنسان بطبيعته يريد أن يعيش حيوات أخرى، ومن خلال الفنون والتفاعل معها يضيف الإنسان إعماراً إلى عمره، وتجارب إلى تجاربه، وبالفنون قد يجمع الأزمان، ويعتصر المكتبات في ذهنه، من خلال الصورة التي تكون ظلالا لواقعه، أو متخيلا يضاهي عوالمه النفسية والوجدانية.

فالإنسان يطمح إلى أن يكون أكثر من مجرد كيانه الفردي .. يريد أن يكون أكثر اكتمالاً، فهو لا يكتفي أن يكون فرداً منعزلاً، بل يسعى إلى الخروج من جزئية حياته الفردية إلى كلية يرجوها ويتطلبها، إلى كلية تقف فرديته بكل ضيقها حائلاً دونها، إنه يسعى إلى عالم أكثر عدلاً، وأقرب إلى العقل والمنطق، وهو يثور على اضطراره إلى إفناء عمره داخل حدود حياته وحدها، داخل الحدود العابرة العارضة لشخصيته وحدها، إنه يريد أن يتحدث عن شيء أكثر من مجرد “أنا” شيء خارجي وهو مع ذلك جوهري بالنسبة إليه، إنه يريد أن يحوي العالم المحيط به ويجعله ملك يده وهو- عن طريق العلم والتكنولوجيا – يمد هذه “الأنا” المتطلعة المتشوقة لاحتواء العالم إلى أبعد مجرات السماء والى أعمق أسرار الذرة، كما يربط – عن طريق الفن، هذه “الأنا” الضيقة بالكيان المشترك للناس، وبذلك يجعل فرديته اجتماعية.”

ولو كان من طبيعة الإنسان أن يكون فرداً مجرداً، لما كان لهذه الرغبة معنى ولا مضموناً، لأن الإنسان الفرد يكون في هذه الحالة” كلاً” قائماً بذاته، كلاً مكتملاً، يحوي كل ما يستطيع أن يكونه، أما رغبة الإنسان في الزيادة والاكتمال فدليل على أنه أكثر من مجرد فرد، وهو يشعر بأنه لا يستطيع الوصول إلى هذه “الكلية” إلا إذا حصل على تجارب الآخرين، وهي التجارب التي كان يمكن أن تكون تجاربه هو أو التي يمكن أن تكون تجاربه في المستقبل، وذلك يشمل كل شيء، وكل نشاط يمكن أن يقوم به الإنسان، والفن هو الأداة اللازمة لإتمام هذا الاندماج ‬بين ‬الفرد ‬والمجموع ‬فهو ‬يمثل ‬قدرة ‬الإنسان ‬المحدودة ‬على ‬الالتقاء ‬بالآخرين ‬وعلى ‬تبادل ‬الرأي ‬والتجربة ‬معهم.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وإذا كانت وظيفة الفن الأساسية بالنسبة للطبقات التي تستهدف تغيير العالم لا يمكن أن تكون السحر، بل التنوير والحفز إلى العمل، إلا أن هناك في الفن بقية من السحر لا يمكن التخلص منها تماماً، لأن الفن بغير هذه البقية من طبيعته الأصلية لا يكون فناً على الأطلاق.

– يقول بريخت : إن ‬الفن ‬لازم ‬للإنسان ‬حتى ‬يفهم ‬العالم ‬ويغيّره، ‬وهو ‬لازم ‬أيضاً ‬بسبب ‬هذا ‬السحر ‬الكامن ‬فيه”.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ويقول: “إن النظرة الجمالية السائدة في مجتمع يحكمه صراع الطبقات تتطلب أن يكون الأثر “المباشر” للعمل الفني هو إخفاء الفروق الاجتماعية، بين المتفرجين، بحيث تنشأ منهم جماعة لا تنقسم إلى طبقات وإنما تكون وحده إنسانية شاملة”.

وتأسيساً على ذلك، قد تبدو حاجتنا إلى دائرة الفن – وهي إحدى دوائر تطور الروح المطلق عند هيغل .. أكثر الحاحاً ولزوماً، فالصراع يترك فروقاً اجتماعية وتمايزاً طبقياً وسياسياً ولا يمكننا أن نجتاز تلك العقبات إلا بالفن حتى نصل إلى وحدة إنسانية شاملة أو ‬وحدة ‬وطنية ‬مشتركة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ما يجب أن ندركه ونعيه، أن الوظيفة الإبداعية لم تعد كما كانت عليه من قبل مشاركة وجدانية وتصويراً لشوارد الأفكار والوجدان، ولكنها أصبحت عملية استشرافية وصناعية للمستقبل، وهي جزء لا يتجرأ من عملية تطوير الروح في خلق فضاءات أكثر جمالاً تراعي التوازن الروحي والمادي لخلق معادلة الحياة المتسقة والقادرة على التفاعل مع الزمان والمكان وبما يعكس قيمتها الحضارية الدالة عليها والمحققة لهويتها الزمانية دون اجترار، فالفن حياة مركزة يحمل في نسيجه العام روح التطور والنماء والتحديث ويؤكد على القيمة الجمالية للحياة.

في واقعنا اليوم وبالتحديد في رمضان، يكون هناك سباق في مجال الدراما ويتم إنتاج عشرات الحكايات، وفي غالب ذلك الكم لا تجد فناً، ولا تجد سحراً يفتح طريق الوحدة الإنسانية المشتركة إلى القلوب الباحثة عن أمل في ليل الصراع، ولا تجد رؤية واضحة للتغيير في السياق العام، حتى المتلقي يشعر بالقلق الوجودي، فهو لا يجد إلا أنساقاً ثقافية تزيد من قلق وجوده في الحياة وفي الغالب تعمل على الشلل التام للطاقات الإيجابية القادرة على التغيير.

تعبيرات الواقع الدرامي غير واعية ويتم إنتاجها لغايات الاستغلال التجاري المؤقت ولذلك لن تستمر مع الإنسان في المستقبل إلا كجزء من تفاصيل تاريخ مبتذل يعكس وجه المرحلة الزمنية وتراجع الفنون فيها ليس أكثر من ذلك.

مقالات مشابهة

  • البابا كيرلس السادس سجل لحظات من زيارته على أحد جدران الدير
  • عمرة رمضان انتهت بكارثة للمهندسة فاطمة وأسرتها.. القصة الكاملة
  • الكاتبة نورا ناجي لـ "البوابة نيوز": "بيت الجاز" أحداثها واقعية.. وسأظل مخلصة للرواية
  • نشرة الفن| سعد لمجرد يعلن عن إطلاق عملة رقمية .. حسن الرداد يكشف حقيقة حمل إيمي سمير غانم
  • محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ مع ليفربول ويصبح ثالث الهدافين
  • حسن الرداد ضيف «حبر سري» في هذا الموعد | فيديو
  • محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ مع ليفربول
  • سلوى عثمان تروي لحظات وداع والدها وتأثرها بمرضه
  • زلزال بقوة 5.4 يضرب صالة أفراح في الفلبين .. فيديو
  • الدراما والتوظيف السياسي