فواتير الحفلات الغنائية قد تقضي على سمعة رئيس بلدية أنقرة
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
شهدت الأيام الأخيرة في تركيا اشتداد الصراع في حزب الشعب الجمهوري بين رئيس الحزب الحالي، أوزغور أوزل، وسلفه كمال كليتشدار أوغلو، من جهة، وبين رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، من جهة أخرى. وبدأ إمام أوغلو بضرب ياواش تحت الحزام عن طريق تسريبات يقوم بها أنصاره في صفوف الحزب ووسائل الإعلام، في محاولة لتشويه سمعة منافسه في سباق النيل بالترشح لرئاسة الجمهورية.
أوزل أعلن رفضه لتنظيم مؤتمر استثنائي لحزب الشعب الجمهوري لمناقشة المشاكل والتطورات الأخيرة، ووصف المطالبين به بـ"المتسولين". كما نشر رؤساء فروع حزب الشعب الجمهوري في 81 محافظة بيانا مشتركا أعلنوا فيه دعمهم لأوزل، وذكروا أن تنظيم مؤتمر استثنائي ليس في أجندتهم. إلا أن بعض هؤلاء حذفوا البيان من حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ونشروا صور كليتشدار أوغلو.
بدأ إمام أوغلو بضرب ياواش تحت الحزام عن طريق تسريبات يقوم بها أنصاره في صفوف الحزب ووسائل الإعلام، في محاولة لتشويه سمعة منافسه في سباق النيل بالترشح لرئاسة الجمهورية
الصراع الأشد الذي يشغل الرأي العام التركي أكثر هو ذاك الذي يدور بين إمام أوغلو وياواش، وقام أنصار الأول بتسريب وثائق تشير إلى أن بلدية أنقرة دفعت عشرات الملايين من أجل تنظيم حفلات غنائية، في الوقت الذي يدعي الأخير منذ توليه لرئاسة البلدية بأنه أنهى الإسراف في النفقات وحافظ على أموال البلدية. وتثير المبالغ المدفوعة لتنظيم حفلة أو حفلتين علامات استفهام حول الجيوب التي تذهب إليها كل تلك الأموال، في ظل اعتراف إحدى المجموعات الغنائية التي شاركت في حفلة نظمتها بلدية أنقرة بأنها لم يُدفَع إليها المبلغ المذكور في الفاتورة المنشورة.
منصور ياواش يبدو مرتبكا منذ إثارة الموضوع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على نظاق واسع، وزعم أولا أنه ليس على علم بالمبالغ المدفوعة، وأنه أمر بفتح تحقيق في الموضوع، ثم خرج أمام الكاميرات ليعلن الأرقام المدفوعة، وهي أيضا عشرات الملايين. وذكر أن تلك المبالغ تم دفعها للمغنين والمغنيات والشركات التي تم استئجار المعدات الكهربائية والإلكترونية والصوتية وغيرها لتنظيم أكثر من حفلة. ومع ذلك، تحول المؤتمر الصحفي الذي عقده ياواش للتهرب من الاتهامات، إلى جلسة اعتراف على الهواء مباشرة، بسبب ضخامة المبالغ التي أعلنها، كما لم يخفَ عن المتابعين للمؤتمر الصحفي أن رئيس بلدية أنقرة ذكر الأرقام دون إضافة ضريبة القيمة المضافة التي دفعتها البلدية بالإضافة إلى المبالغ الأصلية، وهي 20 في المائة، في محاولة لتقليل الأرقام.
الشركات التي تم تكليفها بأعمال تنظيم الحفلات الغنائية دون طرحها للمناقصة أربع شركات، إلا أن اثنتين منها يملكهما طبيب للمسالك البولية مقرب من مستشار رئيس بلدية أنقرة، كما أن شركتي ذات الرجل قامتا بتنظيم حملات ياواش الانتخابية، الأمر الذي يثير شكوكا حول وجود فساد كبير في تنظيم الحفلات والفعاليات. ويزيد تلك الشكوك ما ذكره رئيس بلدية أنقرة السابق مليح غوكتشيك، في حسابه بمنصة "إكس"، حيث قال إن بلدية أنقرة اشترت خلال رئاسته للبلدية 11 شاحنة كبيرة عليها كافة المعدات اللازمة لتنظيم الحفلات الغنائية، وادعى بأن تلك الشاحنات والمعدات التابعة للبلدية استخدمت في بعض الحفلات، ولكن تم دفع مبالغ كبيرة إلى الشركات وكأن البلدية قامت باستئجار الشاحنات والمعدات منها.
إمام أوغلو ينتظر من ياواش أن يعلن أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية وأنه يدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول، إلا أن رئيس بلدية أنقرة يدلي بتصريحات توحي بأنه لن ينسحب من السباق، بل سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، لأنه يرى نفسه يستحق هذا الترشيح أكثر من إمام أوغلو، ويقول إن نتائج استطلاعات الرأي تظهر تقدمه على غيره كمرشح المعارضة لرئاسة الجمهورية. إلا أن أنصار رئيس بلدية إسطنبول يرون أن استطلاعات الرأي التي تظهر ياواش متقدما على إمام أوغلو مفبركة وتجري بتمويل رئيس بلدية أنقرة.
رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول المتنافسان على الظفر بترشيح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، يحتاجان إلى تمويل لحملاتهما الدعائية وجيوشهما الإلكترونية. ويرى كثير من المراقبين أن المبالغ الخيالية التي تخرج من خزانتي البلديتين لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية يتم استخدام جزء كبير منها في ذاك التمويل
وسائل الإعلام الممولة من قبل إمام أوغلو تسعى إلى لفت انتباه الرأي العام إلى ضخامة نفقات ياواش لتنظيم الحفلات الغنائية، إلا أن رئيس بلدية إسطنبول هو الآخر يصرف مبالغ كبيرة للغاية لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية أكثر مما يصرفه ياواش. وتشير الأرقام المسرَّبة إلى أن بلدية إسطنبول دفعت ما بين عامي 2020 و2024 ستة مليارات ليرة تركية، أي ما يقارب 175 مليون دولار لتنظيم تلك الفعاليات والحفلات.
رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول المتنافسان على الظفر بترشيح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، يحتاجان إلى تمويل لحملاتهما الدعائية وجيوشهما الإلكترونية. ويرى كثير من المراقبين أن المبالغ الخيالية التي تخرج من خزانتي البلديتين لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية يتم استخدام جزء كبير منها في ذاك التمويل.
رئيس بلدية أنقرة رفع في حملاته الانتخابية شعار "قليل من الكلام وكثير من العمل"، وتبنى استراتيجية الابتعاد عن الإدلاء بتصريحات كثيرة وعدم الخوض في مواضيع مثيرة للجدل، إلا أن سمعته التي بناها على التزام الصمت والبقاء خارج النقاشات قد تنهار تحت ضربات التسريبات التي يقوم بها رجال منافسه إمام أوغلو.
x.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الصراع الشعب الجمهوري إمام أوغلو تركيا صراع الشعب الجمهوري إمام أوغلو مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری رئیس بلدیة إسطنبول لرئاسة الجمهوریة الحفلات الغنائیة رئیس بلدیة أنقرة تنظیم الحفلات إمام أوغلو إلا أن
إقرأ أيضاً:
السيمفوني يعزف الموسيقى الغنائية بمناسبة الكريسماس في الأوبرا.. هذا الموعد
ضمن أنشطة الثقافة المصرية الإبداعية وبمناسبة الكريسماس، تقيم دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد حفلاً لأوركسترا القاهرة السيمفوني ضمن سلسلة "الموسيقى الغنائية" ويقوده المايسترو الأرمني جيفورج سرجسيان بمشاركة الباريتون رضا الوكيل والتينور عمرو مدحت، ومصاحبة كورال أكابيلا تدريب وقيادة مايا چيڤينريا، وذلك في الثامنة مساء السبت 21 ديسمبر علي المسرح الكبير.
يتضمن البرنامج متتابعة الحفل التنكرى لآرام خاتشاتوريان، دانزون رقم ٢ لآرتورو ماركويز نافارو بإلإضافة إلى قداس المجد لبوتشيني.
يشار إلى أن دار الأوبرا المصرية، أعدت مجموعة من الأنشطة المميزة بمناسبة الكريسماس وإحتفالا بالعام الميلادى الجديد، وتشمل مختلف ألوان الفنون العالمية والأعمال الإبداعية الجادة.
أنشطة دار الأوبرادار الأوبرا المصرية، أو الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي افتتحت في عام 1988 وتقع في مبناها الجديد والذي شُيد بمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي.
ويعتبر هذا الصرح الثقافي الكبير الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988 هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية التي بناها الخديوي إسماعيل العام 1869، واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما.
ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل في كافة المجالات، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحي الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث اعتزم أن يدعو إليه عدداً كبيراً من ملوك وملكات أوروبا.
وتم بناء الأوبرا خلال ستة أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكانى وروس، وكانت رغبة الخديوي إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، وهي أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل.
وفقدمت أوبرا ريجوليتو في الافتتاح الرسمي الذي حضره الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولى عهد بروسيا.