اتفاقيات وعقود جديدة لـ«أدنوك» لتوسعة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
كشفت «أدنوك» خلال العام الحالي عن خطط جديدة لتسريع نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، واستخدام التقنيات والحلول المتقدمة، في مختلف مجالات ومراحل عملياتها، وتوسعة نطاق برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار.
ووقعت «أدنوك» على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2024»، الذي اختتم فعالياته بأبوظبي مؤخراً، اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع شركات عالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول منخفضة الكربون في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم.
كما كشفت عن خطط جديدة لتوظيف تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات، فضلاً عن إطلاق حلول ذكاء اصطناعي لضمان تعزيز الإنتاجية ورفع الكفاء وخفض الانبعاثات.
وتسهم حلول الذكاء الاصطناعي في تمكين «أدنوك» من تحقيق طموح الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2045، وتحقيق صافي انبعاثات قريبة من الصفر من غاز الميثان بحلول عام 2030.
وبفضل استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، نجحت الشركة بين عامي 2022 و2023 في خفض مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق قيمة تجارية بلغت 1.84 مليار درهم (500 مليون دولار) في عام 2023.
تعاون استراتيجي
وأعلنت «أدنوك» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» مؤخراً عن توقيع اتفاقية مع «مايكروسوفت» للتعاون الاستراتيجي في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول منخفضة الكربون في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم، وذلك بهدف الحدّ من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية والمساهمة في بناء منظومة طاقة مستدامة للمستقبل.
وبموجب الاتفاقية، سيتم تقييم فرص تزويد مراكز البيانات التابعة لشركة «مايكروسوفت» بالكهرباء المُولّدة من مصادر الطاقة المتجددة من خلال شركة «مصدر» التي تمتلك «أدنوك» حصةً فيها.
كما ستستكشف «أدنوك» و«مصدر» فرص استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتطوير مشاريع التقاط وتخزين الكربون، بالإضافة إلى مشاريع الأمونيا والهيدروجين منخفضي الكربون.
تقنيات ذكية
وأعلنت «أدنوك» الشهر الحالي عن ترسية عقد بقيمة 1.79 مليار درهم (490 مليون دولار) على شركة «بي جي بي» التابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية «سي إن بي سي»، لتوسيع نطاق أكبر مشروع مسح «جيوفيزيائي» ثلاثي الأبعاد في العالم لمناطق برية وبحرية تقوم بتنفيذه حالياً في إمارة أبوظبي. وسيركز العقد على تحديد موارد إضافية من النفط والغاز ضمن حقول «أدنوك» البرية المُنتجة حالياً.
وستقوم «أدنوك» و«بي جي بي» بتوظيف تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع عميلة تحليل البيانات الجيوفيزيائية، وتعزيز استخلاص موارد النفط والغاز، واستخدام البنية التحتية الحالية في الحقول المُنتجة لرفع كفاءة العمليات.
أخبار ذات صلة "أدنوك للغاز" تتوقع الاستحواذ على حصة "أدنوك" في "الرويس للغاز المسال" استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على البيئة
الاستشعار عن بُعد
كما أعلنت «أدنوك» مؤخراً عن ترسية شركة «أدنوك البرية» عقداً بقيمة 3.38 مليار درهم (920 مليون دولار) على شركة «جيريه أويل آند غاز» لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد لتركيب معدات الاستشعار عن بُعد وتشغيل الآبار في حقول «باب»، و«بوحصا» و«جنوب شرق» البرية التابعة لها، وذلك لتوسعة نطاق برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار ليشمل تلك الحقول.
ومن المخطط استكمال برنامج «أدنوك» لتطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار في عام 2027، وعند تطبيقه، سيقدم مجموعة من المزايا التي تشمل مراقبة أكثر من 2000 بئر والتحكم فيها عن بُعد، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز السلامة من خلال تقليل وقت إيقاف التشغيل لإجراء عمليات الصيانة ورفع أداء الآبار. ويستند البرنامج الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى استراتيجية «أدنوك» التي تهدف لتسريع استخدام التقنيات والحلول المتقدمة في مختلف مجالات ومراحل عملياتها.
ومنذ عام 2006، تستخدم «أدنوك» برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار في عدد من الحقول البرية وهي «مندر»، و«جسيورة»، و«شمال شرق باب» الذي يعد أول «حقل ذكي» للشركة.
حلول تكنولوجية
وأعلنت «أدنوك» و«إيه آي كيو» خلال مشاركتهما في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2024»، عن إطلاق حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» (ENERGYai) الذي يُعد أول حل قائم على أنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» من نوعه في العالم تم تصميمه خصيصاً لضمان تعزيز الإنتاجية ورفع الكفاءة وخلق القيمة وخفض انبعاثات قطاع الطاقة العالمي.
ويجمع حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» بين تقنية «نموذج اللغة الكبيرة» وأنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» التي تتضمن «وكلاء» من الذكاء الاصطناعي يتم تدريبهم على إنجاز مهام محددة ضمن سلسلة القيمة على امتداد أعمال «أدنوك».
ويؤكد هذا الحل المبتكر التزام «أدنوك» بتطوير وتقديم حلول مستدامة ورائدة قائمة على البيانات تساهم في الارتقاء بمعايير وكفاءة الأداء في قطاع الطاقة.
وتم تطوير حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» من جانب شركة «إيه آي كيو» بالتعاون مع شركتي «جي 42» ومايكروسوفت، حيث يتضمن أفضل التقنيات بما يشمل أُطر منصة البيانات المفتوحة «أو إس دي يو»، ونماذج شركة «أوبن إيه آي».
تقنيات جديدة
وكانت «أدنوك» قد أعلنت أغسطس الماضي عن تطبيق تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعد رائدة على مستوى قطاع الطاقة تم تطويرها بوساطة الشركة بهدف رفع كفاءة عملياتها. وقامت «أدنوك» بنشر تقنية «Neuron 5» بشكل مبدئي في مئات المعدات في حقل «شمال شرق باب» التابع لشركة «أدنوك البرية» ومحطة الطويلة لضغط الغاز، التابعة لشركة «أدنوك للغاز».
وأعلنت «أدنوك» يوليو الماضي عن استخدام نظام RoboWell المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة «إيه آي كيو» للتحكم الآلي في الآبار ضمن عملياتها في حقل «نصر» البحري، وذلك للمرة الأولى عالمياً في العمليات البحرية.
وأعلنت «أدنوك»، و«جي 42»، و«بريسايت ايه اي هولدينغ بي ال سي» (بريسايت) مايو الماضي عن هيكل جديد لملكية أسهم شركة «إيه آي كيو»، يتم بموجبه استحواذ «بريسايت»، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، على حصة 51% من أسهم «إيه آي كيو»، بينما تحتفظ «أدنوك» بملكية 49% من الأسهم.
وفي إطار الصفقة، تحصل «أدنوك» على 4% من أسهم «جي42» في شركة «بريسايت»، مقابل نقل 11% من حصتها في شركة «إيه آي كيو».
تقرير مشترك
نشرت «أدنوك» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» و«مايكروسوفت» مؤخراً تقريراً مشتركاً بعنوان «تعزيز الإمكانات: الذكاء الاصطناعي والطاقة من أجل مستقبل مستدام»، يستكشف القدرات النوعية للذكاء الاصطناعي في دعم جهود قطاع الطاقة العالمي لبناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات.
ويُسلّط التقرير الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة الطاقة، وإدارة أنظمتها المعقدة، وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وابتكار حلول طاقة خالية من الانبعاثات، بالتزامن مع تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات الخاصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وكشف الاستطلاع أن 92% من المديرين التنفيذيين في مجال الطاقة يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على تحسين كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، فيما توقعت نسبة 97% منهم أن يكون للذكاء الاصطناعي دور رئيس في تطوير حلول جديدة للطاقة بحلول عام 2050.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أدنوك
إقرأ أيضاً:
هل سيحظى الذكاء الاصطناعي بدعم ترامب؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
لم يكن الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءًا من المعجم بالنسبة لمعظمنا خلال السنوات الأربع الأولى للرئيس المنتخب، دونالد ترامب، في البيت الأبيض. تغير كل ذلك في أواخر عام 2022، عندما أدى إطلاق "شات جي بي تي" إلى طفرة استثمارية في الذكاء الاصطناعي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
الآن، بعد أن هزم ترامب نائبة الرئيس، كامالا هاريس، الأسبوع الماضي وعاد إلى المكتب البيضاوي، فإن أحد الأسئلة الرئيسية التي تواجه المستثمرين هو كيف سيتعامل رجل الأعمال الذي تحول إلى سياسي مع الابتكار السريع في الذكاء الاصطناعي، وهو المحرك الرئيسي للسوق الصاعد لمدة عامين.
ونظرًا لأن ترامب لم يركز على سياسة الذكاء الاصطناعي خلال حملته لعام 2024، فإن أحد الأماكن التي يمكن البحث فيها عن إجابات هي ولايته الأولى في منصبه، بحسب ما ذكرته "CNBC".
وقع ترامب على أمر تنفيذي في أوائل عام 2019 بإطلاق "مبادرة الذكاء الاصطناعي الأميركية" وطلب من الوكالات الحكومية التركيز بشكل أكبر على أبحاث الذكاء الاصطناعي. ولا يزال تأثير هذا التوجيه، الذي قال المنتقدون في ذلك الوقت إنه يفتقر إلى التفاصيل، غير واضح بعد ما يقرب من ست سنوات.
ولكن ما هو واضح الآن هو أن الذكاء الاصطناعي لن يختفي، والأشخاص الذين يدورون حاليًا في فلك ترامب لديهم علاقات بهذا المجال، وفي مقدمتهم رجل الأعمال الملياردير، إيلون ماسك، الذي أنفق الملايين للمساعدة في انتخاب ترامب وخاض معه حملة انتخابية، من أوائل الداعمين لشركة "OpenAI" التي ابتكرت "شات جي بي تي"، وأسس مؤخراً شركة ناشئة تسمى "xAI".
يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي شكلًا متطورًا من أشكال التكنولوجيا التي ستشكل العقد المقبل وما بعده. في حين أن مجال الذكاء الاصطناعي موجود منذ عقود، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي إنشاء محتوى جديد، بما في ذلك التعليمات البرمجية للكمبيوتر والنصوص والصور الشبيهة بالإنسان، استجابة لمطالبات المستخدم. لذا، يجب اعتبار أي تقنية ذات أهمية كهذه قضية أمن قومي.
في أبريل/نيسان 2019، قال ترامب في مناسبة أقيمت في البيت الأبيض، حيث أعلنت إدارته عن عدة مبادرات حول نمو شبكات الجيل الخامس: "ستكون شبكات الجيل الخامس الآمنة بمثابة رابط حيوي لازدهار أميركا وأمنها القومي في القرن الحادي والعشرين. لا يمكننا السماح لأي دولة أخرى بالتفوق على الولايات المتحدة في هذه الصناعة القوية في المستقبل... إن السباق نحو شبكات الجيل الخامس هو سباق يجب على أميركا أن تفوز به، وهو سباق تشارك فيه شركاتنا العظيمة الآن بصراحة. لقد قدمنا لهم الحافز الذي يحتاجون إليه. إنه سباق سنفوز به".
واليوم، ينطبق الأمر ذاته على الذكاء الاصطناعي، فمثلها كمثل شبكات الجيل الخامس، تظل الصين تشكل تهديدًا كبيرًا ومنافسًا لطموحات الولايات المتحدة.
لقد ساعدت إدارة ترامب الأولى القطاع الخاص الأميركي في جهوده لبناء البنية التحتية لـ 5G، نراهن على أن نفس النهج ينطبق على الذكاء الاصطناعي، ونتوقع أن يذهب الدعم إلى شركات أميركية مثل Nvidia وAmazon وMeta Platforms وMicrosoft وAlphabet ومجموعة كبيرة من الشركات الأخرى التي تقود الابتكار.
وفي الوقت نفسه، قد يحاول ترامب الحد من قدرات الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي. في سباق الجيل الخامس، كان هذا يعني فرض قيود على شركات تصنيع معدات الاتصالات مثل ZTE وHuawei. وفي سباق الذكاء الاصطناعي، قد لا يتعلق الأمر بالبنية التحتية المادية التي تدخل الولايات المتحدة، بل يتعلق بالحفاظ على أو تعديل القيود التي فرضتها إدارة بايدن على شركات أشباه الموصلات الأميركية التي تصدر الرقائق ومعدات تصنيع الرقائق إلى الصين، وفقًا لما ذكره محللون في "دويتشه بنك" في مذكرة للعملاء يوم الخميس.
التوترات بشأن تايوانتلعب تايوان، والتي تدعي بكين أنها تابعة لها، دورًا حاسمًا في سلسلة توريد الإلكترونيات العالمية، حيث يتم تصنيع الغالبية العظمى من أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا في العالم بها. شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية - صانع الرقائق بقيمة تريليون دولار لشركة "إنفيديا وأبل" والعديد من الشركات الأخرى - تحتل مكانة بارزة في هذه الصورة.
ليس من مصلحة ترامب أو الولايات المتحدة التنازل عن السيطرة على تايوان للصين، وخاصة الآن لأن الولايات المتحدة تفتقر إلى البنية التحتية الخاصة بها لتصنيع الذكاء الاصطناعي. سواء أحببنا ذلك أم لا، فقد تمتلك الولايات المتحدة أفضل شركات تصميم أشباه الموصلات على هذا الكوكب، لكن هذه الشركات تحتاج إلى المصانع في تايوان لإنتاج الرقائق المادية الفعلية. يوفر قانون CHIPS لإدارة بايدن مليارات الدولارات للشركات، بما في ذلك TSMC وIntel، لبناء مصانع تصنيع رقائق متقدمة في الولايات المتحدة، مما يقلل من الاعتماد على تايوان، لكنها ليست جاهزة للوقت المناسب بعد.
الخلاصةيحمل نهج ترامب تجاه الذكاء الاصطناعي آثارًا كبيرة على المستثمرين الذين لديهم تعرض كبير للموضوع، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا العملاقة المذكورة أعلاه. وتأمل "CNBC" أن يكون ترامب عمليًا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
لكن هل يدرك ترامب أنه قد يتخذ موقفا صارما في بعض الأحيان، كما فعل مع تقنية الجيل الخامس. فالذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك الرقائق المتقدمة التي توفر قوة المعالجة لتمكينه، هو أكثر من مجرد التقدم التكنولوجي الأكثر أهمية في عصرنا. فهو يفرض أيضا مخاطر أمنية هائلة إذا وقع في الأيدي الخطأ أو عطل موقف الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم والقوة العظمى الرائدة عالميا.
وتتوقع "CNBC" تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي في ظل إدارة ترامب الثانية، ربما بوتيرة أسرع. وبما أن الإبحار ليس سلسا دائما، فلا يتطلع ترامب فقط إلى تعزيز الابتكار الأميركي، ولكن أيضا يبحث عن طرق لإبطاء المنافسين على الساحة العالمية.