سواليف:
2024-11-14@09:47:07 GMT

التاريخ معلم

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

#التاريخ_معلم

د. #هاشم_غرايبه

هنالك الكثير من الأحداث والمواقف التي تحتوي دروسا وتستنبط منها العبر، لم تحظ بعناية المؤرخين، لذلك فهي مجهولة لأغلب الناس.
لذلك ساد اعتقاد أنه بعد معركتي القادسية واليرموك الفاصلتين، دخلت العراق وبلاد الشام في الإسلام تلقائيا، لكن تلكما المعركتين على أهميتهما، لم تكونا نهائيتين، بل انتظمت بعدهما سلسلة معارك قادها خالد بن الوليد، وانتصر فيها جميعا، وأهمها كانت معركة “الفراض”.


وسميت هذه المعركة بالفراض، نسبة الى الأرض التي جرت فيها، وهي تخوم الشام والعراق والجزيرة شرق الفرات، أما أهميتها فتكمن في تشكل تحالف غير مألوف من الروم والفرس والعرب العملاء لهما.
كان خالد يرغب في انتهاز فرصة هزيمة الفرس في معركة القادسية، فيجهز على الدولة الساسانية التي طالما أذاقت العرب الويل، لكن أبا بكر كانت له أولوية أخرى، فهو يريد أن يحرر كامل بلاد الشام من استعمار الرومان.

قال الطبري في تاريخه:” فلما اجتمع المسلمون بالفراض، حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس، وقد حموا واغتاظوا، واستمدّوا تغلباً وإياد والنمر فأمدُّوهم، ثم ناهدوا خالداً حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا: إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم، قال خالد: بل اعبروا إلينا، قالوا: فتنحوا حتى نعبر، قال خالد: لا نفعل، ولكن اعبروا أسفل منا، وذلك للنصف من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة، فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض: “احتسبوا ملككم، هذا رجل يقاتل عن دين، وله عقل وعلم، والله لينصرن ولتخُّذلن”، فعبروا أسفل من خالد، فلما تَتَاموا قالت الروم: تَمَايزوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء، ففعلوا، فاقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً، ثم إنَّ الله هزمهم، وقال خالد للمسلمين:ألُّحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم، فقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب مائة ألف”.
وقال ياقوت الحموي في كتابه “معجم البلدان” : “لقد كانت خلاصة التغيير في هذه الأمة التي انطلقت من العقيدة، كما حددها قول بعض عقلاء تحالف الروم والفرس والعرب محذرين: [احتسبوا مُلككم. هذا رجل يقاتل على دين. وله عقل وعلم. والله لينصرَّنَّ ولتخذلن].
إذن قد اجتمعت عند هذه الأمة مقوِّمات النصر كاملة.
فألقتال على دين: ” لقد أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”.
ولقد توافرت القيادة التاريخية:” وله عقل وعلم”.
فالخبرة، وهي العلم قد توفَّرت لديه، وقد خاض غمار الحرب مع العرب والروم والفرس، والعبقرية النادرة قد توفَّرت لدى هذا القائد العظيم”.
ولكل ما تقدم، فقد انهزم التحالف الثلاثي والذي بلغ عديده مائة وخمسين ألفا، وانتصر جيش خالد رغم أنه لا يتجاوز العشرين ألفا.
الدروس المستفادة من هذه الموقعة كثيرة ومنها:
1 – قد يستغرب المرء أن يتحالف عرب مع الذين استعمروهم وأذلوهم قرونا، ليقاتلوا تحت رايتهم إخوة لهم في الدم، جاءوا ليحرروهم، وليرتقوا بهم من العبودية لبشر أمثالهم الى عبادة الخالق، لكن العجب يزول حينما يعلم أن هذه القبائل (آياد وتغلب والنمر وبكر وتنوخ) هي الوحيدة من بين كل قبائل بلاد الشام والعراق التي رفضت الدخول في الإسلام، إذاً فما يجمع الأمة ويوحدها هي العقيدة وليس الرابطة القومية، وهذا يسقط حجة من يقولون أن الدين ليس أساسيا في الوحدة.
2 – ولعلها ليست مصادفة أن وقعت هذه المجابهة في المكان ذاته الذي كان مسرحا لعدوان تحالف ثلاثي، وبعد خمسة عشر قرنا، ومن الأطراف ذاتها، لكنها كانت هذه المرة تحت عنوان محاربة الإرهاب، فقد اجتمع في هذا التحالف الأوروبيون (أحفاد الرومان)، والإيرانيون (أحفاد الفرس)، والأنظمة العربية العميلة لهما، وبما أن هذه الأنظمة مكرسة أساسا لممانعة عودة الدولة الإسلامية والحكم بموجب شرع الله، لذلك تعتبر رافضة للإسلام، مثلها مثل قبائل العربان أسلافها (آياد وتغلب والنمر وبكر وتنوخ).
ونستخلص أخيرا، أنه على الذين يسعون لاستعادة مجد الأمة، أن يدركوا أن أعداءها لن يسمحوا لها بذلك، فلا سبيل الى ذلك إلا بالقتال دون حقها، وأن يقتنعوا أن تفوقها العسكري والتقني ليس شرطا مسبقاً لتحقيق النصر، فما انتصرت يوما ولا علت مراتبها عن تفوق في العدد والعدة، بل عندما توفر لها شروط ثلاثة مجتمعة: القتال عن دين وعقل وعلم.

مقالات ذات صلة جلسات مجالس الوزراء في المحافظات . . ! 2024/11/13

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التاريخ معلم هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

وزارة الشباب والرياضة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد بحفل خطابي وتكريمي

الثورة نت|

أحيت وزارة الشباب والرياضة، اليوم، الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ، بحفل خطابي وتكريمي لأسر الشهداء من منتسبي الوزارة.

وفي الحفل الذي حضره نائب وزير الصحة والبيئة الدكتور ناشر القعود، ووكلاء وزارة الشباب لقطاع الشباب عبدالله الرازحي، ومحمد منصر ورمزي الأغبري ورئيس المكتب الفني محمد الكباري، حيا وكيل وزارة الشباب لقطاع الرياضة علي هضبان، في كلمة الوزارة، تضحيات الشهداء التي عززت من معاني الإباء في نفوس الشعب اليمني ومنحته قوة وشموخ وعزة بين الأمم.

وحث على الاستفادة من ذكرى الشهيد في تعزيز مكانة الشهداء في نفوس الأجيال وأحرار الأمة، مشيرًا إلى أهمية ترسيخ مفهوم الشهادة وثقافة الجهاد والاستشهاد، لا سيما والأمة تعيش معركة مع قوى الهيمنة والاستكبار.

وأكد الوكيل هضبان أن وزارة الشباب والرياضة تولي أهمية وعناية خاصة بأسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله ونصرة الدين والدفاع عن الوطن.

ولفت إلى تزامن الذكرى السنوية للشهيد مع مرور أكثر من عام من معركة “طوفان الأقصى” التي يخوضها أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان ضد الصهاينة المحتلين ومن يقف معهم في ارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين أمام مرأى ومسمع من العالم.

وأشار وكيل الوزارة لقطاع الرياضة إلى أن ما ينعم به اليمن من أمن واستقرار وحرية وكرامة، يأتي بفضل تضحيات الشهداء التي تستمد الأمة منهم الوعي والبصيرة والصمود والثبات في وجه التحديات والمخاطر التي يتعرض لها من قوى العدوان والاستكبار.

وفي الفعالية التي حضرها الوكلاء المساعدون والمستشارون ومديرو العموم ورؤساء وأعضاء الهيئات الشبابية والأندية والاتحادات الرياضية وأسر الشهداء، قدمت فرقة مؤسسة الإمام الهادي عددًا من الفقرات الإنشادية، بالإضافة إلى عرض مسرحي وقصيدتين شعريتين، عبرت عن أهمية إحياء ذكرى الشهيد وتعزيز قيم الشهادة وفضلها في نفوس المجتمع.

واستمع المشاركون في الفعالية إلى ومضات من كلمات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله.

كما تم عرض فيلم وثائقي عن الشهداء وما سطروه من تضحيات عظيمة في سبيل رفعة الأمة وعزتها وكرامتها، وأهمية السير على خطاهم.

وفي الختام تم تكريم أسر الشهداء من منتسبي وزارة الشباب والرياضة.

مقالات مشابهة

  • وزارة الشباب تحيي الذكرى السنوية للشهيد بحفل تكريمي لأسر الشهداء
  • وزارة الشباب والرياضة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد بحفل خطابي وتكريمي
  • خالد الجندي: الجنة التي كان فيها سيدنا آدم لم تكن جنة الآخرة
  • خالد الجندي: آدم لم يخلق في جنة السماء وجنته كانت حديقة مرتفعة
  • نهضة عُمان عبر التاريخ
  • ندوة ثقافية بمحافظة تعز إحياءً للذكرى السنوية للشهيد
  • سهيلة معلم تنفي هذا الخبر
  • وزير الشباب يناقش مشروع خطة إحياء ذكرى الشهيد
  • محمد بن زايد: ما يجمعنا بالكويت روابط دم ومحبة ضاربة في عمق التاريخ