افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، اليوم، المنتدى الأول للحوار بين الثقافات والأديان، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع سفارة جمهورية النمسا لدى الدولة، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتسامح الذي استضافه بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي.

حضر افتتاح المنتدى، سعادة عفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش، وسعادة السفير كريستوف ثون-هونهشتاين، نائب وزير للشؤون الثقافية بوزارة الخارجية النمساوية، الذي أكد في كلمته أهمية الحوار الإيجابي بين الدول والشعوب القائم على الاحترام المتبادل، وسعادة إتيان بيرشتولد، السفير النمساوي لدى الإمارات، الذي قدم نظرة عامة على العلاقات الثنائية بين الإمارات والنمسا.

وتحدث في المنتدى سعادة عبد الله الشحي، المدير التنفيذي بالإنابة لبيت العائلة الإبراهيمية، الذي أكد أهمية مبادرات الحوار ووجهات النظر في الإمارات، فيما قدم سعادة ألكسندر ريغر، رئيس وحدة الحوار بين الثقافات والأديان بوزارة الخارجية النمساوية رؤية عامة عن مبادرات الحوار ووجهات النظر في النمسا.

وتضمن المنتدى ثلاث جلسات حوارية بين الجانبين الإماراتي والنمساوي، تناولت الأولى أهمية التسامح والتكامل الأخلاقي، وناقشت الثانية تعزيز التفاهم والتعاون بين الأديان، والثالثة تمكين الشباب من خلال المعرفة الرقمية الموجهة للإنسان.

وقال سعادة إتيان بيرشتولد، سفير النمسا لدى الإمارات، إن مشاركة بلاده في هذا الحدث المهم هذا العام، تأتي في ظل الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والنمسا، والتي تطورت إلى شراكة إستراتيجية شاملة منذ عام 2021، بهدف تعزيز التعاون بين الشعبين، خاصة الشباب، والتفاهم المتبادل بين المجتمعين، والمشاركة في حوار ثقافي عابر للحدود، ودعم التعاون في البرامج الثقافية المشتركة، لافتا إلى توقيع مذكرة تفاهم في شهر مايو الماضي، لتطوير هذا التعاون في مجالات الحوار بين الثقافات والأديان.

وأضاف أن بلاده تتمتع بتاريخ طويل في مجال الحوار بين الثقافات والأديان، وتعتبر التسامح والقبول المتبادل من الركائز الأساسية للعيش المشترك بسلام، موضحا أن تاريخ بعض مبادرات الحوار بين الثقافات والأديان في النمسا يعود إلى أكثر من 30 عامًا، وأنها كانت قبل أكثر من قرن، في عام 1912، من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت رسميًا بالإسلام ومنحت الوضع القانوني للجالية الإسلامية، في حين أنشأت وزارة الخارجية فيها في عام 2007، فريق عمل متخصص في حوار الثقافات والأديان.

وأردف ان بلاده تسعى منذ ذلك الحين، إلى إشراك المجتمع المدني والقادة الدينيين في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز الحوارات الثنائية بين الثقافات والأديان، ودعم حرية الدين والمعتقد، وهي من المقومات الأساسية التي تتيح التعايش السلمي في المجتمعات، كما تعتبر الحوار بين الثقافات والأديان إسهامًا هامًا في تعميق التفاهم وتعزيز مجالات التعاون بين الدول، مبينا أن ما يميز الحوارات النمساوية هو إشراك كل من ممثلي الدولة وغيرهم، من خلال ما يعرف بدبلوماسية المسار 1.5، التي تجمع بين المشاركين الرسميين وغير الرسميين.

وأكد السفير النمساوي أن العلاقات الثنائية بين الإمارات والنمسا تشهد نقلة نوعية من خلال دمج ممثلين دينيين رفيعي المستوى ضمن الحوار الثنائي بين الجانبين في أبوظبي، في خطوة تهدف إلى تعزيز تبادل الرؤى والافكار بين شرائح المجتمع كافة، واستثمار الجهود المشتركة لنقل الأفكار والرؤى وأفضل الممارسات من هذه الحوارات إلى المجتمعات المدنية النشطة في البلدين، وتعزيز مجالات الحوار من خلال التركيز على مواضيع رئيسية مثل التسامح والقيم الأخلاقية، وتعزيز الفهم والتعاون بين الأديان، وتمكين الشباب من خلال تعزيز القيم الإنسانية في مجال التكنولوجيا الرقمية التي يعيشها العالم حاليا.

وقال إن المشاركين في المنتدى يأملون في أن يتيح الفرصة لحوار إيجابي والقبول باحترام الاختلاف كي يتفهم بعضهم البعض، وإطلاق مشروعات مبتكرة لأفضل الممارسات.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الثنائیة بین التعاون بین من خلال

إقرأ أيضاً:

يون سوك يول.. رئيس كوريا الجنوبية الذي أعلن الأحكام العرفية فعزله البرلمان

يون سوك يول قانوني وسياسي كوري جنوبي، وُلد عام 1960 في العاصمة سول لعائلة أكاديمية. درس القانون في جامعة سول الوطنية، وبدأ مسيرته المهنية مدعيا عاما عام 1994، متنقلا بين مختلف المناطق ومشرفا على قضايا بارزة ترتبط معظمها بمكافحة الفساد.

دخل يون السياسة عام 2021، بعد استقالته من منصب المدعي العام للبلاد، وفاز في الانتخابات الرئاسية عام 2022، ليصبح الرئيس الثلاثين لكوريا الجنوبية، وفي فترة رئاسته، واجه تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك الاستقطاب السياسي وتهديدات كوريا الشمالية.

وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن يول قرار الأحكام العرفية، مما أثار موجة احتجاجات أدت إلى تصويت البرلمان لعزله في 14 ديسمبر/كانون الأول، وفتح تحقيقات رسمية حول الحادثة.

المولد والنشأة

وُلد يون سوك يول يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 1960 في منطقة سيونغ بوك بالعاصمة الكورية الجنوبية سول، لأبوين أكاديميين، إذ كان والده أستاذا للاقتصاد في جامعة يونسي، ووالدته عملت محاضرة في جامعة إيهوا النسائية.

 

يون سوك يول عمل مدعيا عاما لأكثر من 26 عاما متنقلا بين مختلف المدن الكورية الجنوبية (الأوروبية) الدراسة والتكوين العلمي

درس يون مرحلته الابتدائية في مدرسة داي غوانغ، ثم المتوسطة في مدرسة جونغنانغ، والثانوية في مدرسة تشونغام، قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1979.

رغب يون في دراسة الاقتصاد ليصبح أستاذا مثل والده، لكن والده نصحه بدراسة القانون بدلا من ذلك، والتخصص في القانون الاقتصادي بعد حصوله على شهادته.

إعلان

اتبع يون نصيحة أبيه، والتحق بجامعة سول الوطنية لدراسة القانون، وحصل على درجة البكالوريوس عام 1983، ثم الماجستير في التخصص ذاته عام 1988، لكنه فشل في امتحان المحاماة 8 مرات حتى اجتازه عام 1991.

التحق يون بعدها بمعهد البحوث والتدريب القضائي، وتخرج منه في فبراير/شباط 1994.

تجربته العملية

بدأ يون حياته المهنية مدعيا عاما في مكتب النيابة العامة بمدينة دايغو جنوبي البلاد عام 1994 حتى عام 1996، ثم انتقل لاحقا للعمل مدعيا عاما في تشونتشون شمالا ثم سوون في الشمال الغربي، وبعدها في العاصمة سول، وأخيرا بوسان في الجنوب الشرقي. ونجح أثناء هذه الفترة في محاكمة رئيس جهاز المخابرات الوطني بارك جي وون، بتهمة تتعلق بالرشوة عام 1999.

ترك يون عام 2002 العمل الحكومي لينضم إلى شركة "باي وكيم ولي" للمحاماة، لكنه لم يمكث فيها طويلا حتى عاد في فبراير/شباط 2003 للعمل مدعيا عاما متنقلا بين مناطق مختلفة.

وفي أثناء وجوده بمكتب النيابة العامة في مدينة غوانغجو جنوبي غرب البلاد، نجح في محاكمة المرشح السياسي آن هي جونغ بتهمة تتعلق بقبول تبرعات انتخابية غير قانونية.

وفي عام 2007، تمت ترقية يون باحثا قانونيا في مكتب النيابة العامة العليا في العاصمة سول، وأسهم في سجن رئيس شركة هيونداي، تشونغ مونغ غو، بتهم تتعلق بالرشوة والإخلال بالواجب الائتماني.

انتُدب يون مطلع عام 2008 إلى مكتب المدعي الخاص للتحقيق في ادعاءات ضد رئيس البلاد الجديد، لي ميونغ باك.

انتقل يون بعد ذلك للعمل مدعيا عاما في مكتب نونسان الفرعي التابع لمكتب النيابة العامة لمدينة دايجون وسط غرب البلاد، ثم عمل عام 2009 في قسم التحقيق الخاص بمكتب النيابة العامة الرئيسي بمدينة دايغو.

ومن دايغو، انتقل يول عام 2009 للعمل ضابطا للاستخبارات الجنائية في مكتب النيابة العامة العليا، ثم تمت ترقيته لمنصب المدعي العام لمنطقة سول المركزية ورئيس قسم التحقيق المركزي الأول والثاني.

إعلان

وقد انتدب يون عام 2016 للعمل في مكتب التحقيق الخاص بشأن قضية إساءة استغلال النفوذ المتعلقة برئيسة البلاد بارك غون هاي ومستشارتها شوي سون سيل.

أصبح يون عام 2017 رئيس النيابة بمكتب النيابة العامة في منطقة سول المركزية، قبل أن يُعيّن عام 2019 مدعيا عاما في حكومة مون جي إن، لكنه استقال من منصبه عام 2021 بعد خلافات مع الحكومة بشأن التحقيق في قضية وزير العدل السابق، تشو كوك.

تجربته السياسية

بعد استقالته من منصبه، أعلن يون في يونيو/حزيران 2021 عزمه الترشح لرئاسة البلاد في انتخابات عام 2022.

وانضم يون في يوليو/تموز 2021 إلى حزب "قوة الشعب" المعارض، ورغم تصريحاته المثيرة للجدل التي أثرت على مكانته في استطلاعات الرأي، فقد فاز بالانتخابات التمهيدية في نوفمبر/تشرين الثاني بفارق 6 نقاط على منافسه.

وفي مارس/آذار 2022، فاز يول بالانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل جدا، إذ حصل على 48.56% من الأصوات مقابل 47.83% لمنافسه لي جاي ميونغ، ونُصب رئيسا للبلاد في 10 مايو/أيار 2022.

رئاسته للبلاد

في فترة رئاسة يون للبلاد، تفاقمت أزمات مثل ارتفاع تكلفة المعيشة، والاستقطاب السياسي المتزايد، وانخفاض معدلات المواليد، وارتبطت زوجته كيم غون هي بفضائح فساد عدة.

كما واجه يون مجموعة من التحديات بما في ذلك التهديد الدائم من كوريا الشمالية، وتزايد التوترات بين شركاء البلاد الرئيسيين الولايات المتحدة والصين.

أظهر يون موقفا صارما بشأن كوريا الشمالية، ووعد بتعزيز الجيش الكوري الجنوبي، ولمّح بأنه "سيشن ضربة وقائية" إذا رأى علامات تشير إلى شن هجوم ضد بلاده.

وقد واجه يون صراعا سياسيا داخليا مع الحزب الديمقراطي المعارض الذي بسبب نفوذه في البرلمان عزل وزراء من حكومة يون بشكل متكرر وأحبط الخطط المالية لها.

وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن الرئيس يون الأحكام العرفية في البلاد لأول مرة منذ 45 عاما. وقال إنها جاءت لحماية "النظام الدستوري الحر"، منتقدا المعارضة لمحاولتها إقصاء المسؤولين، وإقرار ميزانية تقشفية.

إعلان

كما قال يون في مقابلة تلفزيونية إن الأحكام تهدف إلى القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية والحفاظ على الحرية والنظام الدستوري.

ووفقا للمادة 77 من دستور كوريا الجنوبية، يُسمح للرئيس بإعلان الأحكام العرفية في حال الحرب أو النزاع المسلح أو الحالات الأمنية الاستثنائية التي تتطلب تدخلا من الجيش، وبموجبها، تُعلق بعض الحقوق المدنية، وتعزز السلطات العسكرية لإدارة الأمن واستعادة النظام.

وبعد تصاعد الاحتجاجات في البلاد على خلفية قرار الأحكام العرفية الذي وصفته السلطات بأنه "غير قانوني"، أعلن يول في اليوم ذاته رفعه القرار بعد تصويت البرلمان الكوري الجنوبي بإلغائه بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300.

احتجاجات بالعاصمة الكورية الجنوبية سول في ديسمبر/كانون الأول 2024 للمطالبة باعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول (الأوروبية) عزله

ومع تصاعد الأحداث، أعلنت الشرطة الكورية الجنوبية في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2024، فتحها تحقيقا مع الرئيس يون بتهمة "التمرد"، بسبب إعلانه الأحكام العرفية.

وفي يوم 14 ديسمبر/كانون الأول، صوّت البرلمان الكوري الجنوبي على عزله وسط احتشاد آلاف المتظاهرين الذين عبّروا عن فرحتهم بقرار العزل.

وعُلقت صلاحيات يون إلى حين مصادقة المحكمة الدستورية على فصله في غضون 180 يوما من قرار العزل.

تعهد يون بالقتال من أجل مستقبله السياسي قائلا إنه لن يستسلم أبدا، وقال "على الرغم من أنني أوقفت الآن، فإن الرحلة التي خضتها مع الناس على مدى العامين ونصف العام الماضيين نحو المستقبل لا ينبغي أن تتوقف".

وفي 27 ديسمبر/كانون الأول، بدأت المحكمة الدستورية أول جلسة استماع تحضيرية للمحاكمة المتعلقة بشأن قرار البرلمان عزل يون بسبب فرضه الأحكام العرفية.

وامتنع يون عن المثول أمام المحققين في مكتب التحقيق بشأن فساد كبار الشخصيات مرات عدة، لاستجوابه بشأن قراره الذي سبب أزمة سياسية حادة في البلاد لكنه تراجع عنه.

إعلان

وفي يوم 30 ديسمبر/كانون الأول، أكد مكتب التحقيق أنه طلب استصدار مذكرة للقبض على الرئيس يون، ليتم استجوابه بشأن تهم تتعلق بإساءة استخدام السلطة وتدبير تمرد.

وفي اليوم التالي أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس المعزول يون.

مقالات مشابهة

  • جواز السفر الإماراتي الأول والأقوى عالمياً
  • محمد بن راشد يترأس الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في العام الجديد
  • بدأت من آلاف السنين.. أصل ارتباط اللون الأسود بالحداد
  • سرت تستضيف الملتقى التحضيري الأول لمجالس الحوار والمصالحة الوطنية
  • منتدى البحوث الإسلامية يوصي بإطلاق مبادرات لتعزيز دور المرأة
  • منتدى «مجمع البحوث الإسلامية» للحوار يوصي بإطلاق مبادرات لتعزيز دور المرأة
  • منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار يوصي بإطلاق مبادرات لتعزيز دور المرأة
  • الشيخة فاطمة بنت مبارك تهنئ بالعام الميلادي الجديد 2025
  • تدشين حزب «الجبهة الوطنية».. وسياسيون: ثمار الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السيسي
  • يون سوك يول.. رئيس كوريا الجنوبية الذي أعلن الأحكام العرفية فعزله البرلمان