أفادت تقارير بأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، تدخل، الثلاثاء، لوقف الاشتباكات الدموية التي اندلعت في العاصمة طرابلس بين قوة الحرس الرئاسي، (تابعة للمجلس الرئاسي)، واللواء 444 (تابع لحكومة الوحدة الوطنية)، بعد احتجاز الأولى لآمر القوة الثانية محمود حمزة في مطار معيتيقة، ما أدى لاندلاع الاشتباكات، مساء الإثنين.

ونقلت التقارير بأن الدبيبة، بصفته وزير الدفاع، توصل لاتفاق على تسليم قائد اللواء 444 إلى جهة محايدة، وأمر بإيقاف الاشتباكات.

واتسعت دائرة الاشتباكات الثلاثاء، لتسفر عن مقتل 4 من مقاتلي "جهاز الردع" التابع لقوة الحرس الرئاسي في طرابلس، حيث تركزت الاشتباكات في مناطق عين زارة وطريق الشوك وخلة الفرجان في العاصمة.

شاهد فيديو للاشتباكات المباشرة في منطقة عين زارة #طرابلس pic.twitter.com/j2kQIeOLhK

— تك يحرق كل شي (@tkyroogklshytk) August 15, 2023

وقال صحفي من "رويترز" في طرابلس إن دخانا داكنا تصاعد فوق أجزاء من المدينة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، ودوت أصوات أسلحة ثقيلة في الشوارع. وأفاد سكان ووسائل إعلام محلية باندلاع قتال في مناطق مختلفة من العاصمة.

بدورها، قالت وزارة الصحة الليبية إنها تلقت نداءات استغاثة عبر الأجهزة التابعة لها من مواطنين عالقين في مناطق الاشتباكات بطرابلس، يطلبون توفير ممرات آمنة لهم وإخراجهم.

#فيديو| سقوط قذيفة بالقرب من مطار معيتيقة وتصاعد دخان أسود بجوار طريق الشط في طرابلس #الساعة24 #ليبيا pic.twitter.com/zphWsIuCKw

— الساعة 24 (@alsaaa24) August 15, 2023

اقرأ أيضاً

ليبيا.. اشتباكات مسلحة في طرابلس وتوقف الملاحة في مطار معيتيقة (فيديو)

وأعربت الوزارة، في بيان نشرته على فيسبوك، عن أسفها لما يشهده جنوب العاصمة طرابلس من اشتباكات وسط الأحياء المكتظة بالسكان، وقرب المؤسسات الطبية العامة والخاصة.

ودعت طرفي الاشتباكات إلى السماح لفرق الطوارئ التابعة للإسعاف والطوارئ، ومركز طب الطوارئ والدعم، والهلال الأحمر، بإنقاذ المواطنين الموجودين في مناطق الاشتباكات، وتوفير ممرات آمنة حفاظاً على حياة المدنيين.

وأعلنت شركات طيران تعليق رحلاتها الدولية من وإلى مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، بسبب الاشتباكات، ونقلت أخرى رحلاتها إلى مطار مصراتة القريب، فيما توقف الدوام الدراسي بالجامعات.

فيديو .. اشتباكات عنيفة في #طرابلس #ليبيا #الاستديو92#الدبيبة#الإخوان pic.twitter.com/kUfgu1HXBx

— Elmanshar | المنشر (@El_manshar) August 15, 2023 قصة الاشتباكات من البداية

تفيد تقارير بأن مجموعة من "قوات الردع" أقدمت على احتجاز آمر اللواء 444، محمود حمزة، في مطار معيتيقة مساء أمس الإثنين، ما تسبب في بدء مناوشات، أثارت الذعر في المطار ومحيطه بين الأهالي.

ومنحت قوات اللواء 444 مهلة قصيرة لقوات الردع من أجل إطلاق سراح حمزة، وهو ما لم يحدث، لتحرك القوات مدرعات وأسلحة ثقيلة لفك أسره بالقوة.

كما نشر مدونون على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر خروج عدد من الدبابات والسيارات المسلحة التابعة لـلواء 444 من معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين في طرابلس.

وجرت الاشتباكات في مناطق مكتظة بالسكان، ما أثار الذعر.

اقرأ أيضاً

منع أعضاء بالمجلس الأعلى في ليبيا من السفر.. والمشري يهاجم الدبيبة

تفاصيل أخرى

ووفق ما هو منشور ببوابات إخبارية ليبية، فقد بدأت القصة عندما طلب إبراهيم الدبيبة، شقيق رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، من آمر الكتيبة (اللواء 444) محمود حمزة الحضور صباحاً لمطار معيتيقة، والذهاب برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى مدينة مصراتة بطائرة خاصة لحضور الاستعراض العسكري في الكلية الجوية.

وأضافت أن حمزة فوجئ بالقبض عليه من داخل الطائرة من قبل قوات "جهاز الردع"، واقتياده لمكان مجهول، قبل أن يفقد الاتصال به.

وقالت قيادات من اللواء 444 إنهم صمتوا لساعات، بعد عملة الاعتقال، احتراما لقيادات وجاهات في منطقة سوق الجمعة، وعدوهم بالتوسط لإطلاق سراح حمزة حتى صلاة العشاء مساء الإثنين، وهو ما لم يحدث، على حد قولهم.

أما "جهاز الردع"، فقال في بيان: "لم نشرع في اتخاذ أية إجراءات خارج إطار القانون، أو خارج الصلاحيات الموكلة إلينا بأوامر من الجهات ذات العلاقة، وعملية إيقاف محمود حمزة تمت وفقاً لمذكرة قبض بأوامر من المدعي العام العسكري بما يكفله له القانون من اختصاصات وصلاحيات".

اقرأ أيضاً

بسبب الاشتباكات.. إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات بجامعة طرابلس

ليست طرابلس فقط

التوتر الأمني الذي تسببت به حادثة اعتقال قائد اللواء 444 لم تقف عند طرابلس، بل امتدت لمدينة ترهونة المحاذية لها، حيث قال آمر قوة الإسناد بعملية "بركان الغضب"، ناصر عمار، إن "قوة تابعة لـ(اللواء 444 قتال) قامت باقتحام مقر جهاز الردع بمنطقة الداوون في مدينة ترهونة".

وأضاف عمار أن "أكثر من 70 آلية طوقت المقر وأجبرتهم على الاستسلام وتم حجزهم ومصادرة أسلحتهم".

يذكر أن القوتان المتصارعتان يفترض أنهما تدينان بالولاء لحكومة الوحدة الوطنية، ولعبتا دورا في إحباط محاولة قوات تابعة للبرلمان في الشرق السيطرة على طرابلس لتثبيت سلطة حكومة فتحي باشاغا السابقة، والتي شكلها المجلس.

الاشتباكات ليست الأولى بين هاتين القوتين، ففي 28 مايو/أيار الماضي شهدت طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بينهما على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء 444 أيضا.

مؤسسات الشرق الليبي تدين

بدوره، أدان مجلس النواب الليبي في الشرق ما وصفها بـ"الأعمال القتالية وجرائم الخطف" التي تشهدها طرابلس، ودعا كافة الأطراف لوقف الاقتتال.

كما علق رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد على الاشتباكات، قائلا إنه يتابعها بقلق، ودعا  "الجهات الأمنية والعسكرية إلى ضبط النفس وتغليب الحوار حقناً للدماء ومنعاً لتدمير الممتلكات العامة والخاصة".

كما دعا المجلس الأعلى للدولة بليبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في طرابلس، وطالب بحل الإشكال بالطرق السلمية.

اقرأ أيضاً

ليبيا.. اشتباكات جديدة تهز ضواحي طرابلس

ردود أفعال دولية

من جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى ليبيا عن قلقه بشأن التطورات في طرابلس، مذكرا الأطراف بأن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية.

وقال "أحث كل الأطراف على وقف تصعيد العنف واحترام مطالب الشعب من أجل السلام والاستقرار"، وأضاف أن "الأحداث تذكرنا بضرورة التوصل لاتفاق يمهد الطريق للانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة".

كما أعربت كل من السفارة الأمريكية والبريطانية والفرنسية في ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات في طرابلس، وطالبت بوقف التصعيد.

تشعر ???????? بقلق عميق أيضا إزاء رؤية اشتباكات عنيفة في طرابلس. إن حماية أرواح المدنيين أمر بالغ الأهمية. نشارك @UNSMILibya في دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد فورا والدخول في حوار. https://t.co/UBEDo3kuzd

— UK in Libya???????????????? (@UKinLibya) August 15, 2023

نشعر ببالغ القلق إزاء أعمال العنف الأخيرة في #طرابلس و نحث على الوقف الفوري للتصعيد من أجل الحفاظ على المكاسب الليبية الأخيرة نحو تحقيق الاستقرار و الانتخابات. #ليبيا https://t.co/ftWhZvBUCg

— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) August 15, 2023

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ليبيا اشتباكات طرابلس عبدالحميد الدبيبة اللواء 444 جهاز الردع قوات الحرس الرئاسي حكومة الوحدة الوطنية الوحدة الوطنیة مطار معیتیقة جهاز الردع محمود حمزة فی طرابلس اقرأ أیضا اللواء 444 فی مناطق

إقرأ أيضاً:

«يوم التحرير» رسوم ترامب قد تكون البداية فقط لرؤية بعيدة المدى

الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما أسماه «يوم التحرير» كانت أكبر وأكثر شمولا من توقعات مراقبين عديدين. لقد حان الوقت الآن لإدراك أن هذه الإجراءات والتي تشكل أكبر معدلات رسوم جمركية تُفرض دفعة واحدة خلال 70 عاما على الأقل ليست لمرة واحدة (لن تقف عند هذا الحد) أو أنها تكتيك تفاوضي.

رغم الفوضى التي أحاطت بفرض الرسوم إلا أن لدى كبار المستشارين في إدارة ترامب مجموعة من النظريات التي يعتقدون أنها ستغير السياسة والاقتصاد في الداخل وأيضا الأسس التي ترتكز عليها القوة الأمريكية في الخارج. فحسبما يقولون يمكن أن يساعد «مزيجٌ» من الرسوم الجمركية والمفاوضات الولاياتِ المتحدة في تحقيق زيادة مثيرة في الوظائف الصناعية وتغطية جزء مهم من الإنفاق الحكومي والاحتفاظ بالتحالفات الأمنية للبلدان التي تحقق توازنا في التجارة وأسعار الصرف مع واشنطن.

على الرغم من أن هذه «الرؤية للعالم» فشلت حتى الآن في إقناع كل أحد في إدارة ترامب واقتصاديين عديدين ينتمون إلى التيار الرئيسي في الفكر الاقتصادي لكن وعدها الجذاب أن الولايات المتحدة يمكنها الحصول على كل من القوة وحرية العمل في الداخل والخارج يعني أنها في الغالب ستظل باقية.

الأسس الفكرية لاقتصاديات «ماغا»

وترتكز الاقتصاديات الترامبية أو اقتصاديات ماغا «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» على انتقادين للنظام التجاري العالمي الحالي. هذا النقد المزدوج يبدو معقولا لغير الخبراء ولكنه يدفع الملمِّين بأمور التجارة إلى حافة الجنون. وقد وظَّفه ترامب باقتدار في كلمته التي دشَّن بها سياساته الجمركية الجديدة.

الانتقاد الأول هو أن ممارسات الشركاء التجاريين غير منصفة. يحاجج ترامب بتضرر شركات الولايات المتحدة وعمالها وأمنها لأن البلدان الأجنبية تنتهك القواعد الدولية أو تستغل الشروط المتساهلة التي قبل بها أسلافه في مفاوضاتهم التجارية. والنتيجة هي بحسب ترامب أن الشركات الأمريكية لا يمكنها المنافسة وكذلك العمال الأمريكيين إلى جانب تهديد الصناعات الضرورية لأمن الولايات المتحدة.

ما يلفت أن ترامب هنا يؤكد على وجهة نظر قوية في أوساط الجمهوريين وينقسم حولها الديمقراطيون باطراد مفادها أن ازدياد التجارة كلَّفت الأمريكيين أكثر مما حققت لهم من مكاسب.

دعوى ترامب بعدم الإنصاف ترتكز على حجتين فرعيتين. أولاهما أن سياسات الحكومة الصينية من الدعومات واسعة النطاق للصناعات التصديرية وإلى (ما أسماه) السطو على الملكية الفكرية تشكل تهديدا وجوديا وفريدا لاقتصاد الولايات المتحدة وأمنها وعمالها ونمط حياتها. هذه النظرة لبكين باعتبار إنها تقوض جذريا قواعد اللعبة تسود الآن بشكل عام في واشنطن.

الحجة الفرعية الثانية هي أن حلفاء الولايات المتحدة مدينون لها بموازنة تجارتها مقابل الضمانات الأمنية (التي يتمتعون بها) مثل عضوية الناتو.

الانتقاد الثاني هو أن العجوزات التجارية سيئة في حد ذاتها. هذه الحجة لم تظهر في دوائر السياسات الأمريكية على مدى عقود، يحاجج الاقتصاديون التقليديون بأن العجوزات التجارية المستمرة للولايات المتحدة مرتبطة على نحو وثيق بمكانة الدولار الأمريكي بوصفه عملة الاحتياط العالمية. بل حتى مفيدة إذ تقابلها مشتريات عالمية ضخمة للدولار واستثمارات في الولايات المتحدة.

لكن الشخصيات الكبيرة المحيطة بترامب تعتقد خلاف ذلك. فروبرت لايتهايزر الذي شغل منصب الممثل التجاري للولايات المتحدة في فترة ترامب الرئاسية الأولى يحاجج بأن العجوزات التجارية الأمريكية حوَّلت «حوالي 20 تريليون دولار من ثروتنا (في شكل أسهم في شركاتنا ودين وعقارات) إلى حكومات ومواطني البلدان المستغِلَّة طوال الـ20 عاما الماضية».

ويجادل أيضا بوجوب عكس تدهور الوظائف وتعزيزها في الصناعة التحويلية وتحديدا وظائف الرجال لترقية الشخصية الوطنية. ففي أوساط ناخبين منقسمين بشدة بناء على الجندر (النوع) ينصت الناس بآذان صاغية إلى الحجج المتعلقة بكرامة الذكور (من خلال استعادة وظائفهم) بصرف النظر عما تقول به النظريات الاقتصادية حول إمكانية ذلك.

رؤية بعيدة المدى

العدد الكبير من خيارات الرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب وغرامُه بتعديلها وتأجيلها أو إلغائها قاد مراقبين عديدين إلى القول بعدم وجود خطة واضحة وراءها أو أن القصد منها أن تكون أداة تفاوض وليس تحقيق أية نتيجة معينة.

على أية حال هذا التصور يغفل عن إدراك إلى أي مدى قضى كبار أعضاء فريقه السنوات الأخيرة في رسم سيناريوهات طويلة المدى تعيد فيها الرسوم الجمركية تشكيل الاقتصاد المحلي والموازنة الفيدرالية وبنية الاقتصاد العالمي.

وعَدَ ترامب ناخبيه بأنه سيعيد وظائف الصناعة التحويلية والصناعات إلى الولايات المتحدة. وهو يعتقد أن الرسوم ستساعده في تحقيق ذلك بطريقتين هما دعم الشركات الصناعية الأمريكية بجعل الواردات أكثر كلفة وتشجيع الشركات الصناعية الأجنبية على إنشاء مصانع في الولايات المتحدة.

لكن هذا الهدف يصطدم نوعا ما بتعهده بأن الرسوم الجمركية ستغطي التخفيضات الضريبية للشركات وتخفِّض عجز الموازنة الفيدرالية وفي آخر المطاف تحل محل ضريبة الدخل.

فإذا أزاحت منتجاتُ الصناعة التحويلية المحلية الوارداتِ وحلت محلها سيعني ذلك أن الرسوم الجمركية لن تُدفع على السلع المستوردة وبالتالي لن تتحقق الحصيلة المرجوّة منها. بالمثل، إذا تراجع سعر الدولار مقابل العملات الأخرى (وهذا هدف آخر للإدارة الأمريكية تُجمِع عليه جماعات مهمة من ناخبي الحزبين الجمهوري والديمقراطي) ستصبح الواردات أكثر تكلفة وستقلّ إيرادات الرسوم الجمركية.

وفي حين أن ترامب نفسه ذكر القليل أو لم يقل أي شيء عن البنية الاقتصادية العالمية، إلا أن بعض مستشاريه يعتبرون الرسوم الجمركية أول خطوة نحو تحقيق المزيد من الأهداف المتعلقة بمنظومة اقتصاد العالم.

لقد سبق أن فكَّر كل من وزير الخزانة سكوت بيسنت ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميران في استخدام الرسوم لفرض إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي وفق شروط في صالح الولايات المتحدة (ما يسمى اتفاقية مار لا جو.)

كما اقترح الرجلان أيضا نظاما من عدة مستويات يربط بين قبول البلدان للرسوم الجمركية وإصلاحات العملة وبين عمق علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة. من جانبه، اقترح لايتهايزر بناء نظام من مستويين برسوم جمركية أقل للحكومات «الديمقراطية» التي تلتزم بتجارة متوازنة في منتجات الصناعة التحويلية (مع الولايات المتحدة). طرح ميران ذلك بصراحة أكبر عندما اقترح تعهدات دفاعية مشتركة ومظلة دفاعية أمريكية تكون «أقل إلزاما أو ضمانا تجاه البلدان التي تطبق رسوما انتقامية».

ربما تبدو هذه الطموحات بعيدة المنال وفي الغالب ستواجَه باعتراضات من أعضاء إدارة ترامب الذين يريدون تقليل الالتزامات الأمنية لواشنطن الأمريكية أو يشترطونها بعوامل ثقافية.

إضافة إلى ذلك، كل إعادة تفاوض سابقة بشأن النظام الاقتصادي العالمي في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية كانت ترتكز على موثوقية الولايات المتحدة بالنسبة للأصدقاء والأعداء على السواء. لكن اشتُهِر عن ترامب تفضيله التقلّب وحرية التصرف على التقيد بالقواعد والتعهدات الملزمة. ومن المرجح جدا أن «يوم التحرير» حرَّر الولايات المتحدة ومنظمة التجارة العالمية من بعضهما البعض إلى الأبد.

مع ذلك لن يكون من الحكمة التهوين من شأن هذه الرؤى. فهي تمثل تنظيرا لفكرتين تتردد أصداؤهما بقوة في نفوس الناخبين الأمريكيين وهما أن السياسات التجارية والأمنية في العقود السابقة كانت نتائجها سلبية تماما للأمريكيين وأنها يجب أن تحقق بدلا من ذلك منافعَ يومية ملموسة، وكلما طال التلويح بهاتين الفكرتين أمام الناخبين كلما قل احتمال العودة إلى نظام تتقيد فيه الولايات المتحدة بأية قواعد تجارية على الإطلاق.

هيذر هيرلْبيرت زميلة مشاركة ببرنامج الولايات المتحدة والأمريكتين في المعهد الملكي للشؤون الخارجية (شاتام هاوس)

مقالات مشابهة

  • منع معتمرين من السفر في المطارات المصرية.. ما القصة؟
  • هوشيار زيباري: ما جرى في سوريا ليس سوى البداية
  • الدبيبة يتابع سير العمل في مشروع «تطوير جامعة طرابلس»
  • صمت المدرجات يُشعل قمتي ليبيا.. الجماهير تُمنع من حضور ديربي طرابلس وبنغازي
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية
  • الأهلي طرابلس يكمل عقد الفرق المتأهلة إلى الدور الـ16 من مسابقة كأس ليبيا لكرة القدممنتصف مايو القادم ينطلق الدور الـ16 من مسابقة كأس ليبيا
  • «يوم التحرير» رسوم ترامب قد تكون البداية فقط لرؤية بعيدة المدى
  • “الدبيبة” يناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي التطورات الاقتصادية الأخيرة في ليبيا
  • مباحثات عسكرية ليبية تركية خلال زيارة آمر الاستخبارات العسكرية لأنقرة