في مفاجأة لم يكن يتوقعها العديد من المراقبين، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن ترشيح المذيع التلفزيوني والعسكري السابق، بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع في إدارته.

لم يكن اسم هيغسيث من بين الأسماء المتداولة بشكل بارز ضمن الاختيارات المحتملة لهذا المنصب، ما جعل الإعلان عن ترشيحه يثير الدهشة في الأوساط السياسية.



منذ إعلان ترشيح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع في إدارة ترامب، برزت موجة من الانتقادات التي تطال خلفيته ومواقفه السابقة، حيث تركز أولى الانتقادات على افتقار هيغسيث للخبرة الحكومية، فرغم تاريخه العسكري والإعلامي، إلا أنه لم يشغل مناصب إدارية في الحكومة من قبل.

ويثير هذا النقص تساؤلات حول مدى قدرته على إدارة وزارة الدفاع بفعالية، خاصة في بيئة تتطلب خبرة واسعة في التعامل مع البيروقراطية والعمليات المعقدة التي تميز الوزارة، هذه النقطة قد تُذكر بمواقف مشابهة في إدارة ترامب حين تم تعيين أفراد في مناصب حساسة دون خبرة كافية، مما تسبب في تحديات إدارية لاحقة.

????BREAKING: President Trump Just Announced Pete Hegseth @PeteHegseth as Secretary of Defense Congratulations Pete!!!

Thanks to President Trump do the right thing for WE THE PEOPLE! Let's Make America Great Again! pic.twitter.com/yPT364QUqj — AJ Huber (@Huberton) November 13, 2024


من ناحية أخرى، تأتي مواقف هيغسيث المتشددة في السياسة الخارجية كمصدر للجدل، لا سيما تأييده المعلن لتدخلات عسكرية في الشرق الأوسط ودعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، وتصريحاته السابقة التي دعت إلى "تدمير غزة" تُثير القلق لدى السياسيين الداعين إلى حلول أكثر توازنًا، وتضع تساؤلات حول انعكاس تلك التوجهات على قرارات وزارة الدفاع حال توليه المنصب، كما أن موقفه الصارم تجاه إيران ودعمه لتصعيد العمليات العسكرية قد يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، ما يثير تحفظات داخل الكونغرس وخارجه.

جانب آخر من الانتقادات يتمثل في خبرته الإعلامية وخطاباته الحادة خلال عمله كمقدم في فوكس نيوز، تُطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هيغسيث في اتخاذ القرارات إذا كان منصبه الجديد مبنيًا على تاريخه الإعلامي المنحاز أيديولوجيًا. هذا الانحياز قد يؤثر على تعاطيه مع السياسات الدفاعية ويزيد من الشكوك حول تنفيذه لأجندة سياسية تتماشى مع توجهات الحزب الجمهوري وإدارة ترامب.

الجميع مصدوم
أشار أحد مسؤولي الدفاع لشبكة CNN إلى أنه فوجئ بهذا الترشيح، قائلاً: "الجميع مصدومون ببساطة"، بينما قال مسؤول آخر كان يتابع اختيارات ترامب المحتملة: "لم أكن أعرف حتى في الساعات التي سبقت الإعلان عن الترشيح كيف أتصرف حيال ذلك".

ورغم أن هيغسيث قد لا يكون قد تم تداول اسمه في الأوساط السياسية بشكل كبير، إلا أن موقفه الواضح وموالاته لترامب قد يكونان عوامل حاسمة في هذا الاختيار.

ويعتبر بيت هيغسيث شخصية مثيرة للجدل في السياسة الأمريكية، حيث يعد من أبرز المؤيدين لسياسات ترامب المتشددة على جميع الأصعدة، مواقفه العسكرية والإعلامية والمناهضة لبعض السياسات الديمقراطية تُظهر كيف يمكن لهيغسيث أن يلعب دورًا مهمًا في المستقبل السياسي لأمريكا.


أيدولوجية هيغسيث ودعمه لإسرائيل
ويعرف هيغسيث، بمواقفه القوية في السياسة الخارجية، خاصة دعمه اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، أشار في وقت سابق إلى أن "إسرائيل يجب أن تدمر غزة".

في أكثر من مناسبة، عبر عن دعمه الثابت لإسرائيل واصفًا إياها بأنها حليف استراتيجي أساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأثناء الأحداث المتعلقة بالحرب على غزة، كان له مواقف متشددة، حيث داعا مرارًا إلى دعم إسرائيل في اتخاذ الإجراءات العسكرية ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

الموقف من إيران: في عام 2020، دعم هيغسيث عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائلاً إنها كانت خطوة ضرورية لحماية الأمن الأمريكي والإسرائيلي. كما دعا إلى مزيد من التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وتحديدًا ضد إيران، مشددًا على ضرورة قصف المنشآت الإيرانية كرد فعل مباشر على تهديداتها للأمن الأمريكي.

تصريحاته حول سوريا: خلال فترة إدارة ترامب، كان هيغسيث من المنتقدين لقرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنه ترامب في عام 2019، واعتبره خطوة غير حكيمة تهدد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

????Another huge win for Israel and the Jewish people! President Trump picks Army veteran, FOX News host Pete Hegseth for Secretary of Defense.
Hegseth has two Bronze Stars, degrees from Harvard and Princeton and served in Iraq and Afghanistan.
He is unapologetically anti woke, pro… pic.twitter.com/VWyki1UFkz — Daniel Cohen (@DanielCohenTV) November 13, 2024
آراء عن سياسة الدفاع
التوجهات الحربية: يُصنف هيغسيث كأحد "صقور الحرب"، حيث يُؤمن بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة دائمًا لاستخدام القوة العسكرية ضد أعدائها. دعمه المتواصل للتدخلات العسكرية في الشرق الأوسط يعكس توجهه العام نحو سياسة خارجية حازمة.


الخبرة العسكرية
تخرج هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون، وعُرف كمحارب قديم، حيث خدم في الجيش الأمريكي كضابط في القوات البرية، حيث بدأ خدمته في عام 2003، تمت خدمته في مناطق النزاع مثل غوانتانامو، العراق، وأفغانستان، كان جزءًا من الفرقة 82 المحمولة جواً في الجيش الأمريكي.

ومن خلال عمله الإعلامي وتواجده في الصحافة، كان يدعو هيغسيث إلى مزيد من الدعم المالي للقوات المسلحة الأمريكية، ويشدد على ضرورة تحديث الأسلحة والأنظمة العسكرية.

الأوسمة: حصل هيغسيث على عدة أوسمة وجوائز خلال خدمته العسكرية، بما في ذلك وسام الاستحقاق العسكري وجائزة الخدمة المتميزة.

Let's set the record straight about @PeteHegseth, Trump's choice for Secretary of Defense. The left is quick to mock this choice, calling him just a "Fox News anchor," but there's more to it:

- He's still an active member of the Army National Guard, holding the rank of Major.
-… pic.twitter.com/B0YMFUm1qW — MagaVeteran1969 (@LouisCuneo1) November 13, 2024
الخبرة الإعلامية
عمل كمقدم برامج في فوكس نيوز بعد خدمته العسكرية، وبدأ هيغسيث مسيرته الإعلامية كمقدم برامج في قناة فوكس نيوز، حيث أصبح أحد أبرز المذيعين الذين يعبرون عن آراء سياسية محافظة، ليكون بذلك أحد أبرز الوجوه الإعلامية الموالية للحزب الجمهوري، حيث تمنحه تجربته العسكرية والإعلامية خلفية مميزة في ميدان السياسة الدفاعية.

البرامج التي قدمها: من بين أبرز برامجه التي قدمها على قناة فوكس نيوز هو برنامج "Fox & Friends Weekend"، حيث كان يشارك في مناقشات حول قضايا سياسية وأمنية داخلية ودولية.


تعزيز الأمن الأمريكي في عهد هيغسيث
في بيانه عن ترشيحه لهيغسيث، قال ترامب: "يشرفني أن أعلن أنني أرشح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع.. بيت شخص صارم وذكي ويؤمن بوضع أمريكا في المقام الأول. مع بيت، سيعرف أعداء أمريكا أن قواتنا ستكون عظيمة مرة أخرى". هذه الكلمات تعكس صورة هيغسيث كرمز للقوة والتشدد في السياسة الدفاعية الأمريكية.
Meet our New Defense Secretary! Isn’t it grand? Pete Hegseth is a true hero IMO hears a little story he shares with we was over seas! It’s very moving! pic.twitter.com/Mt7gfKuif7 — Kathleen Winchell ❤️???????????????????????? (@KathleenWinche3) November 13, 2024
 الكتب والمؤلفات:
كتاب "American Crusade": في عام 2020، نشر هيغسيث كتابًا بعنوان "American Crusade: Our Fight to Stay Free"، الذي يتناول فيه رؤيته حول دور الولايات المتحدة في العالم، وكيفية مواجهة التهديدات الخارجية مثل إيران والصين، بالإضافة إلى التحديات الداخلية التي تواجه الأمة الأمريكية مثل الانقسامات السياسية والاجتماعية.
 حياته الاجتماعية
هيغسيث متزوج ولديه عدة أطفال، وهو معروف بتصريحاته العائلية التي يظهر فيها بشكل قوي دفاعًا عن القيم الأسرية التقليدية.


خلافات سابقة في إدارة ترامب
لا يمكن إغفال أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت في عهد ترامب مسرحاً لعدة خلافات، بدءاً من استقالة وزير الدفاع الأول، جيمس ماتيس، احتجاجاً على قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

كما أظهر مارك إسبر، وزير الدفاع الأسبق، تحذيرات علنية بشأن سياسة إدارة ترامب، ما يطرح تساؤلات حول مدى التوافق الذي سيجمع هيغسيث مع بقية أعضاء الإدارة في المستقبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب هيغسيث وزير الدفاع وزارة الدفاع غزة امريكا غزة الاحتلال وزارة الدفاع وزير الدفاع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط وزیر الدفاع تساؤلات حول إدارة ترامب فی السیاسة بیت هیغسیث فوکس نیوز pic twitter com فی عام

إقرأ أيضاً:

أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية

يمانيون../
رغم الاستعراض العسكري الواسع خلال ولاية ترامب الثانية، أقرّت الولايات المتحدة بفشل حملتها على اليمن، في ظل استمرار وتعاظم الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان الاحتلال الصهيوني ومصالح واشنطن في البحر الأحمر، وتعثّرها في تأمين ممرات التجارة الدولية رغم الكلفة العسكرية الهائلة.

وأكدت مجلتا “فورين بوليسي” و”معهد واشنطن للدراسات” في تقريرين منفصلين أن اليمن بات يشكل تهديداً نوعياً على الهيمنة البحرية الأمريكية، ويقوّض فعالية الإنفاق الدفاعي الهائل الذي بذلته وزارة الدفاع دون تحقيق أهداف ملموسة.

مجلة فورين بوليسي وصفت العمليات الأمريكية في اليمن بأنها “نزيف عسكري بلا إنجاز”، مشيرة إلى أن الأهداف التي أعلنتها واشنطن، وعلى رأسها تأمين الملاحة البحرية وردع الهجمات، لم تتحقق، بل تصاعدت عمليات صنعاء التي استهدفت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ما أدى إلى شلل شبه تام لحركة السفن عبر هذا الممر الحيوي.

كما انتقدت المجلة غياب الشفافية العسكرية الأمريكية، حيث تفتقر العمليات إلى بيانات رسمية واضحة، وتُختزل التغطية الإعلامية بفيديوهات دعائية. وأشارت إلى أن الهجمات اليمنية استخدمت ذخائر موجهة تستهلك قدرات بحرية “محدودة أصلاً”، بحسب وصف خبراء عسكريين.

من جهته، حذّر تقرير أعده المقدم في القوات الجوية الأمريكية “جيمس إي. شيبارد” لصالح معهد واشنطن، من أن الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء بات يهدد ليس فقط التجارة العالمية بل كذلك قدرة واشنطن على التحرك السريع عسكرياً في مناطق النزاع، مؤكداً أن مضيق باب المندب يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية للوجستيات العالمية والعسكرية، حيث تمر عبره سلع تتجاوز قيمتها التريليون دولار سنويًا.

ووفقاً للتقرير، أجبرت هجمات القوات اليمنية شركات الشحن العالمية على تجنب البحر الأحمر وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل رحلة، ما يمثل ضغطاً هائلًا على سلسلة الإمدادات الدولية.

ورغم محاولات واشنطن لفرض الحماية على سفنها، فإن بعض السفن تعرضت لهجمات رغم وجود مرافقة عسكرية، ما كشف ضعف الردع الأمريكي في المنطقة. واعتبر التقرير أن هذه التطورات تتطلب “إعادة صياغة العقيدة البحرية الأمريكية”، إذ إن تعطيل النقل البحري يهدد فعليًا القدرات الأمريكية على الاستجابة الطارئة وإعادة التموضع الاستراتيجي.

واعتبر التقرير أن صنعاء، ورغم غياب حاملات الطائرات أو الأساطيل العملاقة، قد نجحت في فرض معادلة ردع دقيقة وفعالة، أربكت المخططين العسكريين الأمريكيين وأجبرتهم على مراجعة الخيارات التكتيكية واللوجستية.

وتوقع التقرير استمرار الهجمات اليمنية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ليس فقط في البحر الأحمر، بل لتمتد إلى بحر العرب وشمال المحيط الهندي، مع احتمال توسع الأهداف لتشمل الممرات البديلة التي تحاول واشنطن الاعتماد عليها.

وفي محاولة للحد من تأثير الهجمات اليمنية، اقترحت شبكة النقل عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة للبنتاغون إنشاء 300 منشأة لوجستية – تشمل مطارات وموانئ ومراكز برية – لتسهيل نقل البضائع خارج باب المندب، مشيرة إلى إمكانية نقل الحمولات عبر ميناء جدة أو ممر بري يربط ميناء حيفا في الكيان الصهيوني بالخليج العربي مروراً بالأردن والسعودية والبحرين.

ورغم ما يبدو من بدائل، إلا أن التقارير الأمريكية نفسها تحذر من أن هذه الخيارات مكلفة ومعقدة، وتقع هي الأخرى في نطاق نيران القوات اليمنية، ما يعقّد قدرة واشنطن على تنفيذ استراتيجيتها البحرية في المنطقة، ويجعلها عرضة لردود فعل غير تقليدية من صنعاء، التي تُدير المعركة بإيقاع منضبط يدمج بين السياسة والتكتيك العسكري بفعالية غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية
  • مئات الشاحنات والآليات العسكرية الأمريكية تغادر قواعدها من سوريا باتجاه العراق
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • “قوات صنعاء” تضرب الإمدادات العسكرية الأمريكية 
  • اللجنة العسكرية لمعرض دبي للطيران 2025 تعقد اجتماعها الأول في وزارة الدفاع
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • ما هو القسم الجديد الذي أداه أئمة الأوقاف أمام السيسي في الأكاديمية العسكرية؟
  • تسريبات سيغنال تضع مستقبل هيغسيث على المحك.. كيف علق مغردون؟
  • ما التحديّات التي تنتظر البابا الجديد؟