عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" تحت عنوان: "العنصرية وخطرها على المجتمع الإنساني"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، واستهل الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الملتقى بالتاكيد على أن العنصرية تتمثل في التفرقة في معاملة الإنسان بناءً على نوعه، أو لونه أو عرقه، أو مكانته في المجتمع سواءً كان غنيًا أو فقيرًا، مشيرا إلى نظرة الإسلام للتنوع في الخلق، حيث إن الله خلق الكون متنوعًا، فمن حيث النوع قال تعالى: "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ"، لافتا إلى أن هناك تنوعا في الألوان، كما ورد في قوله تعالى: " وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ".

وأشار د.الهدهد، إلى أن هذا التنوع له مصلحة كبيرة في الكون، ومع ذلك، جاء الإنسان الذي خُلق من التراب ابتداءً ثم من النطفة تواليا، كما قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ "، حيث وضع الدين الإسلامي الرافض للعنصرية، الأسس القويمة للتأكيد على أن الله خلق الناس بتنوعهم هذا، فالناس سواسية، كأسنان المشط الواحد، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح.

وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، إلى أن الإسلام وكافة الأديان السابقة، تصدت للعنصرية، لأن النظر إلى العنصر في التصرفات نظر يجهل المقاييس الفطرية الإلهية، وقد عالج الإسلام هذه القضية من خلال آيات قرآنية تدعو إلى رفض العنصرية، كما ورد في قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ".

وشدد على أن الإسلام نظر إلى العنصرية بنفس الطريقة التي ينظر بها إلى الجاهلية، التي لا تأتي بخير، فجميع ما نشهده اليوم على الساحة من صراعات وحروب، إنما أساسه قائم على العنصرية والجاهلية، مما يستدعي العودة إلى القيم الإسلامية السمحة التي ترفض هذا التمييز، ونبذه النبي ﷺ وربى جيل الصحابة الكرام على عدم التفرقة فيما بينهم، كما حدث من موقف النبي عندما عاتب الصحابي أبا ذر  رضي الله عنه، حين سَبَّ  بِلاَلًا ، فَعَيَّرَهُ بأُمِّهِ، قالَ: فأتَى الرَّجُلُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ النبيُّ ﷺ: إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الازهر ابراهيم الهدهد العنصرية

إقرأ أيضاً:

جامعة بنها تنظم قوافل توعوية لمواجهة التحديات المعاصرة في معهد فتيات بنها

نظمت جامعة بنها قوافل تثقيفية وتوعوية شاملة بمعهد فتيات بنها النموذجي، استهدفت تمكين الطالبات وتزويدهن بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات المعاصرة، وذلك في إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان".

شملت القوافل مجموعة متنوعة من الندوات والورش التي تناولت قضايا حيوية، أبرزها: نظمت كلية الآداب بالتعاون مع الأزهر الشريف ندوة توعوية حول أشكال التنمر الإلكتروني وآثاره السلبية، تناولت زيادة وعي الطالبات حول ما هو التنمر الإلكتروني وتأثيراته المختلفة على الأفراد وكيفية التعامل والتصدي للمشكلة وحلها، بالإضافة إلى توجية بعض النصائح والإرشادات عن الأساليب الصحيحة لمواجهة مشكلة التنمر، حاضرت فيها كلا من الدكتورة مى رشوان مدرس، والدكتورة إيمان مجدى مدرس علم الاجتماع بالكلية.

ونظمت كلية العلوم بإشراف الدكتور محمد هيكل عميد كلية العلوم، والدكتور نهاد البرقي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ندوة تعريفية وتوعوية عن تطبيقات علم الجيوفيزياء كأداة علمية حيوية في مواجهة التحديات البيئية والتنموية، وإمكانياته الكبيرة في خدمة المجتمع عبر استكشاف الموارد وتقديم الحلول للمشكلات البيئية والجيولوجية المختلفة.

تناولت الندوة فوائد وتطبيقات الجيوفيزياء، وأهمية استخدام طرقه في تطبيقات عديدة تمس المجتمع مباشرة، خاصة في استكشاف الثروات المعدنية، واستغلال الموارد الطبيعية كالبترول والمياه الجوفية، بالإضافة الى تأثير التلوث على المياه الجوفية، و مناقشة الحلول التي يوفرها علم الجيوفيزياء لمثل هذه المشكلات، من خلال تقنيات متقدمة تتيح دراسة طبقات الأرض وتحديد مدى التأثر بالتلوث أو التغيرات البيئية، وتقديم استراتيجيات لمعالجة والحفاظ على الموارد المائية.

وجاء ذلك بمشاركة عدد من أعضاء التدريس بالكلية وهم نهاد محمود عبد البر، و أحمد محمد قطقاط، وصالح علاء صالح.

مقالات مشابهة

  • أستاذ بجامعة الأزهر: العنصرية من أشكال النفوذ الاستعماري
  • أستاذ بجامعة الأزهر: العنصرية قضية تؤرق البشرية وحاربها الإسلام بكل شدة
  • ماذا لو لم تكن قضيةُ فلسطين؟
  • أمين "البحوث الإسلامية" يلتقي محافظ الغربية ويناقشان خطط المواجهة للقضايا المجتمعية
  • جامعة بنها تنظم قوافل توعوية لمواجهة التحديات المعاصرة في معهد فتيات بنها
  • الجامع الأزهر يناقش العنصرية وخطرها على المجتمع.. غدًا
  • شيخ الأزهر يستقبل رئيس المجلس الأوروبي في أذربيجان ويناقشان المآسي الإنسانية المعاصرة
  • ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" يناقش غدا العنصرية وخطرها على المجتمع
  • الجامع الأزهر يناقش العنصرية وخطرها على المجتمع غدا