صرخة من قلب البصرة: جولات التراخيص النفطية.. قنابل بيئية
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
13 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في محافظة البصرة، يُعاني السكان من أزمة بيئية خانقة، تفاقمت جراء جولات التراخيص النفطية التي تجاهلت سلامة البيئة والتدابير الوقائية.
وقد أثار ذلك قلقًا واسعًا بين المواطنين، إذ أبلغت تحليلات عن تزايد حالات الإصابة بالأمراض السرطانية وأمراض الجهاز التنفسي، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
وقال تحليل إن الانبعاثات السامة المتصاعدة من حقول النفط تنتشر بشكل كبير في الهواء والمياه، مما أدى إلى تلوث بيئي واسع النطاق لم تشهد المحافظة له مثيلاً من قبل.
وأفادت تقارير بأن ضعف الرقابة على الأنشطة الصناعية وتجاهل المعايير البيئية أسهما في تفاقم الوضع.
وأكدت مصادر أن عقود التراخيص كانت تفتقر إلى بنود واضحة تضمن سلامة البيئة وصحة المواطنين.
ورغم توالي التحذيرات من الجهات الصحية، تُركت الساحة خالية للشركات النفطية لتواصل أنشطتها دون رقابة صارمة، في ظل ما اعتبره البعض تهاونًا من السلطات المحلية.
وقال مواطن من سكان البصرة في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي: “نعيش في بيئة تخنقنا يوميًا. لا هواء نقي، ولا مياه نظيفة، ونرى الأمراض تتفشى بين عائلاتنا”.
كما عبّرت تغريدة من حساب باسم “أبناء البصرة” عن استياء شعبي، وذكرت: “لا أحد يهتم بصحتنا، كل ما يهمهم هو الأرباح والمكاسب من وراء النفط.”
ووفق معلومات من مركز الأورام السرطانية في البصرة، فإن أعداد المصابين بالسرطان ارتفعت بمعدل مقلق.
وذكر التقرير أن تلوث الهواء والماء في المحافظة يمثل عاملاً رئيسيًا في تفاقم هذه الأمراض.
وأشار أحد الأطباء العاملين في المركز إلى أن “المرضى يتزايدون بأعداد كبيرة، ونعجز عن استيعاب هذه الحالات المتصاعدة.” وأضاف في حديث له أن “البيئة الملوثة التي يعيش فيها سكان البصرة هي قنبلة موقوتة قد تستمر آثارها لسنوات.”
من جهة أخرى، قال النائب عن محافظة البصرة، علي المشكور، إن جولات التراخيص السابقة هي السبب المباشر وراء تصاعد معدلات الأمراض السرطانية والوبائية، مضيفًا في تصريحاته: “المسؤولية تقع على عاتق الحكومة والشركات النفطية التي لم تلتزم بإجراءات السلامة البيئية.” وأشار إلى أن هذه الجولات لم تقدم سوى الوعود، بينما بقيت المخاطر البيئية دون معالجة حقيقية.
وذكرت مهندس النفط سعد حسن أن “غياب القوانين الرادعة في هذا المجال أتاح للشركات أن تستمر في تجاهل المعايير البيئية”، موضحة أن الحاجة باتت ملحة لإعادة تقييم العقود وإلزام الشركات بإجراءات بيئية صارمة.
وقال مصدر قريب من الملف إن هناك نية لمراجعة جولات التراخيص السابقة، إلا أن ذلك يواجه معارضة من بعض الأطراف المستفيدة.
ورجّحت تحليلات أن تتزايد الضغوط على الحكومة المحلية والمركزية في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات. ومن المتوقع أن يتصاعد الحراك الشعبي في البصرة، مطالبةً بإيجاد حلول جذرية للتلوث البيئي والآثار الصحية الناتجة عنه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: جولات التراخیص
إقرأ أيضاً:
تحليل: وساطة السوداني تريد إنهاء انهاء لعبة الكراسي الكردية
21 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في ظل تعقيدات المشهد السياسي في إقليم كردستان العراق، يجد المواطنون أنفسهم عالقين بين وعود الأحزاب الكبرى واستحقاقات الواقع اليومي. فمع إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، لم يتمكن أي من الحزبين التقليديين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، من تحقيق الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة منفردة. هذا السيناريو فرض على الساحة السياسية جولة جديدة من المفاوضات والتحالفات.
تحدثت مصادر مقربة من الاتحاد الوطني أن الحزب يرى في الوضع الراهن فرصة لتعزيز مواقعه التفاوضية، خصوصًا بعد سنوات من النزاع مع الحزب الديمقراطي حول ملفات مثل توزيع المناصب وموارد النفط.
وأشارت مصادر كردية في السليمانية إلى أن “الاتحاد الوطني لن يرضى بأقل من ضمان دور حقيقي في صناعة القرار ، وأن “الديمقراطي الكردستاني يريد إحكام قبضته على الإقليم بأي ثمن”.
و في منطقة السليمانية، تحدث المواطن فرهاد كريم، وهو موظف حكومي، عن الإحباط المتزايد بين المواطنين بسبب تأخر الرواتب وعدم وضوح الرؤية السياسية. يقول فرهاد: “لا يهمنا من يحكم، ما نريده فقط هو استقرار وتأمين رواتبنا. السياسة في كردستان أصبحت لعبة بين الكبار على حساب الناس العاديين”.
أما الباحث الاجتماعي أحمد شوان، فقد أشار إلى أن الأزمة السياسية تؤثر بشكل كبير على النسيج الاجتماعي للإقليم. وقال: “الأحزاب التقليدية تفقد تدريجيًا ثقة الشباب، ما يفتح المجال لأحزاب جديدة، لكنها للأسف لا تزال ضعيفة وغير قادرة على إحداث تغيير حقيقي”.
وساطة بغداد
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يحاول لعب دور الوسيط بين الحزبين الرئيسيين. و عقد السوداني لقاءات مكثفة مع قادة الحزبين لإيجاد حلول للقضايا العالقة بين الإقليم والمركز، مثل ملف الرواتب وتشريع قانون النفط والغاز. وذكرت مصادر سياسية أن السوداني يسعى لتقديم مقترحات “تنصف جميع الأطراف”، إلا أن الخلافات العميقة حول السيطرة على موارد النفط لا تزال حجر عثرة أمام تحقيق التوافق.
ويرى مراقبون أن التنافس الداخلي بين الحزبين يتجاوز حدود الإقليم ليصل إلى صراعات إقليمية ودولية، فالحزب الديمقراطي الكردستاني أقرب إلى تركيا وأمريكا، بينما يحتفظ الاتحاد الوطني بعلاقات قوية مع إيران. هذا الاستقطاب الخارجي يزيد من تعقيد المشهد السياسي في كردستان .
وفي حال عدم تشكيل حكومة قوية، يتوقع خبراء أن يواجه الإقليم أزمات أكبر في المرحلة المقبلة، قد تشمل تفاقم الاحتجاجات الشعبية وتراجع الاستثمار الخارجي. وأفاد تقرير أن “غياب الاستقرار السياسي سيؤثر سلبًا على قدرة الإقليم على جذب استثمارات جديدة، خاصة في قطاع النفط”.
في سياق آخر، يتوقع أن تسعى القوى الشبابية إلى تنظيم حراك سياسي بديل في المستقبل، خاصة مع تصاعد الإحباط من الأداء التقليدي للأحزاب الكبرى.
وذكرت مواطنة تُدعى نسرين حمه، في تغريدة حظيت بتفاعل كبير: “نحن بحاجة إلى تغيير حقيقي، الأحزاب التقليدية استنزفتنا ولم تقدم شيئًا جديدًا”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts