كيف تحولت مستوطنة نتساريم إلى محور عسكري إسرائيلي بعد 20 عاما؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، أن تجهيزات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وبنيته التحتية، تؤكد أنه سيبقى فترة طويلة، وليس لمدة شهر أو شهرين، لا سيما فيما يتعلق بالطرق التي يشقها والمحاور التي يقوم بتشييدها وإقامة بؤر استيطانية فيها، مثل محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا".
وخلال الأيام الماضية، تواصلت عمليات النسف وتفجير المنازل المحيطة بمحور "نتساريم" الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، ووسعت قوات الاحتلال عرض المحور ليصل إلى 7 كيلو متر، وبطول يمتد من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى السياج الفاصل شرقا.
هذا ما نعرفه عن مستوطنة "نتساريم"
جرى إنشاء المستوطنة عام 1972، وكانت محصنة جدا، وهدف الاحتلال خلال إنشاء المستوطنات إلى خلخلة الديموغرافيا السكانية للقطاع، وكانت "نتساريم" ضمن مجمع مستوطنات "غوش قطيف"، وواحدة من 21 مستوطنة ضمن هذا المجمع.
وتحولت مستوطنة "نتساريم" عام 1984 إلى كيبوتس "أرثوذكسي"، وبعد بضع سنوات، قرر المستوطنون تحويلها إلى "قرية"، وغالبا ما كان يشار إليها في وسائل الإعلام إلى أنها معقل لـ"الصهيونية الدينية".
وبدأت المؤسسات الخاصة بالمستوطنة تتطور شيئا فشيئا حتى استقلت عن مجمع "غوش قطيف" الاستيطاني، بسبب موقعها المعزول والهجمات الفلسطينية المكثفة على المسار الوحيد لحركة السيارات منها وإليها خلال انتفاضة الأقصى.
وخلال السنوات القليلة التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة عام 2005، لم يُسمح للمستوطنين بالتنقل من وإلى مستوطنة "نتساريم" إلا بوجود مرافقين مسلحين عسكريين.
وأحاط الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة "نتساريم" بوسائل دفاعية من كل اتجاهاتها، إلى جانب المنطقة الزراعية داخل المستوطنة، والتي كانت جزء من مجال الحماية للجيش، وعمل الاحتلال على نظام حراسة على مدار اليوم في محيط المستوطنة عبر أبراج عسكرية.
مع بداية انتفاضة الأقصى قتل تسعة جنود للاحتلال أثناء حراستهم لمستوطنة "نتساريم"، وذلك خلال عمليات المقاومة الفلسطينية التي تطورت على مدار سنوات النضال.
مقاومة قلبت موازين الاحتلال
وكثفت المقاومة استهدافها لهذه المستوطنة، حيث شكّلت ممر ابتزاز لأهالي قطاع غزة، وسجل العديد من الأحداث الأليمة، إلى جانب عمليات التفتيش وتعمد الاحتلال منع عبور الفلسطينيين إلا بعد ساعات من الاحتجاز.
وتعالت الأصوات كثيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بإخلاء المستوطنة، واعتبروا موقعها "ساقط أمنيا"، فيما كان يتمسك رئيس الوزراء الليكودي آنذاك آرئيل شارون وحزبه اليميني، بمكانة المستوطنة وربطوها بمكانة "تل أبيب"، وأنه لن يتم التنازل عنها أبدا وسيتم توفير الحماية والدعم لها.
وكانت مستوطنة "نتساريم" آخر مستوطنة يتم إخلاءها عام 2005، لتكتمل خطة الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، وتنهي 38 عاما من الاحتلال، وبدأ جيش الاحتلال إزالة منازل في المستوطنات الخالية.
"محور عسكري" يحظى بأهمية للاحتلال
هدف الاحتلال الإسرائيلي إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه أثناء حربه على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فأنشـأ طريقا يفصل وسط غزة عن منطقة الجنوب، يمتد من الحدود الشرقية حتى السواحل الغربية، وجرف مساحات واسعة في محيط ممر "نتساريم" وصلت لعمق 3 كيلومترات على جانبه الشمالي والجنوبي، لتشكيل نقطة ارتكاز لجيشه.
وفي شباط/ فبراير الماضي، سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على "الممر العسكري" والذي أطقه عليه "طريق749"، وظهر في التقارير العبرية أنه كان مخططا له منذ بداية العملية البرية على القطاع.
وتحدث جيش الاحتلال عن أهمية المحور، وقال إنه "يمثل حماية للمنطقة ويمنع مرور الفلسطينيين إلى شمال غزة".
ودمر جيش الاحتلال خلال العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة الآلاف من المنازل والجامعات الفلسطينية الواقعة في منطقة "نتساريم"، ومنها تفجير جامعة "الإسراء" لقربها الشديد من المحور.
مكون من 3 مسارات عرضية
وأصبح هذا الطريق مكون من 3 مسارات عرضية، الأول لعبور الآليات المجنزرة، والثاني للعربات والجيبات بالعجلات المطاطية، أما الثالث فقد بنيت عليه مواقع لمبيت الجنود الإسرائيليين وتخزين الأسلحة، والتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.
وفي إطار تأمين نقطة الارتكاز على هذا الممر أحاطه الجيش الإسرائيلي بسواتر إسمنتية ضخمة وأخرى ترابية مرتفعة، والعديد من أجهزة الرصد المتطورة، وأبراج للمراقبة، إضافة لتحليق طيران استطلاعي على مدار الساعة، وتمشيط مدفعي وناري في ساعات الصباح والمساء وما بينهما.
ويتمسك الاحتلال الإسرائيلي بعدم التفريط بمحور "نتساريم" في الوقت الحالي، لأسباب عدة يراها مراقبون أنها ترتكز على تسهيل عودة الاستيطان إلى قطاع غزة، والتحكم بحركة المدنيين شمالا وجنوبا ومنع عودة النازحين، إلى جانب تسهيل تقدم الآليات الإسرائيلية في شمال غزة أو جنوبها بغضون دقائق قليلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة نتساريم المستوطنة غزة مستوطنة حرب الابادة نتساريم محور عسكري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
بينهم أطفال ونساء.. 5 شهداء في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة
استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في دير البلح وسط قطاع غزة، وفقًا لما ذكرته “الغد”.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو سمرة، في شارع المزرعة شرق مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء.
وجرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، فيما تواصل طواقم الإنقاذ البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,227 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,573 آخرين، في حصيلة غير نهائية.
ومساء أمس، قصف طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وذكرت مصادر طبية أن مستشفى كمال عدوان يتعرض لقصف إسرائيلي كثيف وعنيف جدا وغير مسبوق، دون سابق إنذار.
وأشارت إلى الجيش الإسرائيلي يقصف المستشفى بالقنابل والقذائف المدفعية، ويستهدف أقسام المستشفى برصاص قناصته، ما تسبب بأضرار جسيمة.
وأشارت المصادر إلى أن الطواقم طبية المتواجدة في المستشفى، تجمعت في مكان واحد بين الممرات والأقسام، في محاولة لحماية أنفسهم من الشظايا والرصاص.
وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي المستشفى، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الكوادر الطبية والأشخاص في محيطه، وألحق أضرارا بمولدات الكهرباء وبأقسام المستشفى.
ومساء السبت، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية اليوم السبت إن جيش الاحتلال استهدف الطابق الثالث من المستشفى بالقذائف المدفعية، دون وقوع إصابات، مؤكدا أن ذلك تسبب برعب بين المصابين والأطفال.
وأضاف أن المستشفى -الواقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة– تحت تهديد مستمر، وجدرانه مليئة بالرصاص والقذائف، مما يجعله يبدو كأنه هدف عسكري.
وأكد أن المستشفى لم يتلقَ مستلزمات الصيانة الضرورية للحفاظ على الكهرباء والمياه والأكسجين، رغم الوعود، مناشدا من يمكنه أن يوفر ما يحتاجه المستشفى لإنقاذ المصابين.